24-11-2024 08:41 PM بتوقيت القدس المحتلة

78% من الإسرائيليين: «النووي» يهدد وجود إسرائيل

78% من الإسرائيليين: «النووي» يهدد وجود إسرائيل

وبرأي المحلل الصهيوني فان الاتفاق النووي أسّس لهيمنة ايرانية في منطقة الشرق الاوسط، على حساب السعودية والعالم السني، وايران لن تكون بحاجة للحصول على قنبلة نووية، لكي تصبح قوة اقليمية رئيسية في المنطقة

مع اقرار الاتفاق النووي وسطوع النجم الايراني فيه، بدأت ملامح المتغيرات في المنطقة بالظهور، ولعل اخطرها الانقلابات المتوقعة في الحسابات الاسرائيلية، وسط تساؤلات كبرى بدأت تُطرح في اوساط صانعي الحرب في الكيان الاسرائيلي..عن مصير الحرب مع «حزب الله»، فهل اطاح الاتفاق بالحرب الاسرائيلية الثالثة على لبنان ؟، وهل من متغيرات على مستوى الحسابات الاسرائيلية في مرحلة ما بعد الاتفاق؟.

محمود زيات/ جريدة الديار

78% من الإسرائيليين: «النووي» يهدد وجود إسرائيلالنقمة العارمة التي عمت الكيان الصهيوني، غداة الاعلان عن الاتفاق النووي، الذي صاعد من حدة الازمة الحادة الدائرة بين التشكيلات السياسية الاسرائيلية، بعد ان اخرجها الى العلن، تُرجمت باستطلاع للرأي داخل المجتمع الصهيوني حول التداعيات المحتملة للاتفاق على الامن القومي الاسرائيلي، حيث اظهرت نتائج الاستطلاع الذي نشر في صحيفة «معاريف» العبرية، أن أكثر من 71 بالمئة من الاسرائيليين يعتقدون أن الاتفاق النووي قرّب ايران من الوصول الى القدرة النووية «غير السلمية»، أي باتجاه «القدرة النووية العسكرية»، فيما عبر 78 بالمئة من الاسرائيليين عن اعتقادهم بأن الاتفاق النووي يمثل تهديداً على وجود اسرائيل، وخطراً على «الامن القومي الاسرائيلي، ورغم ذلك، تشير نتائج الاستطلاع الى ضبابية حول الموقف من شن هجوم عسكري على المنشآت النووية الايرانية، في مرحلة ما بعد التوقيع على الاتفاق، اذ عبر 47 بالمئة من الاسرائيليين انهم يدعمون القيام بعملية عسكرية، فيما عارض الهجوم العسكري 35 بالمئة.

ولعل ما طرحه معلّق الشؤون العربية على موقع «تايمز اوف اسرائيل» الالكتروني افي يسخاروف من مخاوف وتداعيات الاتفاق على الوجود الاسرائيلي، وجعل ايران قوة اقليمية تهيمن على الشرق الاوسط، على حساب دول ما يسميه «الاعتدال العربي»، يعطي صورة للواقع الصهيوني، بعد الاتفاق، وهو اتفاق فتح الشهية الاسرائيلية على تعزيز الصراعات الطائفية والمذهبية في المنطقة، سيما بين الشيعة والسنة، بعد ان اعتبر ان الاتفاق يمنح حق الهيمنة لايران الشيعية على المنطقة على حساب دول الاعتدال العربية السنية، وبالطبع على حساب اسرائيل.

وبرأي المحلل الصهيوني فان الاتفاق النووي اسس لهيمنة ايرانية في منطقة الشرق الاوسط، على حساب السعودية والعالم السني، وايران لن تكون بحاجة للحصول على قنبلة نووية، لكي تصبح قوة اقليمية رئيسية في المنطقة، بل سيكون كافيا ان تصبح دولة عند العتبة النووية، مع مليارات باتت تحت تصرفها، من اجل تعزيز نفوذها في المنطقة.

ما البديل عن الاتفاق؟ يجيب المحلل الصهيوني.. ثمة بديل آخر، ضربة عسكرية أميركية أو إسرائيلية، قد تؤدي إلى اندلاع حرب إقليمية، بما في ذلك هجمات صاروخية على إسرائيل من قبل حزب الله وغيره. وللمعلوم أنه لم يتم تفادي خطر الحرب، ولكن تم تأجيله فقط. الخطر الأكبر من هذا الإتفاق، مع ذلك، أبعد ما يكون عن أقل الشرور، إنه الشر بعينه عندما يتعلق الأمر بمستقبل الشرق الأوسط. لقد حدد نتيجة الصراع بين السنة والشيعة. تاريخ 14 يوليو 2015 من المرجح أن يردد صداه بإعتباره أحد أحلك الأيام في تاريخ هذه المنطقة، وخاصة فيما يتعلق بالدول العربية السنية المعتدلة.

ويعتبر ان ايران خرجت من المفاوضات الى الاتفاق قوية ومستقرة ومع موارد لا نهاية لها والتي من شأنها أن توجه لإضعاف تلك البلدان بكل وسيلة ممكنة. من خلال جلب مئات الملايين من الدولارات لإيران، سيمكن هذا الإتفاق النظام لبسط نفوذه في جميع أنحاء المنطقة، إلى إنشاء مناطق نفوذ حتى في المناطق التي لم تصل اليها حتى الآن. انه أسوأ خبر ممكن للعائلة المالكة السعودية، وبطبيعة الحال، لإسرائيل. فرفع الحظر الدولي عن ايران، واستعادة الاموال المحتجزة، يعني عند الاسرائيليين، اطلاق يد حزب الله في مواصلة بناء ترسانته الصاروخية والقتالية عند الجبهة الشمالية للكيان الاسرائيلي، وتحويل مساعدات مالية لحماس والجهاد الإسلامي عند الجبهة الجنوبية، بعد تحرر ايران من الاحراجات المالية التي دمرت موازناتها المالية، جراء الحصار الاقتصادي.