ضرب زلزال عنيف بقوة سبع درجات فاصل اثنان (7.2) محافظة فان شرق تركيا وأدى إلى سقوط مئات القتلى وأكثر من ألف جريح إضافة الى انهيار عشرات المباني السكنية. والزلزال هو الأعنف الذي تشهده تركيا منذ سنوات.
حسين سمور
ضرب زلزال عنيف بقوة سبع درجات فاصل اثنان (7.2) محافظة فان شرق تركيا وأدى إلى سقوط مئات القتلى وأكثر من ألف جريح إضافة الى انهيار عشرات المباني السكنية. والزلزال هو الأعنف الذي تشهده تركيا منذ سنوات. وواصل رجال الانقاذ الاثنين اعمال البحث عن ناجين محتملين من الزلزال. فيما يخشى ان يكون الكثيرون لا يزالون عالقين تحت انقاض منازلهم المدمرة.
وارسلت لجنة الهلال الاحمر الايرانية فرق انقاذ وعربات اسعاف ومستشفى ميدانيا الى تركيا للمساعدة في عمليات الانقاذ التي تجري في المناطق التركية التي ضربها الزلزال. ونقلت كالة الانباء الايرنية الرسمية (ارنا) عن محمود مظفر رئيس لجنة الهلال الاحمر قوله ان "المسؤولين الاتراك حددوا منطقة في محافظة فان ليعمل فيها الفريق الايراني للانقاذ ويقدم المساعدة الطبية للجرحى.
كما أرسلت ايران 20 عامل انقاذ و20 عربة اسعاف ومستشفى ميدانيا وامدادات غذائية و50 خيمة للايواء الطارئ في المنطقة التي ضربها الزلزال في تركيا والواقعة قرب الحدود الايرانية. حسب مظفر. واجرى وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي مكالمة هاتفية مع نظيره التركي احمد داود اوغلو ليعرب عن تعازيه بخسارة الارواح في الكارثة.
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اعلن في وقت سابق للصحافيين بعد تفقده المنطقة المنكوبة ان 93 شخصا قتلوا في محافظة فان التي تقطنها غالبية من الاكراد فيما قضى 45 شخصا اخرون على الاقل في محافظة ارجيس. وفي مدينة فان نفسها شعر السكان البالغ عددهم 380 الفا بالزلزال ما اثار "هلعا كبيرا" بحسب رئيس بلدية المدينة بكر كايا الذي اوضح ان شبكات الهاتف تضرت بقوة جراء الزلزال.
وتعرضت مدينة ارجيس نفسها الواقعة على ضفاف بحيرة لاضرار جسيمة اذ انهار 55 مبنى سكنيا ما يثير مخاوف من ارتفاع حصيلة الضحايا. وقال حسين شيليك نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم لقناة ان تي في الخاصة ان غالبية الضحايا قضوا في مدينة ارجيس التي كانت الاكثر تضررا جراء الزلزال. وغادر العديد من السكان المدينة التي قطعت عنها التغذية بالتيار الكهربائي. وبقي الناس في الشوارع خوفا من هزات ارتدادية بانتظار الخيم التي وعدت بها السلطات. في جو من البرد بحيث بلغت الحرارة 3 درجات مئوية.
ووعد اردوغان بان "الجهود ستتواصل طوال الليل" لاغاثة المنكوبين. وتم ارسال نحو 1300 مسعف من 38 مدينة في البلاد و145 سيارة اسعاف وستة الوية من الجيش وست مروحيات اضافة الى طائرة شحن سي-130 الى المكان. ووضع الهلال الاحمر في حال تعبئة وارسل خيما ومتطوعين الى المنطقة المنكوبة. وافادت وسائل اعلامية ان اكثر من 200 معتقل هربوا من السجن الاقليمي في فان مستفيدين من الزلزال. الا ان 50 منهم عادوا الى السجن بعد زيارتهم لعائلاتهم.
وقال مصطفى ارديك رئيس معهد كنديلي للزلازل في اسطنبول "انه زلزال قوي ما بين 500 والف شخص قد يكونوا فارقوا الحياة. الا ان هذا مجرد تقدير". وحذر علماء الزلازل من انه من المرجح ان يلحق زلزال بهذه القوة اضرارا اكبر في تركيا بسبب عدم تجهيز المنازل المبنية في تركيا لمواجهة خطر الزلازل. وعرضت دول عدة مساعدتها من بينها الولايات المتحدة والكيان الاسرائيلي التي تمر علاقاتها الدبلوماسية مع انقرة بازمة.
يذكر ان تركيا معرضة للزلازل اذ تقع فوق منطقة زلزالية نشطة. وفي العام 1999 اسفر زلزالان قويان ضربا المناطق الصناعية المكتظة بالسكان في شمال غرب تركيا عن سقوط نحو 20 الف قتيل. كما تسبب زلزال قوي في مدينة جالديران في اقليم فان بمقتل 3840 شخصا العام 1976.