24-11-2024 01:15 AM بتوقيت القدس المحتلة

قصيدة "مرايا حمراء" للشاعر ياسر آل غريب

قصيدة

لا يَعْرِفُ الدَّمْعُ في المأساةِ: أينَ متى؟ عينايَ بالحَدَثِ الدَّامي توحَّدَتَا أبكي كما البحر في أمواجِ حُرْقتِهِ وآهتي نخلةٌ , عرفانُها نَبَتا

 

قصيدة "مرايا حمراء"



لا يَعْرِفُ الدَّمْعُ في المأساةِ: أينَ متى؟
عينايَ بالحَدَثِ الدَّامي توحَّدَتَا

أبكي كما البحر في أمواجِ حُرْقتِهِ
وآهتي نخلةٌ , عرفانُها نَبَتا

وفيضُ أسئلٍة ظمأى تحاصرني
علامَ نُقتلُ؟ والإرهابُ كيفَ أتَى ؟

هناكَ مرأى هُنا , لا فرقَ بين دمي
إذا أشارَ إلى ذاتي أو التَفَتَا

تحيطُ بي شهداءُ الأمسِ , أعبرُ في
دربٍ إلى شهداءِ اليومِ مُنْصَلِتَا

من ليلِ (دالوةِ) الأحساءِ ذاتَ أسى
يجتاحنا الموتُ إثرَ الموتِ مُنْفَلِتَا

وفي (القديحِ) شظايا الراكعين علتْ
وصوتُ طفلٍ شهيدٍ صاحَ : يا أبَتَا

يا لهفَ نفسي ، دماءُ المصحفِ انتثرتْ
قلبي إذا صرختْ آياتُهُ نَصَتَا

وحين هبَّتْ على (الدَّمَّامِ) عاصفةٌ
إلا وهبَّتْ حماةٌ عزمُهُمْ ثبَتَا

وامتدَّتِ النَّارُ واختاروا الكويتَ ,فذا
دمُ (الصوابرِ) في التاريخِ قد نُحِتَا

وفي وفي .. لم يزلْ جورٌ تسدِّدُهُ
أيدي الطغاةِ الذين استزرعوا العَنَتَا

حربٌ على اللهِ في مغنى مساجدِنا
يقتادُها حاقدٌ من فَرْطِ ما مَقَتَا

في كلِّ جرحٍ من الأحرارِ مئذنةٌ
لـ (سدرةِ المنتهى ) ما نبضُها صَمَتَا

وجدانُنا باسم (أهلِ البيتِ) ما انطفأتْ
جذورُهُ في الحشا مهما الظلامُ عَتَا

تنمو دماءُ (عليٍّ) و(الحسين) رؤى
ولونُها طيلةَ الأزمانِ ما بَهَتَا

الشاعر ياسر آل غريب