22-11-2024 12:32 PM بتوقيت القدس المحتلة

دعوة السيد نصر الله للحوار بين "التيارين".. تنتظر حسم الموقف السعودي

دعوة السيد نصر الله للحوار بين

ما زالت الازمة الحكومية في لبنان على حالها ومن خلفها مشكلة أعمق تتعلق بكيفية إدارة البلد، ولم تتغير حتى اللحظة الظروف العامة التي قد تؤثر بشكل او بآخر في تحريك الملفات المعلقة.

ذوالفقار ضاهر

ما زالت الازمة الحكومية في لبنان على حالها ومن خلفها مشكلة أعمق تتعلق بكيفية إدارة البلد، ولم تتغير حتى اللحظة الظروف العامة التي قد تؤثر بشكل او بآخر في تحريك الملفات المعلقة، من موضوع التعيينات الامنية الى الاستحقاق الرئاسي مرورا بالملف الحكومي ووصولا الى المطالبة بالحفاظ على حقوق المسيحيين، التي باتت عنوان المرحلة.

فرئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النيابي النائب العماد ميشال عون بقي على مواقفه المرتفعة السقف واستمر في تعبئة جمهور "التيار الوطني الحر"، كما ان الخصم المباشر في نزال الازمة أي "تيار المستقبل" ما زال يلعب دور المنكفئ عن المواجهة تاركا رئيس الحكومة تمام سلام يواجه التيار وحيدا باستثناء بعض المواقف الاعلامية التي يطلقها بعض قيادات فريق "14 آذار" ضد العماد عون من دون الوصول الى حد التصادم مع عون وتياره، في حين يلتزم كل من حزب "الكتائب اللبنانية والقوات اللبنانية" الوقوف على "التل" بانتظار انقشاع غبار "معركة" الحفاظ على حقوق المسيحيين، لمعرفة كيفية الاستفادة من ذلك: إما بإحراج عون وإغراقه في المستنقع وحيدا ومحاولة الكسب من خسائره، وإما مشاركته الحقوق التي يكون قد حصلها وحيدا للمسيحيين.

وفي ظل استمرار صمت الرئيس نبيه بري الذي دائما كان يتم التعويل عليه لتدوير الزوايا وابتداع الحلول والمخارج لأي ازمة، يبقى رئيس "اللقاء الديمقراطي" النيابي النائب وليد جنبلاط على أسلوبه في المراوحة فهو قبل الجلسة الاخيرة للحكومة حاول ترطيب الاجواء مع العماد عون، بينما أجواء الجلسة الساخنة لمجلس الوزراء أظهرت انه كان يدفع عبر وزرائه بالرئيس تمام سلام للصدام مع وزراء التيار العوني لا سيما الوزير جبران باسيل.

السيد نصر الله دعا "تيار المستقبل" حل الازمة عبر الحوار مع العماد عون

فأمام كل "الستاتيكو" القائم، برز الكلام المتوازن والدقيق للامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في دعوة "تيار المستقبل" للبحث عن حل للموضوع مع العماد عون والخوض في حوار ثنائي يجمع الطرفين، إلا ان السيد نصر الله شدد على أحقية مطالب عون كما اكد على دعمه ورفضه ادارة الظهر لهذه المطالب وضرورة حل الموضوع.

ولكن كيف يمكن قراءة كلام السيد نصر الله ودعوته للحوار أمام مواقف "تيار المستقبل" التي لا توحي انه يريد حل الازمة اللبنانية أقله في المدى المنظور؟ فتيار المستقبل يبدو انه يريد شراء الوقت لتمرير المرحلة بانتظار شيء ما، فكيف سيكون عليه الوضع حتى موعد الجلسة المقبلة للحكومة المقررة بعد عيد الفطر، هل يمكن ايجاد حلحلة معينة في جدار الازمة وفتح باب للحوار بين "التيارين" يكون الملف الحكومي بدايته قبل الانطلاق لحل كل الملفات العالقة؟ ام انه سيبقى تيار المستقبل يراهن على الوقت وعلى التطورات في سوريا والمنطقة؟

أما على ماذا يمكن ان يتحاور الطرفان، فالبنود كثيرة وعديدة من رئاسة الجمهورية الى قانون الانتخاب وصولا للتعيينات ومشاركة المسيحيين وغيرها الكثير من النقاط التي يراها كل فريق ضرورية لارساء الامن والاستقرار في البلد وتثبيت العيش المشترك على أسس ثابتة وواضحة بحيث لا يعتدي احد على حقوق الاخر، ولم لا تمهيداً للانطلاق الى الحوار الشامل لا سيما بعد تعدد الحوارات الثنائية يين مختلف الافرقاء في لبنان.

من جهتها، اعتبرت مصادر "التيار الوطني الحر" ان "دعوة السيد نصر الله للحوار هي دعوة صادقة وصادرة من القلب لانها تعتبر ان المطلوب اليوم هو التهدئة وحسن النوايا بين اللبنانيين للحفاظ على وطنهم وعلى مكوناته"، واكدت على "جهوزية التيار الوطني الحر للحوار مع تيار المستقبل بشرط ان يكون الحوار جديا وان لا ان يكون الهدف منه إضاعة الوقت وأخذنا الى امكنة اخرى للوصول الى تضييع حقوق المسيحيين".  

بدوره، رأى المحلل السياسي اللبناني سركيس بوزيد ان "الجمود الحاصل في لبنان سببه ان العديد من الاطراف كانت تنتظر نتيجة الاتفاق النووي وأثره على المنطقة فهؤلاء كانوا يراهنون على الوقت"، واضاف "اليوم نحن أمام مرحلة جديدة واعتقد ان جميع الاطراف سوف تعيد النظر في سلوكها وتصرفاتها وعلاقاتها مع الآخرين انطلاقا من التطور الهام المتمثل بالاتفاق النووي".

موقف تيار "المستقبل" من الامور الداخلية مرهون بموقف السعودية من الاتفاق النووي

واشار بوزيد الى ان "موقف حلفاء السعودية في لبنان وعلى رأسهم تيار المستقبل من الامور الداخلية سيتأثر بشكل مباشر وكبير بموقف السعودية من الاتفاق النووي"،" واضاف "بطبيعة الحال موقف تيار المستقبل في الازمة الحالية التي تمر بها الحكومة وكذلك على صعيد رئاسة الجمهورية مرهون بالموقف السعودي وكيفية تعاطيه مع الاتفاق".

واوضح بوزيد "إذا تعاطت السعودية بايجابية ومرونة مع الاتفاق النووي سنرى حلحلة في الملفات اللبنانية الداخلية العالقة والمجمدة وسنرى تجاوبا من حلفائها وبالاخص تيار المستقبل مع مطالب باقي اللبنانيين وعلى رأسهم التيار الوطني الحر والمسيحيين"، وتابع "أما إن تعاطت السعودية بسلبية مع الاتفاق سنرى استمرارا للحالة الراهنة التي نعيشها اليوم من الجمود والتعطيل".

وسأل بوزيد "هل ستلاقي السعودية الدعوة الايرانية للحوار والاستفادة من الانجاز الذي حققته ايران حتى يكون مكسبا للعالمين العربي والاسلامي ام انها ستتصدى وتتعاطى بسلبية وتعنت معه؟"، معتبرا ان "السعودية ما زالت مواقفها مترددة في هذا الخصوص وهي تعاني من حالة ضياع ولا تعرف كيف ستتصرف في المرحلة المقبلة"، داعيا "لانتظار السعودية ان تحسم السعودية مواقفها بهذا الخصوص لنرى تأثيرها على فريقها في لبنان"، ورأى ان "السعودية تنتظر في هذا المجال التطمينات الاميركية والغربية قبل ان تتخذ موقفها من الاتفاق بين ايران ومجموعة (5+1)".

الحقيقة انه عندما يطرح الحديث عن الحوار بشكل عام لا احد من الافرقاء يبادر لرفضه صراحة بمن فيهم الاطراف المعطلة وفي طليعتهم "تيار المستقبل"، إلا ان هؤلاء رغم كل شعاراتهم المنادية بالحوار والشراكة مع الآخر يختلقون التبريرات للهروب من التحاور، وإلا كيف نفسر صمتهم عن الدعوات المتتاليية للتلاقي بين اللبنانيين، فمن يريد العيش المشترك والتلاقي عليه المبادرة فورا لتلبية الدعوة والبحث عن حلول للمطالب المحقة للتيار الوطني الحر بدل الجلوس بانتظار اية اشارات اخرى تصله من وراء الحدود..