تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء 22-07-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها أزمة النفايات في لبنان لليوم الخامس على التوالي..
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء 22-07-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها أزمة النفايات في لبنان لليوم الخامس على التوالي..
السفير
«حرب النفايات»: كارثة بيئية وخطاب فدرالي!
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "غرقت جمهورية العجز في أكوام النفايات التي اجتاحت الكثير من شوارع بيروت والضواحي ومعظم مناطق جبل لبنان، في تعبير صارخ عن هزالة الطبقة الحاكمة التي تتراكم اخفاقاتها، فلا هي قادرة على انتخاب رئيس، ولا التشريع، ولا وضع آلية لعمل مجلس الوزراء، ولا معالجة أزمة الكهرباء، ولا حتى .. إزالة النفايات، وهذه من ابسط البديهيات.
تعددت الفضائح التي كان كلٌ منها يستحق المساءلة والمحاسبة، لكن فضيحة النفايات تكاد تكون الأقوى دويا والأفدح تأثيرا، أولا، لأنها تحاصر اللبنانيين في حياتهم اليومية، وثانيا، لأنه لم يكن هناك ما يبرر التقصير في المعالجة الاستباقية لها، إذ ان موعدها كان معروفا من قبل، ومع ذلك فشلت الحكومة في استباق المحظور.
ووفق معطيات ما بعد اجتماعات الأمس، فان الازمة تبدو طويلة، مع محاولات لحلول ترقيعية وموضعية، إلا إذا أعيد فتح مطمر الناعمة، وهو احتمال لم يُطرح على طاولة اجتماع لجنة البيئة النيابية، وإن يكن البعض لا يزال يهمس بأن الحل في يد النائب وليد جنبلاط، الذي يملك وحده مفتاح مطمر الناعمة.
وكرر وزير البيئة محمد المشنوق التشديد على مسألة المضي في فض العروض وإطلاق عملية التلزيم للشركات بعد 15 يوماً، مشيراً إلى أنه لا حل إلا بـ «لامركزية النفايات».
وقال وزير المال علي حسن خليل لـ «السفير» ان أزمة النفايات هي بمثابة حرب، تصيب جميع اللبنانيين، من دون تمييز بين هذه الطائفة وتلك، أو بين هذه المنطقة وتلك، ولذلك لا يجب التعامل مع هذه الازمة وفق حسابات سياسية ومناطقية.
وشدد على ان المطلوب الاسراع في إيجاد مطمر لاحتواء نفايات العاصمة وجبل لبنان، لافتا الانتباه الى انه لا يوجد عقار في بيروت يمكن استخدامه لهذه الغاية.
وأشار الى ان هناك قرابة 870 مكبا عشوائيا في مختلف المناطق، ومن الافضل ان ننظم انتشارها وان ننشئ مطامر تتوافر فيها الشروط الصحية، بدل هذه الفوضى العشوائية، وعوضا عن الفيتوات الجغرافية المتبادلة.
وأكد نائب بيروت ورئيس لجنة الاشغال محمد قباني لـ «السفير» ان هناك حاجة ملحة الى معالجة وطنية لأزمة النفايات، وبالتالي لا يجوز التعاطي بهذه الحدة المناطقية مع نفايات العاصمة، ما يهدد بتحول كل قضاء الى جمهورية مستقلة في ما خص كيفية مقاربة هذا الملف، متسائلا: اين يضع ابناء بيروت نفاياتهم.. هل نطمرها في شارع الحمرا او في ساحة ساسين؟
وأضاف: أكثر من نصف سكان العاصمة أتوا اليها من خارجها، فلماذا هذا التمييز المناطقي المعيب، والذي يهدد بتداعيات شديدة الخطورة على تماسك المجتمع والدولة، إذ قد يأتي يوم يرفض فيه أهالي بيروت ان يتعلم ابناء المناطق في مدارس العاصمة او ان يحصلوا على الطبابة في مستشفياتها، ردا على رفض المناطق استقبال نفايات بيروت، مشددا على ان الحل النهائي يتمثل في بناء محارق وفق التكنولوجيا الجديدة التي تمنع أي تلوث، وأبدى أسفه لكون البعض لا يزال «يتفلسف»، كأن الرابية ستكون بمنأى عن النفايات المتمددة.
وقال رئيس بلدية بيروت بلال حمد لـ «السفير» ان المجلس البلدي عقد جلسة استثنائية، وتوصل الى وضع حل مؤقت لازمة النفايات في العاصمة، يتكون من بندين:
الاول، التمني على مجلس الوزراء تكليف شركة سوكلين الاستمرار في أعمال جمع وكنس النفايات ضمن بيروت الادارية حصرا، ونقلها الى معامل المعالجة في الكرنتينا، من دون الطمر.
الثاني، تكليف احدى الشركات تأمين عقار خارج بيروت الادارية ليكون مكبا للنفايات التي ستنقلها «سوكلين». وأمل حمد ان يقر مجلس الوزراء في جلسته غدا هذا الحل المؤقت.
وقال رئيس اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية محمد سعيد الخنساء لـ «السفير» انه إذا لم يتم احتواء ازمة النفايات خلال الايام المقبلة، فنحن مقبلون على كارثة بيئية وصحية.
ودعا الخنساء الرئيس تمام سلام والحكومة الى اتخاذ قرار شجاع لمواجهة الازمة، مشددا على ضرورة تشكيل «لجنة طوارئ» رسمية، ومشيرا الى ان اتحاد بلديات الضاحية اتخذ تدابير موضعية لازالة النفايات من شوارع الضاحية، على المدى القصير جدا، لكن الحل الفعلي هو من شأن الحكومة ومجلس الانماء والاعمار اللذين لا يجوز لهما التهرب من مسؤوليتهما، ورأى ان الحل الجذري يكمن في انشاء محارق حديثة، ثبت جدواها في دول عدة، كإيران والسويد.
النهار
مجلس الوزراء يعقد غداً جلسة "كل المخاطر"
روائح الفشل السياسي والنفايات تعبق في الأجواء
تناولت صحيفة النهار أزمة النفايات وكتبت تقول "سقطت الحكومة في ملف النفايات، واذا كان سقوطها غير نهائي لأن العماد ميشال عون لا يضع هذا السقوط في أولوياته حالياً، فإن الرئيس تمام سلام بدا مستاء من تعثر عملها، ونقل عنه زواره أنه إذا لمس أن الامور ستستمر على ما هي، وأن القوى السياسية ماضية في التعامل مع الامور من منظار مصالحها الضيقة من دون النظر إلى المصلحة الوطنية العامة، وفي ظل تعذر التعامل بجدية ومسؤولية مع المتطلبات الحياتية للمواطنين، فإن فكرة الاستقالة لن تكون مستبعدة وأنها باتت حاضرة أكثر.
وأفادت مصادر وزارية أن الرئيس سلام بات يدرك أن أي تسوية مقترحة أو هزة داخلية قد تتطلب إقالة الحكومة للدفع في اتجاه التغيير، وأنه لن ينتظر توقيتًا تحدده أجندات الغير، بل ربما أقدم بنفسه على الخطوة لوضع الآخرين أمام مسؤولياتهم، فيما تمضي الحكومة في تصريف الأعمال.
وبعد تأكيد "التيار الوطني الحر" أمس ان "لا بحث على طاولة مجلس الوزراء بأي ملف أو موضوع مهما كانت أولويته وطابعه الملحّ قبل إنجاز التفاهم على آلية العمل الحكومي وكيفية ممارسة مجلس الوزراء صلاحيات رئيس الجمهورية"، وصفت مصادر وزارية لـ"النهار" جلسة مجلس الوزراء غداً بأنها "جلسة كل المخاطر". ولفتت الى أن المشاورات التي جرت مع الرئيس سلام أمس أظهرت أن رئيس مجلس الوزراء "لن يقبل أن يكون شاهد زور على ممارسات من شأنها تعطيل العمل الحكومي". وأوضحت أن موقف الرئيس سلام ناتج من حصيلة الاتصالات التي جرت مدى أسبوع ولم تؤدّ الى نتيجة بل تبيّن "أن المسألة ليست زوبعة في فنجان وإنما هي مشروع قائم عن سابق تصّور وتصميم لضرب المربع الأخير من الدولة من خلال شلّ العمل الحكومي وسط توزيع أدوار من الفريق المعطّل". وأشارت الى أن الجلسة غداً ستكون "مفتوحة للبحث في أي موضوع فإما أن يكون هناك حل وإما أن يكون هناك تأجيل وإما أن ترفع الجلسة وتالياً فإن ابتزاز الحكومة أمر مرفوض". واعتبرت أن طرح موضوع آلية العمل الحكومي بالطريقة التي تطرح فيها يهدف الى "تعطيل صلاحيات رئاسة الوزراء وتسخيف صلاحيات رئيس الجمهورية بتوزيعها على 24 وزيراً".
النفايات
وإذا كانت رائحة الفشل السياسي تعبق في الجو، فإن الروائح الكريهة تهدّد الصحة العامة، ومعها النفايات التي تحاصر المواطنين في البيوت والمحال. وفيما يترقّب الجميع جلسة مجلس الوزراء غداً علّها تنتج حلاً للأزمة تأخر أشهراً من غير أي مسؤولية، يستمرّ أهل السياسة في إطلاق المواقف وعقد الاجتماعات المتلاحقة من جهة، بينما تجهد البلديّات في ابتكار الحلول السحريّة لمواجهة تداعيات الأمر الواقع الذي فرضه عليهم الفشل الحكومي.
فقد عقد رئيس بلدية بيروت بلال حمد مؤتمراً صحافياً أمس أعلن فيه عن حلّ موقت لأزمة النفايات ضمن نطاق بيروت الإداريّة يقوم على أن "تستمر سوكلين في القيام بكل التزاماتها التي كانت تقوم بها من قبل من جمع النفايات ونقلها إلى مراكز المعالجة في الكرنتينا وفرزها وتعليبها". وفي ما يخص موضوع الطمر "فقد تمكنا بعد اتصالات ساعد فيها الوزير محمد المشنوق من اتخاذ قرار بعقد اتفاق بالتراضي مع شركة تجارية تؤمن مكب نفايات لبيروت الإدارية خارج بيروت، حتى تقوم سوكلين بنقل النفايات بعد تعليبها إليه"، موضحاً أن "البحث عن مطمر خارج بيروت يعود الى عدم توافر عقار ضخم داخل بيروت لاستيعاب النفايات وطمرها".
وفيما اعتصم وزير البيئة بالصمت، أبلغ وزير العمل سجعان قزي "النهار" أن هناك "قطبة مخفيّة في موضوع النفايات. فبعدما كانت الاتصالات في الأسبوعيّن الماضيين مطمئنة من المعنيين بالمطامر والنفايات عموماً، انتهى الأمر بهؤلاء الى عدم التزام الوعود التي قطعوها وكأن هناك محاولة لاستدراج الدولة الى النفايات ليس من أجل إعادة فرزها بل من أجل إعادة فرز أموالها".
وقالت مصادر نيابية بارزة لـ"النهار" إن حصيلة الاتصالات واللقاءات أمس أفضت الى أن القضية الأساسية لمعالجة أزمة النفايات باتت في تأمين مطامر لشركة سوكلين التي ستواصل العمل في الأشهر الستة المقبلة لكنها في حاجة الى مطامر لنقل النفايات إليها بعد معالجتها. وأكدت أن مطمر الناعمة لم يعد موضع بحث انطلاقاً من قرار نهائي من المرجعيات المعنية بعدم مسؤولية السماح باستخدامه وتالياً بات على الدولة أن تتدخل من أجل توفير أماكن بديلة والضغط على البلديات لتتحمل مسؤولياتها بعد توفير الدعم العاجل لها عبر احتياط الموازنة وتحريك وزارة التنمية الادارية البروتوكولات مع الاتحاد الأوروبي التي ستوفر إمكانات مهمة للبنان على هذا الصعيد.
الأخبار
أزمة النفايات في يومها الخامس: «كل ديك على مزبلتو صيّاح»
كما تناولت الأخبار أزمة النفايات وكتبت تقول "لليوم الخامس على التوالي، يستمر إقفال مطمر الناعمة – عين درافيل. وفي وقت أعلن فيه وزير البيئة أنه سيبلغ سوكلين جمع النفايات ونقلها إلى المكبات التي اقترحها، مشيراً إلى أن «البلديات متعاونة»، عكست مواقف البلديات رأياً مناقضاً ورافضاً لاستقبال نفايات بيروت، فيما بدأت مبادرات الفرز من المصدر والتجميع المؤقت ضمن النطاقات البلدية تبرز في مناطق عدة.
استمرت أكوام النفايات بالارتفاع أمس في ٣٠٠ مدينة وقرية في محافظتي بيروت وجبل لبنان. فيما نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور تظهر شباناً في العديد من أحياء العاصمة والضواحي يحرقون المستوعبات، ما يفاقم الأزمة أزمة تلوث الهواء وينقلها الى مستوى أعلى من السمّية، وخصوصاً أن عملية حرق النفايات تؤدي الى انبعاث الغازات المسرطنة.
بارقة الأمل الوحيدة التي نتجت من هذه الأزمة التي تصيب لبنان للمرة الثانية، أن العديد من الجمعيات الأهلية والبلديات بدأت بتعميم ثقافة فرز النفايات من المصدر، الأمر الذي يخفض كمية النفايات المنزلية التي ترمى في المستوعبات. وعممت جمعية الأرض ــ لبنان لائحة تضم أسماء وأرقام هواتف مصانع التدوير والجمعيات والمؤسسات التي تجمع المفروزات غير العضوية من أجل تسريع استعادة البلديات دورها في الحل والمعالجة». في حين أعلنت بلدية عبيه ــ عين درافيل، وهي البلدية التي كانت حتى صباح يوم الجمعة الماضي، تستقبل كل نفايات بيروت وجبل لبنان في نطاقها العقاري، أنها بدأت بتطبيق خطة لفرز النفايات من المصدر، ومعالجة النفايات العضوية عن طريق تخميرها في الهواء الطلق، معلنة أنها انتهت من أزمة النفايات الى غير رجعة، وأنها سوف تطلب رسمياً من وزارة الداخلية والبلديات فض عقدها الحالي الذي يكلف قرابة ١٥٠ دولاراً للطن الواحد. وأكد رئيس البلدية غسان حمزة لـ«الأخبار» أن الخطة رصد لها أموال من ميزانية البلدية وسوف يتم تطويرها وتحديثها ورفدها بالآليات والمعدات في القريب العاجل، ونأمل أن تحذو بقية البلديات حذونا وتتخلص من سيطرة القطاع الخاص على إدارة النفايات التي تعد من صلب صلاحيات المجالس البلدية، وفق ما ينص عليه قانون البلديات. وفي بيصور، أعلن رئيس الاتحاد وليد أبو حرب البدء بتطبيق خطة مماثلة. كذلك أعلن رئيس بلدية عاليه وجدي مراد عن تأمين قطعة أرض مؤقتاً من خلال أحد المواطنين لنقل النفايات العضوية إليها، وسنطلب ممن يهتمون بالمواد القابلة للتدوير الحضور وأخذها من دون مقابل».
وفي الضاحية الجنوبية لبيروت، أكد رئيس اتحاد بلديات الضاحية محمد درغام لـ«الأخبار» أن الاتحاد باشر بجمع النفايات من الأحياء التي أقفلت أمام المارة والسيارات بفعل تراكم النفايات، ونقلها الى عقار يملكه الاتحاد عند طريق المطار القديمة بالقرب من مطعم فانتزي وورد. ولفت درغام الى أن هذا الإجراء المؤقت لا يعني أن الأزمة قد عولجت والمطلوب من الحكومة المبادرة بأقصى سرعة الى تحديد المواقع التي يجب أن تنقل إليها النفايات لأن الضاحية الجنوبية تنتج قرابة ٨٥٠ طناً يومياً، وهي غير قادرة على تجميع النفايات في نطاقها. ونفى درغام الشائعة التي تقول إن الاتحاد بصدد نقل النفايات الى موقع الكوستا برافا في خلدة، مؤكداً أن وزراء حزب الله أكدوا خلال جلسات الحكومة أن هذا الموقع «خط أحمر» ولا يمكن استخدامه كمطمر أو مكب للنفايات.
على الصعيد السياسي، يلتقي رئيس مجلس الوزراء تمام سلام نواب بيروت عند الساعة العاشرة من قبل ظهر اليوم في السرايا الكبيرة لبحث موضوع نفايات العاصمة. وعقدت أمس ثلاثة اجتماعات تتعلق بمعالجة هذه الأزمة. الاجتماع الأول عقد في مقر مجلس الإنماء والإعمار بحضور وزير البيئة محمد المشنوق. وعلمت «الأخبار» أنه جرى في الاجتماع الاتفاق على إبلاغ شركة سوكلين إعادة العمل على جمع النفايات ونقلها الى «مواقع متعاونة». في المقابل، أكد مصدر مسؤول في سوكلين أنه لم يتبلغ حتى مساء أمس أي كتاب رسمي بهذا الشأن، لافتاً الى أن الشركة لن تستطيع استكمال أعمال الجمع قبل أن تتبلغ خطياً بالمواقع التي ستنقل إليها النفايات، وقبل أن يتم تأمين الحراسة والمواكبة الأمنية لهذه العملية بعدما ظهرت في وسائل الإعلام تهديدات بقطع الطرقات وتكسير الشاحنات في حال وصولها الى المكبات التي أعلنت عنها وزارة البيئة في الخطة التي سمتها «المرحلة الانتقالية». أما الاجتماع الثاني فتمثل بانعقاد جلسة للجنة المكلفة دراسة عروض المناقصات للشركات التي تقدمت الى مختلف المناطق الخدماتية، باستثناء بيروت. وكشف مصدر لـ»الأخبار» أن التعجيل في تقويم العروض وتقصير المهل جاء بتوجيهات من الرئيس سلام وذلك من أجل التعجيل في إعلان نتائج المناقصات وبدء أعمال التلزيم.
وفي المجلس النيابي، عقدت لجنة البيئة النيابية برئاسة النائب مروان حمادة جلسة حضرها وزير البيئة. وعقب الجلسة، أعلن حمادة أن «مشكلة النفايات هي مشكلة وطن، وأول الحلول التي يجب البدء بها رفع النفايات وفض العقود والبحث بجدية بموضوع المحارق، وتوصلنا الى آلية جديدة لمعالجة أزمة النفايات، بدءاً من إعطاء البلديات حقوقها والنظر في تسهيل عملها في هذا الملف». بدوره، أعلن وزير البيئة تعذر وضع خطط استراتيجية الآن لمشكلة النفايات بل حلول آنية، وشدد بعد اجتماع لجنة البيئة النيابية على ضرورة عدم وقف جمع النفايات. وأكد أن «شركة سوكلين ستتابع جمع النفايات خارج إطار العقد الذي انتهى في 17 تموز، وهناك رغبة كاملة للتعاون مع كل البلديات»، مشيراً الى وجود 670 مكباً للردميات. وتابع: «النفايات ستطوف على الجميع، وهذه المسألة ليست مذهبية ولا طائفية، وعلى البلديات التعاون معنا، وعلى المواطن والمجتمع المدني مسؤولية ودور كبير في ملف النفايات».
لكن عبارة «تعاون كامل من البلديات» التي استخدمها المشنوق لا تعكس واقع الحال على أرض الواقع. وقد استكملت أمس سلسلة المواقف الرافضة لاستقبال نفايات بيروت والضاحيتين في أقضية جبل لبنان وبقية المحافظات.
ففي النبطية، لا يكتفي الأهالي برفص استقبال نفايات من خارج المحافظة بل إن الأزمة تتفاقم لتشمل مكب الكفور المقفل بقرار قضائي أمام نفايات المنطقة نفسها، حيث دعا أهالي بلدة الكفور الى «التجمع عند المدخل المؤدي الى مكب النفايات للاعتصام أمامه وإقفاله في وجه الشاحنات التي تفرغ النفايات فيه من منطقة النبطية».
وأوضح رئيس اتحاد بلديات جبيل فادي مارتينوس بعد لقاء مع الرئيس السابق ميشال سليمان وكتلته الوزارية: «أننا في حبالين قضاء جبيل ليس لدينا القدرة لاستيعاب نفايات من خارج القضاء، هناك مئة طن تقريباً من النفايات تعالج يومياً تستوعبها حبالين، ونحن نتولى حمل نفايات جبيل عن كاهل الدولة. ونحن نتولى المعالجة والطمر، ونأمل من الوزير محمد المشنوق أن يوفد فريقاً من قبله لكي يتأكد من أنه لا إمكانية لدينا لاستيعاب نفايات إضافية على النفايات المستوعبة من قضاء جبيل، وهذا المكب هو ملك اتحاد بلديات جبيل. ودعونا في هذا القضاء أن نتصرف بملكنا لكي نستطيع أن نستمر لأن الحمل كبير على الاتحاد. ونتمنى من الوزيرالمشنوق العودة عن قراره لأنه لو كان لدينا القدرة على استيعاب نفايات أكثر لما كنا قصرنا بالواجب».
ومن عكار، حيث تم الترويج بأن مكب سرار سيستقبل جزءاً كبيراً من نفايات العاصمة، وجه النائب معين المرعبي تحذيراً الى كل من تسول له نفسه محاولة إدخال النفايات من خارج محافظة عكار الى داخلها. وقال في تصريح: «كنا ننتظر من الحكومة أن تقوم بتصحيح وضع «مكب سرار» الى ما هو أفضل، فإذا بنا نفاجأ بمحاولة زيادة الأمر سوءاً من خلال زيادة كميات النفايات الواردة إليه بحجة أن الأمر موقت». وأكد «أن العكاريين سيتصدون بكل الوسائل والأشكال لمنع دخول هذه النفايات. ونحمل أيضاً أصحاب الشركات المتعهدة وسائقي الشاحنات الناقلة مسؤولية ما قد ينتج من هذا الفعل، وقد أعذر من أنذر».
وفي إقليم الخروب، عقد اتحاد بلديات إقليم الخروب الشمالي اجتماعاً طارئاً أمس في مركزه في بلدة مزبود، بحث خلاله في مشكلة النفايات. وشكا العديد من البلديات عدم توافر الإمكانات والمعدات اللوجستية لديها لجمع النفايات أو نقلها من الشوارع الى خارج الأحياء السكنية المكتظة، في انتظار قيام الدولة بالبدء بالمعالجة السريعة لهذه المشكلة. وطلب رئيس الاتحاد محمد بهيج منصور من اللجنة المكلفة منه متابعة الخطة المستقبلية المتعلقة برفع الأضرار البيئية ضمن نطاق إقليم الخروب، وخصوصاً في ظل الرفض لأي اقتراح باستحداث مكب أو مطمر للنفايات في الشوف عموماً وإقليم الخروب خصوصاً.
اللواء
سباق بين الآلية والنفايات: تفاهم أم إنفجار؟!
كتلة المستقبل لمعالجة وطنية في مجلس الوزراء.. وبلدية بيروت لتجديد العقد مع سوكلين
بدورها تناولت صحيفة اللواء أزمة النفايات وكتبت تقول "ماذا يمكن ان يحصل خلال الساعات الفاصلة عن جلسة مجلس الوزراء غداً الخميس؟ واستطراداً: هل ثمة مخارج، ليس في ما خص مشكلة النفايات المطروحة في شوارع بيروت وزواياها، بل في ما يتعلق بجدول الأعمال والآلية، والأجواء العابقة بالانفجار بين رئاسة الحكومة ووزير الرابية الذي يتحضر لاشتباك جديد، إذا ما أصرّ وزير البيئة محمّد المشنوق على طرح ملف النفايات باعتباره ملفاً ضاغطاً على جدول الأعمال؟
وإذا كان النائب ميشال عون عبر وكالة انباء إيرانية كشف ان لا نية لديه لإسقاط الحكومة بل هو يطالب من داخلها، فإن الشرط الذي وضعه تكتل الإصلاح والتغيير في اجتماعه أمس بأن لا حاجة لإعادة بحث ملف النفايات في جلسة مجلس الوزراء غداً، من شأنه ان يثير اشتباكاً يخشى ان يتحوّل إلى انفجار، لا سيما وأن الحكومة معنية بإيجاد حل سريع لتراكم النفايات في العاصمة، والتي تُهدّد بانتشار الأوبئة وتزايد القوارض من فئران وجرذان، وهو, أي الحل، مسؤولية وطنية ولا يمكن لأحد ان يتحكم بعمل الحكومة في هذا المجال.
وعلى هذا الصعيد، كشف مصدر معني لـ«اللواء» ان حل أزمة النفايات يعتبر أولوية اجتماعياً وسياسياً وبيئياً، وذلك انطلاقاً من الأفكار والحلول والمقترحات التي يجري التداول فيها، سواء في المجلس البلدي أو من خلال اجتماع نواب العاصمة مع الرئيس تمام سلام عند العاشرة من صباح اليوم في السراي الكبير، أو عبر تُصوّر مجلس الإنماء والاعمار والفعاليات البيئية والبلدية، بما في ذلك وزارة الداخلية والبلديات.
وأضاف المصدر ان الاقتراحات التي توصل إليها المجلس البلدي في اجتماع امس برئاسة رئيس البلدية الدكتور بلال حمد سيتم ابلاغها لمجلس الوزراء عبر وزارة الداخلية، وهي تقوم على التمني على مجلس الوزراء تجديد عقد «سوكلين» بما خص الجمع والكنس لنفايات العاصمة، على ان تتولى شركة تجارية نقلها إلى أماكن لطمرها هناك، وذلك خارج العاصمة التي لا تمتلك أية امكنة لطمر النفايات، والطلب تالياً من مجلس الإنماء والاعمار تزويد المجلس البلدي بالدراسة الاستراتيجية المعدة لمعالجة نفايات مدينة بيروت.
وعلمت «اللواء» ان من بين الأفكار المطروحة، ان يجري نقل النفايات الموضبة في بالات من خلال الشركات التي يتم عقد اتفاق معها بالتراضي إلى أماكن بعيدة في عكار كحل مؤقت ريثما ترسو المناقصات على متعهد، أو على حلول أخرى.
وعشية الاجتماع بين الرئيس سلام ونواب العاصمة، رفضت كتلة «المستقبل» النيابية تجزئة ملف النفايات حسب المناطق، لأنه يؤدي إلى توسع انتشار المكبات العشوائية والتي تبلغ 860 مكباً، معتبرة ان معالجة النفايات هي مسؤولية الحكومة مجتمعة وليست مسؤولية مكون واحد من مكوناتها.
وطالبت الكتلة الحكومة باجتماع استثنائي، لأن قضية النفايات لا تنتظر، وهو ما سيثيره الوفد النيابي البيروتي مع الرئيس سلام، على اعتبار ان صحة المواطن لا تحتمل الانتظار بعدما تحوّلت اكوام النفايات في الشوارع إلى جبال.
إلى ذلك، أوضحت مصادر وزارية لـ«اللواء» ان أي اقتراحات يجري التداول بها بشأن معالجة ملف النفايات تظل غير نهائية بانتظار ما سيتخذه مجلس الوزراء من قرارات عند طرح الموضوع، مشيرة إلى صعوبة التمديد لشركة سوكلين ما لم تتأمن المطامر، لافتة إلى اقتراح الطمر في الكسارات القديمة غير المرخص لها يحتاج إلى أن قرار من وزارة الداخلية أولاً ومن ثم مجلس الوزراء.
وذكرت أن مهلة الستة أشهر المعطاة لدفتر الشروط مهلة طويلة، وسألت: خلال هذه الفترة من هو المولج بجمع النفايات وهل أن للبلديات إمكانيات للمعالجة، داعية إلى فتح العروض بسرعة، دون انتظار مناقصة بيروت.
وأبلغ وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج «اللواء» أنه خلال جلسة لجنة البيئة النيابية، لم يُحدّد وزير البيئة محمّد المشنوق أمكنة المطامر.
ومن جهته رأى وزير الزراعة أكرم شهيّب أن الحل المرحلي السريع يكون بأن تعالج كل منطقة نفاياتها، وأن يتم إنشاء سنسولين في الكرنتينا و«الكوستابرافا» لنفايات بيروت والضاحيتين،مشيراً إلى أن بلدية بيروت تملك المال اللازم لهذا الحل.
مشاورات قبل الجلسة
على أن أزمة الحكومة نفسها، بقيت عشية الجلسة، موضع مشاورات سريعة، توزعت بين السراي من جهة، وبين عين التينة والضاحية الجنوبية، وتوسعت إلى جدّة التي زارها وزير الصحة وائل أبو فاعور بتكليف من رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، للقاء المسؤولين السعوديين والرئيس سعد الحريري.
لكن مصادر في فريق 8 آذار أكدت أن ما يُحكى عن مبادرات حكومية هو مجرّد «كلام على الفاضي»، فلا مبادرات ولا من يحزنون حتى اللحظة، مشيرة إلى أن الأمر نفسه يسري على موضوع العلاقة بين عين التينة والرابية، مشيرة إلى أن الأمور ما زالت في سياق الوساطة فقط لتقريب وجهات النظر دون التوصّل إلى أي مبادرة فعلية للحل.
وفي السياق ذاته، لفت وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ«اللواء» إلى أنه لا إشارة للحلحلة حتى الآن في موضوع الحكومة. وقال: إذا كان الفريق الآخر يعمل للتعطيل، وكشف أوراقه في جلسة الغد، فنحن سنعلن التعطيل، وأنا شخصياً متضامن مع الرئيس سلام بالتكافل والتكامل معه مائة في المائة.
أما الوزير دو فريج، فقال بدوره لـ«اللواء»: سنراقب ما إذا كان الفريق الذي قلّل التهذيب في الجلسة الماضية سيغيّر نهجه بطريقة قانونية ودستورية بهدف الوصول إلى معالجة موضوع النفايات، ونحن نسأله: هل ما يزال يريد التعطيل أم تسيير شؤون النّاس؟ ورأى أن أقوى ضربة للحكومة ولصلاحيات رئيس الجمهورية تلك التي وجهها وزير الخارجية جبران باسيل الذي أصدر بياناً رحّب فيه بالإتفاق النووي بإسم الحكومة. وقال: بغضّ النظر عن تأييد البيان أو معارضته، فإن إصداره بهذه الطريقة فيه مغالطة، إذ لا حق له بذلك.
ومن جهته، أعلن عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب سليم سلهب لـ«اللواء» أن وزيري التيار العوني سيرفضان البحث بأي موضوع قبل الحديث عن آلية العمل الحكومي، معتبراً أن جلسة الغد تشكّل اختباراً للوعود التي تلقاها التيار من الرئيس سلام في ما خصّ الآلية، لافتاً إلى أن أي جواب من التيار حول الإبقاء على الآلية القديمة أو تعديلها سيعطى في حينه داخل الجلسة. وأكد سلهب أن الاستعدادات للتحرك في الشارع بعد الجلسة ما تزال قائمة، غير أن ذلك مرهون بمسارها.
المشنوق في باريس
في غضون ذلك، بدأ وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق زيارته الرسمية التي تستمر يومين إلى العاصمة الفرنسية باريس يرافقه وفد أمني وإداري رفيع المستوى. وهو استهل الزيارة بلقاء نظيره الفرنسي برنار كازنون، مؤكداً على ان انتظام المؤسسات الدستورية في لبنان لا يكتمل إلا من خلال انتخاب رئيس جديد للمهورية، ملاحظاً ان الإرهاب وحد العالم كما وحده الانترنيت سابقاً.
وبحسب معلومات رسمية، فإن المشنوق عرض للجانب الفرنسي الاستراتيجية لمكافحة الإرهاب التي ترتكز على أولويات ثلاث.
- تأمين الاستقرار السياسي من خلال حماية وتعزيز الحكومة الحالية وتشجيع الحوارات بين القوى السياسية.
- تعزيز قدرات وتقنيات الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية.
- تظهير خطاب ديني وشجاعة فقهية لرجل الدين لمواجهة الخطاب التكفيري.
واتفق الطرفان على أهمية تعزيز التعاون الدولي لمواجهة الإرهاب.
وعلم ان الجانب الفرنسي وعد على زيادة المساعدات التقنية والفنية للأمن العام ولقوى الأمن الداخلي.
البناء
بغداد: ديمبسي لتعاون أمني مع إيران ضدّ «داعش»... وطهران تستردّ أولى ملياراتها
دي ميستورا مع ظريف لجنيف سوري واليمن لإعلان الهدنة... والعقبة سعودية
لبنان: عين مالحة على الآلية الحكومية ومرّة على النفايات و«عين الحلوة» تغلي
صحيفة البناء كتبت تقول "ترجمة نتائج ومسارات ما بعد التفاهم النووي تبدو أنها تسير بسلاسة لا تعبّر عنها التصريحات الأميركية والإيرانية التي تخاطب الرأي العام الذي تكوّنت قناعاته على لغة عنوانها الصراع المفتوح وحال العداء خلال عقود طويلة، والذي يبدو أنه يحتاج لرؤية إنجازات التعاون تطفو على السطح حتى يصير جاهزاً لتقبّل خطاب فيه قدر من الإيجابية، بينما الترجمة الإيجابية تعكسها الوقائع المتتالية عن سرعة السير بالتحوّلات التي فرضها التفاهم وما بعد التفاهم. فقد تسلّمت إيران، وفقاً لبيانات رسمية، أول دفعة من أرصدتها المجمّدة وقيمتها اثني عشر مليار دولار، ويتوقّع أن تصل حتى نهاية الشهر الجاري إلى خمسين مليار، بينما حملت المعلومات الآتية من بغداد وقائع الاجتماعات التي عقدها رئيس الأركان الأميركي مارتن ديمبسي مع القادة السياسيين والعسكريين العراقيين، والتي لم تتضمّن هذه المرة توبيخاً وتأنيباً على معزوفة التباطؤ في تسليح العشائر ولا على مخاطر الاعتماد على الحشد الشعبي، بل كانت لغة ديمبسي مع المسؤولين العراقيين لافتة بتركيزها خلافاً للكلام الذي قاله كلّ من وزيري خارجية ودفاع أميركا عن حال العداء مع إيران، ورفض التعاون معها، دعوة رسمية للقادة العراقيين لتهيئة المناخات والأطر المناسبة لغرفة عمليات تدمج الجهود في مواجهة «داعش»، حيث لا مانع من الشراكة مع قادة الحشد الشعبي في غرفة عمليات واحدة، ولا مانع يحول دون مشاركة الخبراء الإيرانيين في هذه الغرفة.
بالتوازي مع هذه المسارات التي تعبّر عن روح تفاهمات فيينا، تسابقت أنشطة المبعوثين الأمميّين لقطف ثمار المناخات الإيجابية، حيث باشر المبعوث الخاص بسورية ستيفان دي ميستورا في طهران محادثاته مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف حول سبل التحضير لعقد جولة جديدة من الحوار بين الحكومة السورية والمعارضة، تحت عنوان الحلّ السياسي، بينما اليمن ينتظر إعلاناً لموعد جديد للهدنة التي سبق أن أعلنها المبعوث الأممي لمرتين من دون أن تبصر النور.
تبدو العقبة السعودية في الواجهة تعترض طريق المهمّتين في سورية واليمن، والطريق السعودي نحو التصعيد لم يعد بحاجة إلى تحليل، مع خطاب سعودي يتواصل في الإعلان عن نية المواجهة مع إيران وحلفائها، وعن عزم على تجميع الحلفاء تحت هذا العنوان بعيداً عن لغة التسويات.
لبنان الذي يتحضّر ليكون إحدى ساحات الاختبار السعودي لهذه المواجهة مع الزيارة اللافتة لرئيس حزب القوات اللبنانية إلى السعودية وما رافقها، من لغة تصعيدية استهدفت حزب الله وسلاحه، وتحدثت عن السخونة الآتية، يترقب بعين مالحة تعكس القلق مما ستشهده الجلسة الحكومية تجاه مناقشات ساخنة لم تتبلور لها ملامح نتائج حول الآلية الحكومية، فيما عين مرة ترقب بمرارة مشهد النفايات التي تزكم روائحها الأنوف وباتت كارثة بيئية لا تحتمل الانتظار، وكيف ستتحوّل مناقشات الحكومة حولها إلى لعبة كرة قدم تتقاذف الاتهام بالمسؤولية من دون بلوغ الحلول، لتتهيأ النفوس لتقبّل التمديد المنقذ، كما كلّ مرة، وتبقى عين الحلوة بعيدة عن عين الحكومة فيما الغليان والتوتر يبشران هناك بما لا تحمد عقباه، بعدما تتالت مؤشرات أمنية عن تصعيد قادم وعن مخاطر انفجارات أمنية داخل المخيم ومن داخله نحو الخارج.
تقاعس وزير البيئة
بانتظار ما ستؤول اليه جلسة مجلس الوزراء غداً في ما يخص ملف النفايات، كثف وزير البيئة محمد المشنوق أمس من اجتماعاته علّه يخفف من وطأة تقاعسه عن تطبيق القرارات التي اتخذها مجلس الوزراء في شأن النفايات المتراكمة، والتي قد تتحول إلى جبال تغطي الشوارع في العاصمة وجبل لبنان، بعد أن أوقفت شركة «سوكلين» عمليات الجمع لعدم توافر المطامر منذ إقفال مداخل مطمر الناعمة الجمعة الماضي.
والتقى المشنوق أمس رئيس الحكومة تمام سلام وحضر اجتماعين للجنة البيئة النيابية ولمجلس الإنماء والإعمار، وأشار إلى تعذر وضع خطط استراتيجية الآن للمشكلة بل حلول آنية. ولفت إلى «أن شركة سوكلين تتابع جمع النفايات خارج إطار العقد الذي انتهى في 17 تموز»، مؤكداً «الرغبة الكاملة للتعاون مع كل البلديات، وإلى وجود 670 مكباً للردميات».
ونقل زوار رئيس الحكومة عنه «انزعاجه الشديد من الأجواء المصطنعة لتعطيل عمل الحكومة». وأشار زوار سلام إلى «أن الأجواء سلبية وأن الاتصالات التي شملت مكونات الحكومة لم تصل إلى نتيجة في الملفات العالقة على طاولة مجلس الوزراء لا سيما آلية عمل الحكومة، وبند التعيينات العسكرية وملف النفايات الذي يحمل أكثر من أبعاد بيئية».
وأكد وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش لـ«البناء» «أن جلسة مجلس الوزراء غداً مخصصة فقط للبحث في آلية عمل الحكومة»، مشيراً إلى «أن معالجة وضع النفايات من اختصاص وزير البيئة فهناك قرارات سبق لمجلس الوزراء أن اتخذها، وأخرى صدرت في حكومة الرئيس سعد الحريري عام 2009».
من منح سلام حق النقض
وأكد رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون «أن إسقاط الحكومة ليس من ضمن الأهداف التي يعمل عليها في هذه المرحلة، وأن الأولوية لديه الآن هي للاعتراض من داخلها ولمواصلة التحرك في الشارع».
وكرر في حديث إلى وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء «إرنا» رفضه «طرح أي بند في جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل قبل البحث في آلية اتخاذ القرار داخل الحكومة»، معتبراً «أن القضايا الحياتية مثل قضية النفايات سبق لمجلس الوزراء أن اتخذ القرار في شأنها، ويمكن للوزراء المختصين تطبيق هذه القرارات من دون الحاجة للعودة إلي مجلس الوزراء». وأكد عون رفضه «العودة إلى ما قبل الأزمة الحكومية الحالية»، معتبراً «أن القبول بما كان معتمداً من تهميش من رابع المستحيلات ولا يمكن العودة إليه، وأن المطلوب في هذه المرحلة تطبيق الطائف».
وسأل «التغيير والإصلاح» عقب اجتماعه، رئيس الحكومة تمام سلام من منحك حق النقض للمسيحيين الأربعة الأقوياء برئاسة الجمهورية»؟ مشيراً إلى «أن هناك قولاً للإمام علي يقول إن المحايد هو الذي لم ينصر الباطل إنما المؤكد أنه خذل الحق، فهل هذا ما نريده من رئيس لبنان»؟
وأكد النائب آلان عون لـ«البناء» أن جلسة مجلس الوزراء غداً «مخصصة للبحث في آلية عمل الحكومة، وعند الاتفاق عليها ينتقل الوزراء للبحث في البنود الأخرى». ولفت إلى «أن معالجة ملف النفايات يحتاج إلى تنفيذ وزارة البيئة القرارات التي صدرت عن مجلس الوزراء». ودعا عون إلى عدم استباق الأمور في ما يتعلق بالمساعي الجارية لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه بين الرئيس بري والعماد عون»، مشيراً إلى «أن قرار توقيع مرسوم فتح الدورة الاستثنائية لم يتخذ بعد».
وأكدت كتلة المستقبل بعد اجتماعها الأسبوعي «أنّ معالجة موضوع النفايات من مسؤولية الحكومة بكل مكوناتها السياسية وليس مسؤولية مكون من دون آخر، لا سيما لجهة اعتماد المعالجات الصحيحة وفق خطة وطنية متكاملة. وطالبت «الحكومة باجتماع استثنائي فوري لبحث مشكلة النفايات».
حزب الله إلى المزيد من الانفتاح والحوار
ولفتت مصادر مطلعة في 8 آذار لـ«البناء» إلى «أن أجواء المساعي التي يقوم بها حزب الله بين الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون ايجابية، فهي أدت إلى وقف التصعيد المتبادل بين الطرفين، وتمهد للتعاون المشترك في مواضيع محددة»، متوقعة «الوصول إلى مخرج خلال الساعات المقبلة».
وأشارت المصادر إلى «أن المساعي تقوم على عقد جلسة لمجلس الوزراء للبحث في آلية عمل الحكومة، ووضع ملف التعيينات جانباً ريثما تنضج تسوية ما حول هذا الملف»، مؤكدة «أن توقيع وزيري التيار الوطني الحر جبران باسيل والياس بو صعب مرسوم فتح دورة استثنائية لمجلس النواب، يتطلب الوصول إلى تفاهم حول بعض الملفات كملف النفط على سبيل المثال».
وشددت المصادر على «أن حزب الله راغب في الاستقرار لأن المعادلة التي يعمل عليها تقوم على تهدئة الوضع الداخلي للتفرغ إلى مواجهة الإرهاب التكفيري والإرهاب الإسرائيلي». ولفتت إلى «أن توقيع الاتفاق النووي بين إيران والسداسية الدولية سيلقي بظلاله الايجابية على المنطقة، وسيكون لبنان مستفيداً من هذا الاتفاق»، لافتة إلى «أن حزب الله سيتعاطى بمزيد من الانفتاح والحوار لحل الأزمات وإنجاز الاستحقاقات.
إطلالة لنصرالله الثلاثاء
ويتحدث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الثلاثاء المقبل في المؤتمر العالمي لاتحاد علماء المقاومة الذي يُعقد في بيروت في قصر الاونيسكو تحت عنوان «متحدون… من أجل فلسطين، زوال إسرائيل حتمية قرآنية وتاريخية». وسيتناول السيد نصرالله في كلمته الملف الفلسطيني وثوابت الحزب المعروفة إزاءه، وسيتطرق إلى الاتفاق النووي والتطورات في المنطقة ولبنان.
جنبلاط يعبّد الطريق أوروبياً أمام تيمور
وكانت لافتة أمس زيارة موفد رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، وزير الصحة وائل أبو فاعور إلى السعودية التي عاد منها أمس رئيس حزب القوات سمير جعجع، مختتماً لقاءاته بولي ولي العهد السعودي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع محمد بن سلمان في حضور وزير الخارجية عادل الجبير.
وأكدت مصادر مطلعة لـ«البناء» «أنّ زيارة أبو فاعور تهدف إلى تقديم جنبلاط عروضاً إلى الرياض تغريها مقابل اعتماده وكيلاً لها في لبنان بدل جعجع، خصوصاً بعد أن عبّد الطريق أمام نجله تيمور أوروبياً».
ولفتت المصادر إلى «أنّ جنبلاط لا يحتمل أن يكون الوكيل السعودي في لبنان الدكتور جعجع، فالسعودية سحبت الرئيس سعد الحريري إلى الخطوط الخلفية، لأنّ المرحلة تتطلب ذلك، ولقطع الطريق على أي مواجهة مع التيار الوطني الحر».
المشنوق: حزب الله شريك في الوطن
ومن فرنسا، أكد وزير الداخلية نهاد المشنوق بعد لقائه نظيره الفرنسي برنار كازنوف «أن استراتيجيته لمكافحة الإرهاب ترتكز على تأمين الاستقرار السياسي ومن خلال حماية الحكومة الحالية وتعزيزها وتشجيع الحوارات بين القوى السياسية مثل الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل، وتعزيز قدرات وتقنيات الأجهزة الأمنية». وأشار المشنوق إلى «ان حزب الله هو خصم سياسي وشريك في الوطن».