24-11-2024 03:23 PM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 24-06-2015: قضية رومية.. الحريري يحبط "الانقلاب" على المشنوق

الصحافة اليوم 24-06-2015: قضية رومية.. الحريري يحبط

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الإربعاء 24-06-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الارتدادات السياسية لمشاهد تعذيب بعض الموقوفين في سجن رومية..


تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الإربعاء 24-06-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الارتدادات السياسية لمشاهد تعذيب بعض الموقوفين في سجن رومية..

السفير
ريفي «المُحرَج» يتهم «حزب الله» بأشرطة رومية!
الحريري يحبط «الانقلاب» على المشنوق..

وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "الجلسة الخامسة والعشرون المقررة لانتخاب رئيس الجمهورية ستمر اليوم بلا ضجيج إعلامي، أما الحكومة، فان رئيسها تمام سلام، قرر استنفاد مهلة الشهر لفك لغم التعطيل، بالتنسيق الكامل مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وبذلك يكون موعد أول جلسة حكومية إما في التاسع من تموز المقبل أو في الثالث والعشرين منه، أي بعد عطلة عيد الفطر، على أن يعقد لقاء قريب بين بري وسلام، من أجل التداول في الصيغ الكفيلة بإعادة تفعيل العمل الوزاري.

في غضون ذلك، تلاحقت الارتدادات السياسية لمشاهد تعذيب بعض الموقوفين في سجن رومية، فيما كانت القضية تواصل سلوك مجراها على الخط القضائي، مع انتقال ملفها من مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود، إلى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر الذي ادعى على الدركيين الموقوفين الخمسة وأحالهم إلى قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا.

وفي الوقت نفسه، وفى وزير الداخلية نهاد المشنوق بمعظم وعوده التي قطعها في مؤتمر صحافي بإحالة العسكريين إلى القضاء العسكري، ومعاقبة الضابط المسؤول عن الطابق الذي وقعت فيه الانتهاكات مسلكيا بتهمة الإهمال، فضلا عن تحسين أوضاع العسكريين والاهتمام بمطالبهم وعدم تجاهل حقوقهم القانونية.

وإذا كانت الصدمة الأولى الناتجة عن تسريب المشاهد قد أحدثت أضرارا جانبية في صورة نهاد المشنوق، إلا انه انطلق في عمله من الواجبات والمسؤوليات الملقاة على عاتقه كوزير داخلية، وليس من هاجس الشعبية والشارع، ليتمكن بسرعة قياسية من احتواء تداعيات التسريب، في انتظار أن يأتي الوقت المناسب «لقول كل شيء».

ويبدو واضحا بعد أيام على عاصفة التسريب أن المشنوق نجا من «كمين رومية» الذي كان يستهدف إحراجه لإخراجه، مستفيدا من تغطية الرئيس سعد الحريري الذي رجّح كفة وزير الداخلية وما يمثله في مواجهة التطرف، على حساب وزير العدل اشرف ريفي الذي استشعر بأنه أقدم على دعسة ناقصة، لكن خطيرة، باستسهال لعبة الشارع، وهي مسألة تحتاج إلى جهد كبير منه لإعادة ترميم صورته أمام مرجعيته السياسية.

وبعدما كان رأس المشنوق هو المطلوب في اليوم الأول لنشر صور التعذيب، على وقع تحرك بدا موجها إلى حد كبير في الشارع السني، تمكن وزير الداخلية من استعادة المبادرة وإعادة تثبيت موقعه في الوزارة و «تيار المستقبل»، من دون أن يتخلى عن طروحاته، ولا سيما قراره بهدم «إمارة الإرهاب» في سجن روميه.

أمس الأول، زار نادر الحريري وزير الداخلية في خطوة تنطوي، من حيث الشكل والمضمون، على رسالة دعم مباشرة وغير قابلة للتأويل من الرئيس سعد الحريري. ثم أتبعت الرسالة بـ «ملحق» لا يقل أهمية ودلالة، تمثل في زيارة ريفي إلى المشنوق في الوزارة ، ما شكل إعلانا رسميا عن نهاية الفصل الجديد من المبارزة بفوز المشنوق.. بالنقاط.

لكن المفارقة، أن ريفي حاول صرف الأنظار عن الاتهامات التي وُجهت إليه بالوقوف خلف تسريب شريط التعذيب، من خلال توجيه اتهام ركيك الى «حزب الله» بالتسريب، وهو الأمر الذي لم يهضمه حتى المشنوق الذي سارع إلى الاستدراك بحضور ريفي، مشيرا إلى أن ما قاله زميله هو مجرد «استنتاج سياسي».

شغب «موضعي» في رومية
وبينما كان العمل جاريا للملمة آثار فضيحة التعذيب والتسريب، سعى بعض السجناء في رومية الى استثمار اللحظة لتحسين «مواقعهم»، عبر محاولة تنظيم انتفاضة، سرعان ما خمدت في مهدها.

وقال المشنوق لـ «السفير» ان السجناء في مبنى الاحداث والمحكومين «اعتقدوا ان بامكانهم الاستفادة من الحملة التي تعرضنا لها، ليضغطوا علينا في اتجاه التراجع عن الاجراءات المتخذة في سجن رومية، والتي جرى تفعيلها بعد التشكيلات على مستوى الضباط، لكنهم ما لبثوا ان عادوا الى الهدوء مع تدخل الفهود والقوة الضاربة، وإدراكهم اننا لسنا بوارد الخضوع لأي ضغط».

وردا على سؤال عما إذا كان قلقا بعد التهديدات التي تعرض لها، في أعقاب تسريب المشاهد، أجاب: ضميري مرتاح، وأتكل على الله.

وعُلم ان المشنوق اتصل ببري وأطلعه على سير الامور في سجن رومية، لاسيما بعد أعمال الشغب التي حصلت في مبنى المحكومين، وتشاور معه حول الاجراءات المتخذة لإعادة الوضع الى طبيعته.

وفي المعلومات، ان المشنوق خاطب بري مازحا: يبدو ان دور الشيعة هو اليوم.. ورد بري قائلا: معالي الوزير.. طبق القانون على الجميع من دون استثناء، وأنا أقف الى جانبك.

رئيس المجلس مع المشنوق
وفي سياق متصل، أكد بري انه لا يوجد فارق بين سجين وآخر، محذرا من وصول الطائفية والمذهبية الى السجون. وأضاف: كلهم أولاد سجن رومية، سواء أكانوا محكومين او متهمين، بمعزل عن انتماءاتهم. وشدد على ضرورة تطبيق الأصول القانونية في التعامل مع السجناء، سواء كانوا لبنانيين او غير لبنانيين.

وقال بري ان التحقيق مع المتورطين في تعذيب السجناء يجب ان يأخذ مداه الكامل، وصولا الى الاقتصاص من الجناة وكل من يقف خلفهم أيا كان حجمه ومهما علا كعبه. وأكد ان الممارسات التي تضمنتها الصور المسربة مرفوضة كليا، وإذا كانت تحصل في بعض الدول، فانه لا يجوز للبنان أن يلحق بهذا الركب.

واعتبر ان وزير الداخلية يفعل عين الصواب في معرض معالجته لهذه القضية، مؤكدا وجوب تنفيذ كل الاجراءات القانونية اللازمة لكشف ملابسات ما حصل في رومية ولمحاسبة المرتكبين. وأضاف: ان السؤال الكبير الذي يفرض ذاته هو: لماذا سُرب الشريط في هذا التوقيت بالذات، مع العلم انه مصور منذ نيسان الماضي؟ واعتبر ان هناك غاية ووظيفة خلف هذا التسريب.

حمود: الصور كانت بحوزة ثلاثة
الى ذلك، قال المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود لـ «السفير» انه تبين بموجب التحقيق ان التعذيب تم بقرار ذاتي من الدركيين الموقوفين، وليس بطلب من أي جهة او شخص.
وأوضح ان العقوبة القصوى التي يمكن انزالها بحق المرتكبين تتراوح بين سنتين وثلاث سنوات، لافتا الانتباه الى ان المحكمة هي التي تصدر في نهاية المطاف الحكم المناسب. وأشار الى ان ملابسات التسريب لم تتضح بعد، كاشفا عن ان صور التعذيب كانت موجودة بحوزة ثلاثة من رجال الامن الموقوفين.

العسكريون في خلية الازمة
على صعيد آخر، اجتمعت خلية الازمة أمس برئاسة الرئيس تمام سلام لمتابعة البحث في ملف المخطوفين العسكريين. واكد المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، أنه «لا شيء جديدا في ملف العسكريين»، مشددا على ان «المفاوضات لم تتوقف بل انتهت». وعلم أن ابراهيم ينتظر اتصالا من القطريين يحدد في ضوئه موعد البدء بعملية التبادل بعدما اتفق على كل تفاصيلها برعاية الجانب القطري.


النهار
الجلسة الـ 25 اليوم: سنة وشهر على الشغور
التراجع في الزراعة 44% والصناعة 13%

وتناولت صحيفة النهار الشان المحلي وكتبت تقول "في عالم الارقام لا غير، اليوم هو موعد المحاولة الـ 25 لانتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد سنة وشهر تماماً على الشغور في الرئاسة الاولى، وسط مقاطعة نيابية مستمرة من "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" لا تبررها كل الحجج والمواقف الداعية الى اختيار رئيس قوي التمثيل، لانها تساهم في تثبيت اضعاف الموقع.

في المقابل، ظل سجن رومية نجم احداث هذا الاسبوع، ولكن سرعان ما تتبدل المسارات في لبنان. فعلى رغم حركة التمرد او الشغب التي حصلت في المبنى "أ" امس من مروجي مخدرات شكل تحركاً شيعياً في مقابل الحراك المطلبي السني، استمر الجدل حول العنف الممارس على السجناء، لكنه تحول من الفعل الى هوية مسرب الشريطين، اذ بعدما "تصالح" الوزيران نهاد المشنوق وأشرف ريفي وبرىء الاخير من التهم التي روجت لضلوعه في التسريب، امتدت اصابع الاتهام الى "حزب الله" الذي سارع، على غير عادته، الى الرد، فأسف "لأننا بتنا نعيش في بلد تنحدر فيه المسؤولية إلى مستوى أن يرمي وزير العدل اتهامات بدون أي أساس ولا أي دليل (...) وأن يقوم المتهم الرئيسي بهذه القضية بالتهرب من مسؤولياته أمام ضميره والقانون والرأي العام برمي التهمة على الآخرين". لكن ريفي سارع الى الرد على الرد مؤكداً ان اتهامه "مثبت".

دراسة عون والارقام الفعلية
أما العماد ميشال عون الذي اعتبر ان ما حدث في سجن رومية "خطأ أفراد لا خطأ مؤسسة"، فقد هاجم "الهيئات الاقتصادية" التي تنظم تحركاً واسعاً غداً الخميس تحت عنوان "نداء 25 حزيران لقرار ... ضد الانتحار"، وقال إن "الدراسة التي بين يدي الآن تتحدث بالارقام عن ان الوضع الاقتصادي في لبنان جيد جداً".

واذا كان عون لم ينشر الدراسة التي بين يديه، فإن الارقام الحقيقية تخالفه تماماً. تظهر المؤشرات الاقتصادية تراجعاً ملحوظاً في كل القطاعات الانتاجية ما بين ايار 2014 وايار 2015. فاستناداً الى احصاءات مؤسسة "كفالات" تراجع القطاع الزراعي بنسبة 44,75%، فيما تراجع القطاع الصناعي بنسبة 31,40%، مع العلم أن الصادرات تراجعت بما بين 8 و10%، والسياحة بنسبة 37,5%. ويلاحظ تراجع التوظيفات في هذه القطاعات بدليل تراجع التسليفات والقروض المدعومة من "كفالات"، التي تظهر إحصاءاتها انكماشاً بنسبة 38% في عدد التسليفات خلال الاشهر الخمسة الاولى من 2015، فيما تراجعت حركة التسليفات المصرفية حتى الآن أكثر من 25%. وقد ناهزت حركة الودائع في القطاع المصرفي المليارين و100 مليون دولار في بداية النصف الأول من السنة.

وفي حين يتوقع أن تسجل نسبة النمو الاقتصادي ما بين 1 و2% في 2015، عزا رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس في اتصال مع "النهار" هذا الامر الى السيولة الى يضخها مصرف لبنان والتي قد تناهز المليار دولار هذه السنة. وأوضح شماس أن نسبة التضخم تحولت سلباً، إذ بلغت بحسب ادارة الاحصاء المركزي نحو 3,3% بين آذار 2014 وآذار 2015، ومرد جزء من هذا التراجع الى انخفاض أسعار النفط، والجزء الثاني الى تراجع الطلب الاستهلاكي. وهذه الظاهرة في رأيه مرضية بالتأكيد.

ويؤكد مؤشر جمعية التجار لتجارة التجزئة والاستثمار هذا المنحى بتراجع يناهز الـ 5% عن الفترة عينها (آذار 2014 - آذار 2015)، وهذا رقم وسطي مع تراجعات خطيرة لمجموعة من القطاعات مثل الكماليات والسلع المعمرة. ويتزامن التردي مع ظاهرة اقفال محال تجارية في جميع المناطق ... "وهذا ما نراه بالعين المجردة، ففيما كان التجار ينتظرون أعواماً لإيجاد مأجور في مناطق تسويقية راقية، أصبح الامر في منتهى السهولة نظرا الى العرض الفائض وانخفاض الايجارات" كما يؤكد شماس.

وأبلغ رئيس جمعية مصارف لبنان فرنسوا باسيل "النهار" أن الجمعية ستشارك في تحرك الخميس على رغم أن القطاع المصرفي يعمل على نحو جيد، ولكن إذا استمر الوضع على ما هو من جمود، فإن حالنا لن يكون أحسن من بقية القطاعات الإنتاجية. وأمل أن تحرك هذه الخطوة ضمائر السياسيين فيفكروا في مصلحة لبنان أولا وأخيراً. وفي ما يتعلق بوضع الليرة، أكد باسيل أنها متينة ووضع السوق المالية هذا الاسبوع أفضل منه الأسبوع الماضي.

في المقابل، أعلنت هيئة التنسيق النقابية مقاطعتها لقاء "البيال" غداً لان الهيئات وقفت ضدها في ملف سلسلة الرتب والرواتب.

عون - جعجع
وفي عودة الى رئاسة الجمهورية، علمت "النهار" ان اتصالات ستجرى في اليومين المقبلين بين بكركي والرابية ومعراب، الى اتصالات مع رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية، على خلفية البدء بالمرحلة الثانية من "إعلان النيات"، وتحديداً موضوع الرئاسة. ومن المتوقع أن يلتقي النائب ابرهيم كنعان البطريرك الماروني ورئيس حزب "القوات اللبنانية" و فرنجية، على أن يلتقي ملحم رياشي العماد عون موفداً من جعجع للعمل على تطوير هذا البند الذي يعتبر أحد أبرز العوامل الذي يسمح بالتقدم في "الاعلان".

وتفيد معلومات "النهار" انه تمّ تطوير فكرة الاستفتاء التي طرحها عون في مبادرته واتفق على أن يكون استطلاعاً للآراء كبير الحجم، إذ ثمة تركيز على معرفة خيار المسيحيين في موضوع الرئاسة، ويجري البحث في التفاصيل مع المرجعيات المعنية السابقة.


الأخبار
المشنوق يتجاوز «القطوع» وريفي في الداخلية مـعتذراً

بدورها كتبت صحيفة الاخبار حول قضية رومية تقول "تجاوز وزير الداخلية نهاد المشنوق «قطوع رومية»، واستعاد مجدداً المبادرة، والنتيجة: 2 ــ صفر، بعدما نجح في تجاوز الهجوم ضده عند اقتحام المبنى «د» في سجن رومية قبل شهرين.

بإيعاز سعودي للملمة الشارع وضبط الانقسام داخل تيار المستقبل، انكفأت «انتفاضة الشارع» لإسقاط وزير الداخلية نهاد المشنوق بعد ساعات من بدئها. حظي الرجل بمظلة دعم واسعة، بدأت باتصال الرئيس سعد الحريري به وبوزير العدل أشرف ريفي لتهدئة الصراع، ومن ثم تخصيص الحريري له، عبر نادر الحريري، بزيارة دعم في مكتبه. ذروة مراجعة الحساب تجاهه سجلت أمس بدعم كتلة المستقبل وبزيارة ريفي نفسه له في الوزارة.

وبدا لافتاً اصطحاب ريفي للنائب معين المرعبي الذي عرف بمواقفه الحادة ضد وزير الداخلية. فسّر المشنوق الخلاف في الرأي «باجتهادات سياسية انتهت. ونحن متفاهمان على أن كل ما يحصل لا يخدم إلا التطرف ومتفقان بالسياسة الأساسية والخطوط العريضة. وبالشخصي، لا خلاف، بل صداقة عمرها طويل». أما ريفي فتحدث عن علاقة «أخوية وتاريخية، ولسنا مستنسخين عن بعضنا، لكننا نلتقي دائماً على الخطوط العريضة».

وفيما أوحت عاصفة «شريط رومية» بالانحسار، لم ييأس ريفي من المحاولة مجدداً لاستثمار تسريب شريط تعذيب السجناء في سجن رومية، ولكن هذه المرة عبر التصويب على حزب الله واتهامه بالوقوف «وراء تسريب الأشرطة»، لافتاً إلى «وجود شريطين آخرين وزعا في الوقت ذاته لكن لم ينتشرا على غرار الشريطين الأولين». وقال إن «الحزب وحده يمتلك الشريطين الجديدين»، جازماً بأن الهدف من تسريب الأشرطة «إحداث فتنة بين السنّة والشيعة»، ومقرّاً بأن أحد الشريطين الجديدين، المعروف بـ»فيديو عائشة»، عمره عامان. وفيما اعتبر المشنوق كلام ريفي «اجتهاداً سياسياً»، ردّ حزب الله على ريفي ببيان جاء فيه أن «من المعيب أن يقوم المتهم الرئيسي بهذه القضية بالتهرب من مسؤولياته أمام ضميره والقانون والرأي العام برمي التهمة على الآخرين».

كتلة المستقبل في بيانها الأسبوعي «ضمّت صوتها الى صوت المشنوق، ونوّهت بمبادرته للاستعانة بالصليب الأحمر الدولي للكشف على السجون، وأيّدت موقفه من أجل تحسين أوضاع السجون في لبنان بما يتناسب مع الاحترام الكامل لحقوق الإنسان والمطالبة بالمضي في التحقيق، بشكل شفاف وصارم، حتى خواتيمه، وصولاً للمحاكمة العادلة لمرتكبي هذه الجريمة»، فيما أشاد الرئيس نبيه بري بأداء وزير الداخلية، ولاحظ انه «يفعل عين الصواب». وشدد على أن يشمل التحقيق والعقاب «من سرّب الشريط المصوّر ومن يقف وراءه. السؤال الكبير الذي يطرح في هذا المجال: لماذا سُرّب الشريط في هذا الوقت بالذات مع أنه صوّر في نيسان الماضي. هناك غاية ووظيفة لمثل هذا العمل؟». وتلقى بري مكالمة هاتفية من المشنوق حول التمرد الذي وقع أمس في سجن رومية، وعلم أن وزير الداخلية قال له: «هذه المرة دور الشيعة». فردّ بري: «طبّق القانون على الجميع».

من جهته، النائب ميشال عون في ختام اجتماع تكتل «التغيير والإصلاح» رأى أن حادثة رومية «خطأ أفراد وليست خطأ مؤسسة، وبالتحقيق تتحدد المسؤوليات ويتم اتخاذ الإجراءات من دون تشهير. وفرع المعلومات يتحمل المسؤولية، وهذه ليست المرة الأولى التي يقوم فيها بتجاوزات».

شريكة ريفي في استعراض «شريط رومية»، هيئة علماء المسلمين، لم تشف غليلها بعد حتى إسقاط المشنوق أو «نحكم لبنان وحدنا» كما قال نائب رئيسها الشيخ سالم الرافعي. عقب صلاة ظهر أمس، نظمت اعتصاماً في مسجد العبدة في عكار. وكانت ليل الاثنين قد نظمت «صلاة التراويح والدعاء على الظالمين» في معرض رشيد كرامي في طرابلس تقدمها الرافعي والنائب ضاهر. ولوّح الرافعي مجدداً بالاستعانة بـ» ثوار سوريا ضد ظلم أهل السنّة في لبنان. ولنذهب حينها إلى الفدرالية التي نبغضها ولا نحبّها».

من جهته، استمر الرئيس نجيب ميقاتي في استثمار الخلاف الداخلي في المستقبل، فأصدر بياناً ضد هجوم وسائل الإعلام التابعة للتيار وتحميله المسؤولية عن معاناة السجناء الإسلاميين. «خير من جسد الاستغلال السياسي هو تيار المستقبل، الذي ما توقف عن فبركة الاتهامات والأضاليل والافتراءات عندما كان خارج السلطة، لينقلب على كل الشعارات التي رفعها فجأة فور دخوله الحكم. وحملات التضليل السياسي والاعلامي التي يعتمدها، لم تعد تجدي نفعاً في التغطية على مآزقه».

المحكومون يطالبون بمساواتهم مع الإسلاميين
ليست المرة الأولى التي ينتفض فيها مبنى المحكومين في سجن رومية. منذ عام 2008، علّم سجناؤه زملاءهم في مباني «ب» و»د» والأحداث فنون التمرد من إحراق الفرش والأغطية إلى احتجاز الحراس. واستفادة من الجو العام المتضامن مع سجناء رومية، استغل عدد من نزلاء المحكومين إشكالاً فردياً لتحويله إلى تمرد للمطالبة بمساواتهم بالسجناء الإسلاميين. مصادر من داخل السجن أوضحت أن أعمال التمرد التي اندلعت ظهر أمس في المبنى «أ»، بدأت بعودة سجين كان يتلقى علاجه في المستشفى. قام حراس السجن بتفتيشه بشكل دقيق بناءً على معلومات عن ابتلاعه كمية من المخدرات خلال وجوده في المستشفى بغرض تهريبها وبيعها داخل المبنى. عند وصوله إلى زنزانته، دخل في عراك مع زملاء له اشتبه بوشايتهم به. الجلبة التي أحدثها العراك، انعكست على الزنازين الأخرى أعمال تمرد للمطالبة بتحسين ظروفهم. على نحو سريع، تمددت أعمال الشغب بين الطبقات الثلاث. اعتدى سجناء على بعض الحراس محاولين احتجازهم، وحاولوا إحراق الفرش والأغطية وكسروا بعض المحتويات وأبواب الزنازين.

الفهود والقوة الضاربة في قوى الأمن الداخلي ضربوا طوقاً أمنياً في محيط المبنى، في وقت أوفد فيه وزير الداخلية نهاد المشنوق مستشاره العميد منير شعبان لمفاوضة السجناء والاستماع إلى مطالبهم. وقد توصل الطرفان إلى اتفاق بتنفيذ بعض مطالبهم، والحؤول دون اقتحام المبنى بالقوة وضبط تمدد تمرد كاد أن يندلع في مبنى الأحداث. ومع انتشار الأنباء عن التمرد، قطع عدد من أهالي السجناء في الأوزاعي الطريق أمام السيارات، قبل أن يقوم الجيش بفتحها.


اللواء
المشنوق وريفي يتوحدان لمواجهة التطرُّف والإصطياد بالماء العكر
عون يفرمل اتصالات الحلحلة.. والهيئات تطلق الحراك المدني غداً لوقف التعطيل

صحيفة اللواء كتبت تقول "طوى الوزيران نهاد المشنوق وزير الداخلية والبلديات واللواء أشرف ريفي وزير العدل، «صفحة الاصطياد في الماء العكر»، وذلك بمبادرة قام بها الوزير ريفي في اتجاه زميله المشنوق الذي سيرد الزيارة في وقت لاحق هذا الأسبوع أو الذي سيليه لتأكيد التوافق والانسجام بين الوزيرين، سواء في ما يتعلق بالخط السياسي العريض الذي يجمعهما، أو بالمهام الوطنية المناطة بوزارتيهما اللتين تواجهان أعباء الحفاظ على الاستقرار والقانون، ومواجهة التطرف والحفاظ على دور الدولة كنقطة التقاء جميع الأطراف في مرحلة بالغة التعقيدات والصعوبات، نظراً لارتباط الوضع السياسي في لبنان، والانتقال من الشلل إلى العمل من زاوية مصير نظام الرئيس بشار الأسد التي تعتقد قيادات بارزة في قوى 14 آذار أنه قاب قوسين أو أدنى من السقوط، وما تراهن عليه قوى 8 آذار من أن النظام تجاوز مرحلة السقوط الحتمي هذا الصيف أو نهاية هذه السنة.

واعتبرت مصادر وزارية أن احتواء مضاعفات أشرطة تعذيب سجناء رومية في الشارع وفي السياسة، أعطى دفعاً لتعويم الاتصالات في سبيل إعادة مجلس الوزراء إلى السكة، وإن كان موعد تحديد جلسة مرجحة لمجلس الوزراء في الأسبوع المقبل من المبكر البت به، ولم يتبلور شيء على هذا الصعيد، على حدّ ما قال وزير البيئة محمّد المشنوق لـ«اللواء».

ولفت المشنوق إلى أن لا جديد تحت شمس الاتصالات في ما خص الحلحلة الحكومية، لكن الثابت أن خط عين التينة - المصيطبة مفتوح على التشاور والتفاهم، سواء في ما خص العودة إلى الجلسات الحكومية أو دراسة جدوى فتح دورة استثنائية لمجلس النواب.

وإذا كان الرئيس نبيه برّي نظراً للاستياء البالغ الذي يتقاسمه مع النائب وليد جنبلاط إزاء الأزمة الوزارية، يرغب في الإقلال من الكلام في السياسة، على اعتبار أن «الدنيا صيام»، فإن الاتصالات التي يجريها «حزب الله» مع حليفه النائب ميشال عون ويضع الرئيس برّي في أجوائها لم تسفر بعد عن تفاهم في ما خص تضمين أي جلسة لمجلس الوزراء بنداً يتعلق بالتعيينات.

ولم يشأ مصدر مطلع أن ينفي أو يُؤكّد ما يجري تداوله عن تفاهم يقضي بإيجاد تسوية لقضية التعيينات تأخذ بعين الاعتبار إكمال قائد الجيش العماد جان قهوجي تكليفه حتى أيلول، وإجراء تعيينات متوازنة في المؤسسة العسكرية لا تسقط الفرصة المتاحة أمام العميد شامل روكز من الوصول إلى قيادة الجيش قبل إحالته إلى التقاعد في تشرين المقبل ما لم يُصر إلى ترقيته إلى رتبة عماد حتى يتمكن من البقاء في الخدمة.

ولعل الليونة التي أطل بها النائب عون من على منبر الرابية بعد اجتماع تكتل الإصلاح والتغيير تكشف عن منحى تسووي يُعيد الحكومة إلى الاجتماعات، وينهي مرحلة من التعطيل لا يمكن للبنان أن يتحملها، وهو على أبواب موسم الاصطياف المفترض أن يكون واعداً.

ولاحظ مصدر اقتصادي أن تحرك الهيئات الاقتصادية تحت عنوان «معاً ضد الإنتحار» الذي سيقام غداً بدأ يعطي مفاعيله، إذ أن عون استبق التحرّك محاولاً إن يرفع التبعة عن نفسه وعن تياره، كاشفاً عن أن في حوزته ورقة اقتصادية تتضمن تأكيداً بأن الوضع الاقتصادي جيد، وأن الأزمة ليست بالموارد بل بإدارة الموارد، مكرراً معزوفته بأن البلد مسروق وليس مفلساً، مثلما استبق حديث وصفه بالشائعة، عن احتمال عقد جلسة حكومية لا تتمكن من الاتفاق على تعيين قائد الجيش، واصفاً مثل هذه الجلسة بأنها «إحتيالية».

وأوحى كلام عون باحتمال انعقاد جلسة للحكومة الأسبوع المقبل، مع احتمال بحصول انسحاب وزيري التيار العوني من الجلسة بسبب عدم بت ملف التعيينات الأمنية.

ولم يستبعد وزير الإعلام رمزي جريج لـ«اللواء» أن تبقى الاتصالات قائمة لإيجاد المخرج المناسب، لافتاً إلى أنه سيتشاور مع الرئيس تمام سلام في شأن الملف الحكومي.

ورجح الوزير جريج انعقاد جلسة لمجلس الوزراء الأسبوع المقبل، خصوصاً بعد الكلام الذي قاله الرئيس سلام في إفطار جمعية المقاصد، مؤكداً أن الطابع الميثاقي للمجلس سيظل قائماً، كما أن نصاب الجلسة متوفر.

ملف التعذيب
ومهما كان من أمر الجلسة الحكومية، فإن ملف شرائط تعذيب السجناء في رومية بقي قائماً، رغم ختم التحقيقات مع العسكريين الخمسة وإحالتهم إلى قاضي التحقيق العسكري رياض أبو غيدا، مع أن هذه التحقيقات لم تتوصل إلى معرفة مسرّب الأشرطة المصورة، وإن كان أحد هؤلاء الخمسة المدعو ع.ص اعترف بأنه هو الذي تولى تصوير عمليات التعذيب، بمعاونة ع.ش ور.ع، بحسب ما كشف تلفزيون المؤسسة اللبنانية للإرسال L.B.C.

وكانت كتلة «المستقبل» النيابية، دخلت على خط احتواء العلاقة بين الوزيرين المشنوق وريفي، فأكدت في بيان أذاعته بعد اجتماعها الأسبوعي برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، دعمها ووقوفها إلى جانب إجراءات الوزيرين بخصوص ما وصفته «بجريمة التعذيب»، كما أعلنت ضم صوتها إلى صوتهما بالمطالبة بالمضي في التحقيق بشكل شفاف وصارم حتى خواتيمه، من أجل محاسبة المرتكبين وإنزال أشد العقوبات بهم، وطالبت بتطوير الأنظمة والقوانين الراعية للسجون، وبضرورة المسارعة إلى إنشاء الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب، بحسب ما تنص عليه المعاهدة الدولية المتعلقة بمناهضة التعذيب.

وعشية الجلسة الخامسة والعشرين لانتخاب رئيس الجمهورية المقررة اليوم، دعت الكتلة مجدداً النواب والقوى السياسية إلى المسارعة إلى انتخاب الرئيس لأن تكرار الفشل في ذلك يرتب تفاقماً كبيراً للأزمات الدستورية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية.

وسبق اجتماع الكتلة الذي شارك فيه الوزير ريفي، زيارة هدفت إلى وقف محاولات «الاصطياد بالمياه العكرة» للوزير المشنوق في مكتبه في وزارة الداخلية، حيث جرى عرض لعملية تسريب الأشرطة وسير التحقيقات بعدما ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على الدركيين الموقوفين الخمسة بجرم ضرب السجناء.

وحرص المشنوق بعد الاجتماع على نفي الخلاف الشخصي مع ريفي، مؤكداً على الصداقة التي تجمعهما، مشيراً إلى أنهما متفاهمان على أن كل ما يحصل لا يخدم إلا التطرف ولا يوصل إلا إلى ضرب الاعتدال.

أما ريفي فقد اتهم حزب الله بتسريب الأشرطة، كاشفاً عن وجود أربعة أشرطة ظهرت في التوقيت نفسه، وإن هناك فيلمين لم يرهما إلا القليل ولا يملكهما أحد سوى حزب الله. وقال ان هذين الفيلمين يظهران مجموعتين من الحزب تنهال بالضرب على عنصر سني في القلمون، مع شتائم، من شأنهما لو عمما أن يزيدا من حدة الاحتقان المذهبي.

لكن الحزب نفى تورطه في تسريب الأشرطة واصفاً الاتهامات انها ظالمة وجائرة وباطلة ولا تحمل أي وجه من وجه الصدقية. وقال بيان الحزب انه من المعيب أن يقوم المتهم الرئيسي بهذه القضية بالتهرب من مسؤولياته أمام ضميره والقانون والرأي العام يرمي التهمة على الآخرين.

ورد ريفي لاحقاً على بيان الحزب مكتفياً بالآية الكريمة: «كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ولا تفعلون». مشيراً إلى ان النّاس ليسوا أغبياء، وأن اللعبة باتت مكشوفة. وكشف لـ«اللــواء» انه سبق أن زود الرئيس سلام بالأشرطة الأربعة عندما جرى تداولها عبر وسائل الاتصال الاجتماعي.

خلية الأزمة
وبالنسبة لخلية الأزمة التي اجتمعت أمس برئاسة الرئيس سلام لمتابعة البحث في ملف العسكريين المحتجزين لدى جبهة «النصرة» وتنظيم داعش، فقد كشفت مصادر وزارية لـ«اللــواء» ان الاجتماع لم يطلع على أي جديد في ما يخص أزمة العسكريين، وأن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم أبلغ المجتمعين ان الاتصالات متوقعة بانتظار الوسيط القطري حتى يمكن معرفة متى ستتم صفقة التبادل، وفي أي مكان، لافتاً النظر إلى أن الوسيط القطري ربما ينتظر إشارة من جبهة «النصرة» في خصوص الصفقة التي انتهت إلى اجراء مبادلة بين 16 عسكرياً محتجزين لديها مقابل 16 سجيناً من غير المحكومين بينهم ثلاث نساء. أما بالنسبة لملف العسكريين لدى «داعش» فإن لا جديد حتى الساعة، بحسب اللواء إبراهيم.


البناء
حرب القلمون وفشل جنبلاط يقلبان جدول اجتماع وزراء خارجية أوروبا
بعد صفعة كيري فابيوس يسحب طلب «النصرة» والتفتيش العسكري لإيران
عون: لا تجرّبونا... وريفي ينقل حربه من المشنوق إلى حزب الله

أما صحيفة البناء فكتبت تقول "كما كانت الانتخابات التركية في السابع من الشهر الجاري محطة تمهيدية لتجميع بعض من أرصدة حروب المنطقة وصراعاتها تمهيداً لبلوغ الاستحقاق الأبرز في الثلاثين من هذا الشهر، موعد حسم مصير الملف النووي الإيراني، كمصفاة يبقى خارجها كلّ ما ومن ليس له مكان في الاستحقاق الكبير، كانت محطة الثاني والعشرين والثالث والعشرين من هذا الشهر، موعد اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ، محطة مماثلة تمهيدية ومصفاة تالية، ما ومن يبقى خارجها لا يعبر إلى المحطة النهائية في الثلاثين، وبينهما كانت محطة الرابع عشر والخامس عشر من الشهر، للحوار اليمني في جنيف وفرص الهدنة التي منحتها اللقاءات لتتقدّم السعودية كلاعب إقليمي قادر على المساهمة في صناعة السياسة، وما ومن يبقى خارج مصفاتها لا يصل إلى تصفيات نهاية الشهر.

في مصفاة السابع من حزيران خرج أو أخرج الرئيس التركي رجب أردوغان وحزبه ومعهما مشروع الإخوان، من المشاركة القيادية في رسم خرائط المنطقة وصناعة معادلاتها، وبقوة العامل الكردي الصاعد من معارك عين العرب كوباني برعاية أميركية مباشرة، خرج أردوغان من الماراتون الذي بقي يلهث أربع سنوات ليصل إلى نهاياته، فيسقط في الأمتار الأخيرة مثخناً بجراحات استدعت الانصراف إلى مداواتها، وربما تؤدّي إلى خروجه الكامل من اللعبة، وتهيئة الظروف والمناخات لاستيلاد تركيا جديدة قادرة على التأقلم مع المتغيّرات المقبلة على المنطقة في زمن التفاهم النووي الإيراني، وأولوية الحرب على «داعش» وما تقتضيهما من دور تركي يقف على نقيض من الضفة التي وضع أردوغان تركيا عليها طوال السنوات الأربعة الماضية.

في مصفاة الخامس عشر من حزيران، وعلى رغم توافر كلّ المناخات المتاحة لقادة السعودية لاستدراك خطأ الحسابات، الذي أوقعهم في وهم العاصفة، والنتائج الكارثية التي جلبتها لهم الحرب على اليمن، ولغة التصعيد والعجرفة والتعالي، غير المستندة إلى أيّ من عناصر القوة الصلبة القادرة على تغيير المعادلات، فشلت القيادة السعودية في الامتحان، فأفشلت الهدنة التي كانت منتظرة كضرورة لتهيئة المنطقة للسياسة، وعجزت السعودية عن التصرّف كدولة مهيأة لحجز مقعد قيادي في صناعة السياسة في منطقة حبلى بالمتغيّرات، استنفدت مدة الحمل الطبيعية وصارت الولادة القيصرية في حالتها ضرورة، ولم يعد ممكناً المزيد من الانتظار ليستكمل بعض الجيران ترف مساحيق تجميلهم، والحال معهم حال المثل القائل، ماذا عساها أن تفعل الماشطة مع الوجه الكالح؟

تسير المنطقة ويسير العالم بلا تركيا وبلا السعودية، إلى مصفاة الثاني والعشرين والثالث والعشرين من الشهر الجاري قبيل أقلّ من أسبوع من المصفاة النهائية نهاية الشهر، وعلى رغم المعونة المقدّمة إلى تركيا لترتيب أوضاعها كدولة كسيحة خارجة من الحرب مهزومة، وعلى رغم التداخلات في الملف السعودي حول شكل التغيير المقبل والتنافس المفتوح بين المحمدين بن نايف وبن سلمان، وما يدور خلف الكواليس من سباق روسي أميركي على الدخول كلاعب في الصحن السعودي، وعلى رغم تداعيات هذا الترنح والتوتر السعوديين على دول المنطقة وفي مقدمها لبنان، بدا واضحاً أن مقعدي تركيا والسعودية شاغران على المائدة الرئيسية للتفاوض الكبير.

في لوكسمبورغ، كان الامتحان لفرنسا ووزير خارجيتها لوران فابيوس، شريك السعودية وتركيا، والحامل السري للأسهم «الإسرائيلية»، وكان الحصان الرابح هو «جبهة النصرة»، ببعدي دورها، من جهة تسويقها كقوة معتدلة قابلة للترويض داخل اللعبة السياسية، والسعي إلى تبييض حسابها في مصرف السياسة الدولي ونقلها من خانة التنظيمات الإرهابية إلى خانة حساب تحت الرقابة، وتقديمها جهة قادرة على ملء المقعد الشاغر في قتال «داعش» المحجوز للمعارضة السورية المعتدلة التي هرب متطوّعوها من معسكرات التدريب التي بقوا يطالبون الأميركيين بإقامتها سنوات، ومن جهة ثانية توظيف «النصرة» لاستدراج دروز سورية إلى اختبار فكفكة الدولة السورية تحت شعار الحياد، بضمانة «إسرائيلية» أردنية شارك في تحضيرهما فابيوس بالتعاون مع صديقه النائب وليد جنبلاط، حتى صار سقوط «النصرة» بالضربة القاضية في حرب القلمون، وسقوط جنبلاط بالضربة القاضية بانفكاك الدروز عن مشروعه في السويداء والجولان، إعلان سقوط ضمني لمشروع فابيوس، ما أدّى إلى سحبه من التداول، ومعه تراجعت اللغة التصعيدية لفابيوس تجاه الملف النووي الإيراني، فبعدما أعلن قبل أيام أن لا توقيع للتفاهم مع إيران ما لم يتمّ تثبيت التفتيش للمواقع العسكرية الإيرانية، وجاءته صفعة نظيره جون كيري الذي انتظر نتائج رهانات فابيوس على «النصرة» لتأييد طلبه، ولما تيقن من الفشل صفعه قائلاً: يمكن توقيع التفاهم وبدء إنهاء العقوبات قبل التوصل إلى كيفية التحقق من وجود برامج سابقة لإيران في السعي إلى امتلاك برنامج نووي عسكري، بالتالي حسم تفتيش المواقع العسكرية، وبالصفعات الثلاث لفابيوس، صفعة «النصرة» وخذلان جنبلاط وصفعة كيري، دخل الاجتماع الأوروبي الذي حضر وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف جانباً منه، وهو يقول إنّ التفاهم مع إيران يقطع أشواطاً هامة، ويجب التفكير بطريقة «تضمن تفتيش المواقع العسكرية إذا اقتضى الأمر». وهكذا انقضى الأمر وخرجت فرنسا بنظرية عنوانها «إذا اقتضى الأمر»، ومعها خرجت «إسرائيل» وتوابعهما من حلبة السباق، لتفرغ الحلبة للاعبين الكبار الأميركي والروسي والإيراني، وربما تدور الجولة الأخيرة بلا جمهور، وتستدعي وقتاً إضافياً، غير اللعب في الوقت بدل الضائع، لكنها صارت في سياق واضح عنوانه التعادل السلبي. وقد تنتهي بتعادل إيجابي أيضاً لكنها لن تنتهي برابح وخاسر بين الكبار، بل ستتوزع فواتير الخسائر على المنتظرين خارج القاعة، من مصفاة السابع من حزيران والخامس عشر والثالث والعشرين منه.

في لبنان الذي لا يحتاج كثير من سياسيّيه في كثير من الأحيان إلى عناء قراءة الصحف، لا يحتاج أغلبهم إلى قراءة المشهد الدولي والإقليمي، فهؤلاء ينتظرون التوجيه والتعليمة، لذلك بقي الارتباك والتشوّش حول مستقبل الوضع الحكومي المشلول وقضية التعيينات الأمنية، بعدما أطلق العماد ميشال عون صرخة تحذيرية أمس من المناورة والتذاكي قائلاً: لا تجرّبونا، ولذلك أيضاً توقفت الرصاصات الصديقة وحرب الإخوة، بين مكوّنات تيار المستقبل، فقرّر وزير العدل إعادة توجيه رصاصه نحو حزب الله.

الحريري يهدّد ريفي والمشنوق يتوعّد
لا تزال تداعيات حادثة الشريطين المسرّبين عن سجن رومية محور متابعة من قبل الأفرقاء السياسيين، بانتظار صدور التحقيقات مع العناصر الأمنية الخمسة بعدما أحيل الملف إلى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر لإجراء المقتضى في شأن الادّعاء. وأكدت مصادر مطلعة لـ«البناء» «أنّ التحقيق مع هؤلاء لن يصل إلى نتيجة، فما سيصدر عن التحقيقات سيُدين أحد الوزيرين نهاد المشنوق أو أشرف ريفي، وهذا الأمر ليس من مصلحة تيار المستقبل في هذه الظروف».

وتوقفت المصادر عند تدخل الرئيس سعد الحريري، وما سرّب عن تهديد لوزير العدل أشرف ريفي بالاستغناء عن خدماته كلياً داخل التيار وإلزامه بزيارة المشنوق للاعتذار. ولهذه الغاية زار وزير العدل وزير الداخلية أمس، معلناً «أنّ العلاقة مع المشنوق أخوية وتاريخية لسنا مستنسخين بل نلتقي في الخطوط العريضة، ومصلحة الوطن تقتضي أن نلتقي في الأمور الوطنية». ولفت إلى «أنه تمّ تسريب أربعة أفلام من داخل السجن نشر منها اثنان و«حزب الله» وحده يمتلك باقي الأفلام وأنه مستعدّ أن يوفرها للناس».

ولفتت المصادر إلى «أنّ ردّ فعل الوزير ريفي بعدما فشل في إزاحة المشنوق من طريقه، تمثلت بالبحث عن جهة يحمّلها المسؤولية، وطالما أنّ داعمي تياره مرتاحون لاتهام حزب الله بأيّ شيء، سارع ريفي إلى توجيه الاتهام للحزب». وأكدت المصادر «أن ريفي لم يكن يتوقع الردّ العنيف من حزب الله الذي أقلّ ما يقال عنه انه استخفاف بوزير العدل».

ورأى حزب الله «أنه من المؤسف أننا بتنا نعيش في بلد تنحدر فيه المسؤولية إلى مستوى أن يرمي وزير العدل اتهامات من دون أي أساس ولا أي دليل، وهو المكلف بالسهر على أن يكون عمل الجميع ضمن سقف القانون والمؤسسات القضائية والعدلية». واعتبر حزب الله أنه «من المعيب أيضاً أن يقوم المتهم الرئيسي بهذه القضية بالتهرّب من مسؤولياته أمام ضميره والقانون والرأي العام برمي التهمة على الآخرين».

وألمحت مصادر سياسية لـ«البناء» إلى «أنّ المشنوق الذي ناله ما ناله من كيد ريفي، عاد واستعاد توازنه وكأنه يتوعّده في الأيام المقبلة من دون أن يتسرّع بإلقاء التهم، منتظراً نتائج التحقيق».

وحمّلت مصادر نيابية في تكتل التغيير والإصلاح في حديث إلى «البناء» فرع المعلومات مسؤولية ما يجري في سجن رومية وما جرى في السابق، ودعت إلى إجراء تحقيق عاجل لتبيان الجهة المسؤولة عن تعذيب السجناء».

وأكدت كلام العماد عون بأن ما حصل يتحمّل مسؤوليته أفراد وليس مؤسسات، وأن وزير الداخلية نهاد المشنوق مستهدف، وما تسريب شريط الفيديو بعد أشهر على حصوله إلا تأكيد على ذلك.

«المفاوضات لم تتوقف بل انتهت»
وعلى وقع تهديدات تنظيم «داعش» بقتل العسكريين المخطوفين لديها بسبب تعذيب سجناء إسلاميين في سجن رومية كما أظهر شريط الفيديو، اجتمعت خلية الأزمة المكلفة متابعة ملف العسكريين المخطوفين في السراي الحكومي أمس برئاسة الرئيس تمام سلام، وأكد المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم قبيل الاجتماع أن «لا شيء جديداً في ملف العسكريين المخطوفين، وأن المفاوضات لم تتوقف بل انتهت».

وأشار حسين يوسف والد العسكري المخطوف لدى تنظيم «داعش» محمد يوسف لـ«البناء» إلى أن «الكلام عن انتهاء المفاوضات سمعناه منذ وقت طويل ونضعه في خانة تهدئة الأهالي فقط، إلا أنّ لا نتيجة عملية له»، مطالباً «الحكومة بمصارحة الأهالي بحقيقة ما يحصل في المفاوضات».

وأشار يوسف إلى تعرّض أهالي العسكريين لتهديدات من «داعش» بقتل أولادهم إلا أنه كشف «أنّ مصادر مقربة من داعش تواصلت مع التنظيم ونقلت تطمينات للأهالي بأن لا خطر على حياة أولادهم وأنّ التنظيم لا يريد قتلهم».

ورجحت مصادر أهالي العسكريين لـ«البناء» أن يكون المخطوفون لدى «جبهة النصرة» في جرود عرسال داخل الأراضي اللبنانية والعسكريون لدى «داعش» في جرود عرسال داخل الأراضي السورية وليس داخل عرسال».

هل يؤمّن «الوطني الحر» 16 صوتاً لمصلحة روكز
حكومياً تتكثف الاتصالات بين الرئيس نبيه بري والرئيس تمام سلام والنائب وليد جنبلاط لإيجاد مخرج للأزمة الحكومية قبيل الجلسة التي سيدعو إليها رئيس الحكومة يوم الخميس من الأسبوع المقبل.

وأكدت مصادر وزارية لـ«البناء» أنّ الجلسة ستبحث في جدول الأعمال الذي سيوزعه رئيس الحكومة على الوزراء مطلع الأسبوع. وتوقعت المصادر «أن لا ينسحب وزيرا التيار الوطني الحر من الجلسة إذا لم يطرح ملف التعيينات». وسألت المصادر: «هل يستطيع العماد عون أن يؤمّن 16 صوتاً لمصلحة قائد فوج المغاوير العميد شامل روكز»؟ وإذ أكدت المصادر أن «لا غبار على مناقبية ووطنية العميد روكز تحدثت عن وجود ضباط آخرين لا غبار عليهم داعية إلى المفاضلة بالتصويت».

وأشارت مصادر في التيار الوطني الحر لـ«البناء» إلى أنّ «هناك محاولة من البعض للدعوة لعقد جلسة لمجلس الوزراء قريباً ووضع ملف التعيينات الأمنية كبندٍ أول على جدول الأعمال وطرح أسماء معينة للتعيين لتسقط في التصويت من خلال الآلية المتبعة للتعيين أيّ الثلثين، ثم يسحب الملف من التداول وتبحث ملفات أخرى ويقال بعدها أننا نفذنا مطالب تكتل التغيير والإصلاح ببحث ملف التعيينات أولاً».

وأكدت المصادر أن التكتل لن يسمح لهذه الخدعة أن تمر لتمرير عقد جلسات مجلس الوزراء وسحب ملف التعيينات من جدول الأعمال». وشدّدت على «أنّ التيار الوطني الحرّ ليس في مأزق ليبحثوا له عن مخارج وحلول، نحن نريد إجراء التعيينات الأمنية وليس بحث الملف فقط».

وذكرت المصادر بالاتفاق الذي حصل في جلسة 18 تشرين الماضي بين رئيس التكتل العماد ميشال عون والرئيس سعد الحريري الذي «اتفق خلالها على إجراء سلة التعيينات وعلى رأسها قائد فوج المغاوير العميد شامل روكز لقيادة الجيش والذي وافق عليها كلّ الأطراف السياسية».

وكشفت «أنّ الاتصالات مجمّدة بين الرابية والرئيسين نبيه بري وتمام سلام والنائب وليد جنبلاط، يستثنى منها الاتصالات التي تحصل بين الوزيرين جبران باسيل والياس بوصعب والرئيس سلام الذي يأخذ في الاعتبار موقف التكتل، وهو لا يريد عقد جلسة تؤدّي إلى تعميق الأزمة بل إلى جلسة منتجة تؤدّي إلى حلّ الأزمة».

وجدّد تكتل «التغيير والإصلاح» رفضه لأيّ جلسة لمجلس الوزراء لا تؤدّي إلى إجراء التعيينات الأمنية، وقال رئيس التكتل بعد الاجتماع الأسبوعي للتكتل: «سمعنا عن عقد جلسة للحكومة «احتيالية»، فالتعيين لن يفشل وهناك أسماء محدّدة وتعهد من الجميع بها، نحن لسنا بمأزق كي نقبل بمخرج والجلسة يجب أن تنتهي بتعيين وإلا هناك نقض بالاتفاقات على كل الأراضي اللبنانية». وأكد عون أنّ «حادثة رومية خطأ أفراد وليست خطأ مؤسسة».