أجريت الاحد في تونس أول عملية انتخابية بعد سقوط نظام زين العابدين بن علي، حيث توجه التونسيون إلى صناديق الإقتراع لإنتخاب أعضاء "المجلس التأسيسي" في البلاد في اقبال فاق كل التوقعات.
أجريت الاحد في تونس أول عملية انتخابية بعد سقوط نظام زين العابدين بن علي، حيث توجه التونسيون إلى صناديق الإقتراع لإنتخاب أعضاء "المجلس التأسيسي" في البلاد. وفي الوقت التي تشكل فيه هذه الإنتخابات منعطفاً مهماً لتحديد مستقبل البلاد فإن الكثير من الناخبين لا يبدون حماسة للمشاركة وفق بعض إستطلاعات الرأي.
من جهته أعلن رئيس "الهيئة العليا المستقلة للانتخابات" كمال الجندوبي ان "اقبال التونسيين على انتخابات المجلس التأسيسي فاق كل التوقعات التي كنا نتصورها"، واضاف "ليست لدينا ارقام دقيقة عن نسبة الاقبال حتى الان والتي من المحتمل ان تفوق نسبة المشاركة 60 بالمئة"، وتابع "نحن في حالة إستنفار وفرحة لمناسبة هذه الانتخابات التاريخية الحرة في تونس".
وقال الجندوبي إن "النتائج الرسمية لانتخابات المجلس سيعلن عنها الثلاثاء"، واشارالى انه "سنحاول معرفة النتائج اعتبارا من الاثنين لكن النتائج الرسمية سيتم الاعلان عنها بعد ظهر يوم الثلاثاء خلال مؤتمر صحافي".
وقد ذكرت معلومات صحافية انه "بعد قيام زعيم حزب النهضة الاسلامي راشد الغنوشي بالادلاء بصوته وأثناء مغادرته مركز الاقتراع حي المنزه بالعاصمة تونس أطلقت بوجهه صيحات الاستهجان من عدد من المواطنين في وجهه"، حيث ردد بعض المواطنين عبارات "مجرم وارهابي وارحل" حيث كان الغنوشي يتجه الى سيارته محفوفا بمواكبين من انصاره.
وفي حديث له قال الغنوشي الاحد إن "الاقبال الكثيف للتونسيين على صناديق الاقتراع مردّه تعطشهم الى الديمقراطية"، واضاف "إن شاء الله في نهاية اليوم نكون قد تأكدنا ان العملية الانتخابية تمّت على أحسن ما يرام وهذا ما نتوقعه"، وأمل ان "تكون الانتخابات نزيهة وحرة".
من جهته أعلن "الرئيس التونسي المؤقت" فؤاد المبزع في حديث صحافي له الاحد انه "سيقبل نتيجة الانتخابات مهما كان الفائز وانه سينسحب نهائيا من الحياة السياسية حال تسليم الرئاسة لرئيس يختاره المجلس التأسيسي المنتخب"، أكد أنه "سيعترف بالنتائج مهما كان الفائز ومهما كان اللون السياسي للاغلبية القادمة"، وتابع "سأسلم الرئاسة لمن يختاره المجلس الوطني التأسيسي المنتخب رئيسا جديدا للجمهورية فور مباشرة المجلس مهامه واكمال الجوانب الاجرائية"، واضاف "لا استبعد حصول مفاجآت سياسية باعتبارها اول انتخابات حرة وديموقراطية تجري في تونس".
ودعي أكثر من سبعة ملايين ناخب تونسي لاختيار 217 عضوا في مجلس وطني تأسيسي تتمثل مهمته في وضع دستور جديد لـ"الجمهورية الثانية" في تاريخ تونس يحل محل دستور 1959 وأيضا تولي التشريع وتقرير السلطات التنفيذية خلال المرحلة الانتقالية الثانية التي تلي الانتخابات ولحين تنظيم إنتخابات جديدة في ضوء الدستور الجديد.
وفي سياق متصل اشار رئيس "الهيئة العليا المستقلة للانتخابات" في تونس كمال الجندوبي الى ان "نسبة مشاركة التونسيين بالخارج في انتخابات المجلس التاسيسي تقترب من 40 بالمئة بحسب تقديرات الهيئة"، ورأى ان "هذه النسبة تعتبر عالية جدا مقارنة بدول اخرى حيث عادة ما يكون تصويت العاملين بالخارج اقل"، ولفت الى ان "المعدل العالمي هو 10 بالمئة لمن يصوّت خارج وطنه ونحن سنكون ثلاثة اضعاف ذلك على الاقل وهذه نسبة كبيرة".
ويمثل التونسيون في الخارج (اكثر من مليون نسمة) نحو 10 بالمئة من مجموع التونسيين ويوجد اكثر من 80 بالمئة منهم باوروبا وخاصة بفرنسا وسيمثلهم في المجلس الوطني التأسيسي 18 عضوا.