23-11-2024 03:47 AM بتوقيت القدس المحتلة

فضل الله: نخشى أن نكون قد تحوَّلنا إلى قبائل بصورة طوائف ومذاهب

فضل الله: نخشى أن نكون قد تحوَّلنا إلى قبائل بصورة طوائف ومذاهب

إنّنا نخشى أن نكون قد تحوَّلنا إلى قبائل بصورة طوائف ومذاهب ومواقع، بحيث باتت كلّ قبيلةٍ تفكّر في حساباتها، ولها أجندتها الداخليّة والخارجيّة

فضل الله: نخشى أن نكون قد تحوَّلنا إلى قبائل بصورة طوائف ومذاهب أقامت جمعيّة المبرّات الخيريّة حفل إفطارها في ثانويّة الرّحمة في كفرجوز النبطيَّة، بحضور شخصيّاتٍ دينيَّة، يتقدّمهم إمام مدينة النبطيّة الشّيخ عبد الحسين صادق، وإمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود، وشخصيّات بلديّة وسياسيَّة واجتماعيَّة.

وألقى سماحة العلامة السيِّد علي فضل الله كلمةً تحدَّث فيها عن معاني شهر رمضان، مشيراً إلى أنَّ ما نعانيه من مشاكل سياسيَّة واجتماعيَّة انطلق في كثيرٍ من الأحيان من أنانيّاتنا وتقوقعنا على أنفسنا.

وأضاف: "إنّنا نخشى أن نكون قد تحوَّلنا إلى قبائل بصورة طوائف ومذاهب ومواقع، بحيث باتت كلّ قبيلةٍ تفكّر في حساباتها، ولها أجندتها الداخليّة والخارجيّة، ولها سياستها وأمنها، وقد تسعى لتغزو القبيلة الأخرى عندما تسنح لها فرصة الانقضاض عليها، لتحصل منها على الأسلاب والمغانم، أو لتفجِّر الحقد التّاريخيّ الدّفين لديها، أو تنفيذاً لحسابات من يعملون لها".

لقد استغلَّ الآخرون صراعاتنا وانقساماتنا، فاخترقوا ساحاتنا ليؤمِّنوا لأنفسهم موقعاً في بلادنا، ويمسكوا بزمام أمورنا، ليقولوا لهذه الطَّائفة أو ذاك المذهب أو ذلك الموقع السياسيّ، كونوا معنا ونحن نعينكم ونقوّيكم.. ويأتي آخرون إلى الطّائفة الأخرى والمذهب الآخر والموقع السياسيّ، ويفعلون الأمر نفسه، حتّى دخلنا في لعبة المحاور الدّوليّة والإقليميّة، وحوَّلنا هذا البلد إلى رئةٍ تتنفَّسُ مشاكل المنطقة وسمومها، وإلى ساحة تجاذبٍ للصّراعات الدوليّة والإقليميّة، وإلى ساحةٍ وهدفٍ للإرهاب وللتّكفير، بدلاً من أن يكون هذا البلد أنموذجاً نقدِّمه إلى العالم في قدرة التنوّعات الدينيّة والسياسيّة فيه، على أن تتكامل وتتعاون فيما بينها.. بلداً يكون نقيضاً للكيان الصهيونيّ الّذي يسعى بيهوديّة كيانه، للقضاء على كلّ تنوّعٍ، لأنّ أيّ تنوّع يفضح وجوده.

ومن هنا، نحن خائفون، وأيدينا تبقى دائماً على قلوبنا، خوفاً من فتنةٍ هنا وفتنةٍ هناك، وبدلاً من أن يتحرّك الواعون والإطفائيّون في ساحاتنا، تُركت هذه السّاحات للموتورين والانفعاليّين والمتعصّبين وفتاوى الحقد والبغض والكراهية".
وقال: "وإذا كان البعض يتحدّث عن الدّين أنّه مشكلة، فإنّنا نقول: لم تكن مشكلتنا في مرحلةٍ من المراحل في الدّين، إنما في الذين يسيئون إلى قيمه، ويفسّرونه على حسب أحقادهم وضغائنهم، ولخدمة مشاريعهم الدّمويّة.. مشكلتنا في الطائفيّين والانغلاقيّين والمتعصّبين والّذين يستغلّون الدّين لحساباتهم السياسيّة".

ودعا سماحته إلى التمسّك بالوحدة والحوار في هذه المرحلة العصيبة، فلا يمكن مواجهة العدوّ بكلِّ هذا الترهّل الّذي نعيشه، وعلى كلّ الّذي يريدون قوّة البلد، أن يكونوا أكثر السّاعين إلى دعم وحدته الداخليّة، ودعم الجيش، وتعزيز روح المقاومة، وتعميق لغة الحوار، وإزالة التشنّج والتوتّر.

وفي الوقت نفسه، رأى سماحته أنّه لا بدَّ من أن تبقى عيوننا مصوّبةً باتجاه صانعي الفتن الّذين يريدون أن يجعلوا من هذا البلد ساحةً تتنفّس فيها الصّراعات الإقليمية والدوليّة، وما تعكسه من فتن، وأن يكون الصّدى لا الفعل في كلّ ما يحصل في هذه المنطقة.

وأضاف: "ومن هنا، دعونا وندعو إلى تثبيتٍ أكثر للسّاحة الداخليّة، والإسراع لملء الشّواغر، وانتظام عمل المؤسّسات، وحلّ المشكلات العالقة الّتي تتعلّق بحاجات إنسان هذا البلد ومتطلّباته وعيشه الكريم".