وتتألف المبادرتان من برنامجين مترابطين يدوم كلاهما خمس سنوات، الأول هو المرفق المعني بالآثار الممكنة على الأمن الغذائي والتغذية وقدرات التجاوب والاستدامة والتحوّل
أبرم الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، اتفاق شراكة لتعزيز الأمن الغذائي والتغذية والزراعة المستدامة، وقدرات التجاوب لدى 35 بلداً. وأُعلنت هذه البرامج في اجتماع ضمّ مفوض الاتحاد الأوروبي للتعاون الدولي والتنمية نيفين ميميكا، والمدير العام لـ «فاو» جوزيه غرازيانو دا سيلفا، على هامش أعمال المؤتمر الدولي لتمويل التنمية في أديس أبابا.
وأشار بيان لـ «فاو»، إلى أن الاتحاد الأوروبي «يساهم في 50 مليون يورو، في حين رصدت فاو نحو 23.5 مليون يورو لهذه المبادرة، التي تقودها البلدان ذاتها وتُدار وفق المطالب».
وأكد ميميكا أن هذه المبادرة «سيكون لها دور حاسم في دعم البلدان الشريكة والمنظمات الإقليمية لتجميع الموارد سياسياً وتقنياً ومالياً، لبلوغ الهدف المشترك المتمثل في تقليص انعدام الأمن الغذائي والتغذية». كما ستدعم هذه المبادرة «أواصر الشراكة بين الاتحاد وفاو».
واعتبر غرازيانو دا سيلفا، أن «هذا الطور، الأحدث في شراكتنا مع الاتحاد الأوروبي، سيعزز إلى حد كبير قدرة المنظمة على خدمة الحكومات لمساعدتها في تحصيل البيانات والمعلومات التي تحتاج إليها، ولصياغة سياسات فعالة وتنفيذها، تهدف إلى التصدي للجوع ومعالجة أسبابه الجذرية، فضلاً عن بناء قدرات التجاوب إزاء الصدمات والأزمات».
وتتألف المبادرتان من برنامجين مترابطين يدوم كلاهما خمس سنوات، الأول هو المرفق المعني بالآثار الممكنة على الأمن الغذائي والتغذية وقدرات التجاوب والاستدامة والتحوّل، وستُناط به مهمات تعزيز قدرات الحكومات والإدارات الإقليمية للنهوض بالأمن الغذائي والتغذية والزراعة المستدامة وسياسات تنفيذها، وسيُنفّذ من خلال توفير المساعدات في مجال السياسات ودعم تنمية القدرات.
ويتمثل الثاني بمبادرة المعلومات حول الأمن الغذائي والتغذية والتجاوب في خدمة صنع القرار، وسيساهم في تعزيز تجاوب السكان لدعم تحمّلهم للأزمات الغذائية الناجمة عن الكوارث الطبيعية وذات الأسباب البشرية. ويُعد تأمين معلومات مستندة إلى الأدلة لصنّاع القرار إحدى الوسائل لتحقيق هذا الهدف.
وذكّرت «فاو» في بيانها بتقرير الأمم المتحدة حول انعدام الأمن الغذائي، الذي أشار إلى أن «800 مليون شخص في العالم لا يزالون جياعاً، وملايين آخرين لا يملكون الوصول إلى النظم الغذائية الصحية، على رغم التقدم المحقق خلال العقود الأخيرة». ولفتت إلى «ازدياد عدد الأشخاص المتأثرين بالأزمات الغذائية الناجمة عن الصراعات والكوارث الطبيعية وتغير المناخ، أو تقلب أسعار المواد الغذائية».
وقدّر تقرير مشترك لـ «فاو» والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد)، وبرنامج الأغذية العالمي (WFP)، «كلفة اجتثاث الجوع في العالم بحلول عام 2030 بنحو 267 بليون دولار سنوياً، من الاستثمارات في المناطق الريفية والحضرية ولأغراض الحماية الاجتماعية».