تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 26-06-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها التطورات الميدانية في سوريا، خاصة في الحسكة وكوباني، وكذلك في درعا..
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 26-06-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها التطورات الميدانية في سوريا، خاصة هجوم تنظيم داعش الإرهابي على الحسكة وكوباني، وكذلك الهجوم التي أعلنته المجموعات المسلحة على درعا..
السفير
«داعش» في عين العرب والحسكة: ضربة متعددة الأهداف.. وتواطؤ تركي
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "شكلت عودة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» إلى مدينة عين العرب (كوباني) ضربة مباغتة توزعت أهدافها في أكثر من اتجاه.
وبالرغم من أن هذه الضربة سرقت الأضواء بفعل التجربة السابقة للمدينة المنكوبة، إلا أن المعطيات كافة تشير إلى أن الثقل الحقيقي لمجريات يوم أمس إنما يكمن في العملية العسكرية التي تشهدها مدينة الحسكة، حيث تمكن التنظيم من اقتحام بعض أحيائها للمرة الأولى.
ويأتي هذا الهجوم المزدوج على كل من الحسكة وعين العرب بعد أيام فقط من سيطرة «وحدات حماية الشعب» الكردية، بالتنسيق مع «التحالف الدولي» على مدينة تل أبيض الحدودية مع تركيا، ما أدّى حينئذٍ إلى الربط الجغرافي بين اثنين من كانتونات «الإدارة الذاتية» التي أعلنها «حزب الاتحاد الديموقراطي» مطلع العام الماضي، وهما كانتون الجزيرة وكانتون عين العرب الذي حررته الوحدات من عناصر «داعش» قبل خمسة أشهر.
ولم يكن هذا التطور بالأمر العابر الذي يمكن أن يمر دون أن يخلّف تداعيات تتناسب وحجمه. فقد أثارت سيطرة الأكراد على تل أبيض قلق تركيا، وهي ترى منطقة عازلة (غير التي كانت تسعى إليها) تتشكل بينها وبين الأراضي السورية، راسمةً في الأفق حلم الأكراد القديم بالاستقلال ضمن منطقة حكم ذاتي خاصة بهم، وبالتالي تحجيم دور أنقرة في التأثير في الأحداث السورية من خلال خلق كيان كردي فاصل.
كما أثارت في الوقت ذاته مخاوف التنظيم التكفيري، الذي فقد أحد أهم المعابر الحدودية التي كان يعتمد عليها لإدخال «المقاتلين الأجانب» والأسلحة ولتهريب النفط والآثار وغيرها من المواد إلى الجانب التركي، والأهم هو أن معقله الرئيسي في الرقة بات أقرب من أي وقت مضى إلى دائرة الخطر التي ترسمها «وحدات حماية الشعب» الكردية بتعاون كامل مع طائرات التحالف الدولي.
وبينما كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يرفع صوته محذراً من هذه التطورات، ومنتقداً ما أسماها سياسة التهجير التي يتبعها الأكراد ضد المكونين العربي والتركماني، بدت كواليس «الدولة الإسلامية» كأنها تردد صدى هذه التصريحات عبر التخطيط في الخفاء لتوجيه ضربة مباغتة تمثل الرد الأنسب على هذه التطورات، فكان الهجوم المزدوج على عين العرب والحسكة.
ولا يغير النفي التركي، الذي يعتبر الأول من نوعه الذي تضطر السلطات التركية إلى إصداره بمثل هذه السرعة لتبرئة نفسها من تهمة التواطؤ مع التنظيم الإرهابي في هجومه الأخير، شيئاً من حقائق الميدان، التي أظهرت بشكل غير مسبوق مدى حجم تشابك المصالح بين أنقرة و «داعش» ومدى حاجة أحدهما للآخر، لدرجة أن الأخير بات يمثل الحصن الوحيد الذي من شأنه أن يمنع تحقيق الحلم الكردي والكابوس التركي.
وكان مكتب حاكم إقليم أورفا أصدر بياناً شدد فيه على أن الاتهامات حول تسلل مجموعات من «داعش» عبرت إلى «كوباني» من تركيا هي «محض أكاذيب. نحن ننفي ذلك بشدة، فهو غير حقيقي». كما اعتبر نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش أن هذه الاتهامات ليست سوى «دعاية مغرضة، وأخبار عارية من الصحة تماماً، ومحض افتراء»، ولكن لم يستطع أيّ من المسؤولين التركيين تفسير كيفية وصول مسلحي «داعش» إلى معبر مرشد نينار حيث استهلوا الهجوم بتفجير انتحاري، فجميع الطرق مغلقة في وجوههم، ما عدا الطريق الآتي من تركيا.
وسواء كان هناك تواطؤ تركي أم مجرد غض طرف، فإن الهجوم المزدوج حمل رسالة مهمة، موجهة في الدرجة الأولى إلى التحالف الدولي بقيادة واشنطن، مفادها أن مخطط إقامة دولة كردية على الحدود السورية – التركية لن يمر، وهناك من هو مستعد لعرقلته. وواضح أن لتركيا مصلحة كبيرة في توجيه مثل هذه الرسالة، واختيار عين العرب (كوباني) بالذات لتوجيه هذه الرسالة أريد منه أن يشكل صفعة مهينة إلى التحالف الدولي، عبر التشكيك بإستراتيجيته والقدرة على إعادته إلى المربع الأول الذي انطلقت لأجله عملياته ضد «داعش» أواخر العام الماضي. وفي هذا السياق لم يكن من قبيل الصدفة أن يأتي الهجوم بعد ساعات من خطاب المتحدث الرسمي باسم «الدولة الإسلامية» أبو محمد العدناني الذي سخر فيه من الرئيس الأميركي باراك أوباما بالقول: «لم نسمع عبر التاريخ من قبل عن نكسة تكتيكية، ولكننا نعدكم في المستقبل، إن شاء الله، بنكسات ونكسات، ومفاجآت إثر مفاجآت».
والرسالة الثانية موجهة إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية التي يتهمها التنظيم بعدم القدرة على تحقيق أي إنجاز ضده لولا «التحالف الدولي». فالغاية من الهجوم هو الإثبات للأكراد أن «الدولة الإسلامية» بمقدوره أن يهاجم الأهداف الكردية متى يشاء، بما فيها أهداف مستعصية مثل عين العرب، بالإضافة إلى أن تنفيذ الهجوم، من ثلاثة محاور من الشرق والجنوب والشمال، أوحى بأن مسلحي «داعش» بإمكانهم التحرك بحرية كبيرة نسبياً رغم وجود طائرات التحالف فوقهم في سماء المنطقة.
ورغم أن عين العرب سرقت الأضواء، إلا أن ما يجري في الحسكة يفوقها أهمية من الناحية العسكرية والإستراتيجية، ليس لأنها المرة الأولى التي يتمكن فيها التنظيم التكفيري من اقتحام المدينة والسيطرة على بعض أحيائها منذ بداية الأزمة السورية، فهذا التطور رغم أهميته، لا يشكل إلا أحد العوامل التي تعطي الحسكة أهمية كبيرة.
وتأتي أهمية الحسكة من كونها مدينة يقطن فيها نسيج اجتماعي متنوع، سواء دينياً أو قومياً، فهناك العرب والتركمان والأكراد، وهناك المسيحيون والمسلمون، بالإضافة إلى دور العشائر والقبائل في هذا النسيج، وهو الدور الذي بات «الدولة الإسلامية» يتقن استخدامه لمصلحته، كما أثبتت الوقائع في مدن أخرى مثل دير الزور والرقة. وبالتالي، فإن اقتحام المدينة من قبل «داعش» سيؤدي إلى استنهاض هذه المكونات للبحث عن مصلحتها وحماية وجودها مع ما قد يحمله ذلك من تناقضات بينها، وهو ما تمثل مبدئياً بوقوف الأكراد في المدينة على الحياد تاركين الجيش السوري يتصدى للهجوم وحده (باستثناء بعض الكتائب المتحالفة معه). كما من شأن ذلك أن يثير قلقاً إقليمياً ودولياً، بخصوص الأقليات التي تسكن المدينة، وهو ما يخشى منه أن يشكل ذريعة لتدخل خارجي في المدينة.
النهار
"داعش" يفاجئ كوباني ويتقدّم في الحسكة
المعارضـة أطلقـت هجوماً شاملاً على درعا
وتناولت صحيفة النهار التطورات الميدانية في سوريا وكتبت تقول "شن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) هجمات متزامنة على الجيش السوري ومقاتلين أكراد ليل الاربعاء - الخميس في استعادة للمبادرة الهجومية بعدما فقد السيطرة على أراض خلال الأيام الاخيرة في مواجهات مع قوات يقودها الأكراد في محافظة الرقة معقل التنظيم المتشدد. وفي الجنوب اطلقت فصائل معارضة معركة "عاصفة الجنوب" لطرد القوات النظامية من مدينة درعا كاملة.
وبعدما مني بخسائر اخيراً على أيدي القوات الكردية المدعومة بغارات الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة، سعى "داعش" إلى اخذ زمام المبادرة مجدداً بشن هجمات على مدينة عين عرب (كوباني بالكردية) التي يسيطر عليها الأكراد وتقع على الحدود مع تركيا ومناطق خاضعة لسيطرة الحكومة في مدينة الحسكة بشمال شرق سوريا.
وسجلت هجمات "الدولة الإسلامية" بعد تقدم سريع أثنت واشنطن على نجاحه لقوات يقودها الأكراد في عمق الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم إلى أن باتوا على مسافة 50 كيلومترا من مدينة الرقة "عاصمة" التنظيم.
ويشكل الهجوم المزدوج على القوات الحكومية في مدينتي الحسكة ودرعا - وهما عاصمتان لمحافظتيهما- اختبارا لمدى قدرة قوات النظام السوري على الصمود في مواقع نائية تقع بعيدا من المنطقة الغربية التي تمثل أولوية قصوى لبقاء النظام.
وقال "داعش" في بيان: "في عملية مباغتة يسر الله لجنود الخلافة السيطرة على حي النشوة الغربية والمناطق المجاورة لها" في جنوب غرب مدينة الحسكة المقسمة مناطق تحت سيطرة الحكومة وأخرى تحت سيطرة الأكراد. وأضاف أن القوات الحكومية "انسحبت نحو مركز المدينة".
وبث التلفزيون السوري الرسمي إن مقاتلي "داعش" طردوا سكانا من منازلهم في النشوة وأعدموا البعض واعتقلوا آخرين. وقال انه قتل عدد كبير من مقاتلي التنظيم المتشدد بينهم قيادي تونسي.
وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" الذي يتخذ لندن مقراً له ، إن التنظيم المتطرف انتزع السيطرة على منطقتين من القوات الحكومية.
كوباني
وأوضح مسؤولون أكراد والمرصد إن هجوم التنظيم المتشدد على كوباني بدأ بتفجير سيارة مفخخة واحدة على الأقل في منطقة قريبة من المعبر الحدودي مع تركيا. ويشتبك مقاتلو التنظيم مع القوات الكردية في المدينة نفسها.
وشهدت كوباني بعضا من أعنف المعارك مع "داعش" العام الماضي. وطردت "وحدات حماية الشعب" الكردية المدعومة بغارات الائتلاف مقاتلي التنظيم في كانون الثاني بعد قتال دام أربعة أشهر.
وصرح الناطق باسم "وحدات حماية الشعب" ريدور خليل بان المقاتلين الذين شنوا الهجوم أمس دخلوا المدينة من الغرب في خمس سيارات وإنهم قاموا بخدعة فرفعوا علم "الجيش السوري الحر" الذي يدعمه الغرب والذي يحارب التنظيم المتشدد مع الوحدات. وأضاف :"فتحوا النار بشكل عشوائي على كل من وجدوه".
وقال المرصد إن المهاجمين ارتدوا ايضا البزات العسكرية التي يرتديها مقاتلو "وحدات حماية الشعب". وأشار إلى أن ما لا يقل عن 35 شخصا معظمهم مدنيون قتلوا في الهجمات وتحدث عن مقتل 20 شخصا أو أكثر من المدنيين الأكراد في قرية تقع إلى جنوب كوباني.
وافادت "وحدات حماية الشعب" في صفحة بموقع "فايسبوك" للتواصل الاجتماعي إن 15 مقاتلا على الأقل من تنظيم "الدولة الاسلامية" قتلوا في كوباني. واورد التلفزيون السوري أن المهاجمين دخلوا كوباني من تركيا وهو ما نفته حكومة أنقرة.
درعا
وشن مقاتلو المعارضة في جنوب البلاد هجومهم للسيطرة على درعا التي ستصير إذا ما سقطت العاصمة الثالثة لمحافظة سورية يفقد الرئيس بشار الأسد السيطرة عليها منذ بدء الحرب، بعدما سيطر التنظيم المتشدد على الرقة وسيطر تحالف لفصائل سورية معارضة للنظام على إدلب.
وتواجه حكومة الأسد ضغوطا عسكرية متزايدة منذ آذار وفقدت السيطرة على أراض في شمال البلاد وجنوبها ووسطها حيث سيطر التنظيم المتشدد على مدينة تدمر الشهر الماضي.
واعلن تحالف لجماعات معارضة يعرف بـ"الجبهة الجنوبية" إن هجومه على درعا بدأ فجرا. وامتدت آثار القتال إلى الأردن حيث تسببت قذيفة صاروخية طائشة بمقتل بائع في سوق وإصابة آخرين. صرح الناطق باسم "الجبهة الجنوبية" عصام الريس بان المعركة تستغرق وقتا وانهم مستعدون لها وأنهم بدأوا القصف ولكن لا يمكنهم تقويم الوضع حاليا.
الأخبار
«داعش» يخرق أحياء مدينة الحسكة... ويتسلّل إلى عين العرب
بدورها تناولت صحيفة الأخبار الشأن السوري وكتبت تقول "نجح تنظيم «داعش» في تحقيق اختراق في مدينة الحسكة، استطاع خلاله التسلل إلى ثلاثة أحياء جنوب المدينة، في وقت تمكّن فيه من إحداث خرق في عين العرب في ريف حلب الشمالي، وفجّر ثلاث سيارات مفخخة داخل أحياءها
خرق تنظيم «داعش» دفاعات الجيش السوري و«الدفاع الوطني» في محيط حي «النشوة فيلات» ونجح في التسلل إلى حي الفيلات ومنه إلى أحياء الشريعة والنشوة الغربية في الجزء الجنوبي لمدينة الحسكة. التنظيم فجّر سيارة مفخخة على سور مركز «الدفاع الوطني» في حي الفيلات، أعقبته اشتباكات مع مسلحين تابعين للتنظيم كانوا قد نجحوا في التسلل إلى الفيلات المقابلة للمبنى، تزامن ذلك مع استهداف المقر بقذائف الهاون، ما أدى إلى انسحاب عناصر «الدفاع الوطني» باتجاه المدينة الرياضية بعد سقوط عدد من الشهداء والجرحى.
ثم نجح التنظيم في إيجاد طريق إمداد له على شكل مجموعات صغيرة استطاعت الوصول إلى مساكن الشريعة الملاصقة للدفاع الوطني، ومنها إلى اجزاء في حي النشوة الغربية. وحدات الجيش السوري مدعمة بـ«الدفاع الوطني» و«المغاوير» و«كتائب البعث» أعادت انتشارها في محيط دوار الكهرباء والمدينة الرياضية، فارضة طوقاً على المتسللين لشل حركتهم وتقييدها ومنع تمدّدهم باتجاه الأحياء الأخرى. توازى ذلك مع استهداف سلاح الجو خطوط إمداد «داعش» في الأرياف الجنوبية والشرقية والغربية بشكل كثيف لمنع وصول إمدادات للمتسللين ومحاولة قطع طرق إمدادهم من جسر أبيض والريف الغربي للمدينة. مصدر عسكري أكد لـ«الأخبار» أن «وحدات الجيش مدعمة بأهالي الحسكة تتعامل مع العناصر المتسللين وتسعى إلى تطويقهم ومنع تمدّدهم في الأحياء»، لافتاً إلى أن «جميع نقاط الجيش في محيط المدينة من الجهتين الجنوبية والغربية والشرقية لا تزال محتفظة بمواقعها مع وصول تعزيزات عسكرية من مدينة القامشلي لتدعيم الخطوط الدفاعية». يأتي ذلك في وقت عززت فيه «الوحدات» الكردية نقاط وجودها في الأحياء الواقعة تحت سيطرتها في الجزء الشمالي من المدينة، مع استقدام تعزيزات من القامشلي والمدن الشمالية، من دون التدخل في الاشتباكات الحاصلة في الأحياء الجنوبية. وكان التنظيم قد هاجم قبل يومين مدينة الحسكة بشاحنة وصهريج مفخخ استهدفا مركز «الدفاع الوطني» ومركز القسم الشمالي لـ«الأسايش» الكردية، أعقب ذلك اقتحام أربعة انتحاريين انتحلوا صفات عناصر في الجيش مقر الفوج الخامس وسط المدينة، فجر ثلاثة منهم أنفسهم عند مدخل الفوج، فيما قتل آخر، في محاولة للتنظيم لخلخلة صفوف الجيش و«الأسايش».
إلى ذلك، سقط ما لا يقل عن 60 من مدنيين وعسكرين وأصيب أكثر من مئة، إثر نجاح عناصر من «داعش» في التسلل إلى أحياء في مدينة عين العرب والريفين الشرقي والغربي للمدينة. التنظيم قام بتفجير سيارتين مفخختين عند معبر مرشد بينار الحدودي أدى إلى سقوط ضحايا، فيما نجح آخرون في التسلل إلى أحياء كاني عربان وبوطان وحج رشاد ومشفى أطباء بلا حدود، وفتحوا نيرانهم على العسكريين والمدنيين، وتحصنوا ضمن مبانٍ في هذه الأحياء. في موازاة ذلك، تسللت مجموعات من «داعش» من طريق عام حلب ــ كوباني بعدما انتحلوا صفات عناصر من «لواء ثوار الرقة»، حليف «الوحدات» الكردية، وقتلوا ما لايقل عن 20 من أهالي قرية برخ باطان جنوبي المدينة. قيادة «حركة المجتمع الديموقراطي» المرتبط بحزب «الاتحاد الديموقراطي» الكردي اتهمت في بيان لها «الحكومة التركية بأنها تقف وراء الهجمات»، وقالت في بيانها «إن هجوم المرتزقة من داخل الأراضي التركية يثبت مجدداً علاقة الحكومة التركية بمرتزقة داعش. وأضافت «من يخطط ويدير هجمات مرتزقة داعش على روج آفا هو الدولة التركية»، وهو أمر نفاه «والي أورفا» في بيان صادر عنه، مؤكداً أن «الهجمات على كوباني تمّت عبر مدينة جرابلس المجاورة».
اللواء
المعارضة السورية أطلقت «عاصفة الجنوب» لتحرير كامل محافظة درعا
داعش يعيد خلط الأوراق: عودة مباغتة إلى عين العرب واجتياح الحسكة
من جهتها كتبت صحيفة اللواء تقول "أعاد تنظيم الدولة الاسلامية مجددا خلط الاوراق في الميادين السورية،حيث شن امس هجوما مباغتا على مدينة عين العرب(كوباني) الكردية في شمال سوريا، وتمكن من دخولها مجددا بعد هزيمته هناك قبل اشهر، وانتزع في هجوم آخر من قوات النظام مناطق في مدينة الحسكة.
أما في جنوب البلاد، فقد شن مقاتلو المعارضة وجبهة النصرة هجوما واسعا على مدينة درعا في محاولة للسيطرة عليها بشكل كامل وطرد قوات النظام منها.
وفي وقت كانت الانظار تتجه الى التحصينات والدفاعات التي قيل ان التنظيم بدأ بإقامتها حول معقله الرئيسي في مدينة الرقة، بعد ان اجتاح المقاتلون الاكراد ومقاتلي المعارضة مواقعه وقواعده في مدينتي تل ابيض وعين عيسى وكذلك مقر اللواء ٩٣؛ إذ بالتنظيم المتطرف يباغت الجميع ويشن هجوما مزدوجا ضد الاكراد تمكن خلاله من العودة الى مدينة عين العرب. وكذلك ضد القوات النظامية التي فقدت أحياء عدة من مدينة الحسكة لصالح المتطرفين.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون ان تنظيم الدولة الاسلامية بدأ فجر امس هجوما مفاجئا على مدينة كوباني تخللته ثلاثة تفجيرات انتحارية في منطقة معبر مرشد بينار الحدودي مع تركيا (شمال المدينة) وتقدم من الجهتين الجنوبية الغربية والجنوبية الشرقية.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن «اندلعت على الاثر اشتباكات عنيفة في وسط المدينة حيث أمكن مشاهدة جثث في الشوارع»، مشيرا الى ان المواجهات مستمرة وعنيفة. واوضح المرصد ان «عناصر تنظيم الدولة الإسلامية تمكنوا من التسلل بعد ارتدائهم لباس الوحدات الكردية ولواء مقاتل مساند له».
واكد التنظيم المتطرف في بيان انه شن هجوما على مدينة «عين الاسلام» (الاسم الذي يطلقه على كوباني) بعد عدة عمليات انتحارية اسفرت عن مقتل عشرات «الكفار»، في اشارة الى وحدات حماية الشعب الكردية.
ووفق المرصد، فان المعارك اسفرت عن مقتل 57 شخصا على الاقل، 35 كرديا و22 جهاديا، وهي متواصلة وخصوصا في جنوب كوباني حيث طلبت وحدات حماية الشعب الكردية تعزيزات.
وقال الناشط الكردي ارين شيخموس من جهته ان الهجوم حصل «في الصباح الباكر، والجميع صائم، لذلك، لم يشعر بهم احد»، مؤكدا ان المهاجمين «دخلوا من تركيا عبر المعبر الحدودي وكانوا يرتدون ملابس وحدات حماية الشعب الكردية». كذلك اتهم الاعلام الرسمي السوري الجهاديين بدخول كوباني عبر تركيا.
ونفت انقرة ذلك بشكل قاطع مشيرة الى انهم «تسللوا من جرابلس في سوريا» على الحدود بين البلدين. واكد مسؤول تركي ان «لديهم الدليل القاطع» على ان الجهاديين لم يدخلوا كوباني من تركيا.
في الوقت ذاته، سيطر تنظيم الدولة الاسلامية على قرية برخ بوطان الواقعة على بعد اكثر من عشرين كيلومترا من كوباني لساعات قبل ان ينسحب منها بعد وصول تعزيزات كردية الى المنطقة. الا انه رمى بالرصاص قبل انسحابه 23 شخصا بينهم «اطفال ونساء وعجزة ورجال حملوا السلاح لمواجهة الجهاديين». الى ذلك، شن التنظيم الجهادي هجوما آخر على مدينة الحسكة التي يتقاسم السيطرة عليها الاكراد وقوات النظام.
وتمكن، بحسب المرصد، من السيطرة على «حيي النشوة والشريعة وصولاً إلى شارع المدينة الرياضية في جنوب وجنوب غرب مدينة الحسكة» الواقعين تحت سيطرة قوات النظام.
واستطاعت قوات النظام مساء استعادة السيطرة على اجزاء من حي النشوة في جنوب غرب المدينة. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل 30 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها و20 عنصرا من التنظيم.
واقر التلفزيون السوري الرسمي بشكل غير مباشر بدخول التنظيم الى المدينة، وقال في شريط اخباري عاجل ان «تنظيم داعش الارهابي ينكل بالسكان المدنيين ويطردهم من منازلهم في حي النشوة الشرقي والغربي».
وفي الجنوب، خاضت فصائل المعارضة معارك عنيفة مع قوات النظام للسيطرة على مدينة درعا،حيث اقتحمت المعارضة بنايتين تمثلان خط دفاع عن المربع الأمني بالمدينة وهما بنايتي المطاحن ومديرية الري ، كما قصفتالمعارضة قوات النظام المتمركزة في المربع الأمني براجمات الصواريخ والمدفعية وقذائف الهاون.
وبدأت المعارضة فجر امس هجوما هو الأعنف على مركز مدينة درعا أطلقت عليه «عاصفة الجنوب»، للسيطرة بالكامل على المدينة التي تضم المؤسسات الحكومية والأفرع الأمنية، وهي آخر حصون النظام السيادية في محافظة درعا.
ونقلت وكالة الأناضول عن القائد العسكري بغرفة عمليات «عاصفة الجنوب» فهد السلطي قوله إن مقاتلي المعارضة تمكنوا بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام من قطع طريق الأوتوستراد الدولي الرابط بين محافظة درعا ومدينة دمشق.تتفدم فصائل معارضة مدعومة من جبهة النصرة في مواجهة قوات النظام في مدينة درعا بعد هجوم بدأته أمس.
البناء
موسكو: التفاهم النووي مع إيران جاهز 90 في المئة... وواشنطن: التمديد لأيام وارد
أردوغان لحرب إبادة ضدّ الأكراد... وجنبلاط يهاجم مشايخ السويداء والجولان
انعدام وزن سياسي لبناني... ولا حلول حكومية وتشريعية... ولا تسويات
صحيفة البناء كتبت تقول "الأيام الخمسة الباقية حتى بلوغ مهلة الثلاثين من حزيران موعد حسم مصير المفاوضات حول الملف النووي الإيراني، تمرّ ببرودة عكس السخونة المتوقعة، حيث صار شبه مؤكد الإعلان عن تمديد المهلة حتى الأسبوع الثالث من شهر تموز المقبل، مع الإعلان ضمناً عن تبلور أرضية كاملة وواضحة للتفاهم ومحاوره وبنوده ومتفق عليها بلا توقعات للمفاجآت. فقد أعلنت واشنطن أنّ التمديد التقني لأيام بعد الثلاثين من حزيران وراد جداً، بعدما كانت طهران قد أعلنت شيئاً مماثلاً من قبل، وصار واضحاً أن القضايا التي تضمّنها الاتفاق الإطار الموقع في نهاية آذار الماضي بين إيران ودول 5+1 قد أنجزت صياغتها بتوافق تامّ بالكامل، وأنّ النقاش حول القضايا المستجدة، مثل المطالبة بتفتيش المنشآت العسكرية الإيرانية واستجواب العلماء الإيرانيين، قد تمّ التوصل لمخارج بصددها، باعتبارها قضايا من خارج الملف النووي، ويفترض لبلوغها تبلور شكوك مبنية على معطيات كافية لدى وكالة الطاقة الذرية تستدعي التوجه لمجلس الأمن الدولي الذي سيصير الجهة المرجعية للملف النووي من الزاوية السياسية بتراضي الفرقاء جميعاً بعد توقيع التفاهم، وتصير صلاحية المجلس في ضوء المعطيات أن يقرّر التوجه لمنح الوكالة في هذه الحالة التفويض والصلاحية اللازمين لمثل هذه الخطوات، أو الرفض أو وضع ضوابط وشروط محدّدة لحالات بعينها.
ما تبقى هو صياغة هذه التفاهمات النهائية من جهة ومن جهة مقابلة حسم الآليات التفصيلية لرفع العقوبات التي تشترط إيران تبلورها مكتوبة لترضى منح تأشيرة وفدها المفاوض على النصوص المتفق عليها، ومنحها صفة الاتفاق المبدئي قبل التوقيع، وهذا ما حدا بنائب وزير الخارجية الروسي سيرغي رياكوف للقول، إنّ نصّ الاتفاق النهائي بين إيران والدول الست الكبرى منجز وجاهز بنسبة 90 في المئة، موضحاً أن هذه النسبة لا تطاول فقط حجم النصوص المنجزة قياساً للحجم الإجمالي للاتفاق، بل طبيعة ونوعية المواضيع التي تمّ التوصل لتفاهمات نهائية مكتوبة حولها ودرجة أهميتها، ليمكن القول أن الباقي لبلوغ النهاية السعيدة هو قطع الـ10 في المئة من الطريق فقط.
هذا المسار الإيجابي يترك الكثير من التبريد الإستراتيجي للتوترات الكبرى في المنطقة والعالم كاتجاه وخيارات، لكنه يشعل الجبهات للإسراع بحمل الأوراق وتسجيل النقاط، ويصيب المتضررين من التفاهم بهستيريا تدفعهم للتصعيد على كل جبهة وفي كل اتجاه، ولهذا شهدت الجبهات العسكرية في سورية والعراق تصعيداً استثنائياً في كل مكان.
التحوّلات الأبرز، كانت انتفاضة الرئيس التركي رجب أردوغان وحزبه على الأكراد في سورية بعد نجاحهم في التقدّم في تل أبيض وريف الرقة، فكانت عمليات التفجير التي شنها انتحاريو «داعش» ضدّ التجمعات الكردية في عين العرب كوباني على دفعات أشبه بحرب إبادة أرادت رسم خط أحمر للميليشيا الكردية، من البوابة التركية عشية تبلور التفاهمات الإقليمية بدءاً من الملف النووي الإيراني، وعلى خلفية ما حملته الانتخابات التركية، من إضعاف لمكانة تركيا ورئيسها، بالقول إنّ ثمة ما لن تساوم عليه تركيا وهو تشجيع الأكراد على بناء شريط مستقلّ على الحدود مع سورية يتواصل مع كلّ من أكراد العراق وتركيا.
بالتوازي مع هستيريا أردوغان، انفجر غيظ النائب وليد جنبلاط مما نشر عن الرسالة التركية والأردنية المتطابقة لمشايخ السويداء حول عدم صحة وجود أيّ ضمانات من جانب الحكومتين لتأمين حماية السويداء من مخاطر هجمات «جبهة النصرة»، وتوجه جنبلاط إلى مشايخ السويداء مندّداً بصمتهم على ما جرى مع عناصر لـ«جبهة النصرة» على أيدي مقاتلين من جبل العرب، متسائلاً عن مغزى الاستقبال بحفاوة عالية للواء علي المملوك رئيس مجلس الأمن الوطني في سورية وما حملته الزيارة من تفاهمات وخيارات، ومندّداً بما فعله شباب الجولان وسط صمت مشايخهم بحق جرحى «جبهة النصرة» الذين يعالجون في مستشفيات الاحتلال، منتقداً عدم توفير «إسرائيل» الحماية لهم.
جنبلاط المنشغل بفشله السوري، يؤجل الكشف عن مبادرته لحلحلة الوضع الحكومي اللبناني الذي بدا مراوحاً في مكانه بلا أفق، مثله مثل جلسات التشريع النيابية المجمّدة، حيث لا حلول ولا تسويات.
الحكومة في حالة ركود سياسي
دخلت الحكومة حالة ركود سياسي قد تستمر إلى ما بعد شهر رمضان في أعقاب تراجع التفاؤل حول عقدة التعيينات العسكرية. ولا توحي المؤشّرات بإمكانية خرق الجمود في الشأن الحكومي. وحدها الانتكاسة الأمنية التي أحدثها تسريب فيديو تعذيب الموقفين من قبل بعض عناصر قوى الأمن الداخلي خرقت الجمود السياسي، الذي يبدو انه مستمر طالما أن المشاورات السياسية لا تزال تراوح مكانها.
من طلب الشيء في غير أوانه عوقب بحرمانه
وجدد رئيس مجلس النواب نبيه بري بحسب ما نقل عنه زواره لـ«البناء» رفضه تعطيل عمل المؤسسات، مشيراً إلى «أن التعطيل ينتقل من مؤسسة إلى مؤسسة، وفي النهاية لن يؤدي إلى النتائج التي يرجوها أصحاب التعطيل». ولفت إلى اللامبالاة من بعض القوى السياسية حيال الملفات المعيشية والمشاكل الاقتصادية التي يعاني منها المواطن، والأوضاع الأمنية والمخاطر الإرهابية».
وإذ شدد بري بحسب زواره على «أن انتخاب الرئيس هو المدخل لإيجاد حل لكل المشاكل العالقة، اعتبر «أن ورقة إعلان النوايا بين «الوطني الحر» و»القوات اللبنانية» لم تقترب من موضوع رئاسة الجمهورية». وعاد بري وكرر أمس أمام زواره تعليقاً على مطالبة عون بتعيين العميد شامل روكز قائداً للجيش، «أن من طلب الشيء في غير أوانه عوقب بحرمانه».
وأكد وزير العمل سجعان قزي لـ«البناء» «أن رئيس الحكومة تمام سلام ينتظر أن تثمر الاتصالات حلولاً لعقدة التعيينات قبل الدعوة إلى جلسة، فكل فريق لا يزال متمسكاً بشروطه، في حين أن رئيس الحكومة لا يريد أن يقطع شعرة معاوية مع أحد، ولذلك يتريث في الدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء بانتظار بروز معطى جديد في الأيام القليلة المقبلة». وشدد قزي على «أن رئيس الحكومة ليس في وارد الاستقالة على الإطلاق.
وكان وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش زار الرئيس سلام، وتمنى عليه، بحسب ما علمت «البناء» أن لا يدعو إلى جلسة في شهر رمضان.
ورجحت مصادر وزارية لـ«البناء» «أن تكون العطلة الحكومية في شهر رمضان محاولة لكسب الوقت، على رغم أن الوزير فنيش بحسب المصادر «أبلغ سلام أنهم يتوقعون حلحلة في المواقف».
وأكدت مصادر في الحزب التقدمي الاشتراكي لـ«البناء» «أن الاقتراحات التي تقدم بها النائب وليد جنبلاط لم تنضج بعد»، مشيرة إلى «أن رئيس التقدمي يسعى لتسوية الوضع على قاعدة عدم تعطيل الحكومة».
ولم تؤكد المصادر عقد جلسة لمجلس الوزراء الأسبوع المقبل، «فتصريحات العماد عون مؤشر إلى المزيد من التصعيد».
ورأت أوساط التيار الوطني الحر لـ«البناء» أن الحل الوحيد أمام الرئيس سلام للدعوة إلى جلسة هو إدراج التعيينات العسكرية بنداً أول على جدول الأعمال، وإلا لن تعقد أي جلسة منتجة».
الهيئات الاقتصادية بوق إعلامي لـ 14 آذار
وشكل لقاء الهيئات الاقتصادية في البيال أمس تحت شعار «إعلان 25 حزيران ـ القرار ضد الانتحار»، محاولة جديدة من فريق 14 آذار لاستهداف رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون. وفيما غاب الإصلاح الاقتصادي عن كلمات المتحدثين، كان اللافت تسييسهم اللقاء وتركيزهم على انتخاب رئيس للجمهورية معتبرين «أننا نعيش في دولة مقطوعة الرأس ومقطعة الأوصال والمسؤولون غير معنيين بها»، متوجهين للطبقة السياسية بالقول: «لا تستسهلوا هذه الحال الاعتراضية التي ترونها اليوم، لأنها كرة ثلج ستكبر بدايتها نداء، وقد تكون نهايتها انتفاضة».
وتعليقاً على ذلك، أكد وزير السياحة السابق فادي عبود لـ«البناء» «أن هناك انحرافاً في الدور الذي من المفترض أن تلعبه الهيئات الاقتصادية». ولفت إلى «أن هذه الهيئات تحولت إلى بوق إعلامي لـ 14 آذار وخسرت موقعها الوسطي».
واعتبر عبود «أن الكلام السياسي الذي أورده المتحدثون في البيال وربط الحلول بانتخاب رئيس للجمهورية كان بمثابة انتحار جماعي وليس صرخة ضد الانتحار، حيث بدا هؤلاء كمن يطلق النار على نفسه».
ولفت إلى «أن الحل لكل المشاكل يكون بانتخاب رئيس قوي حائز على ثقة اللبنانيين، يتعاون مع فريق عمل وعدة للإصلاح، عندها من الممكن أن نرى إصلاحاً في الوضع الاقتصادي».
واستغرب عدم إشارة أحد من المتحدثين إلى الوضع الإقليمي المتأزم وتداعياته على لبنان الذي على رغم ذلك، فإن أرقامه الاقتصادية لا بأس بها»؟ كذلك لم يأت المتحدثون على عزل لبنان براً وعدم تمكنه من تصدير وارداته؟ معتبراً «أن الغاية الاقتصادية من عقد المؤتمر لم تكن ظاهرة».
كنعان إلى معراب الاثنين
من ناحية أخرى، يتوجه أمين سر تكتل التغيير والإصلاح النائب إبراهيم كنعان الاثنين المقبل إلى معراب لبدء البحث في المرحلة الثانية من الحوار بين التيار الوطني الحر والقوات. وعشية زيارته معراب، زار كنعان موفداً من العماد عون البطريرك الماروني بشارة الراعي ووضعه في أجواء الحوار بين الجانبين بعد إعلان «بيان النيّات». وتزامنت الزيارة مع بدء استطلاع الرأي بأخذ عيّنات من فئات مهنية عدة، والمتفق عليه بين الرابية ومعراب، لتحديد الأقوى مسيحياً.
تيار المستقبل بين حدّين
في وقت، لا يزال ملف سجن رومية والشريط المسرب عن تعذيب سجناء محل اهتمام لدى المعنيين، لا سيما وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الذي ترأس اجتماعاً أمنياً حضره عدد من القادة الأمنيين، طالباً من القادة العسكريين المعنيين ضرورة المتابعة اليومية لأوضاع السجن على المستويات الأمنية والإنسانية واللوجستية، والبنى التحتية، «على أن يشرف شخصياً على حسن المتابعة لهذا الملف». وأوعز إلى القادة المعنيين بضرورة تأمين حافلتين لنقل أهالي السجناء من مدخل سجن رومية إلى مكان لقاء أبنائهم.
وأظهرت التحقيقات مع الموقوفين الخمسة تورط 4 أسماء جدد، يتوزعون بين مدنيين وعسكريين، سيستمع قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا إلى إفاداتهم الاثنين المقبل.
وأكدت مصادر نيابية في تيار المستقبل لـ«البناء» أن «التيار يقف بين حدين في هذا الموضوع، الأول هو رفض الصورة التي ظهرت من سجن رومية من خلال الفيديو المسرب عن تعذيب سجناء لأن السجناء أيضاً لهم حقوق على الدولة حتى يحاكموا وتنتهي مدة محكوميتهم، ولا تجوز الإساءة إليهم بهذه الطريقة، أما الحد الثاني هو رفض الانتقاص من هيبة وسلطة الدولة بل صون حقوق الناس ضمن سيادة وهيبة الدولة».
وأشارت المصادر إلى «أن لا خلاف بين الوزيرين ريفي والمشنوق بل هناك اختلاف في وجهات النظر في بعض الملفات، وكتلة المستقبل لديها الثقة التامة بالمشنوق». ورفضت المصادر التعليق على ما حصل من ردود فعل في الشارع على الشريط، ولفتت إلى «أن الشارع اللبناني يريد أن يكون هناك أمن في كل المناطق اللبنانية».
وحمل عضو هيئة علماء المسلمين الشيخ حسام الغالي في حديث إلى «البناء» مسؤولية ما حصل في السجن وما أعقب ذلك من تحركات في الشارع إلى الدولة اللبنانية». وطالب بفتح أبواب كل السجون أمام المنظمات الحكومية لعدم تكرار ما حصل في سجن رومية». وقال: «نحن لدينا كربلاء السنة، نتعرض لمظلومية كبيرة، فهناك الكثير من السنة يحاسبون على فكرهم فقط لأنه قريب من فكر تنظيم داعش». وادعى «أن أداء الدولة هو الذي يزيد منسوب التطرف في لبنان».
ودعت كتلة الوفاء للمقاومة إلى التنبه من عواقب ردود الفعل المتفلتة وإلى الحذر من لعبة الشارع وإثارة غرائز الجمهور لإسقاط منطق القانون والعدالة المرتجاة. ودانت عقب اجتماعها الأسبوعي المواقف الانتهازية الرخيصة التي تذرعت بإدانة التجاوزات لتحرض طائفياً ومذهبياً وتلوّح بخيارات تقسيم البلاد أو التفرد في حكمها، وهي خيارات تستعيد منطق الحرب الأهلية وشعاراتها قبل اتفاق الطائف. من ناحية أخرى، تمكن حزب الله والجيش السوري من دخول معبر شحادي في جرد الجراجير وسيطرا بالنار على معبر وادي المغارة.
وقالت مصادر عسكرية مطلعة على سير العمليات لـ«البناء»: «أن معبر شحادي يقع شرق عرسال وهو خط إمداد أساسي لمسلحي جبهة النصرة في جرود عرسال حيث يمر كل التموين المؤلل من السيارات والآليات عبره. ولفتت إلى «أن السيطرة عليه هي سيطرة بالنيران وليست سيطرة كاملة». وأشارت إلى «أن هذه السيطرة توازي عمليات قامت بها المقاومة منذ بداية الهجوم على جرود عرسال». وأكدت «استمرار المقاومة بعمليات قطع طرقات وخطوط الإمداد عن المسلحين في المنطقة».
المختطفون لدى «داعش» على قيد الحياة
إلى ذلك، لم يطرأ أي جديد على ملف العسكريين المختطفين، واستغرب نظام مغيط، شقيق المعاون الأسير إبراهيم مغيط في حديث إلى «البناء» رفض المسؤولين في الدولة «استقبال أهالي العسكريين أو إطلاعهم على سير وتطورات المفاوضات مع الجهات الخاطفة».
وأكد تواصل الأهالي مع عضو خلية الأزمة اللواء محمد خير من دون معرفة أي معلومات على هذا الصعيد. واستبعد حصول أي تسوية، كما يقول البعض، مؤكداً «أن الأهالي يبحثون بأنفسهم عن قناة تواصل مع الخاطفين».
وأشار إلى «أن الأهالي تلقوا اتصالاً من الشيخ وسام المصري الذي يتواصل مع تنظيم داعش أبلغهم فيه أن العسكريين التسعة لدى داعش لا يزالون على قيد الحياة».