تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 16-07-2015 مواضيع عدة كان أبرزها كلام الرئيس الأميركي باراك أوباما حول الإتفاق النووي بين إيران والدول الست الكبرى..
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 16-07-2015 مواضيع عدة كان أبرزها كلام الرئيس الأميركي باراك أوباما حول الإتفاق النووي بين إيران والدول الست الكبرى..
السفير
استعجال أميركي لإنهاء حرب اليمن وتأكيد على دور إيران في التسوية السورية
أوباما يستبعد «التطبيع».. وخامنئي يحذر من الغدر
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "... وفي اليوم الأول بعد توقيع الاتفاق النووي، بدا الكل مستعداً لتعقيدات المرحلة التنفيذية. الرئيس الاميركي باراك اوباما جدد دفاعه عن التسوية النووية، متحدياً خصومه بأن يأتوا باتفاق أفضل. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المفجوع بـ «السلام النووي» واصل التحريض على تفاهمات فيينا ونصَّب نفسه مراقباً لـ «الخروقات» الإيرانية. جمهوريو الكونغرس ومسؤولو «اللوبيات» اليهودية في الولايات المتحدة بدأوا يعدّون العدّة لمعركة داخلية يُتوقع ان تكون أكثر تعقيداً من المفاوضات النووية نفسها.
ويبدو ان الرئيس الاميركي، المنتشي بأكبر إنجازاته الديبلوماسية، قد بدأ يجد نفسه في وضع صعب، دفعه يوم امس الى إطلاق سلسلة مواقف الهدف منها احتواء معارضيه في الداخل وتبديد مخاوف حلفائه في الخارج بشأن الاتفاق النووي وتبعاته السياسية، وأبرزها التأكيد على ان «خلافات عميقة « ستظل ماثلة بين طهران وواشنطن، والتشديد على ان تسوية فيينا لا تعني بالضرورة «تطبيعاً للعلاقات»، والعزف مجدداً على وتر «دعم الإرهاب»، الذي لم يوفر فيه «حزب الله»، فضلا ًعن تلويحه بإمكانية فرض عقوبات جديدة على الجمهورية الإسلامية في حال نقضت الاتفاق النووي.
ومع ذلك، فإن اوباما، سواء في مؤتمره الصحافي الذي عقده يوم امس، او في ما سبقه من مواقف اطلقها خلال مقابلة مع الصحافي الاميركي طوماس فريدمان وما رشح عن فحوى اتصاله بالملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، قد اطلق اشارات بالغة الاهمية بشأن المفاعيل السياسية للاتفاق النووي، ومن بينها الحديث عن اهمية الدور الايراني في إنهاء الصراع في سوريا، والتأكيد، بعد ساعات على اتفاق فيينا التاريخي، وإن بشكل غير مباشر، على ضرورة وقف الحرب السعودية على اليمن.
وفي مقابل الضغوط التي بدأ الرئيس الاميركي يشعر بها وهو يدخل حلبة المصارعة السياسية والديبلوماسية امام خصومه وحلفائه على حد سواء، بدا الإيرانيون في وضع مريح، تبدَّى على مستويين، الاول سياسي عبَّر عنه الرئيس حسن روحاني الذي جدد التأكيد على «إنجازات» فيينا، وأعاد التأكيد عليه المفاوضون النوويون، وفي طليعتهم وزير الخارجية جواد ظريف، والذين استُقبلوا استقبال الأبطال لدى عودتهم الى طهران بعد ليالي التفاوض الشاقة، في حين كان المرشد الاعلى للجمهورية علي خامنئي، يحذر من غدر بعض دول التفاوض الغربي. وأما الثاني، فاقتصادي، حيث تستعد ايران لقطف ثمار التسوية النووية، التي كانت طلائعها يوم امس في اعلان اكثر من طرف دولي عن مشاريع استثمارية جديدة في الجمهورية الاسلامية بعد سنوات العزلة الخانقة.
مجلس الأمن
ويستعد مجلس الامن الدولي لمناقشة مسودة قرار تقدمت به الولايات المتحدة للمصادقة على الاتفاق النووي.
وهذا النص الذي يفترض ان يتم تبنيه مطلع الاسبوع المقبل، سيحل في الواقع مكان سبعة قرارات اصدرتها الامم المتحدة منذ العام 2006 لمعاقبة ايران، لكنه سيترك، بموجب اتفاق فيينا، حظر الأسلحة قائماً لمدة خمس سنوات، وحظر شراء تكنولوجيا الصواريخ لمدة ثماني سنوات.
وسيضع القرار الدولي آلية لإعادة فرض جميع العقوبات تلقائياً إذا خالفت إيران الاتفاق النووي.
أوباما
وبعد يوم واحد من إعلان الاتفاق النووي، سعى اوباما الى الدفاع عن الاتفاق في وجه المتشككين داخل بلاده وخارجها ممن يسعون الى عرقلة الاتفاق.
وخلال مؤتمر صحافي عقده في البيت الابيض مساء امس، قال إنه «بهذا الاتفاق فإننا نقطع كل طريق ممكن امام برنامج ايران النووي»، مضيفاً «سيكون برنامج ايران النووي خاضعاً لقيود شديدة لعدة سنوات»، ومشدداً على انه «من دون هذا الاتفاق كانت السبل امام برنامج ايران النووي ستظل مفتوحة».
وتابع الرئيس الاميركي أنه من دون اتفاق ستزيد فرصة نشوب مزيد من الصراعات في الشرق الأوسط. وستشعر الدول الأخرى في المنطقة بأنها مجبرة على المضي قدماً في برامجها النووية الخاصة «في اكثر مناطق العالم اضطراباً».
وأكد اوباما ان برنامج ايران النووي سيكون خاضعاً لمراقبة غير مسبوقة من قبل الوكالة الدولية للطاقة النووية. وأضاف أنه يتوقع نقاشاً محتدماً في الكونغرس بشأن الاتفاق النووي.
وفيما كان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتناهو ووزراؤه يواصلون التشويش على الاتفاق النووي، قال اوباما ان اسرائيل «محقة» في قلقها حول سلوك ايران، وعلى صعيد المخاوف الإسرائيلية، أكد أوباما تفهمه لها لأن إيران قوة عسكرية ضاربة أعلنت أكثر من مرة أنه «يجب محو إسرائيل من الوجود»، كما أن صورايخها، أي صواريخ «حزب الله»، انهمرت على المدن الإسرائيلية.
وقال اوباما «لدينا خلافات كبيرة جداً مع ايران. واسرائيل لديها مخاوف مشروعة حول امنها في ما يتعلق بإيران»، لكنه اكد ان اية جهة، بما في ذلك اسرائيل، لم تقدم بديلاً افضل من الاتفاق. وأوضح «كان هناك بديلان فقط هنا: إما ان يتم حل مسألة حصول ايران على سلاح نووي ديبلوماسياً من خلال المفاوضات أو يتم حلها بالقوة عن طريق الحرب. هذه هي الخيارات».
وأضاف أوباما «إنني اشارك اسرائيل مخاوفها وكذلك السعوديون والشركاء في الخليج بشأن قيام ايران بشحن أسلحة والتسبب في صراع وفوضى في المنطقة.. ولهذا السبب قلت لهم: دعونا نضاعف الرهان ونزيد من الشراكة بفاعلية أكبر لتحسين قدرتنا المخابراتية وقدرتنا على المنع حتى تمر شحنات أسلحة أقل من تلك عبر الشبكة».
وكان الرئيس الاميركي اجرى، فجر امس، اتصالاً بالملك السعودي سلمان لمناقشة الاتفاق النووي، حيث «تحدثا عن أهمية إنهاء المعارك في اليمن وأهمية وصول المساعدات الدولية إلى جميع اليمنيين الذين تأثروا بالنزاع»، بحسب ما اكد بيان صادر عن البيت الابيض.
وفي ما يتعلق بمستقبل العلاقات الاميركية - الايرانية، قال اوباما «هل سنحاول تشجيعهم (الايرانيين) على تبني نهج بنَّاء اكثر؟ طبعاً، ولكننا لا نراهن على ذلك»، موضحاً انه «بعكس الوضع في كوبا، نحن لا نقوم هنا بتطبيع العلاقات الديبلوماسية» مع ايران.
وأضاف أن إيران قد يكون بمقدورها الدفع بمزيد من الموارد باتجاه مساعدة «حزب الله». وتساءل «هل يتعين علينا الدفع بموارد لمنعها من إيصال تلك المساعدات لحزب الله؟ ... نعم».
ومع ذلك، اكد الرئيس الاميركي ان للجمهورية الاسلامية دوراً في إنهاء الحرب السورية، مكرراً التأكيد على ان لا حلّ عسكرياً للنزاع في سوريا.
وأوضح اوباما في هذا الاطار: «حتى نحلها (الأزمة السورية) لا بد أن يكون هناك اتفاق بين القوى الكبرى المهتمة بسوريا وهذا لن يحدث في ميدان المعركة»، مشيراً الى روسيا وتركيا والدول الخليجية.
من جهة ثانية، قال اوباما انه لا يتوقع إبرام مجموعة من الاتفاقات الرسمية مع إيران بشأن كيفية محاربة متشددي تنظيم «الدولة الإسلامية».
إسرائيل .. والكونغرس
وفي القدس المحتلة، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، في كلمة امام الكنيست، ان «الاتفاق الذي تم التوصل اليه في فيينا ليس نهاية المطاف... سنواصل التنديد بمخاطر التوصل الى اتفاق مع نظام ديكتاتوري».
بدوره، هاجم وزير الشؤون النووية الاسرائيلي يوفال شتاينتس الاتفاق النووي. وقال شتاينتس «من يعتقدون أن منح ايران 150 مليار دولار لن يكون له أثر على الشرق الاوسط هم من السذج»، لافتاً الى ان «الأمر أشبه بسكب الوقود على الشرق الاوسط المشتعل».
اما وزير الامن العام جلعاد إردان فقال ان على حكومته ان «تركز وتوضح جميع ثغرات هذا الاتفاق... ونأمل في أن يرى الكونغرس».
ويوم امس، ندد عدد من المشرّعين الجمهوريين، وبعض الديموقراطيين، في الكونغرس الاميركي بالاتفاق النووي، معتبرين انه يمنح طهران هامشا واسعا للمناورة، ولا يحمي المصالح الامنية الاميركية.
وقال رئيس مجلس الشيوخ جون باينر ان الاتفاق النووي «غير مقبول» مؤكدا انه اذا كان النص كما فهمه «فسنفعل اي شيء يمكن ان يوقفه». واصطف الجمهوريون وراء باينر في التعبير عن مواقفهم المعارضة للاتفاق.
كذلك، قال السيناتور الديموقراطي روبرت مينينديز، وهو احد مهندسي العقوبات الصارمة ضد طهران: «اخشى ان تكون الخطوط الحمر التي رسمناها تحولت الى خطوط خضر وأن تكون ايران مطالبة بالحد من برنامجها النووي وليس تفكيكه بينما الاسرة الدولية مطالبة برفع العقوبات».
لكن برغم هذا التشكيك سيكون من الصعب على الجمهوريين إقناع عدد كاف من الديموقراطيين بالتخلي عن اوباما وعرقلة الاتفاق النووي.
وتساءل بعض الديموقراطيين علناً عن سبب معارضة المرشحين الجمهوريين الكاملة للاتفاق قبل قراءته، اذ قال الرجل الثاني في الكتلة الديموقراطية في مجلس الشيوخ ديك داربن «الغريب ان الجمهوريين يقفون ويقولون إنهم ضد الاتفاق بينما لم يجف الحبر الذي كتب به بعد. نريد ان نقرأه ثم نتخذ موقفا متعقلا منه».
من جهته، قال عضو مجلس النواب الاميركي ستيف اسرائيل ان نائب الرئيس جو بايدن أبلغ النواب الديموقراطيين ان الاتفاق النووي مع إيران ليس فيه ما يستبعد خيار العمل العسكري.
إيران
على المقلب الآخر، كانت الجمهورية الاسلامية تعيش يوم امس اجواء الانتصار النووي، وسط تفاؤل عارم، خرقه موقف تحذيري للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، الذي اكد، في رسالة بعث بها الى الرئيس حسن روحاني، إن «التوصل لاتفاق خطوة مهمة، ولكن نص الاتفاق ينبغي التدقيق فيه بإمعان، وينبغي اتخاذ إجراءات قانونية بحيث أنه عند إقرار الاتفاق لا يمكن للطرف الآخر أن يخرقه.. فبعض أعضاء خمسة زائداً واحداً ليس محل ثقة».
من جهته، قال الرئيس حسن روحاني، أثناء جلسة لمجلس الوزراء نقلها التلفزيون الرسمي ان «ما من أحد يمكنه القول إن إيران استسلمت... الاتفاق نصر قانوني وفني وسياسي لإيران.. وهو إنجاز ألا يقال على إيران بعد الآن إنها خطر عالمي».
اما وزير الخارجية جواد ظريف، فقال لدى وصوله الى مطار طهران: «الاسبوع المقبل سيعترف مجلس الأمن ببرنامج التخصيب الخاص بدولة نامية». اضاف «خطواتنا ستبدأ عندما ترفع كل العقوبات، ونأمل في أن تسفر الخطوات التي سيتخذها الجانبان عن نتائج خلال نحو أربعة أشهر، وأن يبدأ تنفيذ الاتفاق».
وتتوقع ايران، التي يبلغ عدد سكانها 78 مليون نسمة، والتي تمتلك احتياطيات كبيرة من النفط والغاز، تدفقاً واسعاً للاستثمارات الاجنبية فور رفع العقوبات الدولية.
وفي هذا الإطار، اكد المتحدث باسم وزارة الاقتصاد الالمانية انه لدى الاقتصاد الالماني «مصلحة كبيرة في تطبيع العلاقات» بين الدولتين. ويزور نائب المستشارة الالمانية وزير الاقتصاد سيغمار غابرييل ايران يوم الاحد المقبل، على رأس وفد صغير من ممثلي قطاعات الاقتصاد والعلوم الالمانية. كما يتوجه الى طهران من رجال الاعمال من منطقة راينلند بالاتينات غربي المانيا خلال الاسبوع المقبل.
الى ذلك اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس من دون تحديد موعد انه سيزور ايران حيث تعمل بالأصل الشركات الفرنسية، وخصوصا في قطاع السيارات، والتي عانت كثيرا نتيجة العقوبات الدولية المفروضة منذ العام 2006.
وبدورها، قالت وزير التنمية الاقتصادية الايطالية فيديريكا غيدي انها على استعداد لزيارة طهران على رأس بعثة تجارية سيتم تحديدها خلال «الاسابيع المقبلة».
النهار
أوباما لمنتقدي الاتفاق النووي: هاتوا بدائلكم وستظلّ بيننا وبين إيران خلافات عميقة
وتناولت النهار الاتفاق النووي الايراني وكتبت تقول "تحدى الرئيس الاميركي باراك أوباما منتقدي الاتفاق النووي مع ايران ان يقدموا بديلا قابلا للتطبيق قائلا ان الخيارين الحقيقيين الوحيدين هما اتفاق من طريق التفاوض لكبح الطموحات النووية لطهران أو الحرب. ورأى ان ايران يجب ان تكون جزءا من الحل في سوريا. ومع احتدام النقاش داخل الولايات المتحدة حول الاتفاق، قال المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي انه يجب إخضاع الاتفاق لفحص دقيق وينبغي اتخاذ تدابير قانونية حتى لا يخرقه الطرف الآخر.
وغداة اعلان الاتفاق، تتوقع ايران، الغنية بالنفط والغاز، تدفقا واسعا للاستثمارات الاجنبية فور رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها. وأبدى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس رغبته في زيارة طهران التي سيسبقه اليها نائب المستشارة الالمانية وزير الاقتصاد سيغمار غابريال الاحد المقبل، بينما كشف وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند ان بلاده تفكر في اعادة فتح سفارتها في العاصمة الايرانية وانتقد رد الفعل الاسرائيلي على الاتفاق النووي قائلاً ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يبدو انه في وارد القبول بأي اتفاق مع ايران.
أوباما
لليوم الثاني، واصل أوباما دفاعه عن الاتفاق النووي في مؤتمر صحافي، بعد خطاب موجه الى الشعب الاميركي، ومقابلة طويلة أجراها مع صحيفة "النيويورك تايمس"، كرر فيها التركيز على النواحي الايجابية في الاتفاق وابرزها تجميد معظم البرنامج النووي الايراني فترة تراوح بين 10 و15 سنة، وتفكيك المفاعل الذي ينتج البلوتونيوم في منشأة آراك، وخفض مخزون الاورانيوم المخصب الى 300 كيلوغرام وخفض نسبة التخصيب الى 3,7 في المئة، الامر الذي يمنع ايران من انتاج قنبلة نووية خلال أقل من سنة، وذلك في سياق نظام رصد ومراقبة قوي جداً، وابقاء العقوبات المتعلقة بتصدير الاسلحة الى ايران خمس سنوات اخرى وحرمانها تقنية الصواريخ البالستية لثماني سنوات.
وخلال مؤتمره الصحافي الذي استمر أكثر من ساعة، رد أوباما على أسئلة الصحافيين باسهاب كبير وحماسة واضحة الى درجة انه قبل نهاية المؤتمر طرح على نفسه بعض الاسئلة التي لم يطرحها الصحافيون عليه. واذا كانت أجوبة أوباما قوية وواضحة في القضايا التقنية المتعلقة بالاتفاق، الا ان أجوبته المتعلقة بسبل مواجهة الدور السلبي الايراني الاقليمي وخصوصاً في سوريا والعراق لم تكن قوية او مقنعة وعكست موقفه الدفاعي الضعيف.
وحض أوباما الكونغرس الذي يسيطر الجمهوريون على مجلسيه على اقرار الاتفاق، لان الاخفاق في ذلك سوف يعرض منطقة الشرق الاوسط لحروب ويعجل بروز سباق تسلح نووي.
وأمل ان يمهد الاتفاق النووي لبناء علاقة تعاون مع ايران، وإن يكن لا يراهن بالضرورة على ذلك، رافضا في الوقت عينه الانتقادات القائلة إن الاتفاق يجب ان يرفض لانه لم يتطرق الى السلوك الايراني السلبي في المنطقة او دور ايران في دعم الارهاب. واضاف: "أملي هو ان نبني على هذا الاتفاق، ويمكن ان نواصل حواراتنا مع ايران بطريقة تعطيهم الحوافز ليتصرفوا بطريقة مختلفة في المنطقة، وليكونوا أقل صدامية وأقل عداء واكثر تعاونا. لكننا لا نراهن على ذلك". وأكد ان ايران "لا تزال تمثل تحديات لمصالحنا وقيمنا"، مشيرا الى "دعمها الارهاب واستخدامها الجماعات الاخرى لزعزعة استقرار أجزاء من الشرق الاوسط". وخلص الى أنه "حتى مع التوصل الى هذا الاتفاق، ستظل بيننا وبين ايران خلافات عميقة".
ومع قوله انه يدرك "مخاوف اسرائيل الشرعية" الناتجة من نمو قدرات ايران العسكرية وهي الدولة التي "ترفض حق اسرائيل في الوجود ولا تعترف بالمحرقة وتمول حزب الله"، حذر من ان هذه الاخطار " ستتضاعف اذا كانت ايران تملك سلاحا نوويا". وجدد تحديه لمنتقدي الاتفاق ومنهم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قائلا: "ما لم أسمعه هو ما هي بدائلكم المفضلة"؟ وأمل ان يتولى الجميع في الكونغرس "تقويم الاتفاق وفقا للحقائق وليس للاعتبارت السياسية، او المواقف المزايدة...".
ودعا الى تطوير العلاقات العسكرية مع اسرائيل ومع دول الخليج وتعزيز التعاون الاستخباري للتصدي على سبيل المثال لتسليح ايران لـ"حزب الله" بالصواريخ.
وشدد على انه لا حل عسكريا للنزاع في سوريا الذي استقطب عددا من الاطراف الدوليين، الا انه أقر بأن ايران أحد اللاعبين المهمين في النزاع، و"اعتقد انه من المهم ان يكونوا جزءاً من هذا".
ورأى انه "في المدى البعيد يجب معالجة توقعات شباب المنطقة بالنسبة الى توظيفهم وتوفير رؤية أفضل للمستقبل بحيث لا تغريهم تنظيمات عبثية وعنيفة مثل داعش...".
وفي مقابلة أجراها الثلثاء مع صحيفة "النيويورك تايمس"، تطرق أوباما الى الاتصال الهاتفي الذي اجراه معه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في شأن سوريا قبل بضعة اسابيع وقال انه تشجع نتيجة هذا الاتصال الذي بادر اليه بوتين، واضاف : " اعتقد انهم يشعرون بان نظام (الرئيس السوري بشار) الاسد يخسر سيطرته على مساحات متزايدة من الاراضي السورية (للمقاتلين الاسلاميين) واحتمالات سيطرة (الجهاديين السنّة) او اطاحتهم النظام السوري، وهو امر ليس حتمياً، لكنه يزداد خطورة مع مرور كل يوم، وهذا أمر يوفر لنا الفرصة للدخول في حوار جدي معهم".
مجلس الأمن
وفي نيويورك، توقع ديبلوماسيون في الأمم المتحدة أمس أن يصوّت مجلس الأمن الاثنين أو الثلثاء المقبلين على مشروع قرار وزعته المندوبة الأميركية الدائمة سامانتا باور باسم مجموعة 5 + 1 للدول الدائمة العضوية في المجلس: الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين الى ألمانيا، على بقية الدول الأعضاء بغية رفع العقوبات الدولية المفروضة على ايران، بموجب اتفاق فيينا في شأن تحديد برنامجها النووي.
وحصلت "النهار" على نسخة من مشروع القرار الذي قدمته باور، وهو يتألف من ديباجة من عشر فقرات الى 30 فقرة عاملة وملحقين في 14 صفحة.
وقال ديبلوماسي غربي إن الولايات المتحدة طلبت التصويت على مشروع القرار الثلثاء المقبل، موضحاً أنه يهدف الى المصادقة على الاتفاق النووي وإلغاء العقوبات، مع الاحتفاظ بحظر الأسلحة وحظر تكنولوجيا الصواريخ البالستية. وبموجب الاتفاق سيتزامن أي تخفيف لعقوبات الأمم المتحدة مع تحقق الوكالة الدولية للطاقة الذرية من "اتخاذ إيران الإجراءات النووية المتفق عليها".
ورجح ديبلوماسي ايراني في الأمم المتحدة التصويت على مشروع القرار الاثنين أو الثلثاء بغية إلغاء مفاعيل سبعة قرارات سابقة في شأن العقوبات على إيران، لكنه يبقي حظر الأسلحة خمس سنوات، وحظر تكنولوجيا الصواريخ ثماني سنوات.
خامنئي
وفي طهران، قال خامنئي في رسالة بعث بها إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني وأوردتها وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للانباء "ارنا": "إن التوصل الى اتفاق خطوة مهمة ولكن نص الاتفاق ينبغي التدقيق فيه بإمعان وينبغي اتخاذ إجراءات قانونية بحيث أنه عند إقرار الاتفاق لا يمكن الطرف الآخر أن يخرقه... فبعض أعضاء 5+1 ليسوا موضع ثقة".
الأخبار
أوباما يسترضي إسرائيل: معاً ضد حزب الله
بدورها صحيفة الأخبار تقول "يعرف باراك أوباما مدى تأثير بنيامين نتنياهو على تصويت الكونغرس على الاتفاق النووي، ورغم أنه يؤكد أنه سيخرج منتصراً، لكنه يدرك تماماً أن عليه، بشكل أو بآخر، استرضاء حليفه الأساسي في الشرق الأوسط، من خلال وعد مبطّن له، مفاده أنه «يمكننا أن نناقش حزب الله ولكن بعد مرور الاتفاق في الكونغرس».
لا يريد الرئيس الأميركي باراك أوباما شيئاً، الآن، غير إمرار الاتفاق النووي في الكونغرس. يترقّب معركة صعبة هو من أشد العارفين أنه قد بدأ بخوضها، بالفعل، وأن ما شهده في هذا الإطار قبل الاتفاق لم يكن إلا تمهيداً لما سيأتي بعده، خصوصاً بوجود حلفاء مشككين، مثل الزعماء الخليجيين، وآخرين متربصين، مثل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو. لكن أوباما لن يألو جهداً لمنع تلطيخ «إرثه» السياسي، المتبلور، بشائبة قد تسببها عوامل خارجية مستغلة أرضية داخلية خصبة، ومنتهجة حرباً من نوع آخر، سِمتها التهويل الكلامي والإعلامي.
لذا، بدأ بالمقابل حربه الاستباقية، يوم إعلان الاتفاق، حين حطّ خطوته الأولى المتمثلة في الوعيد والتحذير تجاه أعضاء الكونغرس الجمهوريين الذين يهدّدون بعرقلة الاتفاق، لكنها تحوّلت إلى استرضاء ولغة «حب ومحبة» بمجرّد توجهها إلى الخارج. هو مستعد لفعل أي شيء ليبعد الناقدين عن طريقه، وما قاله لتوماس فريدمان في صحيفة «نيويورك تايمز»، في مقابلة نشرت في وقت متأخر من مساء أول من أمس، وفي مؤتمر صحافي أمس، يشي بما يمكن أن يذهب إليه من أجل استعطاء «النجاح الباهر»، بعدما حقق النجاح الدبلوماسي في إتمام الاتفاق النووي.
بدأ يوم أوباما، الثلاثاء، باكراً بتوقيت واشنطن، اضطرّ إلى ضبط ساعته على الدقيقة النووية. استيقظ وخاطب الأمة والعالم، أشاد بالاتفاق وحذر الداخل من عرقلته وطمأن الحلفاء. بعدها أجرى اتصالات هاتفية وطمأن الحلفاء، تلا ذلك مقابلة مع فريدمان، حيث حذر الداخل وأشاد بالاتفاق و«بمنع إيران من امتلاك قنبلة نووية»... وأيضاً طمأن الحلفاء، ثم عقد مؤتمراً صحافياً، أمس، حيث أدى الواجب ذاته في سبيل «طمأنة الحلفاء».
على الجبهة الإعلامية والخطابية، بدأت الطمأنة تتحوّل إلى استرضاء. قد يراها البعض نوعاً من الدبلوماسية، لكن ذلك لا يمنع من أن ينظر إليها آخرون على أنها استماتة. رغم إشارته في المقابلة، إلى أن محاولات نتنياهو لعرقلة الاتفاق النووي ــ بالضغط على الكونغرس ــ ستبوء بالفشل، إلا أنه وعده بمناقشة كيفية منع «حزب الله» من الحصول على أسلحة، لكن بعد مرور الاتفاق النووي في الكونغرس. وقد لا تدخل زيارة وزير دفاعه آشتون كارتر المرتقبة إلى إسرائيل، إلا في هذا السياق.
أوباما اتصل بنتنياهو على الهاتف مباشرة قبل المقابلة. وهو لم يحاول تلطيف الخلافات، بحسب فريدمان، ولكنه لمّح إلى أن «إدارته تنظر في تحقيق تحسينات مهمة تجاه حلفائها في إسرائيل والخليج». وهو إذ قال: «لا أظن أنّ من المناسب مناقشة تفاصيل أي اتفاق أمني أو العمل الذي يمكن أن نقوم به»، لكنه أشار إلى أن «العملية على المسار».
الرئيس الأميركي قال إن «نتنياهو يعتقد أنه يمكن أن يزيد التأثير على الجدل الدائر في الكونغرس، وأنا على ثقة بأننا قادرون على دعم هذه الصفقة وتنفيذها دون أن يمنعها الكونغرس»، ولكنه أضاف: «بعد أن يتم ذلك، إذا كان هذا ما يراه مناسباً، سنتناقش كعهدنا دوماً، ثم نطرح بعض الأسئلة العملية جداً: كيف يمكننا منع حزب الله من الحصول على أسلحة أكثر تطوراً؟ كيف نبني على نجاح القبة الحديدية، التي عملت الولايات المتحدة مع إسرائيل على تطويرها، والتي أنقذت أرواحاً إسرائيلية؟». إذاً، بأسلوب مبطّن مرّر رسالة إلى نتنياهو مفادها: «دعه يمرّ، ثمّ نفعل ما تشاء».
وفي المؤتمر الصحافي، أمس، تطرّق إلى النقطة ذاتها، قائلاً إنه قد يكون بمقدور إيران الدفع بمزيد من الموارد باتجاه مساعدة «حزب الله»، ليرد بعدها على سؤال: «هل يتعين علينا الدفع بموارد لمنعها من إيصال تلك المساعدات لحزب الله؟» بـ«نعم» جازمة.
لكن المؤتمر الصحافي تميّز بإضافة أخرى، هي أن لإيران دوراً في إنهاء الحرب الدامية في سوريا، معتبراً أنه لا يوجد حلّ عسكري للنزاع هناك. وقال: «أعتقد أنّ من المهم أن يكونوا (الإيرانيون) جزءاً من هذا»، مضيفاً في السياق ذاته أن «المشاكل في سوريا لن تحل من دون مشاركة الروس والأتراك والشركاء الخليجيين».
في المقابلة مع «نيويورك تايمز» التي دامت 45 دقيقة، رفض أوباما الانتقادات بشأن عدم تناول الاتفاق النووي نشاطات إيران السياسية الخارجية، ودأب على تكرار حجة واحدة: «لا تحكموا عليّ بناءً على ما إذا كان هذا الاتفاق قادراً على تغيير إيران، وإيقاف تصرفاتها العدائية تجاه بعض حلفائنا العرب، احكموا عليّ بناءً على شيء واحد: هل سيؤدي هذا الاتفاق إلى منع إيران من امتلاك قنبلة نووية خلال السنوات العشر المقبلة؟ وهل سيعود بنتائج أفضل على الولايات المتحدة، على إسرائيل والحلفاء العرب، إذا ما جرت مقارنته بأي بديل على الطاولة؟».
وفي الاستفاضة في التعليل، أضاف: «معيارنا الوحيد الذي نحكم به على هذه الصفقة، هو عدم حصول طهران على سلاح نووي، فالمقدمة المنطقية الأصلية لهذه المناقشة هي عدم إمكانية حصول إيران على سلاح نووي، وسنكون قادرين على تحقيق ذلك من خلال التعاون الكامل من جانب المجتمع الدولي، ومن دون الحاجة إلى الدخول في حرب أخرى في الشرق الأوسط».
في مكان آخر من المقابلة، أشار أوباما إلى أن «السبب الذي مكننا من جمع المجتمع الدولي حول إقامة نظام العقوبات الأكثر فعالية، أدى إلى زعزعة الاقتصاد الإيراني وأحضارهم إلى طاولة (المفاوضات)، كان لأن العالم اتفق معنا على أنه سيكون هناك خطر أكبر على المنطقة، على حلفائنا، على العالم، إذا ما أكملت إيران باتجاه الحصول على سلاح نووي».
وبعدما قارب الاتفاق من خلال التطرّق إلى الصفقة التي توصل إليها الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون مع الصين، اعتبر أنه يعد «اعترافاً بأنه إذا ما كان بإمكاننا حل بعض الخلافات، من دون اللجوء إلى القوة، فإن ذلك أفضل بكثير بالنسبة إلينا وللشعوب في تلك المنطقة».
أوباما انطلق، أيضاً، من «الدهشة» التي اعترته بسبب «الانتقادات المتزايدة التي تتخطى المسألة النووية إلى الحديث عن أنه حتى إذا تمّ حل القضية النووية، فإنهم (الإيرانيين) سيدعمون الإرهاب، وسيحصلون على مزيد من المال للدخول في نشاطات سيئة». وبناءً على هذه الهواجس ذكر أن «هذا ممكن»، مضيفاً أنه «سيكون علينا العمل ضد ذلك بأسلوب منهجي مع حلفائنا ــ في الدول الخليجية وإسرائيل ــ لمنع ما يقومون به خارج البرنامج النووي». ولكنه عاد بعدها ليكرر أن «الأساس هنا، هو أنهم لو تمكنوا من الحصول على السلاح النووي، لكان الأمر مختلفاً، وبناءً عليه، لقد حققنا هدفنا».
بالنسبة إلى الإسرائيليين، أعرب أوباما عن اعتقاده بأنه «ليس من الضرورة القول إنه تحت إدارتي، قمنا بالمزيد من أجل تطوير القدرات الإسرائيلية، وقد قلت إنني مستعد للقيام بأكثر مما قامت به أي إدارة أخرى سابقاً في ما يتعلق بتأمين المزيد من الضمانات الأمنية (لإسرائيل) من الولايات المتحدة». في هذا الإطار، أضاف أن «مخاوف الناس مشروعة، فحزب الله لديه عشرات آلاف الصواريخ الموجهة إلى إسرائيل. وهي تصبح مع الوقت أكثر تعقيداً»، مضيفاً أن «منع وصول هذه الصواريخ لم يكن ناجحاً كما يجب».
ولم يهمل أوباما الالتفات إلى حلفائه الآخرين، خصوصاً الخليجيين، فـ«وفق الطريقة ذاتها سيجري محادثات معهم حول كيفية صياغة سياسة منعٍ أكثر فعالية، وكيفية بناء هياكل حاكمة وعسكرية أكثر فعالية في المناطق السنية التي أصبحت فراغاً تملؤه جماعة داعش، أو الذي يمكن أن تستغله الأنشطة الإيرانية في بعض الأحوال».
«هناك مخاوف مشروعة على جهة الدول الخليجية في ما يتعلق بمحاولة إيران تحريك الأحداث التي تزعزع الاستقرار في داخلها»، أضاف أوباما، ليعلّل الجملة التالية وهي: «ليسوا مرضى بجنون الشك».
وعاد بعدها ليؤكد أنه رغم أن «إيران تقوم بأعمال غير بناءة، بأسلوب خطر»، إلا أن «ما قلته بكل بساطة هو أنّ علينا إبقاء عيننا على أمر واحد، وهو أن إيران مع سلاح نووي ستكون أكثر خطراً».
في سياق آخر، حاجج الرئيس الأميركي بالقول إن «منع إيران من الحصول على قدرات تخصيبية، هو أمر مستحيل بكل بساطة»، ليوضح أن «المتاح الأساسي هنا، هو كيف يمكن كبح جماحها والتحقق من حدودها». وقال إن «نتنياهو كان يفضل ــ ويشاركه العديد من النقاد في وجهة النظر هذه ــ ألا يكون لإيران قدرات نووية، ولكن في الحقيقة، ينطوي هذا الرأي على فكرة القضاء على وجود المعرفة».
اللواء
خامنئي لإخضاعه إلى فحص دقيق.. ومجلس الأمن يصوِّت عليه قريباً
أوباما: الإتفاق لن يُنهي الخلافات مع إيران وسوريا محل نقاش
اللواء من جهتها كتبت تقول "سعى الرئيس الاميركي باراك اوباما الى تبديد المخاوف بشأن الاتفاق التاريخي الذي تم التوصل اليه بين الدول الكبرى وايران بشان برنامجها النووي وسط انتقادات شديدة، وقال ان «خلافات عميقة» ستظل ماثلة بين طهران وواشنطن.
ووسط مخاوف من ان تسعى واشنطن الى التقارب مع عدوتها طهران بعد الاتفاق، قال اوباما «حتى مع التوصل الى هذا الاتفاق، فستظل بيننا وبين ايران خلافات عميقة».
واعتبر اوباما أن اسرائيل محقة في قلقها حول سلوك ايران، الا انه اكد ان امتلاك ايران لأسلحة نووية سيكون اكثر خطرا.
وأشار أوباما الى أن واشنطن لا تسعى الى «تطبيع العلاقات الدبلوماسية» مع إيران. وقال «هل سنحاول تشجيعهم (الايرانيين) على تبني نهج بناء اكثر؟ طبعا، ولكننا لا نراهن على ذلك»، مضيفا «بعكس الوضع في كوبا، نحن لا نقوم هنا بتطبيع العلاقات الدبلوماسية» مع ايران.
وقال الرئيس الأميركي إن المشاكل في سوريا لن تُحل من دون دعم من روسيا وتركيا وشركاء آخرين، وأضاف أنه يجب أن تكون إيران جزءا من هذه المناقشات.
وقال أوباما «حتى نحلها (الأزمة السورية) لا بد أن يكون هناك اتفاق بين القوى الكبرى المهتمة بسوريا وهذا لن يحدث في ميدان المعركة».
وأضاف أنه لا يتوقع إبرام مجموعة من الاتفاقات الرسمية مع إيران بشأن كيفية محاربة متشددي تنظيم الدولة الإسلامية. وتعهد أوباما باستخدام حق النقض للتصدي لأي جهد لمنع إقرار الاتفاق.
وفي نيويورك، قال دبلوماسيون ان الولايات المتحدة وزعت مشروع قرار على مجلس الامن الدولي يدعو للموافقة على الاتفاق النووي مع ايران وإلغاء العقوبات مع الاحتفاظ بحظر الأسلحة وحظر تكنولوجيا الصواريخ الباليستية قبل تصويت محتمل في الاسبوع المقبل.
وقال دبلوماسيون طلبوا عدم نشر اسمائهم إن السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة سامنثا باور أطلعت مجلس الامن المكون من 15 عضوا على مشروع القرار في جلسة مغلقة.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن وزير الخارجية جواد ظريف قوله عند وصوله إلى مطار طهران «الأسبوع المقبل سيعترف مجلس الأمن ببرنامج التخصيب الخاص بدولة نامية».
بالمقابل، نقلت وسائل إعلام إيرانية عن الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي قوله في بيان إن نص الاتفاق المبرم بين إيران والقوى العالمية يجب إخضاعه لتدقيق متمعن وينبغي اتخاذ تدابير قانونية حتى لا يخرقه الطرف الآخر.
وأضاف خامنئي، في رسالة بعث بها إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني وأوردتها وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية «إن التوصل لاتفاق خطوة مهمة ولكن نص الاتفاق ينبغي التدقيق فيه بإمعان وينبغي اتخاذ إجراءات قانونية بحيث أنه عند إقرار الاتفاق لا يمكن للطرف الآخر أن يخرقه.. فبعض أعضاء خمسة زائد واحد ليسوا محل ثقة».
البناء
أوباما: من حق «إسرائيل» أن تخاف لأنّ إيران لم تغيّر ثوابتها
إنزال لـ«درع الجزيرة» في عدن تمهيداً لقبول السعودية هدنة اليمن
دورة استثنائية للمجلس النيابي من أول آب تفتح طريق الحلحلة
صحيفة البناء كتبت تقول "بدأت المساعي الحثيثة للترجمة العاجلة لنتائج «إيرانيوم» أو دخول إيران النادي النووي ومن خلاله مجموعة السبع الكبار، فخرج الرئيس الأميركي باراك أوباما يشرح للأميركيين معاني الاتفاق باعتباره الحماية الأمثل للأمن القومي الأميركي، بصورة ذكرت الأميركيين بخروج الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون ووزير خارجيته هنري كيسنجر بُعيْد التفاهم مع الصين وقرار الانفتاح عليها والتسليم بفشل سياسات العزل والحصار. وشرح أوباما أنّ الأولوية بنظره لا تزال منع إيران من امتلاك قنبلة نووية، وهذا التفاهم يتيح تحقيق هذا الهدف في صورة لا جدال حولها، أما تغيير سياسات إيران فشأن آخر، معترفاً بأنّ إيران لم تغيّر في ثوابتها وسياساتها، خصوصاً بالنسبة لـ«إسرائيل»، وأنّ الخلافات الأميركية ـ الإيرانية لا تزال كبيرة في مساحات متعدّدة من قضايا الشرق الأوسط، قائلاً إنّ من حق «إسرائيل» أن تخاف، فإيران دولة قوية وتعلن نيتها العمل على إزالة «إسرائيل» عن الخريطة، وتواصل دعمها المطلق لحزب الله الذي يشكل مصدراً لخطر حقيقي على «إسرائيل» وأمنها. وفيما لا تتوافر أداة قياس لفعالية خطاب أوباما في إقناع الأميركيين، فالأكيد أنه زاد من الذعر «الإسرائيلي»، ومن حيث لا يريد ولا يدري ترافع أوباما عن أنّ إيران دولة مبادئ لم تبع ولم تشتر لبلوغ هذا التفاهم ولم تفرّط بذرة من ثوابتها ولا من مكانة حلفائها ودعمها لهم.
على الضفة الإقليمية بدت السعودية أول المستعجلين لخلق أمر واقع في جبهة حربها المقلقة على اليمن، والتي تعرف أنّ الزمن المتاح لإقلاع التسويات والتفاهمات فيها لم يعد طويلاً، فقامت بإنزال «درع الجزيرة» في عدن وسيطرت على المطار والمرفأ، حيث تدور معارك طاحنة مع الثوار الحوثيين والجيش اليمني، بينما ارتفعت أعلام «القاعدة» علناً في المناطق التي دخلتها الآليات السعودية والإماراتية. وقالت مصادر روسية وأميركية أنّ اتفاقاً على التسريع بوضع الهدنة اليمنية موضع التنفيذ ووقف القتال قد تمّ بين موسكو وواشنطن، وأنّ المبعوث الأممي سيبادر لإجراء الاتصالات اللازمة لإعلان موعد جديد لسريان الهدنة التي كشف الإنزال السعودي في عدن أسباب تعثرها سابقاً. وبدا أنّ السعودية المدركة لخسارتها السياسية والعسكرية الجسيمة يمنياً أرادت تأمين جزء من عدن كالمطار والمرفأ والقصور الرئاسية لنقل جزء من رموز السلطة اليمنية السابقة المؤيدة لها للإقامة في عدن قبل القبول بوضع الهدنة موضع التنفيذ.
لبنانياً، على رغم الإجماع على عدم وجود مؤشرات على أولوية إقليمية دولية لتفاهمات وتسويات تطاول الملف الرئاسي في لبنان، تنشط المساعي والوساطات على إحداث خرق في جدار التشابك السياسي الذي تشكل الحكومة ساحته وآلية عملها في ظلّ الفراغ الرئاسي محوره. ويبدو أن الاتجاه هو لجعل مرسوم فتح الدورة الاستثنائية للمجلس النيابي بدءاً من أول شهر آب المقبل، العنوان الأبرز لهذه المساعي، حيث يتحقق عبر هذا الباب ترتيب ملف العلاقة المأزومة بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، ويستعيد التموضع السياسي والنيابي وضعه الطبيعي من جهة، وتكون الحكومة قد وضعت في رصيدها نموذجاً للقضايا التي تدرج على جدول الأعمال توافقياً على طريق رسم الآلية لإدارة الفراغ الرئاسي من جهة أخرى.
الاتفاق النووي ومبالغة اللبنانيين بلهفتهم
من المؤكد أن اتفاق فيينا سينعكس إيجاباً على الملف اللبناني، لكن هذا الانعكاس لن يظهر سريعاً، فلبنان ليس ملفاً ملحاً بالأهمية للأطراف المعنية في صراع الشرق الأوسط، والأزمة اللبنانية ملف فرعي أمام الأزمات الأصلية كسورية والعراق واليمن، وحلها سيتأخر لحين إيجاد الحلول للأزمات العالقة في المنطقة. وعلى رغم ذلك، فإن لبنان سيحافظ في مرحلة الانتظار على الوضع المتوازن إلى حد بعيد، والمساكنة بين «الأعدقاء» لحين حلول الأجل المحدد للبنان والذي لا يتوقع أن يكون قبل أواخر عام 2016.
وتؤكد مصادر مطلعة لـ«البناء» أن اللبنانيين يبالغون بلهفتهم للبحث عن انعكاس هذا الاتفاق ويبالغون في تضخيم لبنان في عقل وقلب الغربيين، فلبنان ليس أولوية على طاولة الكبار». وتشير المصادر إلى «أن ما يهم الدول الإقليمية والغربية في الوقت الراهن هو المحافظة على الاستقرار الهش، والحفاظ على الحد الأدنى من الوصل الداخلي من دون فرط ما تبقى من مؤسسات كالحكومة وطاولة الحوار». وشددت المصادر على «أن لبنان مرتبط بإحكام بالملف السوري ولن تحل الأزمة فيه قبل معالجة الوضع في سورية».
وتوقع الرئيس نبيه بري أن تكون للاتفاق على الملف النووي الإيراني انعكاسات إيجابية على المنطقة وأن يساعد على تحقيق الانفراج في لبنان. وقال بري أمام النواب في لقاء الأربعاء النيابي في عين التينة: «ربما يساهم الاتفاق النووي بخلق أجواء مساعدة على إزالة التعقيدات أمام انتخاب رئيس للجمهورية».
جلسة انتخاب الرئيس على وقع اتفاق فيينا
إلى ذلك، لم تنسحب الأجواء النووية الايجابية على جلسة انتخاب الرئيس السادسة والعشرين التي شهدت إرجاء جديداً لعدم اكتمال النصاب إلى 12 آب المقبل. وتحدث رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة من المجلس النيابي، على وقع اتفاق فيينا، مؤكداً الحرص على بناء علاقات جيدة مع إيران.
واعتبر رداً على سؤال لـ«البناء» حول انعكاس الملف النووي على الانتخابات الرئاسية «أن الملف الرئاسي هو مسألة لبنانية وليست خارجية، طبيعي أن يكون التأثير الخارجي من العوامل المساعدة لكن من يريد تسليم قيادته لكل الأحداث الخارجية يصبح وكأنه في سفينة من دون أشرعة وتتقاذفها الرياح، ومن يظن أنه حقق مكاسب أو حقق خسارة نتيجة الاتفاق النووي يكون قصير النظر وعديم الرؤية، هذه المنطقة ميزتها العيش ولا أحد يستطيع أن يفرض على الآخر ما يريده، يجب أن يكون هذا العمل بالتوافق وليس على أساس تسجيل أهداف أو تحقيق انتصار فئة على أخرى».
ولفتت مصادر تيار المستقبل لـ«البناء» إلى «أن الاتفاق النووي سينعكس تحالفات وخلطاً لأوراق جديدة بين الطرفين المتخاصمين 8 و14 آذار. ولن يعود الوسطيون مجبورين على الاختيار بين محور وآخر. والأجهزة الأمنية والعسكرية ستكون الرابح الأول والانتخابات الرئاسية ستأتي بشخصية توافقية تحظى بتأييد الطرفين الإيراني والأميركي».
ورأت أنه لا يمكن تقدير مدى وطبيعة هذه الانعكاسات في الوقت الراهن كما أنه ليس بالضرورة أن تحل جميع المشاكل والأزمات في لبنان بمجرد توقيع هذا الاتفاق، خصوصاً أن التأثير الأكبر الآن على المستويين الدولي والإقليمي هو للواقع الحاصل في سورية حيث لا مؤشرات في المدى المنظور لحل الأزمة السورية».
واستبعدت المصادر «أن يرى لبنان رئيساً للجمهورية نتيجة تسوية إيرانية أميركية لأن الأميركيين لا يسألون عن هذا الاستحقاق اللبناني»، مشيرة إلى «أن لبنان دخل الآن مرحة الانتظار لكي يظهر مدى تبدل الأمور على المستوى الإقليمي لكي يصل لبنان إلى بر الأمان». وأوضحت أن حوار حزب الله تيار المستقبل هو أقل بكثير من رؤية استراتيجية بل هو رؤية ضيقة للأمور تتعلق بالحفاظ على نوع من الاستقرار وحل المسائل التي يمكن حلها بانتظار أن تأتي الحلول الكبرى للمنطقة وليس بالضرورة أن يكون مدخلها توقيع الاتفاق النووي».
دورة استثنائية للمجلس
إلى ذلك تتواصل الجهود في الكواليس لفتح دورة استثنائية لمجلس النواب. ويزور أمين سر تكتل التغيير والإصلاح النائب إبراهيم كنعان معراب اليوم في إطار التشاور المفتوح بين الرابية ومعراب، في عمل مجلس النواب لا سيما أن رئيس حزب القوات سمير جعجع يجري اتصالات مع المعنيين من تيار المستقبل والتيار الوطني الحر لعدم سقوط الحكومة وتفعيل عمل المجلس.
في غضون ذلك، واصل التيار الوطني الحر تحركه باتجاه الشارع، حيث نظم مساء أمس مسيرة من نحو 70 سيارة من ميرنا الشالوحي باتجاه الأشرفية .وقام الموكب برمي مناشير تضمنت الآتي: «أنا مسيحي، لن أسمح بتهميشي، لن أقبل برئيس صوري لا يؤثر في المعادلة، لن أقبل بقانون انتخابي يلغي تمثيلي، لن أقبل بقيادات منقادة… معاً نستعيد حقنا».
مطمر الناعمة إلى الواجهة مجدداً
في سياق آخر، عاد مطمر الناعمة إلى الواجهة مجدداً. وأبلغت رئاسة الحكومة مجلس الإنماء والإعمار الموافقة على مواصلة العمل بمطمر الناعمة في شكل استثنائي لتفادي تراكم النفايات لحين البت بالمناقصات. في موازاة ذلك يتحضر أهالي عرمون إلى تنفيذ خطوات تصعيدية رداً على عدم إقفال المطمر، وأعلنوا أن يوم غد الجمعة سيكون يوماً تاريخياً».