تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 14-07-2015 مواضع عدة كان أبرزها المفاوضات النووية التي تجري في فيينا بين إيران والدول الست الكبرى والتي يبدو أنها وصلت مرحلة الإعلان عن اتفاق..
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 14-07-2015 في بيروت مواضع عدة كان أبرزها المفاوضات النووية التي تجري في فيينا بين إيران والدول الست الكبرى والتي يبدو أنها وصلت مرحلة الإعلان عن اتفاق..
السفير
تسوية تاريخية تطيح «شياطين التفاصيل» الأخيرة
فجر إيراني في فيينا: دولة عتبة نووية
وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "إشكاليات لوجستية حالت دون إصدار الاتفاق في فيينا، أمس، بين إيران ومجموعة «5+1»، وحالت دون نزول سكان طهران إلى الشوارع للاحتفال بالتوصل إلى اتفاق، وإنهاء سنوات الحصار الاقتصادي الطويلة، وإبقاء الإدارات المحلية بدعوة من وزير الداخلية الإيراني على الاستعداد لتظاهرات الفرح في الشوارع فور إعلان الاتفاق. الاتفاق الذي تمدد ليبلغ مئة صفحة، يخضع لإعادة قراءة وتدقيق في صياغته من قبل جميع الأطراف. الإيرانيون رفضوا في مقدمة الاتفاق إشارة تصف البرنامج النووي الإيراني ما قبل الاتفاق، بـ «الأنشطة غير الشرعية»، أفخاخ لغوية كثيرة كان ينبغي تمحيصها طيلة ليل أمس الأول، ونهار أمس، قبل الموافقة على كل عبارة، تختبئ خلفها معان مزدوجة، أو عدم تطابق في الترجمات الفارسية والإنكليزية.
البحث دار في اللحظات الأخيرة، بعد الموافقة على تزامن رفع العقوبات مع إعلان الاتفاق، على آلية تحرير الأرصدة الإيرانية، وعشرات مليارات الدولارات في المصارف الغربية. الإيرانيون طالبوا بآلية قانونية مرنة لتقصير المهل، فإبلاغ المصارف بالاتفاق لا يجعل من تحرير الأرصدة المجمدة مسألة تلقائية. المفاوضات استؤنفت حتى في قضايا اعتبرت خلال الأيام الأخيرة منتهية، لا سيما عندما بدأ الخبراء يطرحون تفاصيل عملية إجراء تعديلات على قلب مفاعل «آراك» لإنتاج البلوتونيوم. الصينيون سيشرفون على العملية، مع إجراء تعديلات على تصميم الموقع نفسه، ولكن لا تزال التفاصيل العملية غير مكتملة، حتى أن مساعدة وزير الخارجية الأميركية ويندي شيرمان قالت إن أكثر من مئة عنوان فرعي وتفصيلي لا تزال غير مكتملة وتحتاج إلى توسيع في هذه القضية.
وخلال الاستعراض العام لنقاط الاتفاق طالب الإيرانيون بنقاط تحديد أدق لحقهم باستيراد تكنولوجيا نووية، تسمح لهم بها اتفاقية التعاون مع وكالة الطاقة الدولية، وفق معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية التي وقعوا عليها. اعترض الغربيون على نوعية المعدات التي تحدث عنها الإيرانيون، واعتبروها أنها تدخل في مجال الاستخدام المزدوج العسكري والمدني، والتي لن يُسمح للإيرانيين باستيرادها. ودار النقاش حول آلية عمل اللجنة الدولية المشتركة التي ستتألف من ممثلين عن الدول الست (الخمسة الأعضاء في مجلس الأمن + ألمانيا)، وإذا ما كانت القرارات الصادرة عنها ستكون صالحة إذا ما صدرت بالإجماع أو بالأكثرية. وكان الاتفاق على تشكيلها قد أحلها محل اقتراح فرنسي، بإعادة فرض العقوبات تلقائياً على إيران، بمجرد انتهاكها لالتزاماتها، بناءً على أي تقرير من مفتشي وكالة الطاقة الدولية، ومن دون المرور مجدداً بمجلس الأمن الدولي، حيث من الممكن أن ينتظرها «فيتو» روسي أو صيني.
وبينما كان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف يعلن «أن الاتفاق سيكون انتصاراً للجميع»، مشيراً إلى أن «لا شيء سيعلن اليوم (أمس) حول الاتفاق النووي، لكن غداً قد يكون ذلك ممكناً»، عاد البيت الأبيض وناطقه جوش ايرنست إلى القول إن المفاوضين في فيينا أحرزوا «تقدماً حقيقياً» في المحادثات المتواصلة حول برنامج إيران النووي، ولكن اذا لم يتم التوصل إلى اتفاق اليوم فإن الاتفاق المؤقت سيظل سارياً. وكان لافتاً الاعلان متأخراً عن سماح الولايات المتحدة لفريق رعاية المصالح الإيرانية في واشنطن بالانتقال من مبنى السفارة الباكستانية إلى مقر مستقل محاذ لوزارة الخارجية الاميركية. وكان وزير الخارجية الصيني وانغ لي ينشر تفاؤلاً مبرراً بأنه «لا يمكن لأي اتفاق أن يكون كاملاً»، مضيفاً «أن الظروف باتت مؤاتية للتوصل إلى اتفاق جيد، ولا داعي لمهل جديدة».
حتى اللحظة الأخيرة في فيينا من المفاوضات مع الأميركيين، أمسك الإيرانيون بناصية التفاوض إلى أن دقت ساعة الاتفاق. ذلك أن خيار تحديد ساعة الاتفاق بقي إيرانياً ليس في فيينا فحسب، وإنما خلال عقد كامل من الجولات التفاوضية. لم تكن فيينا بالنسبة إلى الإيرانيين والأميركيين على السواء لحظة انتصار العقوبات الاقتصادية وتراجع الإيرانيين عن برنامجهم، ولا انكفاء الأميركيين عن احتواء إيران كلياً، والانصياع لطموحاتها النووية والإقليمية. الأرجح أن الإيرانيين اعتبروا أن برنامجهم قد استكمل قاعدته البشرية والعلمية والتكنولوجية والبنيوية، قبل أن يقرروا أن اللحظة قد حانت لإبرام التسوية عليه، ويرسلوا أبرع تقنييهم وديبلوماسييهم إلى فيينا، لطي صفحة العقوبات. كما استكملوا في العقد الفائت تجميع أوراقهم الإقليمية في العراق وفي سوريا وفي لبنان وأخيراً في اليمن، وهي جميعها أوراق تزن في التسويات الإقليمية وفي قاعدة الاتفاق.
وبالرغم من أن التنازلات التي قدمت قد تكون مؤلمة، ولكن العناصر المكونة لبرنامج نووي متطور قادر على تأمين قاعدة صناعية وطاقية صلبة واستقلال اقتصادي، ودور إقليمي أفضل، هي كلها عناصر تم الحفاظ عليها في الاتفاق الذي جعل إيران رسمياً دولة عتبة نووية، قادرة ضمنياً على إنتاج السلاح النووي، لكنها لن تخطو نحو إنتاجه، كدول كثيرة تعمل في نادي العتبة النووية كاليابان والأرجنتين وكوريا الجنوبية وكندا وأستراليا. كما أن التجميد الذي يلحق بأكثر أقسام البرنامج تقدماً خصوصاً إنتاج البلوتونيوم بالمياه الثقيلة، وتحريم بناء منشآت جديدة، ووقف منشأة «فوردو» عن العمل، ولجم تطوير البحث في طاردات مركزية جديدة، واقتصار البرنامج والتخصيب على نماذج قديمة، هي كلها أثمان لا بد من دفعها، غير أن عشرة أعوام أو خمسة عشر عاماً من تجميد جزئي للبرنامج، لا تحسب في حياة الأمم، ولا تزن فيها.
عبر البرنامج النووي بـ «الأمة « الإيرانية، من نظام الشاه الذي أطلقه مطلع السبعينيات، وأعد كوادره، ومنهم عباس عراقجي، وعلي أكبر صالحي وغيرهما، واستقدم مفاعله التجريبي الأول الأميركي من طراز «وستنكهاوس»، حتى الجمهورية الإسلامية، من دون أن يرتدي البرنامج طابعاً أيديولوجياً، لا امبراطورياً فارسياً محضاً، ولا شيعياً إسلامياً خالصاً.
وينبغي انتظار الاتفاق بأكمله لكي تبدأ صياغة صورة متكاملة حول ما ينتظر الإقليم والتسويات، من دون أن تختلط الوقائع بالتكهنات والاستنتاجات حول المزايا الإستراتيجية التي حصلت عليها إيران، والتي ستغير في ميزان القوى. لكن الاتفاق في حده الأدنى، يفتح هدنة طويلة مع الولايات المتحدة في بعض الملفات في العراق أولاً حيث تتواجد تقاطعات مسبقة حول «داعش»، وبدرجة أقل في اليمن وفي سوريا، حيث لا تلوح أي إمكانية للتعاون حتى الآن. وكأي اتفاق سيتعرض اتفاق فيينا لهزات لا تخلو منها عملية تطبيق الاتفاق وأزمات محتملة حول ثغرات في تطبيقه، أو في جولات التفتيش التي قد تحاول إسرائيل والسعودية استغلالها، لأنه لا يوجد في النهاية اتفاق كامل قابل للتطبيق بحذافيره.
النهار
الاتفاق النووي ينتظر مراجعة أخيرة للمسوّدة
وتسوية لحظر الأسلحة المفروض على إيران
وتناولت صحيفة النهار المباحثات النووية الإيرانية في فيينا وكتبت تقول "بات الاتفاق بين ايران ومجموعة دول 5+1 للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا ناجزا وجاهزا لاعلانه في أي لحظة في مقر الامم المتحدة بفيينا. وولوج الخطوة الأخيرة هذه بات برسم بعض التشذيب الأخير لمسودة الصفحات الـ100، كاستبدال كلمة من هنا أو تعديل صيغة من هناك، أو اعادة قراءة النص باللغتين الانكليزية والفارسية والمقارنة بين النصين منعا للفهم المبهم للبنود والعبارات، وفريقا الخبراء والتقنيين يعيدان الكرة مرات ومرات منذ 48 ساعة للتأكد من عدم وجود ثغرات.
هذا ما يحصل داخل أروقة قصر كوبورغ وسط فيينا، أما خارجه، فان تصريحات المفاوضين والمسؤولين لا تزال حتى الآن تتسم بالكثير من الحذر في الإعلان الصريح لبلوغ الأمتار الأخيرة. وفيما أعلن وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف عدم وجود نية لأي تمديد وان في الامكان مواصلة المحادثات "ما لزم الأمر"، حذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري من أنه لا تزال ثمة "قضايا كبرى في حاجة الى حل".
وصرح الناطق باسم البيت الأبيض جوش ارنست بأن المفاوضين في فيينا أحرزوا "تقدما حقيقيا" في المحادثات المتواصلة في شأن البرنامج إلايراني النووي. ولكن اذا لم يتم التوصل إلى اتفاق الاثنين (أمس) فإن الاتفاق الموقت سيظل ساريا. وأضاف أن فريق التفاوض الأميركي سيظل في فيينا ما دامت المحادثات مفيدة، موضحاً أن قائمة الخلافات تضاءلت لكن بعض النقاط الصعبة لا تزال من دون حل.
وصرح كبير المفاوضين الايرانيين عباس عراقجي بأنه لا تزال ثمة بعض المشاكل القائمة في طريق التوصل الى الاتفاق النووي النهائي، و"ما لم تحل هذه المشاكل لا يمكن القول اننا توصلنا الى الاتفاق".
وعلمت "النهار" أن التفاصيل التي يتوقف عندها الخبراء هي ذات طابع قانوني وتقني، وتتعلق اجمالاً بسبل وضع الاتفاق موضع التنفيذ، كآلية فك التجميد المفروض على الارصدة الايرانية وهي تقدر بنحو مئة مليار دولار وتوجيه التعليمات الى المؤسسات المالية والمصرفية التي تفرض الحظر والتجميد، وهي آلية معقدة وفي حاجة الى الكثير من الخطوات القانونية.
وفي المعلومات أيضاً، إن خلافا على الصياغة استأثر بالكثير من وقت الفرق التقنية في شأن العبارة التي سيتضمنها الاتفاق عن النشاطات النووية الايرانية السابقة، ذلك ان إيران ترفض مثلا استخدام عبارة يحاول الغرب تضمينها مسودة الاتفاق تصف النشاطات الايرانية السابقة بانها غير شرعية.
وأكدت أوساط متطابقة أن الجانبين الدولي والايراني توصلا الى حل وسط لعقدة الحظر المفروض على استيراد ايران الاسلحة الصاروخية من غير أن تتضح معالم هذه التسوية . وفي حين قالت أوساط غربية من فيينا لـ"النهار" أن الغربيين قدموا تعهدا غير مكتوب للجانب الايراني لرفع الحظر العسكري في غضون أشهر قليلة اذا سار تنفيذ الاتفاق بشكل سليم ومن دون عقبات، في مقابل عدم تضمين الاتفاق النهائي أي اشارة الى الغاء القرار الدولي لعام 2006 والذي فرض الحظر على الاسلحة. لكن الايرانيين رفضوا الاقتراح على اساس أن "لا ثقة الا بما هو مكتوب"، وعلى اساس "أن الدول الغربية تحاول من جديد الامساك بورقة ضغط على ايران"، استناداً الى الاوساط الايرانية.
وفي هذا الاطار، أورد موقع "بلومبرغ" أن الطرفين اتفقا على الغاء الحظر التسليحي تدريجاً، ومن المقرر اعلان هذا الامر مباشرة في قرار يصدر عن مجلس الامن بعد التواصل الى الاتفاق النووي النهائي. ونقلت وكالة "تاس" الروسية الرسمية عن مصادر روسية ان الفترة المحددة لالغاء الحظر التسليحي تراوح ما بين سنتين وثماني سنوات حينها أشارت الى أن الجانب الايراني وافق على فترة ستة اشهر حداً اقصى لإلغاء هذا الحظر.
ومن الخلافات الأخيرة ذات الطابع السياسي على طاولة وزراء المجموعة الدولية والوزير الايراني، تزامن رفع الحظر الاقتصادي عن ايران مع بدء عمل مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما تطالب طهران أو مع صدور التقرير الاول عن هؤلاء الخبراء، كما تقترح واشنطن وتتوقع أوساط متابعة للمفاوضات أن تجد هذه المعضلة طريقها الى الحل اليوم. ونقلت وكالة "الاسوشيتد برس" عن ديبلوماسيين ان من المحتمل التوصل الى الاتفاق النووي النهائي في وقت مبكر اليوم.
نتنياهو يعارض بالفارسي
وبعد فشل كل محاولاته للتأثير في مسار المفاوضات النووية الايرانية، ويقينه أن الاتفاق بات في متناول اليد، لجأ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى الرأي العام الايراني وباللغة الفارسية لإقناعه بأنه الخاسر نتيجة اتفاق نووي يقيد ولا ينهي البرنامج النووي الايراني لأنه "كلما شعر النظام بأنه قوي ولا يتأثر بالضغوط الخارجية زاد قمعه في الداخل". وكرر في تعليقات في حسابه الفارسي الجديد بموقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي أن مثل هذا الاتفاق "سيمهد الطريق لإيران للحصول على قنابل نووية ومليارات الدولارات من أجل الإرهاب" وإنه يجب عدم التعامل ديبلوماسيا مع القيادة الإيرانية بينما تنظم "مسيرات كراهية" ضد الولايات المتحدة في شوارع طهران.
اللواء
البيت الأبيض يُقرّ بـ«تقدّم فعلي» .. وروحاني يحمي «الإنجازات النووية»
جهود أخيرة في فيينا تسبق الإعلان عن الإتفاق
بدورها تناولت صحيفة اللواء المفاوضات النووية وكتبت تقول "كثّف وزراء خارجية الدول المشاركة في مفاوضات فيينا حول الملف النووي الايراني جهودهم، امس، للتوصل الى الاتفاق التاريخي الموعود، الا ان فرص التوصل اليه مساء امس بقيت املا بلا تحقق.
ومنذ يومين يؤكد المشاركون في هذه المفاوضات ان الاتفاق النهائي بات «في متناول اليد» او جاهزاً «بنسبة 98 ٪»، وان تجاوز العقبات الاخيرة لا يحتاج سوى لبعض «الارادة السياسية».
والتقى وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري نظيره الايراني محمد جواد ظريف في قصر كوبورغ في فيينا، كما يحصل يوميا تقريبا منذ بدء هذه الجولة الاخيرة من المفاوضات في السابع والعشرين من حزيران.
الا انها المرة الاولى منذ ايام عدة التي ينضم اليهما وزراء خارجية روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا واوروبا.
من جهته، اكد ظريف انه مستعد للمضي في التفاوض «طالما لزم الأمر».
وفي واشنطن، اعلن البيت الابيض أمس أن مفاوضات فيينا حققت «تقدما فعليا» مع استمرار وجود نقاط خلافية، ملمحا الى امكان استمرارها الى اليوم.
اما بكين فدعت الى الكف عن التردد.
وقال وزير الخارجية وانغ لي «لا يمكن لأي اتفاق ان يكون كاملا»، مضيفا «ان الظروف باتت مؤاتية للتوصل الى اتفاق جيد، ولا داعي لمهل جديدة».
وذكرت تقارير صحافية مدعمة بتصريحات مسؤولين ودبلوماسيين كبار أن القوى الكبرى وإيران يقتربان من توقيع اتفاق ينهي حالة ازمة الملف النووي الإيراني.
ويبدو إن الاستعدادات الخاصة بالإعلان عن توقيع الاتفاق تبدو في مراحلها الأخيرة.
ومن جهته، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن المحادثات لن تُمدّد إلى ما بعد انتهاء اجتماعات اليوم (أمس).
ومن بين نقاط الخلاف القائمة في الوقت الراهن إصرار إيران على رفع حظر على الأسلحة وحظر على برنامجها للصواريخ الباليستية يفرضهما مجلس الأمن الدولي عليها منذ 2006 بمجرد التوصل إلى اتفاق.
ومن المشاكل الأخرى في المحادثات مسألة دخول مفتشين لمواقع عسكرية في إيران وإجابة طهران عن أسئلة بشأن أنشطة سابقة ووتيرة تخفيف العقوبات.
وكشف رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي أن «بلاده قبلت ببعض القيود من دون أن تؤثر في سير برنامجها النووي السلمي».
وحسب صحيفة الديلي تلغراف فإن أسابيع طويلة من التفاوض يبدو أنها أثمرت مؤخرا باتفاق يحتمل أن يتم توقيعه الاثنين حسب التسريبات والتصريحات الصادرة عن القوى الدولية الكبرى المنخرطة في التفاوض مع إيران حول برنامجها النووي.
من جهة أخرى، أقر الرئیس الإيراني، حسن روحاني، قانوناً صوّت عليه مجلس الشورى، تحت عنوان «إلزام الحكومة بحفظ المنجزات النوویة»، والذي ينص على «منع تفتيش المواقع العسكرية الإيرانية ومقابلة العلماء النوويين»، كما يطالب بـ «إلغاء العقوبات الدولية ضد إيران دفعة واحدة».
ويلزم القانون الحكومة بإرجاع الاتفاق النووي المحتمل إلى مجلس الشورى (البرلمان)، كما یلزم وزیر الخارجیة الإيراني بأن یقدم كل 6 أشهر تقریراً عن مسار تنفیذ الاتفاق للبرلمان، على أن تقوم لجنة الأمن القومي والسیاسة الخارجیة فیما بعد بتقدیم تقریر عن حسن تنفیذ الاتفاق للنواب.
وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية، فقد أبلغ روحاني القانون لكل من وزارة الخارجیة ومنظمة الطاقة الذریة الإيرانية لتنفیذ القانون الذي تمت المصادقة عليه في جلسة مجلس الشوری في 23 یونیو الماضي، كما صادق علیه مجلس صیانة الدستور في 24 یونیو الماضي.
وفي هذا الاطار اعتبر وزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعالون مجددا ان هذا الاتفاق سيكون «سيئاً» وقد يطلق «سباق تسلح نوويا» في المنطقة. كما ان عددا كبيرا من اعضاء الكونغرس الأميركي يعارضون الاتفاق ما سيجعل موافقة السلطة التشريعية الأميركية عليه عملية صعبة.
البناء
التفاوض بين الـ7 الكبار يتقدّم والوقت لا يحكم مصير التفاهم
من الرمادي إلى الزبداني إنجازات للجيشين السوري والعراقي
وساطات تمهّد لتقارب عون وسلام حول آلية العمل الحكومي
صحيفة البناء كتبت تقول "لم يعد النقاش في مشهد التفاوض في فيينا ينتظر مصير التفاهم على الملف النووي الإيراني بعدما صار الإعلان عن العزم على مواصلة التفاوض حتى بلوغ الاتفاق موقفاً مشتركاً بين المتفاوضين، وعلى رغم الإيحاء بأنّ ثمة قضايا لا تزال عالقة، يتقدّم الإجماع على أن إنجازاً يتحقق كلّ يوم ويُضاف إلى ما تراكم من جهود شهور تفاوضية مضنية تخطت نسبة الـ99 في المئة من القضايا التي يُفترض أن يتضمّنها الاتفاق.
مهلة ثالثة لم تمدّد من دون أن تنتهي، فالمعلن هذه المرة أن لا مهلة، وأنّ المفاوضات ستستمرّ حتى التوقيع، والواضح أن نادي السبعة الكبار قيد الولادة، وأنّ ألمانيا التي نجحت بعد الصين بتعديل هيكلية أعضاء النادي الأربعة ستفسح المجال لإيران كعضو جديد وافد إلى مائدة النادي.
السبعة الكبار الذين يمثلون القرار في مجلس الأمن ويمثل إجماعهم قراراً لا يمكن إسقاطه، ويمثل انقسامهم فرص حروب لا تتوقف، سيتحوّلون من جبهتين متقابلتين إلى جبهة واحدة في وجه الإرهاب، وقيادة راعية للتفاهمات الإقليمية والدولية، حفاظاً على الاستقرار، بعدما حملت الحروب ما يكفي من الوقائع لرسم التوازنات التي ستحدّد قواعد اللعبة في العالم الجديد.
في خلفية المشهد تستمرّ المواجهات في سورية والعراق حيث الجيشان السوري والعراقي يحققان المزيد من الإنجازات في الميدان، ففي سورية من الزبداني إلى تدمر ودير الزور، يتقدّم الجيش نحو تحقيق المزيد من الانتصارات، وفي العراق يحقق الجيش مع الحشد الشعبي الخطوات الرئيسية في طريقه لحسم الرمادي واسترداد الأنبار من يد «داعش».
الجيشان السوري والعراقي يظهران كعنوانين متفق عليهما دولياً وإقليمياً للمرحلة المقبلة، لأنّ خطر الإرهاب لم يعد قابلاً للتجاهل وللتعايش، وتبدو المسألة أولاً وأخيراً بما يتخطى الغارات الجوية، إلى البحث عن القوة البرية القادرة على الإنجاز، ومقعد القوة البرية الذي فشلت الرهانات على استيلادها من خارج ثنائي الجيشين السوري والعراقي، يبدو محجوزاً لهما بإجماع اللاعبين الكبار.
في لبنان تبدو العاصفة وهي تهدأ بعد مواجهة ساخنة لليومين الماضيين محورها آلية العمل الحكومي، وتبدو الوساطات ومساعي تقريب وجهات النظر بين الرئيس تمام سلام والعماد ميشال عون تتقدّم، وتوحي بالتفاؤل بالإنجاز، بعدما ظهر في الميدان والسياسة أنّ العماد عون قد ربح الجولة.
عادت لغة الحوار بين الأفرقاء بعد المناخ التوتيري الذي خيم الأسبوع الماضي وطبع تصريحات المكونات السياسية على خلفية جلسة مجلس الوزراء، ونزول العونيين إلى الشارع. ويبدو أن الأفرقاء التزموا العقلانية مع اقتراب عطلة عيد الفطر ودخول البلاد في عطلة العيد، فالجميع يدرك أن سقوط الحكومة يعني انتهاء المؤسسات في لبنان».
ولفتت مصادر مطلعة إلى «أن جو التهدئة عاد بعدما خسر تيار المستقبل المعركة ضد رئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون»، مشيرة إلى ضغوط تعرض لها الرئيس تمام سلام ليسلك سلوك الرئيس فؤاد السنيورة في عام 2007 من دون أن يتوقف عند معارضة حزب الله و»الوطني الحر». ولفتت المصادر إلى «أن تيار المستقبل تبلغ من المعنيين «أن الزمن تغير وتبدل، وأن عام 2015 ليس عام 2007 ما اضطره إلى التراجع وسلوك التهدئة مع العماد عون».
وهذا ما دفع رئيس الحكومة إلى مقاربة الملف الحكومي مقاربة مختلفة عن الأسابيع الماضية، حيث أكد سلام أنه سيكون في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء منفتحاً على الحوار حول مقاربة العمل الحكومي على أن يتم ذلك تحت عنوان عدم تعطيل عمل مجلس الوزراء. وشدد سلام على «أنه إذا اضطر إلى اعتماد بعض المقاربات التي تضمن استمرارنا في ملء هذا الشغور استثنائياً فأنا مضطر لاعتمادها، أنا لن أساهم في التعطيل، وعلى استعداد في الجلسة المقبلة لإعطاء مساحة لبحث موضوع مقاربة عمل مجلس الوزراء».
وفي سياق متصل، قرر رئيس حزب القوات سمير جعجع رأب الصدع داخل الحكومة. وأكد النائب أنطوان زهرا لـ«البناء» «أن ما يقوم به الدكتور جعجع، مجرد اتصالات في إطار المساعي الحميدة من القوات، من أجل لملمة الوضع الحكومي لا سيما أن القوات تستطيع أن تتحدث مع رئيس تيار المستقبل سعد الحريري من جهة ورئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون من جهة ثانية بعد إعلان النوايا».
ولفت زهرا إلى أنه لا يجوز أن يبقى الجو صدامي داخل الحكومة، خصوصاً أن لا بديل عن هذه الحكومة في ظل الفراغ الرئاسي»، وأن لا يصل أي فريق إلى أرغام الآخرين على مطالبه حتى لو كانت محقة بالقوة، إنما بالتفاهم».
كلام الحريري أقوال ولا أفعال
أكدت مصادر نيابية في التيار الوطني الحر لـ«البناء» أن «لا شيء جديداً في خطاب الرئيس سعد الحريري وكنا نتوقع أن يعلن موافقته ويدعو إلى قانون انتخاب جديد على أساس النسبية ما يجعل كل اللبنانيين يشتركون في القرار بحسب التمثيل النيابي، إشراك كل الطوائف في القرار في الدولة».
ووضعت المصادر كلام الحريري الأخير عن رئاسة الجمهورية في إطار الأقوال وليس الأفعال فهو لم يقدم حلاً، على رغم أن التيار الوطني الحر لم يتحدث عن الرئاسة، لأن انتخاب رئيس لا يؤدي إلى إنشاء دولة حقيقية والحل لا يبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية بل بانتخاب مجلس نيابي يمثل تمثيلاً حقيقياً كل مكونات لبنان».
وتساءلت: ماذا يفعل رئيس جمهورية؟ انتخب ثلاثة رؤساء جمهورية منذ الطائف حتى اليوم إلا أنهم لم يستطيعوا تغيير شيء بسبب الممارسات بحقهم من الشركاء في الوطن.
وتحدثت عن «اتصالات تحصل مع التيار الوطني الحر ستظهر نتائجها في الأيام القليلة المقبلة وبناء عليها سيتخذ التيار القرار المناسب المفتوح على كافة الاحتمالات»، وأكدت «أن وزير الداخلية نهاد المشنوق هو محور هذه الاتصالات وهو لديه حسن التعاطي مع الغير أكثر من الآخرين». وأوضحت المصادر أن «التيار الحر ليس ضد رئيس الحكومة تمام سلام، لكن هناك من دفعه داخل تيار المستقبل لارتكاب الخطأ وهذا ما فسر تغيره في شكل مفاجئ».
وتحدثت أوساط سياسية لـ«البناء»عن دور المشنوق على الصعيد الداخلي، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تنظر إلى المشنوق على أنه البديل عن السنيورة والقيادات السنية الأخرى في تيار المستقبل، وهي طلبت من الرئيس سعد الحريري عبر موفدين دعم المشنوق من دون أي قيود».
«السرايا» جزء من المقاومة
وفي عين التينة عقدت أمس جولة جديدة من الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل وبحثت في الوضع الحكومي والمستجدات التي رافقت الأوضاع السياسية الأخيرة. وعلمت «البناء» أن وفد المستقبل طرح ملف سرايا المقاومة مجدداً، بعدما كان قد طرحه في الجلسات السابقة وسمع الجواب نفسه من وفد حزب الله «أن سرايا المقاومة هي امتداد للمقاومة من جمهور يتمتع بتمايز عقائدي يختلف عن حزب الله».
وشدد رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي في بيان لمناسبة ذكرى حرب تموز على «ضرورة انجاز الاستحقاقات الدستورية وفي طليعتها ملء الشغور الرئاسي وإطلاق التشريع». ودعا إلى «الاصطفاف خلف الجيش لحماية حدودنا والعمل لإبعاد الأخطار الإرهابيّة».
إنجازات نوعية على جبهة الزبداني
ميدانياً، أحرز الجيش السوري والمقاومة تقدماً هاماً وإنجازات جديدة ونوعية على جبهة الزبداني ما يضع النسبة الأكبر من المدينة تحت السيطرة المباشرة والنارية للمقاومة والجيش السوري. واستهدف حزب الله بصواريخ البركان معاقل المسلحين في مدينة الزبداني وسمعت أصوات الانفجارات في شكل واضح في قرى البقاع. ونجح حزب الله والجيش السوري، أمس بعزل الزبداني تماماً وبقضم أحيائها تمهيداً لتحرير المدينة من الجماعات الإرهابية، كما قطع الجيش السوري المدخل الرئيسي للمدينة في شكل كامل والذي يربط مضايا بمدينة الزبداني كما تقدما إلى دوار الكهرباء قرب مسجد الهدى وشارع الحقل الأصفر، وصدّا هجوماً عنيفاً للجماعات المسلحة على دوار الكهرباء في حي السلطاني جنوب شرقي المدينة وذلك بعد حالة من الإرباك لدى الجماعات المسلحة إثر تحرير الحي. وقد فشل الهجوم وتكبد المسلحون خسائر في الأرواح والعتاد، وسط حالة من الصدمة لدى مجموعات مسلحة عدة بسبب عدم معرفتهم بتحرير الحي من قبل الجيش السوري والمقاومة نتيجة سوء التنسيق بين قيادات الفصائل المشاركة في المعركة.
وأفادت مصادر مطلعة على سير العمليات العسكرية أنه «تم أمس تطهير حي الشلاح الذي يعتبر منطقة استراتيجية تطل على تلة الكوكو وهي منطقة سكنية، ونجح الجيش السوري والمقاومة بالسيطرة على نسبة 70 في المئة من الزبداني فيما أصبح المسلحون خارج المدينة وفروا باتجاه الأودية والجرود».
وتحدث المصادر عن صعوبة في اختراق مواقع المسلحين لوجودها داخل المجمعات السكينة في الزبداني وذلك لحرص المقاومين وعناصر الجيش السوري على تجنب المدنيين لأن المسلحين يتخذون من المدنيين دروعاً بشرية ومنعوهم من مغادرة المكان خارج منطقة العمليات إلا أن المقاومين دخلوا إلى حي الشلاح وهو منطقة سكنية بأقل الخسائر».