23-11-2024 02:43 AM بتوقيت القدس المحتلة

فضل الله: توقيع الاتفاق النوويّ فرصة لفتح صفحة جديدة بين إيران وجيرانها

فضل الله: توقيع الاتفاق النوويّ فرصة لفتح صفحة جديدة بين إيران وجيرانها

"علينا أن نقدّم فكرنا بعين جديدة وبروح العصر، لكي نواكب التحديات التي تواجه الإسلام وخطّ أهل البيت، فنحن نمرّ بمرحلة هي من أعقد المراحل وأخطرها على مستوى التحدّيات الفكريّة والثقافيّة

فضل الله: توقيع الاتفاق النوويّ فرصة لفتح صفحة جديدة بين إيران وجيرانهااستقبل سماحة العلامة السيد علي فضل الله وفداً من جامعة الشيخ المفيد في إيران، بحث معه قضايا إسلاميَّة راهنة.
وقد رحَّب سماحته بالوفد، منوّهاً بتطوّر المناهج التعليميّة في حوزة قم، من خلال الجمع بين الجانبين الأكاديميّ والحوزويّ، مؤكّداً ضرورة تعميق التّجربة الإسلامية الحوزويّة، والاستفادة من كلّ العلوم على المستويات كافة.

وتابع قائلاً: "علينا أن نقدّم فكرنا بعين جديدة وبروح العصر، لكي نواكب التحديات التي تواجه الإسلام وخطّ أهل البيت، فنحن نمرّ بمرحلة هي من أعقد المراحل وأخطرها على مستوى التحدّيات الفكريّة والثقافيّة والسّياسيّة، ولا سيّما مع ما يطرح من إشكالات وعلامات استفهام كبرى تضع الدين أمام اختبار إظهار قدراته على مواكبة التطوّر العلميّ والحضاريّ في العالم، والنجاح في تقديمه الحلول للمشاكل الّتي تواجه الإنسانيّة، ما يتطلَّب إعادة النظر في الكثير من الأساليب والطروحات القديمة التي كانت تجيب عن تحدّيات سابقة".

ورأى سماحته أنّ كلّ ذلك يستدعي استنفاراً ثقافياً وفكرياً، وخصوصاً أنَّ العمل متواصل من الداخل والخارج لإسقاط صورة الإسلام وقيمه، مستفيداً من ظواهر العنف والتكفير والممارسات التي تقوم بها بعض الجماعات باسم الدين.

وأشار إلى أهميَّة الاتفاق النوويّ الّذي تم توقيعه، كونه يؤكّد قدرة إيران وشجاعتها وثباتها في الحفاظ على استقلاليتها وتطوّرها، في مواجهة كلّ الضغوط الخارجية الغربيّة، لافتاً إلى أنَّ الاتفاق ربما يمثّل حاجة لكلّ الأطراف التي وقّعت عليه.

وشدَّد سماحته على ضرورة استثمار ما جرى لاستعادة العلاقات الإيجابيَّة بين إيران والدّول العربيّة والإسلاميّة، وصولاً إلى فتح صفحة جديدة، وتقديم مبادرات حواريّة تؤسّس لحلول عمليّة لمشاكل المنطقة، تنزع فتائل الفتن، وخصوصاً المذهبية منها، وتزيل الهواجس التي زرعت بين إيران ومحيطها، وتعيد توجيه البوصلة في اتجاه العدو الذي يتهدّد المنطقة بأسرها، ويستبيح ثرواتها ومقدّساتها. 

وحذَّر من أنّ الكيان الصّهيونيّ سيسعى بكلّ قواه للدّخول على خطِّ الاتفاق الإيرانيّ مع الغرب، لتعزيز الاستيطان وزيادة قدراته التسليحيَّة، ولن يألوا جهداً في السّعي لتخريبه وتقديم نفسه كمدافع عن العالم العربيّ والإسلاميّ في وجه إيران.