أقام مكتب الخدمات الاجتماعيَّة في مؤسَّسة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله، حفل إفطار في مطعم لارك في الغازية، بحضور حشد من الفاعليات الدينية والبلدية والاجتماعية والثقافية ومخاتير المنطقة.
أقام مكتب الخدمات الاجتماعيَّة في مؤسَّسة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله، حفل إفطار في مطعم لارك في الغازية، بحضور حشد من الفاعليات الدينية والبلدية والاجتماعية والثقافية ومخاتير المنطقة.
بعد كلمة لمدير المكتب في الغازية، الحاج حسين حسون، ألقى سماحة العلامة السيد علي فضل الله كلمة قال فيها: "من السّعادة والاعتزاز اللقاء بإخوان أعزاء نتشارك معهم العمل والمسؤولية في خدمة الناس جميعاً، ونثمّن حرصهم الدائم وجهوزيتهم لتقديم المزيد من العطاء والمبادرات تجاه الفئات المحرومة من المجتمع".
ولفت سماحته إلى أنَّ هدف هذه اللقاءات والإفطارات هو السعي للنهوض بواقع مجتمعنا وبإنسانه، والعمل على التخفيف من الآلام والمعاناة والصعوبات التي يعانيها. وتابع: "سنتابع هذه المسيرة الإنسانية معاً، لأننا تعودنا في هذا البلد أن نقلع أشواكنا بأظافرنا. على الرغم من أننا لن نكون بديلاً عن مؤسسات الدولة، وسنبقى نراهن على بناء دولة تقوم بمسؤوليّاتها على المستوى الأمنيّ والاجتماعيّ والصّحّي وكلّ عناوين الإنسان؛ دولة الإنسان لا دولة تجمع الطّوائف والمذاهب على الطّريقة العشائريّة".
ورأى سماحته أنه من واجبنا في شهر الرحمة والغفران أن نشعر بإنساننا كلّ إنساننا، بعيداً عن طائفته أو مذهبه، وأن نعيش الانفتاح والتواصل مع الآخر، وأن نسعى لكي نحطم كل حواجز الأنانية والانغلاق التي نعيشها.
وأكَّد ضرورة أن نكون حريصين على سلامة واقعنا ومجتمعنا وأمنهما، وأن نبتعد عن كلّ ما يثير الخلاف والانقسام والعصبيات، وأن نعمل على تعزيز روح الوحدة في ظل هذا التنوع والتباين في وجهات النظر حول الكثير من القضايا.
وحذر سماحته من الذين يعملون عمل الوسواس الخناس، من أجل بث التفرقة وإشاعة الخلافات والاصطياد في الماء العكر، حتى إننا أصبحنا نخاف من التنوع الذي حولناه من نعمة إلى نقمة.
وأضاف: "مشكلتنا في لبنان أننا نعيش الانغلاق والحسابات الخاصَّة والذاتيَّة، ونضع مصلحة الطائفة أو المذهب أو هذا الموقع السياسي في أولوياتنا، حتى لو أدى ذلك إلى أن يحترق البلد ويسقط، وبدلاً من أن يكون شعارنا: "لأسلمنَّ ما سلم الوطن"، يكون الشعار: "أنا أو لا أحد"".
وقال: "نحن لا ننفي وجود غبن أو هواجس لدى هذا الفريق أو ذاك، ولكننا نشدّد دائماً على حسن اختيار الأسلوب الأفضل؛ أسلوب الحكمة والانفتاح والتواصل لتحقيق الأهداف، لأننا محكومون بالشراكة في ظل هذا التنوع".
وأشار سماحته إلى ضرورة الخروج من الخطاب الانفعالي والموتر، في ظلّ الحرائق المشتعلة من حولنا. وتابع: "يكفي إنسان هذا البلد ما يعانيه على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، ولن نستطيع أن نواجه الفتنة والمنطق الدموي الزاحف إلينا بواقع سياسي مترهّل وغير متضامن، أو بطروحات الانغلاق، أو الفيدرالية، وغيرها من الطروحات التي تعمّق حالة الانقسام التي جربناها سابقاً، ورأينا تداعياتها على الوطن، وهي لن تكون أبداً حلاً لأحد، بل هي مشاريع حرب وفتن وتزيد من مشاكل الوطن بدلاً من أن تحلّها".
وختم قائلاً: "ستبقى رسالتنا رسالة عطاء وخير ومحبَّة لكلِّ الناس، وهي رسالة الأديان السَّماويَّة، وسنبقى نعمل على تعزيز التواصل ومدّ جسور الوحدة الوطنيَّة والإسلاميّة بين كلّ مكوّنات المجتمع اللبناني ومواقعه المتعدّدة".