22-11-2024 12:15 AM بتوقيت القدس المحتلة

مفاوضات فيينا بين النووي وحقيقة ما تريده امريكا من ايران

مفاوضات فيينا بين النووي وحقيقة ما تريده امريكا من ايران

خرج وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف يرافقه عباس عرقجي من على شرفة قصر (كوباك) في فيينا حيث تدور المفاوضات النووية


فيينا – نضال حمادة

خرج وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف يرافقه عباس عرقجي من على شرفة قصر (كوباك)  في فيينا حيث تدور المفاوضات النووية وعلت اصوات الصحافيين تساله عن  نتيجة الجلسة التي عقدها مع وزير الخارجية الامريكي (جون كيري) ومسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي (فريديركا موغريني) ، صاح ظريف مجيبا بأعلى صوته بسبب بعد المسافة ( هناك تقدم ).

قبل هذا  التصريح  بساعات  تعقدت الامور بسرعة بعد اتصال بين الرئيس الامريكي (باراك اوباما) ووزير خارجيته ( جون كيري) بسبب  ما سمته مصادر ايرانية  في فيينا  تراجع الجانب الامريكي عن مواضيع كان  قد اتفق عليها في ما يخص العقوبات المفروضة على ايران ، فضلا عن موضوع  حظر  بيع السلاح التقليدي لايران.

أمريكا تريد اكثر من اتفاق نووي مع ايران وليس بقاء وزير خارجيتها في العاصمة النمساوية فيينا منذ أكبر من أسبوعين لاجل النووي فقط، تقول مصادر غربية فيي فيينا، وتضيف ان النووي  الايراني ليس العقدة الاكبر في علاقات مقطوعة ومتوترة بين ايران والولايات المتحدة منذ اربعين عاما.

ماذا تريد امريكا من ايران؟

تشير مصادر عليمة بكواليس الوكالة الدولية لمنع انتشار الاسلحة النووية في فيينا ان هذه الوكالة منذ تاسيسها  واقعة في قبضة الامريكي بكل تركيبتها وتقول المصادر يكفي النظر الى تركيبة الموظفين في الوكالة او الى الجهات التي تدفع التمويل الاكبر  (20 بالمائة  من اليابان، 40 بالمائة من الغرب) ياتي بعدها كل البقشيش الذي تدفعه دول الخليج هنا وهناك في لجان التفتيش، وفي الفرق التقنية ، وغيرها من  التركيبة العجيبة للوكالة المذكورة والتي جعلت من الوكالة الدولية مثلها مثل اي منظومة عالمية  تقوم على توازنات  الحرب العالمية الثانية ومن ثم على انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1989 والذي ابقى الولايات المتحدة قوة وحيدة في العالم .

منذ  البداية ركزت امريكا اهتمامها على الوكالة الدولية للطاقة الذرية وعلى منظمة الحظر الشامل للتجارب النووي ومقرها ايضا في فيينا،وانسحبت امريكا وبريطانيا وفرنسا من  منظمة التنمية الصناعية التابعة للأمم المتحدة وابقت على وجودها في كل ما يتعلق بالطاقة النووية ، وتمكنت عبر عقدين من الزمن من السيطرة على غالبية المناصب المحيطة بالأمين العام الياباني الجنسية وهو يعتمد  سياسة بلاده في التبعية لأمريكا.

تقول المصادر في فيينا تريد امريكا من ايران اكثر من النووي ، وليس النووي ووكالة الطاقة الذرية الا مطية امريكية تسعى من خلالها الى الإلتفاف على نتائج هزائمها في أفغانستان والعراق  والتي انتجت قوى جديدة صاعدة في منطقة الشرق الاوسط والعالم  ( روسيا، الصين ، ايران) وابرزها ايران الدولة  الاسلامية غير النووية تسلحا،  وصاحبة النفوذ الكبير والقوي في منطقة الخليج وفي افغانستان وفي سوريا والعراق ولبنان وهذه المناطق التي  شهدت هزائم امريكا العسكرية ( افغانستان ، العراق) والسياسية والعسكرية بطريقة غير مباشرة ( سوريا ، اليمن).

وبالتالي فالولايات المتحدة الساعية للحفاظ على نفوذها تحتاج الى ايران في كل  هذا الحزام الكبير في وقت فشلت فيه سياسة الحصار في وقف تطور البرنامج الصاروخي الايراني والبرنامج النووي الايراني ، بل  ان الحصار اعطى نتيجة عكسية حيث تمكنت طهران من  بناء منظومة صناعية مهمة بسبب الحصار المفروض عليها وهذا يعود الى انها دولة نفطية  تمتلك الموارد اللازمة ، وليس من قبيل الصدفة ان تكون امريكا اول من يفاوض ايران بل ان واشنطن لن تسمح لأوروبا بهذا الامر  وتضيف ان النفوذ الايراني في المنطقة ياتي على حساب  تراجع النفوذ السعودي  الدولة الحليفة لأمريكا وبالتالي فإن من اولويات واشنطن اعادة ترتيب اوراقها بطريقة تحفظ لها التواجد في المنطقة بالتحالف مع الاقوياء فيها ، هذا هو مبدأ امريكا في السياسة والنفوذ  وفي المنطقة حاليا دولتين قويتين حسب المصادر   اسرائيل الطفل المدلل لامريكا وايران العدو والخصم الكبير لأمريكا واسرائيل ،  والتي هزمت اسرائيل عبر حليفيها في لبنان وغزة لذلك تحاول واشنطن عبر النافذة النووية التوصل الى تحالف بينها وبين طهران  تريد من ورائه خوض الحرب على الارهاب عبر ايران ، ومن ثم ضمان امن اسرائيل  في سياق الاتفاق  وهذا ما لاتقوله واشنطن مباشرة لكنها تسعى اليه بالتحايل التفاوضي عبر القبول بحلول للنقاط العالقة  في مجالي الحصار والنووي ومن ثم التراجع عنها دفعة واحدة تارة بحجة الكونغرس والاختلااف بوجهات النظر بين سوزان رايس وجون كيري  كما حصل ليل الخميس الجمعة وطورا بحجة السعودية واسرائيل  وهذا ما تعرفه ايران ويعرفه الوفد الايراني في مفاوضات فيينا وما لن تقبل به ايران.