03-05-2024 05:14 PM بتوقيت القدس المحتلة

لا وداعا.. فكلماتك باقية معنا للأبد كما روحك

لا وداعا.. فكلماتك باقية معنا للأبد كما روحك

لم يكن للتراب أن يحظى بمقاوم يجيد التغني بعبقه كما حظي اليوم بجسد الشاعر عمر الفرا، انطلقت مراسم الجنازة، والجميع كانوا أصحاب العزاء


خليل موسى - دمشق

لم يكن للتراب أن يحظى بمقاوم يجيد التغني بعبقه كما حظي اليوم بجسد الشاعر عمر الفرا، انطلقت مراسم الجنازة، والجميع كانوا أصحاب العزاء، الموكب لم ينطلق فقط من المشفى الذي بات فيه ليلة وداعه لأهله وأحبته، إنما جاب قسما من شوارع دمشق وصولا إلى مرقده الأخير، قبيل صلاة محبيه عليه.

في منطقة باب الصغير، احتضنه برفق وشوق، كيف لا وهو تراب دمشق!، وها قد آن له أن يحتضن جسد شاعر تقطر من مساماته أبيات قصائد تعادل كتيبة الدبابات التي تحدث عنها يوما الرئيس الراحل حافظ الأسد عندما استمع لحماسية المعاني، وشهد شحذ الهمم لدى شعب تربى على مبدأ المقاومة.

رجال الله يوم الفتح في لبنان لم يجدوا اليوم متسعا لرثائك، او للسير بموكبك الاخير، لأنهم كما عهدتهم أيها الشاعر الكبير المقاوم، يتواجدون دائما في الميدان، يدهم على الزناد ويتممون كتابة تلك القصائد التي تحدثت عنها إبان تحرير الجنوب وبعد انتصار المجاهدين في تموز 2006 على عدو الوطن والإنسان، وكنت كما ذكر سماحة  سيد المقاومة "شريك بالجهاد والانتصار"،  وها هي اليوم ندرُسها في مدارسنا.

اصطف الجميع إلى جانب أبنائك وكأنهم كلهم ولدك، أودعوك امانة لدى تراب دمشق إلى جانب مرقد أخيك، الشاعر الكبير مثلك نزار قباني، لتتسامرا وبعدها تطربان صمت التراب وتحكون له عن قصص لشهداء في وطن، كما ذكرت: ليس هاتفا ولا طابعا إنما أم ترضع وتفطم وتربي وتفدا بالدم والشعر والحياة.

صور خاصة للموقع من تشييع الشاعر عمر الفرا في دمشق