يقول خبير البيئة والمناخ البروفيسور علي عدنان عشقي، إن الأجواء الحالية تعد مؤشراً على بداية صيف مرهق شديد الحرارة في رمضان

يتحرى كثير من المواطنين والمقيمين في دول الخليج العربي أحوال الطقس، وخاصةً مع قدوم شهر رمضان الكريم، حيث تكثر تساؤلاتهم التي تتردد على الخبراء المشتغلين في أجهزة الأرصاد الجوية بشأن توقعاتهم للأيام القادمة.

وبناء على الردود التي يتلقونها، ووفقا لخبراتهم السابقة في التعامل مع أجواء الشهر الكريم، وقراءتهم للتغيرات المناخية التي ربما تحدث، يتكيف المواطنون مع ما يستمعون إليه منهم، وبالتالي يحددون طبيعة الأماكن التي سيرتادونها سواء داخل أو خارج بلدانهم، أو ينتهي بهم المطاف إلى البقاء في منازلهم.

ورجح الخبراء والمتخصصون في الأرصاد الجوية ارتفاع درجات الحرارة في معظم دول الخليج، وستتجاوز في بعض المناطق 65 درجة مئوية.

قياسات المراكز البحثية

يؤكد الخبراء والمتخصصون أن قياس درجة الحرارة تحت أشعة الشمس مباشرة يعطي نتائج مخالفة للواقع، ومثلها القياس داخل السيارة. وأشاروا إلى أن الدرجة المعلنة من قبل مراكز الرصد تمثل الواقع فعلاً، حيث يعتمدون على أجهزة بعيدة نسبياً عن المدن، وهو ما ينهي حالة الجدل الدائر بين الأوساط المختلفة، وخاصةً الاهتمام الزائد بمعرفة درجات الحرارة في شهر رمضان المبارك.

من جانبه، يقول خبير البيئة والمناخ البروفيسور علي عدنان عشقي، إن الأجواء الحالية تعد مؤشراً على بداية صيف مرهق شديد الحرارة في رمضان، موضحاً أن الظروف المناخية خلال هذا الموسم تتأثر مباشرة بمنخفض الهند الموسمي، حيث يكون الارتفاع كبير في حرارة المحيط الهندي وبحر العرب؛ والذي ينعكس على الحالة الطقسية في السعودية.

ويضيف عشقي أن موجات العواصف الترابية تصاحب الرياح الشمالية المعتادة في مثل هذه الأيام سنوياً، فيما ترتفع نسبة الرطوبة على السواحل إلى جانب ارتفاع الحرارة على مدار هذا الشهر، وتزامنه مع موعد الانقلاب الصيفي فلكياً في 21 يونيو/حزيران القادم، وبالتالي احتمال التجاوز إلى معدلات قياسية مقارنة مع صيف العام الماضي.

وأشار عشقي إلى تعرض عُمان لعواصف استوائية شديدة، إلا أن تأثيرها سيكون محدوداً بالسلطنة، نافياً أن يكون هناك تأثير يمتد إلى شرق السعودية.

وبالتزامن مع تمدد منخفض الهند الموسمي الرطب الحار، فإن ثمّة عوامل أخرى تساعد على ارتفاع درجات الحرارة، منها انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون الناجم عن المصانع وعوادم السيارات وغيرها، مع ضعف برودة القطب الشمالي، وبالتالي ضعف التيارات الهوائية الباردة، التي قد تحد من الارتفاع وزيادة قوة ظاهرة (مادن وجوليان) خلال هذه الفترة وتوسع ظاهرة النينو، مما يسمح بمرور تيارات بحرية دافئة، وفق ما قاله الفلكي عبدالرحمن محمد الغامدي.

رمضان والصيف قدوم متزامن فلكياً

وكانت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة السعودية أكدت أن شهر رمضان المبارك سيتزامن مع قدوم فصل الصيف فلكياً، وسيكون الأطول صياماً لبلوغ عدد ساعات النهار أقصاها.ويبلغ مقدار النهار في مكة المكرمة في أول يوم 13 ساعة و27 دقيقة، بينما يبلغ في المدينة المنورة 13 ساعة و41 دقيقة، وفق ما ذكره تقرير المركز الإقليمي لمراقبة الجفاف بالرئاسة.

وأشارت السجلات المناخية الصادرة عن المركز الإقليمي إلى أن طقس شهر رمضان سيكون صيفي حار؛ وسماء صافية في العشر الأوائل منه، بينما يستمر الطقس الصيفي لبقية الشهر مع فرصة طفيفة لتكون السحب والأمطار الخفيفة مع رؤية أفقية جيدة بشكل عام.وحول الرطوبة في بداية الشهر الكريم، أشار المركز الإقليمي إلى أن الرطوبة النسبية ستصل إلى 33 في المئة وقد تصل ليلاً إلى 87.

في السعودية ارتفاع غير مسبوق

تشير التوقعات إلى أن درجة الحرارة ستتصاعد في الساحل الشرقي مع بداية شهر رمضان نهاية هذا الأسبوع، حيث تكسر حاجز الخمسينيات وتستمر بضعة أيام، بينما رجح الخبراء أن تتراجع درجات الحرارة في الدمام وترتفع نسبياً في الظهران والهفوف وبقيق.وتعتبر مناطق الوسطى والشمالية الشرقية والغربية والشرقية من أكثر المناطق ارتفاعاً بدرجات الحرارة.

الإمارات عواصف واتربة

دولة الامارات ستعاني من هبوب العواصف الترابية خلال شهر رمضان؛ وذكرت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف بدبي إن ساعات الصيام في شهر رمضان المقبل ستبلغ نحو 15 ساعة و5 دقائق؛ مع درجة حرارة تصل إلى 43 درجة مئوية، بينما تتجاوز درجة الحرارة الـ50 في بعض المناطق الأخرى.

ويشير المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازال بالإمارات إلى أن درجة حرارة أشعة الشمس والأسطح المعرضة لها والأرض الرملية في هذه الحالة ستصل إلى 70 درجة مئوية.وستشهد الإمارات هبوب العواصف الترابية خلال الشهر الكريم مع ارتفاع نسبة الرطوبة في المناطق الساحلية.

ووفق ما ذكره الشيخ أشرف نور الحق رئيس قسم التقويم في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف بدبي، فإن ساعات الصوم ستكون الأطول خلال هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة. وأضاف أن الأيام العشر الأخيرة من شهر رمضان ستنخفض مدة الصوم إلى 14 ساعة و55 دقيقة، وستصل درجة الحرارة إلى 46 درجة مئوية.

البحرين طقس حار رطب

وستتأثر البحرين بطقس حار ورطب بسبب انحسار الرياح الشمالية الغربية والمعروفة محلياً بـ"البارح" وستتحول إلى رياح شمالية شرقية إلى شرقية، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة.

نصائح لتجنب المخاطر

ونصح الخبراء والمتخصصون في الأرصاد الجوية المواطنون في دول الخليج بالحذر من التعرض المباشر لأشعة الشمس بسبب تأثيرها السلبي على الجسم، وضرورة الإكثار من السوائل لمقاومة الطقس الحار وتعويض سوائل الجسم المفقودة.

ونصحوا بضرورة بتجنب القيام بأية تمارين رياضية أثناء ساعات الصيام، وعند الافطار نصحوا بتناول البروتينات والكربوهيدرات وغيرها، لسد النقص في الجسم، وتجنب تناول الحلويات واستبدلها بالفواكه والخضراوات التي تحتوي كمية كبيرة من السوائل، بالإضافة إلى تجنب المواد الغنية بالكافيين كونها مدرة للبول.