عملية غير مسبوقة لـ«داعش» عند ساحل رفح
مصطفى بسيوني
بينما يستعد المصريون لاستقبال عيد الفطر، حاولت الجماعات المتشددة القيام بعمليات تربك استقبال العيد. سيناء لازالت هي المسرح الرئيسي لعمليات الإرهاب. ففي صباح أمس دارت اشتباكات بين القوات المسلحة وعناصر إرهابية. هذه المرة كانت في البحر على ساحل رفح.
وبحسب بيان المتحدث الرسمي للقوات المسلحة، على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، فإن الاشتباكات لم تسفر عن خسائر في الأرواح بين قوات الأمن. وذكر بيان المتحدث أنه «في تمام الساعة 9.30 صباح الخميس وأثناء قيام أحد لنشات (زوارق) الحراسة بمهام تأمين سواحل البحر الأبيض المتوسط أمام مدينة رفح، اشتبه طاقم اللنش في تحركات بعض العناصر الإرهابية على الساحل، فقامت عناصر الطاقم بمطاردة العناصر المشتبه بها وحدث تبادل لإطلاق النيران ما أسفر عن اشتعال النيران باللنش من دون حدوث خسائر في الأرواح».
وأعلنت «ولاية سيناء» - ذراع تنظيم «داعش» في مصر - أنها قصفت الزورق بصاروخ. ونشرت الجماعة ثلاث صور زعمت أنها للهجوم، يبدو في أولاها ما يمكن أن يكون قذيفة أُطلقت صوب زورق، ويظهر في الثانية انفجار القذيفة في الزورق بينما تظهر في الأخيرة كتلة من اللهب ودخان يتصاعد من الهدف.
العملية، كانت محدودة وغير مؤثرة، بحسب بيان المتحدث العسكري، ولكنها تبدو فريدة من نوعها. حيث لم تعتد الجماعات التكفيرية في مصر القيام بعمليات بحرية. وهو ما يطرح التساؤل حول قدرات تلك الجماعات وما إذا كانت تتجه لفتح جبهة جديدة في مياه المتوسط. كما أنها تطرح احتمالات حصول تلك الجماعات على السلاح والأفراد عبر البحر.
اللواء نبيل فؤاد، أستاذ العلوم الاستراتيجية في أكاديمية ناصر العسكرية يقلل من أهمية تلك الاشتباكات ولا يرى فيها ذلك التطور. ويقول في حديثه لـ «السفير» إنه «لا يمكن اعتبار تلك الاشتباكات المحدودة مؤشرا على تطور حقيقي في قدرات الجماعات الإرهابية. فمن المعروف أن القوات المصرية تقوم بدوريات روتينية على السواحل وفي المياه الإقليمية. ويقوم بتلك الدوريات أكثر من سلاح. فالبحرية وحرس الحدود وحتى الشرطة تقوم بدوريات أمنية لتأمين الحدود البحرية وملاحقة المهربين».
ويضيف فؤاد «كان التهريب ذو الطابع الإجرامي هو النشاط الأبرز الذي تلاحقه الدوريات البحرية، واليوم التهريب المتصل بنشاط الجماعات الإرهابية أصبح في المقدمة، مثل تهريب السلاح، والأفراد، وأيضا الهجرة غير الشرعية. لذا فالاشتباكات لا أعتقد أنها تمثل عملا هجوميا للإرهابيين، ولكنها تأتي في إطار جهود القوات المصرية في تأمين السواحل وملاحقة المهربين».
ولكن مع سياسة المبادأة والاستباق التي تتبعها القوات المسلحة في سيناء في هذه المرحلة، لم تكن الاشتباكات البحرية هي الحدث الوحيد. وبحسب بيان تالٍ للمتحدث الرسمي، «نجحت القوات المسلحة فى استهداف تجمع لـ22 إرهابيا أثناء تجمعهم داخل أحد مقارهم بمنطقة، اللفتات، بمدينة الشيخ زويد وأسفرت الضربة عن تدمير المقر بالكامل ومقتل كافة العناصر الإرهابية»، وقد أرجع المتحدث العسكري نجاح الضربة إلى «تدفق المعلومات من الأجهزة الأمنية والعناصر المتعاونة عن أماكن اختباء العناصر الإرهابية».
القاهرة كان لها نصيب من العنف. فقد أدى انفجار محدود بحي مصر الجديدة شرق القاهرة إلى إصابة أمين شرطة، وبحسب بيان لوزارة الصحة فإنه لم تحدث وفيات نتيجة الانفجار، المحدود.
ولكن الحدث الأبرز أمنيا في القاهرة كان قرار وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار بإقالة مدير أمن القاهرة اللواء أسامة بدير، وتعيين حكمدار العاصمة اللواء خالد عبد العال بدلا منه.
إقالة مدير أمن القاهرة جاءت في توقيت غير معتاد. فليلة عيد الفطر التي تشهد عادة رفع الاستعدادات الأمنية، خاصة في العاصمة، هو موعد غير معتاد لإجراء تغيير في القيادات الأمنية، الذين عادة ما تلغى إجازاتهم ويظلون في حالة تأهب واستعداد لمواجهة طوارئ العيد.
هذا التغيير المفاجئ اعتبره مراقبون متأخرا، فالأسباب المباشرة وراء إقالة مدير أمن القاهرة يرجعها هؤلاء لوقوع عمليتين كبيرتين بفارق زمني محدود في القاهرة. الأولى عملية اغتيال النائب العام، والثانية تفجير القنصلية الإيطالية. وهو ما اعتبر فشلا ذريعا في تأمين أهداف المفترض أن استهدافها متوقع جدا. وهو ما يعني أن قرار الإقالة جاء متأخرا.
في كل مناسبة تحاول الجماعات المتشددة إثبات قدرتها على العمل وتحدي أجهزة الأمن. وفي كل مناسبة تسعى الأجهزة الأمنية للتكيف مع آليات عمل تلك الجماعات وتفادي الأخطاء. ولكن تتابع الأحداث يوضح أن هذا السباق لن ينتهي سريعا.
assafir.com
موقع المنار غير مسؤول عن النص وهو يعبّر عن وجهة نظر كاتبه