حَدَثُ تسريب «ويكيليكس» برقيات وزارة الخارجية السعودية، والتعاون مع «الأخبار» في نشرها، شغل الإعلام حول العالم في الأيام الماضية، والوثائق اللبنانية خصوصاً كان لها وقعٌ في بعض الصحف الغربية.
صباح أيوب
حَدَثُ تسريب «ويكيليكس» برقيات وزارة الخارجية السعودية، والتعاون مع «الأخبار» في نشرها، شغل الإعلام حول العالم في الأيام الماضية، والوثائق اللبنانية خصوصاً كان لها وقعٌ في بعض الصحف الغربية. أخبار تلقّي الإعلام اللبناني والصحافيين دعماً مالياً مباشراً من النظام السعودي مقابل التسويق لسياسته، وتحكّم آل سعود بقطع تلك الأموال بهدف الضغط على بعض المؤسسات الإعلامية، كانت محطّ انتباه عدد من وسائل الإعلام الأميركية والفرنسية، ولا سيما وكالة أنباء «أسوشييتد برس».
وركّزت كل من «نيويورك تايمز» الأميركية و«لو موند» الفرنسية مقالاً كاملاً عن خبر تلقّي بعض السياسيين اللبنانيين رشى سعودية.
ضمن ما سمته «دبلوماسية الشيكات» السعودية، اختارت «نيويورك تايمز» من لبنان الوثائق التي تتحدّث عن طلب « السياسي المسيحي»، رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، من آل سعود مدّه بالأموال، وإبداء «استعداده لفعل أي شيء تطلبه منه المملكة». وذكّرت الصحيفة الاميركية البارزة بما نقلته الوثيقة المسرّبة، عن أن «جعجع كان قد دعم مواقف السعودية في عدّة مقابلات تلفزيونية، وعارض نظام بشار الأسد في سوريا».
أما مقال «لو موند»، فكان أكثر مباشرة في وصفه لما تضمّنته الوثائق تلك، فكان عنوانه «برقيات السعودية تكشف كيف تشتري الرياض النخبة اللبنانية»، مع صورة لرئيس حزب «القوات» سمير جعجع. المقال يشرح أن مجموع الوثائق المسرّبة أظهر «كيف اشترت الرياض لنفسها شبكة من المستفيدين في بلاد الأرز». مقال «لو موند» اتخذ من جعجع، «أحد أبرز قادة اليمين المسيحي» في لبنان، مثالاً على ذلك، فقال إنه «طلب من السعودية خدمات طنّانة ورنّانة عام ٢٠١٢». كاتب المقال بنجامين بارت، مراسل الصحيفة في بيروت، قال إن أحد مستشاري جعجع «رفض أي تعليق على الموضوع»، وأردف أنه «نظراً إلى تردده على الرياض، وانتقاده الحماسي النشِط ضد حزب الله، فمن المرجّح أن يكون القائد السابق لإحدى ميليشيات الحرب الأهلية، قد حقق مبتغاه من ذلك».
المقال تناول أيضاً قيام بطرس حرب والياس المرّ ودوري شمعون بـ «أفعال مماثلة»، لافتاً الى أن «جميع هؤلاء هم مسيحيون يمينيون، أعضاء في حركة ١٤ آذار، ومعادون للنظام الإيراني»، كما اشار المقال إلى ما كشفته الوثائق عن العلاقة بين آل سعود والإعلام اللبناني، ولا سيما ما حصل مع قناتي «إم تي في» و»إل بي سي»، ومع بعض الصحف اللبنانية.
بارت ختم مقاله بسؤال حول «الأخبار»، «شريكة ويكيليكس، والقريبة من مواقف حزب الله، وعرّابه الإيراني»، قائلا «هل ستفلت الأخبار من قاعدة» اعتماد وسائل الإعلام في لبنان على مصادر تمويل خارجية؟».
كان حريّاً بمراسل «لو موند» أن يسأل «الأخبار» عن هذه النقطة ويعطيها حقّ الردّ كما فعل مع الذين ذكرهم في مقاله، أو انتظار تسريبات تجيب عن سؤاله.
www.al-akhbar.com
موقع المنار غير مسؤول عن النص وهو يعبّر عن وجهة نظر كاتبه