نص رسالة السيد عبد الملك الحوثي إلى رجال الميدان
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على خاتم أنبيائه محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين ورضي الله عن صحبه الأخيار المنتجبين.
أيها الأخوة الأعزاء ، أبطال اليمن ورجاله الشرفاء المرابطون في جبهات القتال من الجيش واللجان الشعبية ، ومن كافة أبناء شعبنا اليمني العزيز ، يمن الإيمان والحكمة ، يمن الثبات والبطولة ، يمن الصبر والعزم ، يمن الإباء والعزة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأبارك لكم بقدوم الشهر الكريم بشهر رمضان المبارك أيه الشرفاء والأعزاء الثابتون الصامدون في سبيل الله تعالى وفي الدفاع عن شعبكم العزيز ، وبلدكم الطيب ، ووطنكم الغالي ، الذي تكالبت عليه قوى الشر والطغيان وتحركت بكل ما تملك وبكل ما تقدر عليه من شرها وإجرامها وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل قرن الشيطان رأس النفاق المتمثل بالنظام السعودي المجرم ، وحركت المرتزقة والعملاء من الخونة والمجرمين الذين لا دين لهم ، ولا وطنية ، ولا إنسانية فقاموا بمناصرة المعتدي المجرم على بلدهم وشعبهم .
المعتدي الذي يرتكب أبشع وأسوء الجرائم بحق هذا الشعب ، ويقتل المئات من الأطفال والنساء والكبار والصغار ، ودمر البلد بكل ما فيه من مقومات الحياة مع حصارٍ غير مسبوق في المنطقة العربية بكلها ، وبأشد من الحصار المضروب من الإسرائيليين المجرمين على قطاع غزة وشعب فلسطين .
لذلك يكفيكم أيها الأعزاء شرفاً وفخراً ومجداً وفضلاً وكرامة أنكم تواجهون أسوء المجرمين بشهادة جرائمهم الأبشع والأفضع التي يندى لها جبين الإنسانية ، وتدافعون عن شعب مسلم عزيز مظلوم ، شهد له الرسول صلى الله عليه وآله ويشهد له الواقع بالإيمان والاخلاق ، وأنه من أنبل وأشرف الشعوب ، هذا الشعب المظلوم الذي ترتكب قوى الشر بحقه ما يعجز عنه الوصف ولا يبلغه البيان من ظلم وجبروت ، وبكل حقد وكبر ، واستهانة بالحرمات ، حيث تجردت قوى الشر من كل القيم والمعاني الإنسانية ، وفاقت بوحشيتها وطغيانها وإجرامها الوحوش والحيوانات المفترسة تحت لواء الشيطان الرجيم وراية البغي والعدوان والعياذ بالله .
أيها الأخوة الأعزاء الشرفاء ، إن وقوفكم المشرف والعظيم في كل ساحات وميادين القتال في الجبهة الداخلية في مواجهة العملاء والمرتزقة البائعين لأنفسمه وبلدهم وشعبهم ودينهم ودنياهم من الخارج المعتدي المجرم وفي جبهات الحدود في التصدي المباشر لقوى قرن الشيطان ومن معه من المجرمين المعتدين لهو فعلاً جهاد مقدس في سبيل الله تعالى نصرة للمستضعفين من عباده ، ولولا ذلك لكانت قوى الشر والإجرام من أمريكيين وإسرائيليين وقاعدة ومرتزقة وعملاء قد تمكنوا من احتلال البلد والسيطرة التامة عليه ، وحينها كانوا سينفذون ما يريدونه بحق الشعب اليمني العزيز من جرائم الإبادة والذبح وهتك الحرمات والأعراض ، والسيطرة على الأرض ، ونهب الممتلكات .
لقد كشفوا بما قالوا وبما فعلوا أنهم أرجس خلق الله ، وأشّر عباده ، وأنهم ما كانوا ليتورعوا عن أي جريمة مهما كانت في سوئها وبشاعتها إلا بمواجهتهم ومنعهم ، لذلك لا أحد يتمكن من تصور ما كانوا سيعفلونه لو تمكنوا من تحقيق أهدافهم الشيطانية وبما هم عليه من حقد وكبر وإجرام وطغيان ، وأي ظلم وإذلال وقهر واستعباد وإهانة وشر كانوا يريدونه بحق اليمن وأهل اليمن والله المستعان .
فيا رجال اليمن وأبطاله وشرفاءه وأحراره : أيها الأعزاء والأوفياء ، يهنيكم شرف وفضل وقربة الجهاد في سبيل الله تعالى فيما فيها من فضل عظيم ، وأجر كبير كما قال الله تعالى {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ } وقال تعالى { وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } وقال تعالى {فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً }
ويهنيكم شرف الوفاء لشعبكم العزيز المظلوم ، فأنتم بحق الأوفياء في مرحلة الاختبار التي تجلى فيها الوفي من الخائن ، والصادق من الكاذب ، والأصيل من العميل ، وبوفائكم مع شعبكم خابت آمال اعداءه في قهره واستعباده .
ويهنيكم شرف الدفاع عن الحرمات والأعراض ، ولولا وفاؤكم وما وفقكم الله له من الثبات والصمود والإباء والصبر والنخوة والعزة ، لكان حال اليمن كمثل ما حدث في الموصل والأنبار من سبي للنساء وهتك للأعراض .
ويهنيكم الحفاظ على الأرض والممتلكات ، فبصمودكم وشموخكم وتحرككم في كل الميادين كان اليمن ولا يزال وسيبقى مقبرة للغزاة ومقتلة للعملاء والخونه ، وعصياً على الإنكسار لجبروت المجرمين والطغاة والمستكبرين .
واعلموا أنكم في جبهة الحق ضد الباطل وجبهة الدفاع عن المشروع ضد العدوان الذي لا شرعية له وجبهة الإنسانية ضد قوى الشر المتوحشة ، وجبهة الكرامة والوفاء في مواجهة العمالة والخيانة ، وجبهة الإيمان في مواجهة النفاق
أنتم يمن الإيمان ، يمن الأوس والخزرج ، يمن الإنسانية ، يمن الأخلاق ، يمن الحضارة ، يمن العزة ، يمن الشموخ ، يمن الشهامة ، يمن الثبات ، في مواجهة قرن الشيطان راس النفاق الذي هو دمية لإسرائيل وعبد رخيص لامريكا .
إن جبهة العدوان على رأسها أمريكا الشيطان الأكبر التي سوّدت صفحة الإنسانية بجرائمها في العالم من القتل والتدمير والنهب وصولاً إلى هتك الأعراض وامتهان الكرامة الإنسانية ورمزيتها في الشر والطغيان متمثلة بما فعلته في كل أقطار الأرض من هيروشيما إلى فيتنام إلى العراق إلى غيرها من الأقطار وأخلاقياتها في أبو غريب وقوانتنامو إلى غير ذلك مما يطول به الحديث ، وإسرائيل التي هي كيان إجرامي قام أساساً على الإجرام والطغيان والنهب ، وبرز دوره في هذا العدوان جنباً إلى جنب مع قرن الشيطان حيث اعتبر هذا العدوان مصلحة له وشجع وساهم وأيّد وبارك ثم شارك وباشر كما تجلى ذلك وانكشف ولم يعد ذلك خفياً ولا من الأسرار المكتومة ، ثم قرن الشيطان الذي هو خادم للمجرمين الرئيسيين في العالم أمريكا وإسرائيل ، ودمية طيّعة لهم والذي تجلى سوءة وظهر وحشيته وبشاعته بجرائمه الفظيعة ، فلم يتحرك ولم يتورع لا بدافع الاخلاق ولا بدافع الإنسانية عن استهداف الأطفال ولا النساء ، ولم يحترم حق الجوار ، بل سعى إلى إهلاك الحرث والنسل وعمل على الحاق الأذى بكل أبناء البلد في كل المدن والقى ، خزانات المياه ومتاجر المواد الغذائية ومحطات الوقود والمستشفيات والمساجد والمدارس والمطارات والموانئ والطرق والجسور والأحياء السكنية والقرى الريفية والمنشآت الاقتصادية كلها كانت هدفاً لقنابله وصورايخه لأنه يريد الإضرار بكل اليمنيين في البلد ويسعى لمعاناة الجميع ، وبحصار ظالم أيضاً بغير وجه حق سعى إلى مضاعفة المعاناة فكشف بهذا المستوى الفظيع عن حقيقته كمجرم متوحش متجردٍ من الإنسانية .
أيها الشرفاء الأعزاء ، إن معركتكم اليوم هي معركة الاستقلال والحرية في مواجهة من أرادوا احتلال البلد ، واستعباد الشعب ، وهي معركة الكرامة والشرف في مواجهة من أرادوا إهانة وإذلال شعب مسلم ، وهي معركة مصيرية وتاريخية النصر فيها يؤسس لمستقبل حقيقي لبلدكم ولحرية شعبكم والحفاظ على كرامته واستقلاله وأرضه وعرضه ، والهزيمة والعياد بالله فيها تؤسس لعبودية لأشر خلق الله ولهوان لا نظير له ، ولشر لا مثيل له من اولئك الأشرار المجرمين الذين يمثلون خطورة على الإنسانية .
لذلك استمروا في ثباتكم واستبسالكم وصمودكم العظيم الذي قدمتم به أنصع صورة عن إيمان وأخلق وإباء وعزة اليمنيين وثبات المؤمنين وواصلوا التصدي لقوى الإجرام من قوى الخيانة والعمالة في الداخل ومن قوى قرن الشيطان في ثغور البلد مستعينيين بالله ونعم المعين فهو القوى العزيز وهو القائل سبحانه{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ }، متوكلين عليه وكفى به ولياً ووكيلا وهو القائل , {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ }واثقين بنصر الله وهو القائل {إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ} غير مكترثين بقوى الطغيان والإجرام وقرن الشيطان { إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً }
وماعليكم إلا الالتزام بتوجيها الله تعالى في الثبات كما قال سبحانه وتعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ }والتعاون فيما بينكم كما قال الله تعالى {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى }، وإن من أهم مصاديق الآية التعاون والتصدى لقوى العدوان والإجرام والحذر من التنازع كما قال تعالى { وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ } ويكفي زاجراً عن التنازع أنه معصية لله تعالى وسبب للضعف والهزيمة ، فكونوا حذرين منه وكونوا في تعاونكم وإخاءكم وتكاتفكم كالبينان المرصوص ، {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ }واصبروا على كل الاعباء والمتاعب فإن وعد الله وبشارته هي للصابرين كما قال تعالى { وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ }وقال تعالى{ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } وقال تعالى {وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ } وبالثبات والصبر والتوكل على الله والمثابرة والجد فإن النصر حليفكم ، والله مولاكم ونعم المولى ونعم النصير .
اسال الله الرحمة والمجد والخلود للشهداء ، والشفاء للجرحى والخلاص للأسرى والنصر العزيز والفتح المبين لكم في كل الجبهات والميادين وأن يجعل دائرة السوء على المعتدين والطغاة الجبابرة الظالمين ، ولكم مني كل المحبة والإعزاز والتقدير والدعاء المتواصل بالليل والنهار .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
أخوكم عبد الملك بدر الدين الحوثي