25-11-2024 11:44 AM بتوقيت القدس المحتلة

ليبيا تنتظر اعلان "تحريرها" والاطلسي يعلن انهاء عمليته نهاية الشهر الجاري

ليبيا تنتظر اعلان

يترقب الليبيون اعلان "التحرير الكامل" المقرر الاحد وذلك غداة مقتل "القائد" معمر القذافي وسقوط سرت اخر معاقله وانتهاء حكمه الذي كان بلا منازع طيلة 42 سنة.

يترقب الليبيون اعلان "التحرير الكامل" المقرر الاحد وذلك غداة مقتل "القائد" معمر القذافي وسقوط سرت اخر معاقله وانتهاء حكمه الذي كان بلا منازع طيلة 42 سنة.
  
وفي الوقت عينه. اعلن الحلف الاطلسي 31 تشرين الاول/اكتوبر موعدا لانهاء عمليته البحرية والجوية في ليبيا بعد "اتفاق اولي" في هذا الاتجاه بين الممثلين عن الدول الـ28 في الحلف المجتمعين في بروكسل.
  
ومن جانبها طلبت روسيا من مجلس الامن الدولي وضع حد فوري لمنطقة الحظر الجوي فوق ليبيا حيث كانت طائرات الحلف الاطلسي تحلق عندما استهدفت موكب الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي الذي قتل الخميس.

وقال مسؤول كبير في المجلس الانتقالي الليبي طلب عدم الكشف عن اسمه "تاكد الامر. سنعلن تحرير كامل ليبيا الاحد في الخامسة بعد الظهر في ساحة محكمة بنغازي". وفي هذه الساحة التي صار اسمها ساحة الشهداء وتبعد نحو الف كلم شرق طرابلس تحدى الثوار السلطات الليبية في منتصف شباط/فبراير. وهذا الاعلان سينهي نزاعا استمر ثمانية اشهر وكلف ارواح ما لا يقل عن 30 الف شخص بحسب المجلس الوطني الانتقالي.

وكان المجلس الوطني الانتقالي نشر مطلع ايلول/سبتمبر خارطة طريق نحو "ليبيا حرة" تنص على قيام حكومة انتقالية بعد شهر من تحرير البلاد مهمتها تنظيم انتخابات عامة خلال ثمانية اشهر وتسليم سلطات المجلس الانتقالي الى جمعية منتخبة.

ووصل رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الانتقالي الليبي محمود جبريل الجمعة الى مصراتة لتفقد جثمان القذافي الذي قتل الخميس في سرت. وقال جبريل بعد لقائه مع المجلس العسكري في مصراتة والمجلس المحلي للمدينة "انا سعيد جدا. انا هنا مع اصدقائي في مصراتة".

وحول ليبيا ما بعد القذافي قال جبريل "لا تزال امامنا مرحلتان سيف والسنوسي" في اشارة الى سيف الاسلام نجل القذافي الذي كان يقدم بوصفته خليفته. وعبدالله السنوسي. رئيس استخبارات النظام السابق وهما مطلوبان لدى المحكمة الجنائية الدولية للاشتباه بارتكابهما جرائم ضد الانسانية. وتسري معلومات متناقضة منذ الخميس حول مصير سيف الاسلام والسنوسي الا ان ايا منها لم يتم تاكيده.

وقتل معمر القذافي (69 سنة) بعد اسره حيا في مسقط راسه قرب مدينة سرت شرق طرابلس بعد قليل من سقوط المدينة في ظروف لم تتضح بعد ملابساتها. وكان القذافي فارا منذ سقوط طرابلس نهاية اب/اغسطس.

والقذافي هو الزعيم الثالث الذي يسقط في خضم انتفاضات "الربيع العربي" بعد نظيريه التونسي والمصري غير انه الاول الذي يقتل في الثورات ضد الانظمة المستبدة. وبحسب مصادر عدة. كان القذافي موجودا داخل رتل تعرض للقصف من طائرات الاطلسي عندما كان يسعى للهروب من سرت التي كانت على وشك السقوط. واختبأ داخل انبوب للصرف الصحي حيث تعرض لنيران مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي قبل ان يصاب بجروح قاتلة في تبادل لاطلاق النار ادى الى اصابته في كتفه وركبته بحسب مسؤول عسكري وفي راسه بحسب جبريل.

وفي تسجيل مصور بث على شبكة الانترنت. ظهر مقاتل شاب من بنغازي حاملا خاتما وسترة عسكرية قال انهما عائدتان للقذافي. وروى انه اعتقل الزعيم المخلوع وارداه برصاصتين عندما اصر مقاتلون على نقله معهم الى مصراتة.

وفي حين اشاد المجتمع الدولي بمقتل الزعيم الليبي المخلوع داعين الليبيين الى المصالحة وبناء ليبيا حرة وديموقراطية. ارتفعت اصوات عدة لتعبر عن استيائها من ظروف مقتل القذافي. وطالبت صفية ارملة القذافي التي لجأت الى الجزائر. الامم المتحدة والمنظمات الدولية بتسليمها جثماني زوجها وابنها المعتصم اللذين قتلا برصاص مقاتلي المجلس الانتقالي الليبي لدفنهما. وبحسب مصادر عدة في المجلس العسكري في مصراتة. من المتوقع ان يدفن القذافي في مكان سري تفاديا لان يتحول مدفنه الى محج لانصاره.

وطلبت المفوضية العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة تشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات مقتل معمر القذافي في مسقط رأسه سرت الخميس. في حين دعت الولايات المتحدة المجلس الوطني الانتقالي الى "الشفافية" في هذا الموضوع. اما منظمة العفو الدولية فتحدثت عن جريمة حرب محتملة وتساءلت روسيا عن قانونية غارة الاطلسي.

وفي سائر انحاء البلاد. اثار مقتل القذافي موجة فرح عارم. ومن طرابلس الى بنغازي. تواصل اطلاق النار في الهواء من اسلحة خفيفة وثقيلة حتى ساعات الليل.

واوضح وزير الخارجية النيجري محمد بازوم ان نهاية الحرب في ليبيا ستسمح برفع القيود المفروضة على نحو ثلاثين شخصا من المقربين لمعمر القذافي واللاجئين في النيجر ما عدا ابنه سعدي. وقال "اذا ما انتهت الحرب. لن يبقى هناك سبب كي نبقي التدابير التي فرضناها على هؤلاء الاشخاص"، معتبرا ان وفاة القذافي كانت "امرا يمكن توقعه". واضاف "من الجيد بالنسبة للمجلس الانتقالي عدم الالتهاء بفكرة بقاء القذافي حيا. وطالما انه مات الان سيركز" على اقامة نظام ديموقراطي في ليبيا.

وفي جنوب افريقيا. حيت رابطة شبيبة المؤتمر الوطني الافريقي الحاكمة في البلاد ذكرى معمر القذافي الذي وصفته بانه "شهيد معاداة الامبريالية" ونموذج للكفاح من اجل "الحرية الاقتصادية".

اما في باريس. فقد حذرت منظمة اليونيسكو الجمعة من خطر تعرض المواقع الثقافية والتاريخية الليبية للنهب بعد مقتل القذافي، مؤكدة في الوقت عينه ان ابرز هذه المواقع لم تصب باي ضرر خلال النزاع الذي انتهى بمقتل القذافي. وقال مدير مركز التراث العالمي في اليونيسكو فرانسيسكو باندارين في تقرير عن مهمة ميدانية لفريق من اليونيسكو ان "الوضع مرض اجمالا. لم تحصل اضرار كبرى. لكن الخطر باق".