رغم نبأ مقتل العقيد معمر القذافي الذي يشكل مادة دسمة للكتابة، قررت الاستمرار في متابعة أخبار سورية لأنها تبقى الأهم، وتبقى المقررة استراتيجيا لمستقبل المنطقة ومستقبل الصراع فيها
رغم نبأ مقتل العقيد معمر القذافي الذي يشكل مادة دسمة للكتابة، قررت الاستمرار في متابعة أخبار سورية لأنها تبقى الأهم، وتبقى المقررة استراتيجيا لمستقبل المنطقة ومستقبل الصراع فيها وعليها فضلا عن دخولها حلقة الصراع الدولي بعد الفيتو الثنائي الروسي الصيني في مجلس الأمن.
ويبدو من تطور الأحداث في الموضوع السوري لجهة اقتراب الحسم ضد المجموعات المسلحة في منطقة حمص، وتعجل أطراف خليجية على رأسها قطر في الضغط على سورية استباقا لاستحقاق الانسحاب الأميركي من العراق، أن نتائج الحراك القطري ظهرت تململا واضحا في صفوف معارضين سوريين لا ينتمون للمجلس الانتقالي الذي يشبّهه البعض بمجلس المبتدئين في السياسة فيما يشبه البعض الآخر برهان غليون بأحمد الشلبي في سورية.
هذه التململ بدأ يظهر على ألسنة معارضين سوريين كشفا لوقائع الحجم المالي الذي تدفعه عائلة آل ثاني يمينا وشمالا في سعي المشيخة الخليجية الخالية من دستور دولة لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد في دمشق.
معارضون سوريون في الخارج يتحدثون عن وسائل إعلام لبنانية تقوم بتعويم المجلس الانتقالي ولا تتوقف عن الحديث عن أعضائه فردا فردا وتدافع عنهم وعن الوكيل عليهم باسم شيخ قطر في مقالات مباشرة وبدون مورابة حسب رواياتهم.
ويروي هؤلاء القوم من المعارضين أن وسيلة إعلام مرئية لبنانية تلقت من أمير قطر مبالغ مالية تكفي لعمل المحطة خمس سنوات. ويرددون أن بعضهم التقى مسؤولين في المحطة في الدوحة وأن القيمين عليها طلبوا تعويضات عن أعمال لهم في ليبيا القذافي مقابل الدخول في معركة إسقاط الرئيس الأسد.
هذه المحطة ليست الوحيدة، كما يقولون، بل يجري الحديث عن وسائل إعلام مكتوبة تلقت دعما قطريا في هذا المجال. وعند السوآل عن هذه الوسائل يردد القوم: "أنظر من كان حاضرا في منتدى الجزيرة في بدايات الأحداث السورية وانظر من يقوم بتعويم أعضاء المجلي الانتقالي تعرف الجواب."
غير أنهم في أماكن أخرى يصرحون بالأسماء مباشرة وبدون مواربة، ولا يقتصر كلام القوم على وسائل إعلام لبنانية بل يروون قصصا عن الدور الذي يطلع به "مفكر عربي" في العلاقة بين قطر والمعارضة السورية ، حيث يلعب دور "أبو كلبشة" في هذا المجال. ويروي الجمع كيف أن "المفكر" هذا، يهدد أعضاء في المعارضات السورية بتغييبهم عن الشاشة التي يطل عبرها إن لم يفعلوا كذا أو إذا فعلوا كذا.
وكل هذه التهديدات والمطالب تسير وفق اجدنة قطر وسياستها الحالية اتجاه سورية. ومن حالات التململ أيضا أحاديث وروايات وتواريخ يرددها هؤلاء ممن قضوا سنوات في الغربة جراء معارضتهم ، عن غالبية أعضاء المجلس الانتقالي الذين أنزلوا بمظلات فرنسية وقطرية من الجو، ولم يكن لهم علاقة يوما بالمعارضة السورية ولم يعملوا حتى في الشأن العام.
ويذكر بعضهم كيف أريد تعويم برهان غليون سياسيا عبر تقرير عن تاريخ له في اللجنة العربية لحقوق الإنسان، ما اقتضى ردا من اللجنة عبر بيان رسمي نفت فيه نفيا قاطعا أن يكون غليون من مؤسسيها أو عمل معها يوما طيلة سنوات عمرها البالغة عقدا ونصف من الزمن.
فيما يتحدث البعض عن تجاربه مع غليون الذي كان يرفض حتى الجلوس معه في مقهى باريس كونه معارض.."إنها سياسة تعويم غير المسيّس الذي يسهل التحكم به عن بعد،" يردد هؤلاء. آخرون يتحدثون عن أعضاء في المجلس الوطني من الذين تعاملوا مع دوائر صهيونية أميركية منها الأموال، ويكشف الجمع تفاصيل مثيرة عن دور شخصية قطرية تعتبر قيادية في الحركة السلفية الجهادية العالمية وتنظيم القاعدة في تامين التواصل بين الدوائر الأميركية المذكورة والأشخاص المنضوين تحت لواء المجلس الوطني الحالي، تفاصيل سوف نرويها في القريب العاجل دون تردد..