تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت عدة مواضيع كان أبرزها الموضوع الليبي..
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت عدة مواضيع كان أبرزها الموضوع الليبي..
السفير
<الأطلسي> يراقب ليبيا ويتعهد إنهاء العمليات في 31 ت1
الليبيون وتساؤلات ما بعد القذافي!
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "يترقب الليبيون إعلان ما وصف بأنه «التحرير الكامل» لبلادهم، يوم غد، غداة مقتل العقيد معمر القذافي، وسقوط سرت، آخر معاقله، وانتهاء حكمه الذي دام 42 سنة، في خطوة يفترض أن تستتبع بإعلان آخر من بروكسل، بإنهاء العملية العسكرية التي أطلقها حلف شمال الأطلسي في آذار الماضي، وهو ما أكده «الناتو»، مساء أمس، بصيغة بدت ملتبسة بعض الشيء. لكن خطوة قتل العقيد الليبي، اثارت في الوقت ذاته، جملة تساؤلات حول السيناريوهات المحتملة لفترة ما بعد القذافي، وسط شكوك حول مدى قدرة حكام ليبيا الجدد على ضبط الأوضاع على الأرض، في ظل الفوضى الأمنية السائدة في البلاد، والتي تبدّت في الصور التي نشرت لعملية اعتقال القذافي ومقتله ذاتها، والتي دفعت بالأمم المتحدة إلى مطالبة سلطات المرحلة الانتقالية في ليبيا بفتح تحقيق في ملابساتها.
وأعلن المجلس الوطني الانتقالي ان إعلان التحرير الكامل لليبيا سيتم يوم غد الاحد، علماً بأنه كان قد قرر غداة مقتل القذافي أن هذا الإعلان سيتم يوم أمس ـ لينتهي بذلك نزاع دام ثمانية أشهر وأسفر عن سقوط ما لا يقل عن ثلاثين ألف قتيل.
وقد توجه وفد كبير من أعضاء المجلس الانتقالي إلى بنغازي، حيث سيتم الإعلان عن «تحرير ليبيا»، من تلك المدينة التي ظلت معقلاً للثوار الليبيين في شرق البلاد، وليس من العاصمة طرابلس، التي سيطر عليها مقاتلو النظام الجديد قبل شهرين.
ومن المتوقع، بعد إعلان التحرير، أن يبدأ تطبيق «البيان الدستوري» الذي أصدره المجلس الانتقالي في مطلع أيلول، وهو عبارة عن خريطة طريق نحو «ليبيا الحرة». وتنص هذه الوثيقة على تشكيل حكومة انتقالية في مهلة أقصاها شهر واحد، بعد إعلان تحرير البلاد، وتوكل إليها خصوصاً المهمة الصعبة، المتمثلة في تنظيم انتخابات عامة بعد ثمانية أشهر، على أن تسلم السلطة إثر ذلك إلى جمعية منتخبة.
ما بعد القذافي
وبعد التخلص من معمر القذافي، وإعلان «تحرير ليبيا»، بات على قادة ليبيا الجدد إعادة إعمار بلاد اكتسحتها ثمانية أشهر من الحرب الأهلية، وتشهد انقسامات قبلية وسياسية حادة.
ومع تقدم الثورة، تراجعت سلطة المجلس الوطني الانتقالي على الأرض، بعد تشكيل العديد من المجالس المحلية والفصائل المسلحة الخارجة عن السيطرة، ولا سيما في المدن المحررة.
وتكمن إحدى أضخم المهمات في نزع السلاح، وإقناع الفصائل المختلفة المنتشرة في المدن والأحياء بذلك، وخصوصاً تلك التي قامت بدور مهم في سقوط النظام المستبد. فكل من قبائل شرق ليبيا ومصراتة والأمازيغ يطالب بالاعتراف بوقوفه في الصف الأمامي ضد قوات القذافي. وتطالب قبائل الشرق بالاعتراف بدورها في انطلاق الانتفاضة التي أطاحت في النهاية معمر القذافي بعد 42 عاما في الحكم.
كما ينبغي إجراء مصالحة مع مدن معروفة بكونها معاقل للنظام السابق، على غرار سرت وبني وليد، إلى جانب بناء الاقتصاد واستئناف إنتاج وتصدير النفط.
ولكن في غياب المؤسسات والأحزاب السياسية التي كانت ممنوعة في عهد القذافي، ومنظمات المجتمع المدني، يبدو الإسلاميون هم الأكثر تنظيما ويمكن ان يحظوا بثقل ملحوظ في المرحلة التالية. وإلى جانب جماعة «الإخوان المسلمين» يحتل عناصر وقادة سابقون في «المجموعة الإسلامية للقتال»، التي كانت موالية لتنظيم «القاعدة»، مناصب رفيعة في الأجهزة العسكرية والأمنية، على غرار عبد الكريم بلحاج الذي يرأس حاليا المجلس العسكري في طرابلس.
وظهرت بوادر توتر بين الليبراليين والإسلاميين بعد عجز القادة الجدد عن الاتفاق، في أيلول الماضي، على تشكيل حكومة جديدة، فأرجئت إلى ما بعد إعلان تحرير ليبيا بالكامل. وأعرب الرجل الثاني في المجلس الوطني الانتقالي، رئيس المكتب التنفيذي محمود جبريل، عن مخاوفه من «فوضى» قد تنتج من «معركة سياسية» مبكرة.
وقال جبريل «بطبيعة الحال، ننتقل من مرحلة الثورة إلى مرحلة الدولة ونتوافق على نظام سياسي قائم على دستور واضح. ما حصل إننا نتجه إلى معركة سياسية لم تحدد قواعدها». ونبه جبريل إلى ان «احد السيناريوهات المخيفة هو ان ننتقل من حرب وطنية إلى الفوضى».
سيف الإسلام
وستكون مهمة الحكومة المؤقتة أيضاً الحيلولة دون قيام القوات الموالية للقذافي بشن أي هجمات من مناطق الريف، من شأنها أن تزعزع الاستقرار في الدولة العضو في «أوبك»، أو تهدد الصناعة النفطية. ويبدو أن سيف الإسلام، أحد أكثر أبناء القذافي نفوذاً، ورئيس مخابراته عبد الله السنوسي ما زالا مطلقي السراح، وقد يكون بإمكانهما تجنيد أتباع مسلحين.
وقال القيادي البارز في المجلس الانتقالي الليبي عبد المجيد مليقطة إن سيف الإسلام يتحرك في قافلة من ثلاث سيارات مصفحة في محاولة للفرار باتجاه النيجر. وأضاف أنه خلال الأيام القليلة الماضية كان عبد الله السنوسي، الذي يعتقد انه مختبئ في النيجر، يحاول تنظيم ممر آمن لحاشية القذافي للفرار من سرت. وكان وزير خارجية النيجر قال انه علم من دول غربية أن السنوسي فر عبر الحدود الى أقصى شمال النيجر.
لغز مقتل القذافي
وحتى الآن، ما زالت ملابسات مقتل القذافي غامضة بعدما ترددت الروايات بشأن الطريقة التي قتل فيها، وهو ما دفع بمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية إلى المطالبة بفتح تحقيق في هذا الحادث.
وفي صور ولقطات فيديو ظهر القذافي جريحاً لكنه حي، ويتم جره إلى آلية من قبل حشد هائج. وقد بدا نصف وجهه مغطى بالدماء، ويحيط به رجال يتناوبون على دفعه ويشدون شعره، وقد قاموا بصفعه وضربه على كتفه. وبعيد ذلك اختفى من على الشاشة بينما سمعت أصوات رصاص.
وفي سرت، أكد مقاتل يدعى محمد الهويب شعبان، انه كان حاضرا عند اسر القذافي، وانتزع منه سلاحه، وهو مسدس من ذهب. وأضاف ان القذافي كان يزحف في قناة لصرف المياه. لكن مصادر أخرى ذكرت أن القذافي كان في طريقه للهرب من سرت في قافلة من الآليات استهدفتها ضربة لحلف شمال الأطلسي.
وقال وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه إن الطيران الفرنسي «أوقف» القافلة. وتدخل مقاتلون بعد ذلك ليدمروا الآليات «التي اخرجوا منها القذافي». لكن الحلف الأطلسي أكد أنه لم يكن على علم بوجود معمر القذافي في القافلة التي أغارت عليها طائراته قرب سرت، وانه لم يعرف إلا في وقت لاحق انه بذلك «ساهم على الأرجح» في اعتقاله.
وأكد محمد ليث، وهو احد القادة في مصراتة، أن «القذافي كان في سيارة جيب أطلق المتمردون النار عليها. خرج منها وحاول الفرار ولجأ إلى قناة لتصريف المياه. أطلق المتمردون النار من جديد فخرج حاملا رشاشاً بيد ومسدساً باليد الأخرى». وتابع انه «تلفت يمنة ويسرة وسأل: ماذا يجري. فأطلق المتمردون النار من جديد مما أدى الى جرحه في الكتف والساق وتوفي بعد ذلك».
وقال طبيب، فحص جثة الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي، إنه أصيب بجروح مميتة برصاصة في أحشائه بعد اعتقاله، لكن صورة عن شهادة وفاة العقيد الليبي نشرت عبر شبكة الانترنت تشير إلى انه توفي برصاصة قاتلة ... في الرأس.
وطالبت أرملة القذافي بالتحقيق في ظروف مقتله. وقالت صفية القذافي لقناة «الرأي»: «نطالب الأمم المتحدة بالتحقيق بملابسات وفاة المجاهد معمر القذافي». كما طالبت باسم «اسرة الشهيد المجاهد معمر القذافي» الامم المتحدة والمنظمات الدولية بـ«إرغام المجلس الانتقالي على تسليم جثامين الشهداء لقبيلتهم لمواراتهم في الثرى ودفنهم وفق الشعائر الاسلامية».
عمليات الأطلسي
في هذا الوقت، أعلن الأمين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسين ان الحلف سينهي عمليته العسكرية في ليبيا في 31 تشرين الاول. وقال راسموسن، خلال مؤتمر صحافي، ان ممثلي الدول الـ28 الاعضاء في الحلف الاطلسي في بروكسل توصلوا الى «اتفاق اولي» لإنهاء العملية البحرية والجوية في 31 تشرين الاول، بعد سبعة اشهر على انطلاقها في 31 اذار الماضي.
وأضاف راسموسن إن التأكيد الرسمي لقرار وقف العمليات سيتم مطلع الاسبوع المقبل. وتابع «مهمتنا شارفت على الانتهاء»، مشيراً في الوقت ذاته الى ان الاطلسي سيواصل، الى حين إنهاء العمليات، «مراقبة الوضع ميدانياً وإبقاء القوات للرد على التهديدات ضد المدنيين اذا لزم الامر».
النهار
<الانتقالي> يرجئ دفن القذافي وإعلان <التحرير>
الزعيم الليبي ضُرب وأهين وهو جريح قبل مقتله
وتناولت صحيفة النهار الشأن الليبي وكتبت تقول "بعدما كان مقرراً أمس، ثم أرجئ إلى اليوم السبت، حدد موعد جديد غداً الأحد بعد الظهر، في بنغازي لا في العاصمة الليبية طرابلس، لإعلان "التحرير" الذي يمهد لبدء المرحلة الانتقالية في ليبيا، في ما قد يكون مؤشراً لخلافات داخل "المجلس الوطني الانتقالي" الذي لم يتخذ قراراً في شأن مكان دفن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي وتوقيته.
ومع بث شريط جديد صوّر بهاتف محمول يظهر تعرض القذافي لإهانات لفظية وضرب من الثوار وهو جريح، برزت انتقادات دولية لمقتله على أيدي من اعتقلوه، ففي حين طلبت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الانسان إجراء تحقيق في ملابسات موته، انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انهاك اتفاق جنيف لمعاملة الأسرى، وطرح تساؤلات عن الدور الذي اضطلع به حلف شمال الأطلسي في العملية ومخالفته التفويض الدولي الممنوح له.
أما الحلف الذي يتجه إلى إعلان انهاء مهمته، فأصدر بياناً طويلاً عن غارته على موكب القذافي، من غير أن يحدد جنسية الطائرات التي شاركت فيها، وسط معلومات جديدة عن دور أميركي في قصف الموكب لدى محاولته مغادرة سرت.
أما نجل القذافي سيف الإسلام، فتضاربت الأنباء عنه، وما إذا كان مصاباً أو فر إلى النيجر التي تأكد وصول رئيس المخابرات السابق عبد الله السنوسي إليها. وأفاد طبيب عاين جثتي القذافي ونجله المعتصم أن الأخير قتل بعده.
الأطلسي
في بروكسيل، قال الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن بعد اجتماع مع سفراء دول الحلف: "اتفقنا على ان عملياتنا قريبة جداً من الاكتمال واتخذنا قراراً مبدئياً بإنهاء العملية... في 31 تشرين الأول... سيراقب حلف شمال الاطلسي الموقف ويستبقي القدرة على الرد على التهديدات للمدنيين اذا دعت الحاجة".
الأخبار
حزب الله يتكيف مع جنبلاط ودمشق تقاطعه
وكتبت صحيفة الاخبار تقول "يجمع النائب وليد جنبلاط بسوريا وحزب الله خلافٌ عميق، لكنهما لا يقاربان الأزمة معه بطريقة متطابقة. بينه وبين دمشق قطيعة غير خافية، وبينه وبين حزب الله تباين بلغ حدّ التناقض، الذي لم يحمل الحزب، ولا أمينه العام السيّد حسن نصر الله، على إيصاد أبواب الحوار.
ثبّت رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط التباين الحاد في الرأي مع القيادة السورية وحزب الله في الأيام الأخيرة: لقاؤه مع الأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله ليل الخميس 13 تشرين الأول، وحديثه إلى تلفزيون المنار مساء اليوم التالي. كلاهما ترك أصداءً سلبية لدى حليفي جنبلاط، اللذين باتا يعتقدان، وأحياناً إلى حدّ الجزم، بأنهما لم يعودا كذلك معه في ضوء إصراره على مواقف أضحت تمثّل عناصر الافتراق.
منذ إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري، نظر حزب الله بكثير من التقدير إلى جنبلاط، صاحب الفضل الرئيسي في قلب الغالبية النيابية، وفي إقصاء الحريري عن العودة إلى الحكم، عندما سمّى الرئيس نجيب ميقاتي لرئاسة للحكومة. كانت إطاحة الحريري إنجازاً استثنائياً للحزب وسوريا معاً. وعند تأليف حكومة ميقاتي تصرّف حزب الله حيالها على أنها ائتلاف سياسي بين أفرقاء يتفقون على ملفات شائكة، ويختلفون على ملفات شائكة أيضاً.
بيد أنه تشبّث بالائتلاف وحماية الحكومة والمضي بها إلى انتخابات 2013، وهو يدرك أن المحكمة الدولية مكمن خلاف عميق بينه، وبين ميقاتي وأيضاً جنبلاط، اللذين يدعمانها جهراً، وأن الموقف من الاضطرابات في سوريا مكمن خلاف آخر مع جنبلاط يتنامى باطّراد. عندما بدأت استشارات تأليف الحكومة في 27 كانون الثاني لم تكن تلك الاضطرابات قد اندلعت. ولم يخطر في بال الطرفين، على السواء على الأقل، أنها ستمسي على ما هي عليه في الشهر السابع بين النظام ومعارضيه. بالتفاهم مع ميقاتي، راعى حزب الله امتيازات خاصة لجنبلاط في حصص الحكومة، وأخذ في الاعتبار دوره في الائتلاف الجديد من غير أن ينتظر منه الانضمام إلى قوى 8 آذار، لكن تفاقم الحال في سوريا وضع نطاقاً مغايراً لحسابات التحالف، تحت وطأة الضغوط الدولية على الرئيس السوري بشّار الأسد، ووطأة استحقاق تسديد لبنان حصته في موازنة المحكمة.
هكذا خرج الخلاف على هذين الموضوعين إلى العلن:
ـ لدى الحزب اقتناع كامل باستمرار نظام الأسد وصموده، وبضرورة الوقوف إلى جانبه نظراً إلى دعمه المقاومة، وموقع الممانعة الذي يتخذه، وعلاقته بلبنان، وبأن أي تخلّ عنه هو طعنة في الظهر. في المقابل، لدى جنبلاط اقتناع معاكس، مصدره معطيات متوافرة لديه من تركيا وقطر والولايات المتحدة تفيد أن نظام الأسد آيل إلى السقوط في مهلة شهرين حداً أقصى. ويرى تالياً التعاطي مع سوريا انطلاقاً من مرحلة ما بعد الأسد الذي انتهى. وفي رأيه أن المنطقة برمتها ستتغيّر بسقوط النظام، وخصوصاً لبنان. ـ لدى الحزب اقتناع بأن المحكمة أميركية ـــــ إسرائيلية تتوخى الأهداف التي أخفق العدوان الإسرائيلي في تموز 2006 في تحقيقها. في المقابل، لدى جنبلاط اقتناع معاكس هو المضي في المحكمة لأن أحداً، بتمويل ومن دونه، لن يكون في وسعه الوقوف في طريقها، وأن التعاون معها يجنّب لبنان عقوبات سياسية واقتصادية هو في غنى عنها، وتعرّض استقراره لتهديد جدّي. يقول أيضاً إن رفض المحكمة وتمويلها بذرائع حزب الله وحلفائه تستفز الحريري، وتضع فريقاً لبنانياً في مواجهة السنّة.
كان التناقض العميق في موقفي حزب الله وجنبلاط من هذين الملفين في صلب لقاء نصر الله والزعيم الدرزي اللذين ناقشاهما، وانتهيا إلى الخلاصة نفسها. كرّسا الخلاف، وأكد كل منهما وجهة نظره من أحداث سوريا والمحكمة وتشبّثه بها، وتفاهما على نتيجتين: أولاهما أن أحداً لم يقنع الآخر بموقفه، وثانيتهما حرصهما في ظلّ التباعد الحاد على استمرار الائتلاف الحكومي وحمايته في الوقت الحاضر من أي خضّة، وعدم انفراط عقد الغالبية النيابية الحالية. لم يوافق جنبلاط نصر الله قوله إن سوريا تخرج من أزمتها تقريباً، ولفته إياه إلى أخطار سقوط نظام الأسد على المنطقة. كرّر نصر الله رفض تمويل المحكمة. وهو سيعيد تأكيده في حديثه التلفزيوني مساء الاثنين. انتهى اجتماع الخميس 13 تشرين الأول، بعد أكثر من ثلاث ساعات من المداولات، إلى تسليم حزب الله باستمرار علاقته بجنبلاط وعدم قطعها، والتكيّف معها ضمن المعطيات الجديدة التي يفرضها الزعيم الدرزي عليه، ويضعه من خلالها أمام أمر واقع جديد. قرّر أن يتقبّل جنبلاط كما هو.
لكن التقويم اللاحق لقيادة الحزب لاجتماع الخميس أفضى إلى انطباعين مختلفين. قال أحدهما إن جنبلاط لا يزال في الغالبية الحالية ويتأهب لمغادرتها، وقال الآخر إنه تركها فعلاً قبل أشهر، وهو في مقلب آخر من قوى 8 آذار، من دون أن يعود بالضرورة إلى قوى 14 آذار.
غير أن موقف دمشق من جنبلاط ليس كذلك.
ما سمعه عائدون من دمشق من مسؤولين رفيعي المستوى يشير إلى الآتي:
1 ــ «انزعاج كبير جداً جداً» لدى القيادة السورية من جنبلاط، يحملها على رفض تقبّل تصرّفه الأخير: أن يُخرج من جيبه ورقة ويقول إنها خارطة طريق للرئيس السوري لإخراج بلاده من الأزمة. في إشارة إلى حديثه الأخير إلى تلفزيون المنار.
2 ــ مثلت المواقف الأخيرة لجنبلاط إحراجاً كبيراً لمعاون نائب رئيس الجمهورية اللواء محمد ناصيف، الذي يُنظر إليه على أنه عرّاب جنبلاط لدى القيادة السورية. وعلى وفرة شكوك كانت تحوط بجنبلاط لدى بعض القيادة منذ مصالحة 2010، ظلّ ناصيف يدافع عن علاقته بسوريا، ويصرّ على صدقية تحالفه معها، وعدم عودته إلى الحضن الأميركي وتكرار تجربة 2005 ـــــ 2009.
3 ــ لن تتدخّل دمشق في علاقة جنبلاط بحزب الله، وتترك للأخير أن يقرّر واقع علاقته به في ضوء تقديره للمصلحة الوطنية وحماية المقاومة. إلا أنها قطعت الاتصال به تماماً. لن يستقبله الأسد، ولن تكون مهمة موفده إلى دمشق، الوزير غازي العريضي سهلة من الآن فصاعداً.
4 ــ رغم معرفة جنبلاط بـ«برودة شديدة جداً» تطبع علاقته بدمشق منذ ما قبل المقابلة التلفزيونية بسبب موقفه من النظام وتأييده المعارضة، استخدم لقاءه بنصر الله، ثم ظهوره على تلفزيون حزب الله، كي يدلي بمواقف عدّتها سوريا مسيئة إليها.
اللواء
واشنطن للشفافية في أسباب مقتل القذافي.. وموسكو تشكك برواية الثوار
إعلان تحرير ليبيا اليوم بعد سقوط 30.000 قتيل.. وعمليات الأطلسي تنتهي أواخر الشهر
بدورها تناولت صحيفة اللواء الشأن الليبي وكتبت تقول "تأجل مجددا موعد الإعلان عن <التحرير الكامل> لليبيا إلى الغد بعدما كان مسؤولون بالمجلس الانتقالي صرحوا من قبل أن الإعلان سيصدر يوم الجمعة ثم قالوا إنه سيصدر السبت من بنغازي وليس من العاصمة طرابلس، وفي الأثناء لم يتم التوصل بعد إلى قرار بمكان دفن جثة العقيد الراحل معمر القذافي. فيما اعلن الامين العام لحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن ان الحلف سينهي عمليته العسكرية في ليبيا في 31 تشرين الاول.
وقال وزير الاعلام بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود شمام إن إعلان التحرير لكامل التراب الليبي سيكون عصر الأحد حوالي الساعة الرابعة بعد الظهر. وأضاف <سيكون إعلانا عاما، اعتقد (انه سيكون) في الميدان الرئيسي في بنغازي من جانب (رئيس المجلس الوطني الانتقالي) مصطفى عبد الجليل>.
وبرر المسؤولون بالانتقالي إعلان <تحرير ليبيا> من بنغازي بصفتها مهد الثورة التي أطاحت بالقذافي. وقد أعلن يوم مقتل القذافي عيدا وطنيا في ليبيا.
وفي السياق، يتواصل الترقب بخصوص موعد ومكان دفن جثة القذافي، فقد صرح شمام بأن القرار لم يتخذ بعد بشأن موعد أو موقع دفن العقيد.
وقال المتحدث باسم المجلس العسكري لمصراتة فتحي علي باشا آغا، حيث تم نقل جثتي القذافي وابنه المعتصم، لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه <مازال ينبغي إجراء تحليل للحمض النووي وهو ما سيستغرق يومين>.
ونقل عن قائد ميداني آخر تابع للمجلس يدعى عبد المجيد مليقطة قوله إن مفاوضات تجري حاليا مع قبيلة القذاذفة التي ينتمي إليها العقيد، وإن المجلس على استعداد لتسليمهم الجثة إذا ما أرادت القبيلة ذلك، وإلا فإن الانتقالي سيقوم بعمليات الدفن بنفسه.
وامس وصل رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الانتقالي الليبي محمود جبريل الى مصراتة لتفقد جثمان القذافي.
وبخصوص مصير سيف الإسلام، فقد قال ثوار ليبيون إنه لا يزال على قيد الحياة وإنه حاول الهروب حيث أشارت معلومات إلى أن قافلة مكونة من 12 عربة رصدها الثوار وهي تغادر سبها متجهة إلى النيجر.
ويتواصل الغموض بشأن ملابسات موت القذافي، وهو ما دفع المفوضية العليا لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة للمطالبة بإجراء تحقيق لكشف تفاصيل اعتقال ومقتل العقيد.
وقال المتحدث باسم المفوضية روبرت كولفيل إنه فيما يتعلق بمقتل القذافي الخميس فان الملابسات لا تزال غير واضحة. نعتبر ان اجراء تحقيق هو امر ضروري وذلك في اشارة الى المشاهد التي ظهرت على وسائل الاعلام حول اعتقال القذافي حيا قبل اعلان وفاته.
وطلبت ارملة القذافي صفية القذافي من <الامم المتحدة التحقيق في ظروف وفاة المجاهد معمر القذافي>، على ما نقل تلفزيون الرأي السوري المقرب من الزعيم السابق.
وقال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف ان القافلة التي كانت تقل معمر القذافي لم تكن تشكل خطرا حينما تعرضت لهجوم من طائرات الحلف الاطلسي، مشككا في ملابسات موت الزعيم الليبي السابق.
من جهة ثانية دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الشعب الليبي إلى الصفح والمصالحة والوحدة موضحا أنه يجب ألا نبتهج أبدا لمقتل شخص أيا كانت افعاله. وأشار ساركوزي إلى أن العمليات العسكرية لحلف الاطلسي في ليبيا شارفت على النهاية.
من جهته اعلن الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن ان الحلف سينهي عمليته العسكرية في ليبيا في 31 تشرين الاول ، وذلك غداة مقتل الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي. وقال راسموسن خلال مؤتمر صحافي ان ممثلي الدول ال28 الاعضاء في الحلف الاطلسي في بروكسل توصلوا الى <اتفاق اولي> لانهاء العملية البحرية والجوية في 31 تشرين الاول بعد سبعة اشهر على انطلاقها في 31 اذار.
المستقبل
تظاهرات حاشدة في <جمعة المهلة العربية> تحصد المزيد من الضحايا
مقتل القذافي يلهب الثورة السورية
صحيفة المستقبل من جهتها كتبت تقول "شهدت "جمعة المهلة العربية" أمس تظاهرات حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف في عدد كبير من المناطق السورية وساهم في تأجيجها الإعلان عن مقتل الزعيم الليبي معمر القذافي والمصير الذي لقيه وانتصار الثوار الليبيين، وهو الأمر الذي اعتبره الناشطون السوريون إشارة حاسمة الى "طغاة" المنطقة والشعوب المنتفضة بأن الأنظمة لا تدوم، في وقت حذرت موسكو الغرب من تكرار السيناريو الليبي في سوريا حيث بلغت حصيلة قتلى الأمس 19 شخصاً على الأقل سقطوا برصاص الأمن في حمص وحماه وريف درعا. واعتبر ناشطون سوريون أمس أن انتصار الثوار الليبيين يرسل إشارة حاسمة الى "طغاة" المنطقة وللشعوب المنتفضة، بأن الأنظمة لا تدوم. وذكرت لجان التنسيق المحلية في بيان تلقته فرانس برس أن "الانتصار الكبير الثالث للثورات العربية يرسل إشارات حاسمة لطغاة المنطقة وللشعوب المنتفضة وللعالم أجمع ذلك أن لا عودة عن مطلب الحرية وأن دونه دماء وأرواحاً كريمة وغالية".
واعتبر البيان "أن ليبيا ستكون نموذجاً آخر لانتصار إرادة شعوب المنطقة على طغيان مديد ظن أصحابه أنه راسخ إلى الأبد. وكان للشعب الليبي كلمته بأن الحرية وحدها تستحق الأبد".
ورأت اللجان في انتصار الثورة "دليلاً آخر على فشل الخيارات الأمنية والعسكرية في ثني إرادة الشعوب عن الحرية والعدالة والمساواة". وهنأت الشعب الليبي، داعية اياه "إلى تغليب قيم العدالة والمحاسبة على قيم الثأر والانتقام"، ومعتبرة أن "إسقاط النظام الفاسد هو فقط الخطوة الأولى والأساسية في طريق بناء دولة لكل أبنائها ومكوناتها على اختلاف رؤاهم السياسية ومشاربهم الاجتماعية ومعتقداتهم الدينية والمذهبية".
من جهة ثانية، رأى بيان للهيئة العامة للثورة السورية أن "أوجه الشبه كثيرة بين الثورة السورية والليبية من قمع وقتل وحكم استبدادي وطاغية طغى وتجبر وفساد وقتل في البلاد والعباد". في هذه الاثناء، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الغرب من تكرار السيناريو الليبي في سوريا، وقال "إن مشروع القرار الغربي ضد سوريا قد يؤدي الى تكرار السيناريو الليبي في سوريا".
وشدد لافروف في تصريحات نقلتها وكالة "أنباء نوفوستي" الروسية على أن روسيا "تعارض فرض عقوبات على الجانب السوري"، مشيراً إلى "أن هذا القرار محفوف بمخاطر تكرار سيناريو ليبيا على الرغم من محاولة مقترحيه إقناعنا بخلاف ذلك". وأضاف "ان المشكلة الرئيسية تكمن في إلقاء اللوم بأكمله على عاتق الرئيس السوري بشار الأسد واعتباره الطرف الأوحد في الأزمة السورية".
بالعودة إلى الوضع الميداني في سوريا، فقد أفادت قناة "دنيا" التلفزيونية السورية الخاصة بأن السفير الأميركي في سوريا روبرت فورد تعرض أمس للرشق بالبيض والبندورة أثناء تواجده أمام جامع الحسن في حي الميدان في دمشق".
وكان السفير فورد تعرّض للرشق بالبيض والبندورة منتصف الشهر الفائت خلال زيارة قام بها الى مكتب المعارض السوري حسن عبد العظيم في دمشق.