23-11-2024 03:57 AM بتوقيت القدس المحتلة

شهر رمضان يوحد المشهد في المدن العربية من المحيط إلى الخليج

شهر رمضان يوحد المشهد في المدن العربية من المحيط إلى الخليج

يتميز شهر رمضان بالعديد من النشاطات التي تجعل المشهد العام في المدن والبيوت العربية متشابهاً. وتنتشر نشاطات توحد شوارع المدن العربية من المحيط إلى الخليج

شهر رمضان يوحد المشهد في المدن العربية من المحيط إلى الخليجيتميز شهر رمضان بالعديد من النشاطات التي تجعل المشهد العام في المدن والبيوت العربية متشابهاً. وتنتشر نشاطات توحد شوارع المدن العربية من المحيط إلى الخليج، مثل الزيارات بين الأهل والأصدقاء، والخيم الرمضانية، وموائد الرحمن، والزينة في الشوارع والفوانيس، بالإضافة إلى أطباق الحلويات وأصناف الطعام التي تزين موائد الصائمين.

وتحتفل المدن بشهر رمضان قبل قدومه بأسابيع، مثل الحال في مصر والعراق، حيث تزين الفوانيس والأعلام والألوان الشوارع وشرفات البيوت في بدايات شهر شعبان.

وفي دول الخليج، ينتشر ما يعرف بالغبقة الرمضانية، وهي عبارة عن وجبة ثالثة بين وقت الإفطار والسحور تجتمع حولها العائلة والأصدقاء. ويوجد تقليد هذه الوجبة في تركيا أيضاً. وتشتهر دول الخليج العربي بالاحتفال في ليلة النصف من رمضان، في مناسبة تسمى بالـ "قرقيعان"، أو ما يسمى بـ"قرنقشوه" في عمان و"قرنقعو" في قطر. ويقوم الأطفال بارتداء الملابس التقليدية والتجوال حول بيوت أحيائهم لأخذ الحلوى احتفالاً بهذه الليلة.

وفي دول الخليج واليمن أيضاً يوجد تقليد الاجتماع في مجلس لأحد أفراد العائلة أو الأصدقاء للتسامر والحديث بعد الإفطار. وتسمى هذه المجالس بـ "الديوانية" في الكويت أو "المقايل" في اليمن. أما في سوريا، فهناك تقليد الحكواتي الذي يجلس في أحد المقاهي الشعبية ليسرد القصص والملاحم الشعبية، وتتشارك دول عربية أخرى تقليد الجلوس في المقاهي الشعبية بعد وقت الإفطار،مثل الجزائر .

وفي تونس ولبنان وتركيا وسوريا تعقد الاحتفالات الصوفية التي تضفي روحانية على ليالي الشهر، مثل رقصات المولوية التي تعقد في جوامع دمشق كالجامع الأموي. وفي تونس تبدأ فعاليات "مهرجان الموسيقى الروحية" حيث تقام سهرات ذكر لفرق الموسيقى الصوفية في المساجد. وتجول الفرق الصوفية في بعض الشوارع في المدن اللبنانية وهي تغني الأناشيد الدينية والمدائح النبوية وتبارك بالشهر الكريم. وكذلك الحال في فلسطين والبحرين، حيث تجوب فرق الإنشاد الجوالة شوارع بعض المدن ترحيباً برمضان.

ولا تنحصر أهمية رمضان في المعنى الديني، ففي تونس مثلاً، يعتبر الإقدام على الخطبة في شهر رمضان أمراً يبارك الرابط بين العروسين، فتسارع العوائل إلى خطبة أبنائها وبناتها من الراغبين بالزواج في النصف الأول من الشهر. وتعتبر الليلة الـ 27 للشهر مناسبة للاحتفال بما يسمى "الموسم"، الذي تجتمع فيه مواكب الفتيات المخطوبات كي تحتفل بهن أسرهن. ويقدم العرسان هدايا لعرائسهم في هذا اليوم عربوناً عن الحب. ويعتبر رمضان أيضاً موسماً للاحتفال بالمخطوبين وتبادل الهدايا والمباركة بين العريس والعروس في اليمن أيضاً. وفي تركيا يقوم الزوجان بتكرار عهود الزواج ووعود بالمحبة والإخلاص وتصفية القلوب من أي خلافات.

أما بالنسبة للجزائريين، فليلة 27 من رمضان تعتبر مناسبة لطهور الأطفال لما فيها من بركة. وفي السودان واليمن، ينتشر تقليد فرش السفر في الأماكن الخارجية حتى تتشارك العوائل الإفطار سوياً، وأحياناً تحضر كل عائلة طعامها وتتشاركه مع غيرها من العائلات.

وفيما يتعلق بالمطبخ الشعبي، فأطباق الأرز واللحم مثل المندي والكبسة والمجبوس بالإضافة إلى الهريس هي الشائعة في منطقة الخليج. وتشتهر حلويات مثل البقلاوة والقطايف في منطقة بلاد الشام وتركيا، وتتشارك هذه الدول مع مصر في حب الكنافة.

أما في دول المغرب العربي، فيشتهر طبق الحريرة الغني بالعناصر الغذائية في موائد رمضان وخصوصاً في تونس والمغرب والجزائر.