حي الزيتون أضحى كأنه متنزه للأطفال يلعبون به وسط المناظر الخلابة لجدران منازلهم، منوهاً أن أهالي الحي تشجعوا جميعهم للمساعدة في تزيين منازلهم ليتنافسوا من يكون منزله أجمل في شهر رمضان.
استقبل أهالي حي الزيتون في جنوب مدينة غزة شهر رمضان بطريقة غير معتادة، فلم يكتف أهالي الحي بتزيين حارتهم بفانوس رمضان فقط، بل لعبت أناملهم على جدران المنازل والأسقف وفي الأزقة لترسم لوحة فنية تحمل الجمال بألوانه وأشكاله الهندسية من الخشب وبقايا أدوات منزلية قديمة.
وعلى الرغم من الحصار الذي يعانيه أهالي غزة، إلا أنهم أصروا على ترفيه أنفسهم من خلال إضفاء ألوان زاهية تريح العين كلما شاهدها المارة ليعوضوا ما فقدوه من فرحة قدوم الشهر الفضيل خلال العام الماضي بعد شن الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على القطاع.
وقال الفنان محمد الصعيدي (مبتكر الفكرة) إن تلوين الحي بدأ من منزله حينما لون حديقته بالألوان الطبيعية والزهور والأخشاب القديمة، ما دفع سكان الحي إلى السير على خطاه في تلوين منازلهم وجدران الحي، موضحاً أنه استخدم الألوان غير مألوفة وزاهية وبراقة للفت النظر، كما استخدم ادوات بسيطة قديمة كإطار سيارة قديم، وأدوات منزل مستعملة، إضافة إلى تلوين خزانات المياه، وقصاري الزرع وزرعها بالزهور.
ولفت إلى أن لديه العديد من الأفكار والإبداعات ليحول غزة كاملها الى لوحة فنية بإمكاناته البسيطة، مضيفاً: «ان الإنسان الذي يحمل الجمال بداخله يستطيع أن يصنع من أدواته البسيطة أشياء أكثر جمالاً».
وقالت مها الصعيدي، إنها تشارك والدها في اختيار الألوان الجميلة، كما تساعده في زرع القصاري بالورود ووضعها في مكانها المناسب.
بدوره، وقف عماد نايف بجوار جاره الصعيدي وهو يجهز شكلاً هندسيًّا جميلاً من قطع الخشب ليزيّن به الحي، وقال: «أحاول أن أغيّر ما حل على غزة في رمضان الماضي من حرب ودمار، ليكون رمضان هذا العام الاجمل ونبعد الناس قليلاً عن مشاهدة المألوف دائماً من حزن ودمار من خلال الألوان الجميلة التي تجلب الفرح والسعادة».
وأفاد أن حي الزيتون أضحى كأنه متنزه للأطفال يلعبون به وسط المناظر الخلابة لجدران منازلهم، منوهاً أن أهالي الحي تشجعوا جميعهم للمساعدة في تزيين منازلهم ليتنافسوا من يكون منزله أجمل في شهر رمضان.
جريدة المستقبل