في الشريط، يعتّد خريس بالتنظيم اللوجستي الذي أظهرته «النصرة» للأهالي من إفساح في المجال أمام الأهالي والمعتقلين «بأخذ راحتهم»، وباللباس الموّحد الأسود الذي اتشح به العسكريون المخطوفون..!!
لم نع تماماً حقيقة السكوب الذي أتحفتنا به mtv قبل يومين حين واكبت زيارة أهالي العسكريين المخطوفين الى جرود القلمون حيث يتواجد ذووهم المحتجزون منذ ما يقارب العام على يد جبهة «النصرة». هذا «السبق» الذي زنرته المحطة باللوغو الخاص بها، شمل توثيق صور اللقاء مع صوت أمير جبهة «النصرة» هناك، أبو مالك الشامي الذي ظهر مموه الوجه، وصوته يصدح كإمام مسجد أمام حشد الأهالي وذويهم.
زينب حاوي/ جريدة الأخبار
كانت أشبه بخطبة جمعة، وجه فيها الشامي التهديد والوعيد للبنانيين بأنه حالما «ينفضون الغبار عن أنفسهم أي النصرة، سيدخلون لبنان» ولـ«حزب الله» عندما قال للأهالي: «عليكم تحمّل نتائج أعمال حزب الله الشيطانية». هذه الموعظة، وصفتها محطة المرّ «بالمقابلة الحصرية وبـ «اللقاء التلفزيوني الأول» على شاشتها قام بها مراسلها حسين خريس. لكنها لم تمت بأي صلة للمقابلة الصحافية.
إذ خلت من أي معيار مهني يحسب لخريس في المحاججة والنقاش أكان بشكل مباشر أو لدى إعداد تقريره عن الزيارة. حتى أنه لم يوجه الأسئلة كما بدا من الشريط المعروض نهار السبت الماضي، باستثناء سؤال واحد حول شروط التفاوض والثمن المقابل لتحرير المخطوفين. خريس ترك الهواء للشامي يهدد ويتوعد كما يشاء من دون تدخل ويفرض شروط تفاوض جديدة، ويبيّض صفحة جبهة «النصرة» التي بدت على لسانه كتنظيم «نظيف» لم يأسر أحداً بل «أتى العسكريون لوحدهم» إليه. وهم اليوم كما ادعى «مكيفين (فرحين) لا يريدون العودة الى ديارهم» قالها ممازحاً.
في الشريط، يعتّد خريس بالتنظيم اللوجستي الذي أظهرته «النصرة» للأهالي من إفساح في المجال أمام الأهالي والمعتقلين «بأخذ راحتهم»، وباللباس الموّحد الأسود الذي اتشح به العسكريون المخطوفون. والأنكى أنه ذكر على مضض ما عرضه التنظيم الإرهابي من شريط عنونه «لن ننسى عرسال» وفيه يخبرنا خريس أنه يحتوي على مشاهد لتعرّض مدنيين من هذه البلدة من نساء وأطفال الى القصف في فترة الهدنة.
إذاً مواكبة mtv لزيارة الأهالي لذويهم في جرود القلمون السورية، مع ما حملته من سريالية في المشهد، كأن ينتقل الأهالي ومعهم المحطة «التي اختاروها» كما قال خريس، الى الأراضي السورية بتصريح من القيادة العسكرية ولمقابلة من احتجز وأعدم ميدانياً أيضاً جزءاً من هؤلاء المعتقلين. لم يفش المراسل اللبناني بالمكان المتواجد فيه «النصرة» فقال في «إحدى المغاور». ولم ينس أن يخبرنا بأن هذا التنظيم قام بحمايته مع المصور من بطش «داعش» الذي يرفض أي نوع من هذه الزيارات!