تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين 13-7-2015 الحديث عن المواقف التي أطلقها زعماء الفرقاء السياسيين اللبنانيين
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين 13-7-2015 الحديث عن المواقف التي أطلقها زعماء الفرقاء السياسيين اللبنانيين فيما يتعلق بمجموعة من القضايا العالقة اهمها الملف الرئاسي والمعمل الحكومي.
وأتت افتتاحيات الصحف على الشكل التالي:
السفير
أي انعكاسات لـ«الاتفاق النووي» على لبنان؟
الحريري يهادن عون: «حزب الله» هو الخصم
بداية جولتنا مع صحيفة "السفير" وكتبت تقول "لبنان بلا رئيس للجمهورية، لليوم الخامس عشر بعد الأربعمئة على التوالي.
في مثل هذا اليوم قبل تسع سنوات، كان لبنان مسرحاً لحرب إسرائيلية لم تستثن منطقة لبنانية، وخصوصاً الجنوب وضاحية بيروت الجنوبية.
استمرت تلك الحرب 33 يوماً وأسفرت عن تدمير العديد من البلدات والقرى اللبنانية واستشهاد أكثر من ألف مواطن وجرح الآلاف وتهجير مئات آلاف اللبنانيين، لكنها لم تنل من عزيمة المقاومة التي ظلت تقاتل عند تخوم فلسطين المحتلة في عيتا الشعب ومارون الراس والخيام وشبعا، لا بل تمكنت من نقل المعركة الى العمق الإسرائيلي مع آلاف الصواريخ التي انهمرت على المدن والمستوطنات.. وأرست معادلات جديدة في الصراع العربي الإسرائيلي.
وبينما ينشغل العالم بمتابعة أخبار الولادة المتدرجة للاتفاق النووي بين إيران ومجموعة «5+1»، بقي لبنان غارقاً في «تفاصيله» التي لا يزال «الخارج المقرر» ينأى بنفسه عنها، في انتظار ما ستؤول اليه تسويات الكبار فوق الصفيح الساخن، وما سترتبه من مساومات ومقايضات، سيستفيد منها لبنان، على الأرجح، لكن ليس في المدى القريب.
ومع بدء العد العكسي لتوقيع الاتفاق النووي، قال الرئيس نبيه بري إنه عند رأيه السابق بأن الملف اللبناني قد يكون الأسرع في الاستفادة من المردود الإيجابي للاتفاق، كونه الأسهل من بين الملفات الساخنة في المنطقة، شرط أن تُحسن الأطراف الداخلية تلقف الفرصة والتعامل معها، من دون أن يعني ذلك أن نسائم فيينا ستحمل إلينا الفرج بين ليلة وضحاها.
ولفت بري الانتباه إلى أن اليمن ربما يكون أيضاً في طليعة المتأثرين إيجاباً بالتفاهم النووي، باعتبار أن الحرب المحتدمة فيه تشكل ضغطاً على جميع القوى المعنية بها.
وعشية ذكرى حرب تموز، وانعقاد جلسة الحوار بين «حزب الله» و»تيار المستقبل» المقررة في عين التينة مساء اليوم، أتت الإطلالة الرمضانية للرئيس سعد الحريري، عبر الأقمار الصناعية، خالية من أي مبادرة أو أفكار محددة للخروج من المـأزق الحالي، بل هي شكلت في جانب منها امتداداً لبنانياً للصراع الإقليمي، كما تبين من رد الحريري الحاد على نعي الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله «عاصفة الحزم».
وكان لافتاً للانتباه، أن بعض القيادات والشخصيات السياسية المعنية في «8 آذار» فضّلت ملاحقة آخر مستجدات المفاوضات النووية على الاستماع إلى خطاب الحريري، منطلقة من قاعدة أنك إذا أردت أن تعرف ماذا سيجري في بيروت، فعليك أولاً أن تعرف ماذا يجري في فيينا.
وفيما كان البعض ينتظر رداً قوياً من الحريري على العماد ميشال عون، لا سيما بعد انتفاضة الشارع البرتقالي في 9 تموز، بدا واضحاً أن الحريري تعمد عدم تصعيد نبرته ضد «الجنرال» والاشتباك المباشر معه، مفترضاً أنه بذلك يحول دون أن تتخذ الأزمة الحالية بعداً سنِّياً- مسيحياً، وبالتالي يخفف من قدرة زعيم «التيار الوطني الحر» على مواصلة الاستقطاب وشد العصب المسيحي من حوله، بعدما نجح مؤخراً في تعبئة جمهوره ضد «المستقبل».
في الوقت ذاته، تجنب الحريري أن يعطي عون شيئاً في رئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب والتعيينات الأمنية، بل حافظ في الجوهر على «لاءاته»، وإن يكن قد غلفها من حيث الشكل بقشرة من المرونة اللفظية، كقوله إنه لا يضع «فيتو» على أي مرشح لرئاسة الجمهورية، شرط أن يتم التوافق عليه.
كما أن الحريري الساعي إلى تبرئة نفسه من تهمة «الاستئثار المذهبي» وتهميش «حقوق المسيحيين»، استعان بأكثر من «صديق» و «مسؤول» لنفي ضلوعه في قطع الطريق على تعيين العميد شامل روكز قائداً للجيش، مستشهداً بمواقف غالبية القوى في الحكومة ورئيس المجلس ووزير الدفاع لتبرير المسار الذي يسلكه ملف التعيينات الأمنية.. نحو التمديد.
وفي مقابل محاولته عدم الانزلاق الى مواجهة «طائفية» مع عون، في المكان والزمان اللذين يختارهما «الجنرال»، تجنباً لتحريك العصبية المسيحية ضد «المستقبل».. نجح الحريري مجدداً في شد عصب تياره وبيئته من خلال التصويب في العديد من مفاصل كلمته على «حزب الله»، مخصصاً جزءاً لا بأس به من مساحتها للرد على خطاب أمينه العام في «يوم القدس العالمي»، ما دفع أحد السياسيين الظرفاء إلى القول: «ماذا كان سيفعل الحريري، لولا خطاب نصرالله الأخير»؟
وبلغ الحريري في حملته على الحزب حد اتهامه بتحريض «التيار الحر» على «المستقبل»، الأمر الذي ردت عليه أوساط في «8 آذار» بالتساؤل: «من وعد ونكث؟ أليس الحريري هو الذي وعد عون بالتجاوب مع طروحاته في ملفي رئاسة الجمهورية وتعيين قائد الجيش، ثم تراجع تباعاً، فأين مسؤولية «حزب الله» هنا»؟
كما اعتبر زعيم «المستقبل» أن الحزب يحمل «الرقم القياسي في الخروج على الإجماع الوطني منذ قيام دولة لبنان».
وبرغم الافتراق الحاد في الخيارات بين الحريري و «حزب الله»، إلا أنه كان لافتاً للانتباه تسليمه بمبدأ الحرب الاستباقية ضد الإرهاب، وإن اختلف مع الحزب حول طريقة خوضها.
وعلى مستوى الوضع الداخلي في «تيار المستقبل»، كان الحريري واضحاً وحازماً في دعم وزير الداخلية نهاد المشنوق، في مواجهة الحملة التي يتعرض لها، وشارك فيها بعض وزراء التيار ونوابه، بعد تسريب شريط الاعتداء على سجناء في رومية.
وقالت مصادر في «التيار الحر» لـ «السفير» إنها لم تلمس أي جديد في كلمة الحريري، مشيرة إلى أن الطابع الدفاعي طغى عليها، وأن خلاصتها تؤكد أن الحريري ليس جاهزاً بعد لتقديم تنازلات أو تسهيلات لمعالجة القضايا الخلافية المتصلة بحقوق المسيحيين.
من جهة ثانية، وصل المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، أمس، الى الدوحة ومن المقرر أن يلتقي اليوم مدير المخابرات القطرية غانم الكبيسي، من أجل تثبيت صفقة تبادل العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى جبهة «النصرة»، خصوصاً أن الجانب القطري كان قد توصل الى تحديد كل تفاصيل عملية التبادل بما فيها آليتها ولم يعد يوجد عائق سوى تحديد التوقيت."
النهار
الحريري يُصوّب البوصلة: خيارنا الطائف ولا فيتو
النفايات تستبق الحكومة العائدة بآلية توافق
ومن جهتها، كتبت صحيفة "النهار" تقول "على رغم حملة خرجت "حكومة المصلحة الوطنية" من "المنازلة" الاخيرة أقوى مما كانت، إذ أجمعت القوى السياسية على ضرورة توفير الدعم لبقائها، وأضيف اليها تأييد توافر لرئيسها تمّام سلام الذي أطل امس للمرة الاولى وسط جموع أمّت دارته، وتوّجت المواقف بإشادة من الرئيس سعد الحريري به "اذ حسناً فعل بحماية الركن الأخير في السلطة التنفيذية من الوقوع في الفراغ والشلل".
واذا كانت إطلالة الحريري المنتظرة استعادت مواقف سابقة له من سياسات "حزب الله" في لبنان وسوريا، ولم تتسم بليونة على رغم الحوار الثنائي بين الطرفين، والذي تعقد له جولة اضافية مساء اليوم، فانها أعادت تصويب البوصلة في التوجهات السياسية الداخلية عبر تأكيد التمسك بـ"خيار واحد لا ثاني له: أن نتضامن على إعادة الاعتبار للمؤسسات الدستورية، وحماية الفكرة التي قامت عليها دولة لبنان وتكرست من خلال الميثاق الوطني في الأربعينات، وتجددت من خلال وثيقة الوفاق الوطني في الطائف. وحسناً فعل الرئيس تمّام سلام بحماية الركن الأخير في السلطة التنفيذية من الوقوع في الفراغ والشلل، وهو ما نتطلع إلى أن يتكامل مع جهود الرئيس نبيه برّي لتفعيل العمل التشريعي في نطاق التفاهم السياسي على الأولويات، وعلى رأسها انتخاب رئيس للجمهورية يمسك زمام القيادة ويجدد الأمل الضائع بمفهوم الدولة (...) وهذه مناسبة لنعلن من جديد أن الأبواب ليست مغلقة في وجه أي مخرج واقعي، وأن لا فيتو على أي اسم، ودائماً تحت سقف التوافق الوطني".
مجلس الوزراء
حكومياً، علمت "النهار" أن رئيس مجلس الوزراء متمسك بما اتفق عليه في شأن آلية عمل المجلس، وعلى هذا الاساس أكد في الساعات الاخيرة أن لا تراجع في عمل الحكومة وفي محاربة التعطيل.
وأبلغ وزير العمل سجعان قزي "النهار" أن ما نشر عن مقاربة جديدة للعمل الحكومي "ما بتمشي ونحن ضدها لأنها ممكنة فقط بوجود رئيس للجمهورية، وليس في غيابه". وقال: "نحن ضد اللعب بالآلية، أما الآلية التي نؤمن بها فهي التوافق، والتوافق لا يعني التعطيل والاجماع والاستفراد". وأضاف: "من يريد تطبيق الدستور عليه الذهاب الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية".
وكانت الآلية المتوقعة تقضي باعتماد طرح فرز بنود جدول الاعمال ثلاث فئات:
- فئة البنود الادارية البحتة المحررة من القيود السياسية والممكن اقرارها من دون خلافات.
- فئة البنود السياسية، وهي الملفات غير الميثاقية التي يتم الاتفاق على الآلية فيها وما اذا كانت تحتاج الى إجماع أم تقر بالثلثين أم بالنصف زائد واحد.
- فئة البنود الميثاقية التي تتطلب اجماعاً، أي توقيع جميع الوزراء.
برّي
أما رئيس مجلس النواب نبيه بري فيحبذ عدم التعليق على الازمة الحكومية والدخول في شجونها وكيفية عقد جلساتها. ويركز على متابعة الاتفاق النووي في فيينا الذي سينعكس اولا على اليمن وفي ما بعد على لبنان، شرط ان يتضامن الافرقاء فيه على حل مشكلاتهم واتمام الاستحقاقات المطلوبة.
النفايات
في غضون ذلك، تتصدّر مشكلة النفايات الملفات العالقة والمؤجلة، اذ يحل الموعد المحدد لاقفال مطمر الناعمة الجمعة 17 تموز الجاري، ويصادف اليوم الاول من عيد الفطر، وفي اثناء العطلة الحكومية. واذا كان المعنيون ينطلقون اليوم الى فضّ العروض، فانه لا يُنتظر من الجلسة نتائج سحرية، فالواقع يشير بوضوح إلى اصطدام محتّم سيقع بين حملة إقفال مطمر الناعمة ووزارة البيئة والمعنيين من القيادات السياسية. فقد طرح وزير البيئة محمد المشنوق على بلديات الغرب الأعلى والشحار موضوع التمديد للمطمر. وكشف الناطق باسم حملة إقفال مطمر الناعمة الدكتور أجود العياش لـ"النهار" عن تسريبات تشير إلى أن "الوزير المشنوق، المطالب من الحملة بالاستقالة، قد اجتمع برؤساء البلديات المحيطة بالمطمر، وطرح عليهم طمر 600 طن من النفايات يومياً بدل طمر 4 آلاف طن، وتوزيع الباقي على مطامر أخرى في حبالين والكرنتينا ومجدليا وغيرها". وتعليقاً على العرض قال إن "حملة إقفال المطمر والحركة البيئية اللبنانية لن تقبلا بإدخال كيلوغرام واحد من النفايات إلى المطمر بعد 17 تموز. إنهم يحتالون على القانون، فثمة قرار حكومي يحمل الرقم واحد ينص على التمديد 3 أشهر و3 أشهر إضافية فقط غير قابلة للتمديد. لن نقبل إلا بتنفيذ هذا القرار. سوف نقفل المطمر وتحركاتنا ستكون سلمية ولكل حادث حديث"."
الاخبار
الحريري: مكانك راوح
وبدورها، كتبت صحيفة "الاخبار" تقول "لم يغلق الرئيس سعد الحريري في خطابه أمس الأبواب أمام الحلول في مسألة رئاسة الجمهورية وغيرها من الأزمات، إلّا أنه لم يفتح أي باب. مصادر التيار الوطني الحرّ وصفت كلام الحريري بـ«الجميل»، لكّنها سألت عن الترجمة!
خرج الرئيس سعد الحريري أمس خطيباً من جدّة السعودية عبر شاشة، أمام المئات من المشاركين في الإفطار السنوي الذي يقيمه تيار المستقبل في مختلف المناطق اللبنانية. ولأكثر من ساعة، بدا الحريري كمن أعدّ جردة للتطورات السياسية في البلاد، وخطابات الفرقاء الآخرين وطروحاتهم، لا سيّما بعد خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وإطلالات رئيس تكتّل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، من دون أن يقدّم أي جديد، لا تصعيداً ولا مبادرةً ولا توجيهاً، ولا تلبية للدعوة التي أطلقها نصرالله لعقد حوار بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، يؤسّس لحوار أوسع في البلاد.
ومع أن الحريري كرّر متلازمة خطبه وخطب الفريق المحسوب على السعودية في لبنان والمنطقة، لناحية «المتطلبات الجماهيرية» بالهجوم على حزب الله ومشاركته في القتال إلى جانب الجيش السوري، وما يسمّيه «المشروع الإيراني في سوريا والعراق واليمن»، إلّا أن الخطاب في المضمون، وعلى الرغم من فراغ الأفق في الوصول إلى الحلول، كان حاسماً لناحية تأكيد الحريري أن تياره لن «يتأخر عن أي جهد للخروج من هذا المأزق»، أي مأزق رئاسة الجمهورية، مؤكّداً أن «الأبواب ليست مغلقة في وجه أي مخرج واقعي». وفي استكمال لما قيل في الأشهر الماضية خلال مرحلة الانفتاح الحريري على عون، أشار الحريري إلى أن «لا فيتو على أي اسم».
في سوريا، أعاد الحريري الطرح بأن «الذهاب إلى الحرب السورية لن يحمي لبنان. عندما تذهب إلى النار، توقّع أن تأتي النار عليك»، متناسياً أن من أتى بالنار إلى لبنان هو من دعم وموّل وأدخل المسلحين إلى سوريا وشجّع ودفع بالسوريين للنزوح إلى لبنان منذ ربيع 2011. وانتقد الحريري كلام نصرالله عن «فرصة تحييد لبنان»، معتبراً الأمر «زلة لسان بامتياز». وتابع ردّه على كلام الأمين العام لحزب الله، معتبراً أن «طريق فلسطين لا تمر بالزبداني ودمشق، الطريق من بيروت إلى طهران نعم تمر بسوريا وبالعراق، أما الطريق إلى فلسطين، فبالتأكيد لا»، وكرّر دفاعه عن العدوان السعودي ــ الأميركي على الشعب اليمني، معتبراً أن «عاصفة الحزم ما زالت شوكة في حلق المشروع الإيراني للهيمنة على المنطقة».
اللافت في كلام الحريري هو إشارته إلى أن «الرهان على المتغيرات السورية لا ينفع»، علماً بأن السلوك الذي طبع عمل فريق 14 آذار في لبنان طوال السنوات الماضية، وتحديداً المستقبل، هو انتظار المتغيرات السورية للبناء عليها في الداخل اللبناني، وآخرها ما أشار إليه عون، عن أن الحريري تراجع عن تنفيذ اتفاقه معه حول ملف التعيينات الأمنية بعد تطوّرات الميدان في جسر الشغور وتدمر!
مسألة أخرى تناولها الحريري بشكل مجتزأ، وهي ما سمّاه «نظرية قيام كيانات أمنية وعسكرية رديفة للجيوش»، مشيراً إلى «حزب الله والحشد الشعبي في العراق وقوات الدفاع الشعبي في سوريا وأنصار الله في اليمن... وفي النظرية أن هذه الكيانات قادرة على مواجهة الإرهاب أفضل من الجيوش النظامية». وقال إن «أخطر أدوار هذه الكيانات هو تجريد المعركة ضد الإرهاب من بُعدها الوطني الجامع، وإحالة الجيوش على التقاعد»، من دون أن يشير إلى أن إضعاف الجيوش الوطنية في المنطقة، من العراق إلى سوريا إلى لبنان إلى مصر، تتولاها أدوات تكفيرية مدعومة ومموّلة و«مؤدلجة» في الحاضن السعودي، وفي حالة اليمن، يشارك الجيش السعودي بشكل مباشر في ضرب الجيش اليمني.
وبعيداً عن حديث الإقليم، أعاد الحريري طرحاً عفا عليه الزمن، حول شرعية سلاح المقاومة في اتفاق الطائف، متناولاً الأمر من زاوية ما ورد في القرار الدولي الذي أسّس لتفجير لبنان، 1559، عن «حصرية السلاح بيد الشرعية، وحل جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية»، علماً بأن اتفاق الطائف ضمن حقّ المقاومة بحمل السلاح والدفاع عن لبنان إلى جانب الجيش، ومنحها شرعية كاملة، تكرّرت دائماً في البيانات الوزارية لحكومات الرئيس الراحل رفيق الحريري، ومن بعده حكومات ابنه وتيار المستقبل وغيرهم.
وحول اتفاق الطائف، أشار الحريري إلى ما يحكى عن ضرورة عقد «مؤتمر تأسيسي» بديل منه، متناولاً المسألة من زاوية الحديث عن «المثالثة» بدل «المناصفة» بين المسلمين والمسيحيين في الطائف، رابطاً الحديث عن الفدرالية بـ«الأحزمة الطائفية التي يجري العمل عليها في سوريا والعراق». وأعاد التأكيد على التمسّك بـ«وثيقة الوفاق الوطني» كردّ على فكرة «المثالثة»، التي نفى حزب الله مراراً وتكراراً رغبته في تحقيقها.
وفي سياق الحديث عن الطائف ربطاً بالمواجهة الأخيرة بين الرئيس تمام سلام ووزيري التيار الوطني الحر في الحكومة، ثمّن الحريري دور سلام في «حماية الركن الأخير في السلطة التنفيذية من الوقوع في الفراغ والشلل»، مشيراً إلى دور الرئيس نبيه برّي و«جهوده لتفعيل العمل التشريعي في نطاق التفاهم السياسي على الأولويات».
وحول ملفّ التعيينات الأمنية، اتهم الحريري حزب الله بـ«محاولة فتح مواجهة مذهبية بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل»، على خلفية الاختلاف في التعيينات، مشيراً إلى أن «هناك رأياً غالباً في الحكومة، ورأياً واضحاً من وزير الدفاع (سمير مقبل)، ورأياً راجحاً من دولة الرئيس بري، بأنه في ظل الخلاف، موضوع قيادة الجيش يُبحث في وقته، أي في شهر أيلول»، من دون الإشارة إلى أي تسوية، أو التي عقدها سابقاً مع عون وعاد وتراجع عنها.
وختم الحريري بالإشارة إلى مسألة تعذيب السجناء في سجن رومية، معتبراً أن «ما حصل خطأ كبير»، وأن «تحويل ما حدث إلى حملة على وزير الداخلية وقوى الأمن وشعبة المعلومات» هو «أمر غير مقبول»، من دون أن يشير إلى مَن وقف خلف الحملة.
مصادر بارزة في التيار الوطني الحرّ اكتفت بالتعليق على كلام الحريري بالقول إن «الكلام جميل، لكن أين الترجمة؟»، فيما لم يصدر أي تعليق من حزب الله بعد الخطاب.
من جهة أخرى، أكّدت مصادر رئيس الحكومة أنه «لم يتمّ التوّصل إلى أي اتفاق حول جلسة الحكومة المقبلة في 23 الجاري» ووصفت الأمور بـ«السيئة» ، بينما أكّد الوزير الياس بو صعب في تصريح أن «لا جدول أعمال سيوضع في الجلسة المقبلة، بل سنذهب لبحث آلية عمل الحكومة التي تم خرقها، وهناك مؤيدون لنا في فريق 14 آذار».
وفي سياق آخر، تُعقد اليوم جلسة جديدة للحوار بين تيار المستقبل وحزب الله في مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة. وأشارت مصادر المستقبل إلى أن «وفد التيار سيكرّر طرح مسألة سرايا المقاومة مع وفد حزب الله، التي لا بدّ من حلّها».
وحول زيارة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم المقرّرة هذا الأسبوع لقطر، أكّدت مصادر أمنية معنية أن «الزيارة كانت مقرّرة إلى تركيا للقاء قيادات قطرية، إلّا أنه تمّ تغيير الوجهة إلى الدوحة بطلب من القطريين»."
البناء
الثالثة ثابتة وتوقيع النووي غداً... كما يقول وزراء الـ7 الكبار
نصف الزبداني بيد الجيش والمقاومة وتدمر تشهد تقدماً مشابهاً
الحريري يربط النزاع على نقاط الخلاف لحساب خيار الحوار لا المواجهة
من جهتها، صحيفة "البناء" كتبت تقول "لم يتبقّ ما يحتاج إلى التفاوض بين الخمسة زائداً واحداً وإيران، فكلّ شيء قد حُسم، وآخر القضايا العالقة كانت مصير حظر تجارة السلاح وتقلّصت إلى الصواريخ الباليستية، ثم حسمت بالرفع بعد صدور تقرير وكالة الطاقة الذرية عن التحقق من عدم وجود أيّ برنامج نووي له شق عسكري لدى إيران، بعدما كانت كلّ القضايا السابقة قد وجدت طريقها إلى الحلّ. ووصل وزراء الخارجية إلى وضع اللمسات الأخيرة تمهيداً لحفل توقيع يتوقع أن ينتظر إلى يوم غد الثلاثاء لترتيبات لوجستية تتصل بإرسال نسخ من الاتفاق وملاحقه إلى الدوائر القانونية في وزارات الخارجية ورئاسات الجمهورية، لنيل الموافقة التي توصف بالشكلية لأنّ كلّ شيء قد جرى تدقيقه وتمحيصه بما يكفي.
في هذا المناخ تتسارع مساعي وضع اتفاقات الأطر للأزمات المفتوحة، فيستعدّ المبعوث الأممي في سورية ستيفان دي ميستورا لتقديم مبادرته نهاية الشهر الجاري إلى مجلس الأمن الدولي. والأرجح وفقاً لمصادر متابعة أن تكون المبادرة حصيلة تنسيق مشترك مع القيادة السورية من جهة وكلّ من موسكو وواشنطن من جهة أخرى، وفيها الكثير من مشروع متفق عليه بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس السوري بشار الأسد. ويبدو وفقاً لمصادر روسية أنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما صار مطلعاً على أبرز عناوينها خصوصاً في ضوء المعطيات السعودية المتوافرة لدى الرئيس بوتين.
في الميدان السوري الوقائع العسكرية تقول إنّ معطيات تقديم مبادرات سياسية ستصير ممكنة، فقد نجح الجيش السوري مع مقاتلي المقاومة بتحقيق إنجازات هامة على جبهة مدينة الزبداني جعلت نصف المدينة تحت السيطرة الفعلية والنصف الآخر تحت السيطرة بالنار من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة. كما تتقدّم وحدات الجيش السوري على جبهة تدمر وتحقق الانتصارات على مسلحي تنظيم «داعش».
لبنان الذي يتتبع ما يجري حوله يبدو على رغم اللغة العالية النبرة ضمن منظومة من القيود لا تسمح بالتصعيد، فتصير النبرة العالية كتلك التي سمعها اللبنانيون من الرئيس سعد الحريري، لا تتعدّى حدود ربط النزاع على رغم الصياغة المتشدّدة، لأنها في القرار النهائي حسمت أن لا شارع مقابل شارع، ولا فيتو في الرئاسة، وكلّ الخيارات مفتوحة للتوافق على التعيينات في موعدها، خصوصاً الحوار حول إدارة الشأن الحكومي للشراكة والتوافق والإجماع.
حزب الله يحضّ «المستقبل» و»الوطني الحر» على الحوار
لا يزال حزب الله يلعب لعبة التهدئة على المستوى الحكومي لمنع الانفجار. وعلى رغم أن إمكانية الصلح بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل محدودة، فإن حزب الله يحض الطرفين للعودة إلى الحوار، فهو يعتبر أن الحوار يريح الحزب في المستقبل المنظور، «فلا يوجد طمأنينة لهدوء واستقرار إن لم يستعد التياران الحوار».
وفيما أكّد رئيس الحكومة تمام سلام عدم السماح بالتعطيل والتراجع في مجلس الوزراء، داعياً إلى إبعاد الخلافات عن المجلس. كما دعا سلام، خلال لقائه وفوداً شعبية في دارته في بيروت، إلى الحوار متمنياً نجاحه، كان لافتاً الموقف الذي أطلقه حزب الله على لسان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد والنائب نواف الموسوي، وتأكيده مجدداً وقوفه إلى جانب التيار الوطني واعتبار ما يطلبه التيار مطلباً عادلاً ووجيهاً يشبه ما نطلبه نحن في حركة أمل وحزب الله، أو ما يطلبه النائب وليد جنبلاط وتيار المستقبل، فهو لا يطلب أكثر مما ينبغي أن يكون له. وشدد على انه «لا يريد أن يسجل في تاريخ الرئيس تمام سلام أنه عمل على إقصاء مكوّن من المكونات السياسية اللبنانية، لأنه هو الذي حرص على التوافق منذ ترأسه للحكومة، ولهذا فإن ما ننتظره منه هو أن يواصل سياسته التوافقية، بحيث لا يعقد جلسة وأحد المكونات يشعر بالتهميش والإلغاء».
لغة الحريري تتبدّل
في سياق متصل، بدت لغة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري أمس عبر الشاشة من مقرّ إقامته في جدة، خلال حفل الإفطار المركزي الذي أقامه «تيار المستقبل» في مجمع «بيال» في بيروت، مختلفة تماماً عن اللغة التصعيدية التي انتهجها على مدى خمس سنوات. وأكدت مصادر مطلعة لـ«البناء» أن تغيير الحريري في لهجته يعود إلى إدراكه أنّ الاتفاق النووي انتهى، وأنّ المنطقة مقبلة على عهد جديد»، مشيرة إلى «أنّ كلامه عن الرهان على متغيّرات في سورية لن يصنع رئيساً للجمهورية وانتظار نتائجِ المفاوضات النووية لن يصنع رئيساً»، لا يتعدّى الكلام الذي يحاكي فيه جمهوره».
ولفتت المصادر إلى «أنّ الحريري فتح فرصاً للعودة مجدداً إلى الحوار مع التيار الوطني الحر، بحديثه عن أنّ تيار المستقبل لم يغلق الباب على أيّ مخرج ويحاول أن يكون التوافق الوطني القاعدة التي يتحقق من خلالها الوصول إلى رئيس».
وتوقفت المصادر عند حديث رئيس تيار المستقبل عن سجن رومية، وتأكيده «انه من غير المقبول أن يتحوّل الخطأ إلى حملة على وزير الداخلية نهاد المشنوق وشعبة المعلومات»، مشيرة إلى أنّ الحريري أظهر دعماً غير مسبوق للمشنوق على حساب وزير العدل أشرف ريفي، وأنّ ما قاله الحريري يؤكد ما سرّب أنّ الحريري طلب من ريفي الاعتذار عن الحملة التي شنها والإسلاميون ضدّ المشنوق».
وكان الحريري أبدى أيضاً تأييده لما فعله رئيس الحكومة تمام سلام بحماية الركن الشرعي الأخير من الشلل، وقال: «لسنا في وارد أي مواجهة على أساس طائفي». ولفت إلى «أن هناك رأياً غالباً في الحكومة ورأياً راجحاً من رئيس مجلس النواب نبيه بري أنّه في ظل الخلاف لا حديث عن قيادة الجيش إلا في أيلول».
عون يوضح كلامه عن الفيدرالية
إلى ذلك واصل رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون استقبال الوفود الشعبية من مختلف المناطق اللبنانية دعماً لما يقوم به دفاعاً عن حقوق المسيحيين وصلاحيات رئيس الجمهورية، ورأى عون أن مجلس النواب الحالي ليس صالحاً لانتخاب رئيس للجمهورية إلا من خلال تسوية وطنية.
وأوضح عون «أن كلامه عن الفيدرالية جاء في سياق حديثه عن اللامركزية الموسعة». وقال: «الفيدرالية هي حل من الحلول ولكنها بحاجة إلى وفاق وطني… لم نطالب بالفيدرالية وعندما نصبح مغلوبين سنطالب بها».
وأكدت مصادر التيار الوطني الحر لـ«البناء» «أن لا جدول أعمال سيوضع للجلسة المقبلة لمجلس الوزراء بعد عيد الفطر، بل سنذهب لبحث آلية عمل الحكومة التي تم خرقها، وللتأكيد على احترام الدستور وصلاحيات رئيس الجمهورية»، مشيرة إلى «أن العماد عون لن يتنازل عن مطالبه التي هي حقوق للمسيحيين، يجب أن يحصل عليها، كما تحصل المكونات الأخرى في لبنان على حقوقها، فنحن لا نريد إلا تطبيق مبدأ العيش المشترك الوارد في الدستور».
احتمال التدخل الروسي لإسقاط الطائرة
في سياق آخر، يواصل العدو «الإسرائيلي» انتهاكاته البرية والجوية والبحرية للبنان. فسقطت في شكل مفاجئ عند الشاطئ البحري القريب من مرفأ طرابلس طائرة «إسرائيلية» من دون طيار تحمل صاروخاً يصل وزنه إلى 35 كلغ من المواد الشديدة، كانت على ما يبدو تقوم بطلعات استطلاعية فوق المراكز العسكرية التابعة للجيش اللبناني الممتدة من قاعدة حامات العسكرية وصولاً حتى مطار القليعات العسكري. وأكدت مصادر عسكرية «أن الطائرة المعادية مصممة للعمليات التكتيكية طويلة المدى ضمن وحدات الاستطلاع للقيام بعمليات اغتيال. وسبق أن استخدمها العدو خلال عدوانه على لبنان عام 2006»، لكنها لفتت لـ«البناء» إلى «أن سقوطها يعود إما إلى عطل تقني في الطائرة، وإما إلى تشويش إلكتروني بمؤثر خارجي قطع اتصالات الطائرة مع الجهة التي أطلقتها». واستبعدت المصادر العطل التقني، «خصوصاً أن طائرة إسرائيلية من الصف الأول من الطائرات الإسرائيلية وذات التقنيات العالقة في هذا المجال كانت سقطت قبل شهر في البقاع». وشددت المصادر على «أرجحية المؤثر الخارجي، فالميدان الذي سقطت فيه الطائرة قريب من الحدود الشمالية الغربية مع سورية، والطائرة كانت تقصد الذهاب إلى طرطوس، حيث القاعدة الروسية، ما يعني احتمال التدخل الروسي لإسقاطها»."
اللواء
الحريري: لسنا في مواجهة طائفية مع أحد ونحن الإعتدال في لبنان
وفود شعبية في المصيطبة وسلام على موقفه من منع تعطيل الحكومة.. وعون يفتح النار على قهوجي
وكتبت صحيفة "اللواء" تقول "من السراي إلى «البيال»، أو بالعكس، ارتفع بقوة، أمس، صوت الاعتدال والتمسك بالشراكة الوطنية، واعتماد نهج الحوار سبيلاً وحيداً لمعالجة المشكلات والخلافات، بعيداً عن التفرّد والاستئثار، أو افتعال المشكلات الجانبية، ومحاولة فرض إرادة الأقلية على الأكثرية، أو البحث عن صيغ كالفيدرالية وغيرها، أو المؤتمر التأسيسي.
وبقدر ما كانت المواقف التي أطلقها الرئيس سعد الحريري من «البيال» والرئيس تمام سلام من المصيطبة، تؤكد على وحدة الدولة والعيش المشترك، كان النائب ميشال عون يسدّد السهام على قائد الجيش العماد جان قهوجي، مستغلاً ما حدث في شارع المصارف لمنع التمديد لقائد الجيش، وافتعال أزمة جديدة مع المؤسسة العسكرية ككل، وكان حزب الله على لسان رئيس المجلس التنفيذي فيه السيّد هاشم صفي الدين يرفع من وتيرة الحملة على 14 آذار وتيار «المستقبل»، للتصويب على المملكة العربية السعودية ملمحاً إلى «يمن جديد» في لبنان.
وفي غمرة هذه المواقف المتباعدة، وضع الرئيس الحريري النقاط على الحروف، وردّ بالأدلة القوية على ما أثير من اتهامات ومواقف، وما حصل من تطورات سياسية في مجلس الوزراء، وأمنية، سواء في سجن رومية، أو غيرها:
1- أكد الرئيس الحريري أن تيّار «المستقبل» لن ينجرّ إلى لعبة الآخرين في وضع «فيتو» على أحد، ولم يغلق الباب على أي طرح، مؤكداً على التوافق الوطني في موضوع رئاسة الجمهورية، معتبراً أن الرهان على متغيّرات في سوريا أو انتظار نتائج المفاوضات النووية لن تصنع الرئيس، مطالباً بالتوقف عن سياسة التعبئة، والهدوء «لنعطي أنفسنا فرصة لالتقاط الأنفاس وإيجاد المخارج».
2- وفي الموضوع السوري، لاحظ الرئيس الحريري أن تورّط حزب الله في الحرب السورية لن يحقق أهداف الحزب في حماية نظام بشار الأسد، على الرغم من «مئات الشباب اللبنانيين الذين تمّت التضحية بأرواحهم»، وقال: «سوريا تحترق أمام أعيننا، وهذا يعني أن الخطر يقف على أبوابنا»، مؤكداً أن «الذهاب إلى الحرب السورية لن يحمي لبنان»، داعياً إلى حصر أضرار النيران التي تحيط بنا بسدّ إسمه الإجماع الوطني أو الوحدة الوطنية، واصفاً دعوة السيّد حسن نصر الله لتحييد لبنان «بزلّة لسان»، وردّ عليه بأن طريق فلسطين لا تمر بالزبداني ولا بدمشق، مؤكداً أن «عاصفة الحزم» ما زالت شوكة في حلق المشروع الإيراني للهيمنة على المنطقة، وشدّد على أن الجيش اللبناني يقوم بدوره، مشيراً الى أن عرسال وطرابلس وعكار وصيدا هي البيئة الحاضنة للدولة وأجهزتها.
3- أما في ما خصّ إتفاق الطائف، فاعتبر الرئيس الحريري أن هذا الاتفاق يظلم، لكن ظلمه الأكبر عندما نتحدث عن حصرية السلاح، واصفاً الكلام عن الفيدرالية بأنه ينطلق من التطورات العسكرية في المنطقة والأحزمة الطائفية التي يجري العمل عليها في سوريا والعراق، داعياً إلى التضامن لإعادة الاعتبار للمؤسسات الدستورية وحماية الفكرة التي قامت عليها دولة لبنان، مؤيداً خطوات الرئيس تمام سلام لحماية السلطة التنفيذية من الوقوع في الشلل والفراغ، مشيراً إلى ضرورة التكامل مع جهود الرئيس نبيه برّي لتفعيل العمل التشريعي في نطاق التفاهم السياسي على الأولويات. وصارح اللبنانيين بالقول أن «هناك محاولة لتحويل موضوع الحوار السياسي إلى متاريس طائفية»، مؤكداً «أننا في تيّار المستقبل لسنا في وارد أي مواجهة مع أحد على أساس طائفي»، متهماً حزب الله بالمتخصص بالتفرّد والتهميش.
4- أما في ما خصّ تيّار «المستقبل ودوره»، فأكد أن التيار هو قوة الاعتدال التي تستعصي على الإلغاء وهو «أمانة رفيق الحريري في الحياة الوطنية اللبنانية»، مؤكداً «أنهم فشلوا في استدراجنا إلى هذه اللعبة، وأدركوا متأخرين أن الميليشيا ليست ملعبنا، مشيراً إلى أن ما حصل من اعتداء على المساجين في سجن رومية خطأ كبير وفادح ويجب أن يحاسب من ارتكبه، لا أن يتحوّل إلى حملة على وزير الداخلية وشعبة المعلومات وقوى الأمن.
وإذ أكد الرئيس الحريري أن غالبية اللبنانيين من كل المناطق والطوائف تريد سماع صوت العقل، أكد بشكل واضح بأننا «لن ننجرّ إلى مزايدات والتصعيد والتطرّف، لأنها وصمة لضرب السلم الأهلي»، مخاطباً جمهور الرئيس رفيق الحريري بأنهم «قوة الإعتدال التي لا تنكسر»، داعياً إلى التمسك بنهجه.
تفاهمات على سلّة
واعتبرت مصادر سياسية ان الرئيس الحريري أبقى أبواب المعالجات قائمة، سواء عبر الاتصالات أو الحوار، وأن لغة التهدئة التي اعتمدها وأشارت إليها «اللواء» في عدد السبت، تساهم في تبريد الأجواء والبحث بعيداً عن التوتر عن مخارج للأزمات القائمة، من دون التمسك بأحادية الطرح أو تنفيذ اجندات خارجية لا تخدم لبنان في هذه المرحلة.
ووصف مصدر نيابي في قوى 8 آذار مواقف الرئيس الحريري بأنها تفتح الباب أيضاً امام التفاهم على سلّة متكاملة من المسائل الوطنية، بدءاً من فتح دورة استثنائية لمجلس النواب، وصولاً إلى ادراج القوانين الملحة والتي تطالب بها بعض الأطراف كقانون الانتخاب على جدول الأعمال، على ان يتركز الجهد على منع تعطيل الحكومة، وصولاً إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية في فترة لا تتعدّى العقد التشريعي العادي لمجلس النواب، مع الإشارة وفقاً للمصدر نفسه، إلى ان محطة Otv، تولت النقل المباشر لكلمة الرئيس الحريري في افطار «البيال».
سلام
في هذا الوقت، استمر توافد الوفود السياسية والشعبية والاجتماعية من بيروت والمناطق إلى المصيطبة لتأكيد تضامنها مع الرئيس تمام سلام وتأييدها لمواقفه، فيما أكّد أمام هذه الوفود استمراره في تحمل مسؤولياته بالنيابة عن كل الوطن والاستمرار في المهمة الصعبة التي أوكلت إليه، مشدداً على انه قرّر عدم التراجع أو السماح بالتعطيل.
وتوجه الرئيس سلام، أمام وفد مقاصدي كبير، إلى القيادات السياسية داعياً إياها إلى وضع الخلافات السياسية خارج مجلس الوزراء لكي يعمل، قائلاً: «كفى صراعات في البلد»، مكرراً دعوته إلى الحوار، آملاً ان ينجح الحوار القائم بين قوى سياسية عديدة، محييا المؤسسات الأمنية وفي مقدمتها الجيش وقوى الأمن الداخلي، وابعادها عن السياسة والتسييس لتقوم بواجبها بنجاح.
وتطرق الرئيس سلام في كلمته إلى موضوع انتخابات رئاسة الجمهورية، مؤكداً حرصه في الدرجة الأولى في هذه المرحلة على رئاسة الجمهورية آملاً في ان ننتخب رئيساً في أول فرصة متاحة، مؤكداًً ان البلد لا يستقيم إلاَّ برئيس الجمهورية الذي هو رئيس البلد، وهو عزتنا وكرامتنا فدعونا نتجه إلى هذا الاتجاه ونسهل الأمور، لافتاً إلى ان بيننا رجالاً اكفاء لتحمل المسؤولية، ولسنا عاجزين أو قاصرين أو محصورين، داعياً الى انتخاب رئيس يرفع رأسنا ويعز بلدنا بقيادته. وقال: «نحن بحاجة لقائد في الموقع المناسب يمثل كل اللبنانيين، ولا نريد رئيساً يمثل فئة واحدة من اللبنانيين، بل كل اللبنانيين».
لا مخارج
وتزامناً مع كلام الرئيس سلام الذي حمل أكثر من رسالة للمعنيين واشارة، قال وزراء لـ «اللواء» انهم لم يتبلغوا حتى الآن بأي مخرج يتصل بمقاربة العمل الحكومي والمطروحة للبحث في أوّل جلسة لمجلس الوزراء تعقد بعد عيد الفطر السعيد، وذهب أحد الوزراء إلى وصف ما تردّد عن مخرج يقضي بتجزئة جدول الأعمال بـ«البدعة»، معتبراً أنه «إختراع» لآلية جديدة تخرق الدستور، مؤكداً أن القبول بتسويات خارج سقف الدستور مستبعد.
وقال وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم لـ«اللواء» أن أي طريقة جديدة في التعاطي داخل مجلس الوزراء لن تؤدي إلى حلول بل ستكرس واقع استمرار الشغور وعدم إمكانية انتخاب رئيس للبلاد.
وسأل: «لماذا علينا أن نعقّد الأمور بجدولين لمجلس الوزراء، ومن هو الذي يُقرّر ما هو البند الخلافي ومن هو غيره؟»، مذكراً بموقف حزب الكتائب واللقاء التشاوري الذي يؤيد التوافق داخل الحكومة، وترك البنود الخلافية جانباً.
إلى ذلك، لفتت مصادر وزارية إلى أنه بعد مرور أسبوعين سيدخل مجلس الوزراء في بحث تعيين رئيس هيئة الأركان في الجيش اللبناني خلفاً للواء وليد سلمان، مرجحة أن يفتح ذلك الباب أمام تعيينات شاملة، وأن يشكل باباً للحل، مشيرة إلى أن ذلك متروك للمشاورات قبيل الجلسة الحكومية التي ستناقش هذا التعيين، بالإضافة إلى ملف النفايات باعتباره أول استحقاق عاجل سيواجه الحكومة، والذي يصادف عيد الفطر في 17 تموز الحالي، وهو الموعد المحدد لإقفال مطمر الناعمة، من دون أن تتوافر لدى المعنيين أية حلول بديلة بعد."
الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها