24-11-2024 01:39 PM بتوقيت القدس المحتلة

الجميّل: تفاهم عون والقوات ميّع انتخاب الرئيس

الجميّل: تفاهم عون والقوات ميّع انتخاب الرئيس

ليس بين الاحزاب النظيرة رئيس سابع على مرّ ثمانية عقود: في الحزب التقدمي الاشتراكي رئيسان كمال ووليد جنبلاط، في حزب الكتلة الوطنية ثلاثة اميل وريمون وكارلوس اده

 

نقولا ناصيف

 

ليس بين الاحزاب النظيرة رئيس سابع على مرّ ثمانية عقود: في الحزب التقدمي الاشتراكي رئيسان كمال ووليد جنبلاط، في حزب الكتلة الوطنية ثلاثة اميل وريمون وكارلوس اده، في حزب الوطنيين الاحرار ثلاثة كميل وداني ودوري شمعون.

 

في سلسلة الاحزاب التي تضع الخلافة في قلب تقاليدها، ترأست العائلة وحدها. لكن الكتائبيين عرفوا خمسة بيوت ترأستهم: بيار وامين واخيرا سامي الجميل، ايلي كرامة، جورج سعادة، منير الحاج، كريم بقرادوني. بينهم الماروني والكاثوليكي والارمني على رأس حزب ماروني. ثمة احزاب جايلته وانطفأت او محت نفسها بنفسها كحزب النجادة والهيئة الوطنية وحزب التحرر الوطني وسواها. لم ينجب سواه حزبا يكاد يقارعه كالقوات اللبنانية.

 

بعد 80 عاما ــــ والرئيس امين الجميل يقول ان الشجرة المعمرة تقترب من السنة المئة ــــ يبدو من غير السهل ابصار حزب في تجربة مماثلة. لاول مرة على امتداد تلك العقود تحصل خلافة في حزب الكتائب، بعد انقطاع تشتت على انتفاضات وانقسامات وانتخابات استمر ما بين عامي 1984 و2007.

كيف يبصر انتقال الخلافة الى نجله النائب سامي الجميل؟

يقول الرئيس السابق: «انا مطمئن الى المسار لأن ما يهمني استقرار حزب الكتائب الذي اعتبره صمام الامان لهذا البلد، وقد امتزج تاريخه بتاريخه في الاستقلال والسيادة والعدالة الاجتماعية. اصطلاحات كهذه لعب الحزب دورا اساسيا في المحافظة عليها على مر عقود منذ النشأة عام 1936. لذا انا مطمئن الى انه سيستمر طويلا. مطمئن ايضا الى انتقال السلطة على نحو سلس وديموقراطي ما سيسهل مهمة القيادة الجديدة القيام بواجباتها الوطنية».

ماذا ترك لخلفه من تجارب ناجحة ومخيبة؟

يضيف: «مررت في ظروف وحقب قلما اعطي مسؤول آخر ان يمر فيها، بدءا من السبعينات عندما كنت عند الخطوط الامامية في المتن وانا نائبه، دافعت عنه في الحرب في معارك تل الزعتر وجسر الباشا والنبعة. ثم حقبة الرئاسة ولا اظن عهدا اجتاز صعوبات وتهديدات كعهدي تجمعت على ابوابه كل الاحتلالات والحروب العبثية والنزاعات المسيحية ــــ المسيحية. ثم المعاناة في حزب الكتائب والصراعات عليه وقد عمدت سوريا الى تطويعه، من غير ان تفوتنا الانتفاضات. ثم مرحلة النفي فالعودة واعادة الشرعية الى الحزب والحزب الى الوطن. شريط عقود من المواجهة والاختبارات الصعبة باتت اليوم في عهدة القيادة الجديدة، وانا اعتقد ان الاوان قد حان كي يتحمل الجيل الجديد عبء المسؤولية والمرحلة المقبلة والمستقبل بحيوية، متحررا من اثقال الماضي ومحتفظا بدروسه وعبره. انا باق الى جانب القيادة الجديدة متى احتاجت الى دعم او مشورة».

 

لماذا حزب الكتائب خارج «تفاهم النيات» بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية؟

يقول الجميل: «ليست لنا مشكلة مع احد، ولا نزاعات دموية، ولا خلافات دراماتيكية مع طرفي التفاهم كما مع سواهما. اخذت المصالحة التي اجرياها حجما مقارنة بحجم خلافاتهما ورواسبها الكارثية التي امتدت عقودا. التجربة التي لم يقع فيها حزب الكتائب. علاقاتنا طبيعية مع القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر وتيار المردة وسائر القيادات المسيحية والاسلامية».

ألم يُدعَ الحزب الى الانضمام الى المصالحة المارونية ــــ المارونية تلك؟

يجيب: «لا. لم نُدعَ، ولم نطلع على تفاصيل ما دار بينهما سوى ما تبلغناه كسوانا من الصحف. طبعا اشجع مبادرات كهذه لانها تفضي الى استرخاء الواقع المسيحي المشدود والمتوتر. يقتضي ان نمنح هذا التفاهم بعض الوقت كي تتضح جديته، ومدى قدرة الطرفين على تجاوز خلافات الماضي والخلافات الشخصية. لكن يقتضي ان لا ننسى ان جانبا من تلك الخلافات يرتكز على الخيارات الوطنية الرئيسية. لم يلحظ التفاهم موضوعا اساسيا لدى المسيحيين هو انتخاب رئيس الجمهورية الذي أعدّه مصيريا، ونحن نعرف مدى الاثر الذي خلفه الشغور الرئاسي على البلاد وعلى المسيحيين خصوصا. ثمة موضوع آخر لم يخض فيه التفاهم، وهو بدوره مرتبط بالخيارات الوطنية الكبرى التي نفترق فيها عن قوى 8 آذار والتيار الوطني الحر، هو مفهوم السيادة. اخشى ان يكون التفاهم ميّع موضوعي انتخاب الرئيس والسيادة. اتساءل اذا كان رمى الى صرف النظر عن الانتخابات الرئاسية، ومن ثم عن قضايا مصيرية وطنية، ما يخلق نوعا من التأقلم مع الواقع الانتحاري».

هل احرجته الوثائق الاخيرة التي نشرتها ويكيليكس وطاولته؟

يقول: «لم تحرجني ابدا، لأن تموضعي السياسي معروف. انما بصراحة كاملة لا اذكر واقعة الحوار حول احتمال ذهابي الى سوريا. لم يكن ثمة سبب للتفكير في الذهاب الى سوريا. لم تكن ثمة شعرة معاوية حتى بيني والرئيس بشار الاسد. لا اعرفه، ولم التق به مرة، ولم تقم بيننا اي علاقة مباشرة او من خلال وسطاء. كل منا في عالم مختلف عن الآخر، بل على طرف نقيض منه. كذلك لم يسبق ان فاتحني سليمان فرنجيه او طلال ارسلان في زيارة سوريا. الموضوع غير مطروح اساسا، والظروف غير مؤاتية للخوض في امر كهذا. مع ذلك، رغم الخلافات اللبنانية ــــ السورية ابان ولايتي، لم تنقطع الاتصالات بيني والرئيس حافظ الاسد والمكالمات الهاتفية بعد انقضاء الولاية. عندما اندلعت الثورة السورية كان موقفي المعلن عدم تورط اللبنانيين فيها، انطلاقا من اننا نرفض تدخل سوريا في الشؤون اللبنانية. بُح صوتنا عقودا طويلة نرفض تدخلها في لبنان. كررت هذا الكلام في احتفال آذار 2011 ولم يعجب البعض، الا انني ابديت اقتناعات سرعان ما لحق بها مَن استاء مرة مما قلته والدعوة الى عدم التورط في الحرب السورية».

هل بات انتخاب الرئيس في خبر كان؟

يقول الجميل: «الحَقَ الشغور برئاسة الجمهورية ضررا لا يمكن الرجوع عنه. الا ان المطلوب فورا المسارعة الى انتخاب الرئيس. في ما مضى كانت الضغوط خارجية، واحيانا بقوة السلاح من بينها سوريا، هي التي راحت تمنع انتخاب الرئيس. انما الآن نتسبب نحن بملء ارادتنا بهذا الشغور، بارادة لبنانية. لكن المؤسف ان مَن يتسبب بتعطيل انتخاب الرئيس هو بعض الافرقاء المسيحيين. لبنان يصنعه اللبنانيون. ربما بمساعدة الآخرين، لكنه مسؤوليتهم. اذا استمروا في الامعان في هذا الانهيار وتفكيك الدولة والاستحقاقات، فان الجمهورية برمتها في خطر».


http://www.al-akhbar.com/node/236604

موقع المنار غير مسؤول عن النص وهو يعبّر عن وجهة نظر كاتبه