نجح الجيش السوري في صدّ هجوم المسلحين الرابع على مواقع الجيش في درعا، ضمن مسلسل الهجمات المتكرر تحت مسمى «عاصفة الجنوب»، في حين طالب مسلحو الزبداني بوساطة من حزب الله بعد إطباق الحصار عليهم
مرح ماشي
نجح الجيش السوري في صدّ هجوم المسلحين الرابع على مواقع الجيش في درعا، ضمن مسلسل الهجمات المتكرر تحت مسمى «عاصفة الجنوب»، في حين طالب مسلحو الزبداني بوساطة من حزب الله بعد إطباق الحصار عليهم ونفاد جزء كبير من ذخيرتهم وموادهم الطبية.
عاد الجنوب السوري إلى واجهة المعارك في سوريا، إثر اندلاع اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري والمسلحين، على أربعة محاور في درعا هي: النعيمة ــ اليادودة، وتل زعتر، ومحورا المدينة. يأتي ذلك ضمن إعلان الفصائل المسلحة استئناف معركة «عاصفة الجنوب» بهدف «تحرير مدينة درعا».
مصادر ميدانية أكدت أن «الجيش السوري تجاوز مرحلة التراجع السابقة التي عانى منها قبل أشهر»، إذ أصبح اللعب جنوباً مكشوفاً بالنسبة إلى قيادات الجيش وتقدم المسلحين ممنوعاً». وأضافت: «الجيش جاهز للتعامل مع شتى أنواع العواصف، ولا سيما الجنوبية منها. التحدي قائم ضد مخطّطي غرفة الموك، والمواجهات مستمرة من دون إمكان إحداث أي خرق في جبهة الجيش، جنوبي العاصمة السورية». الهجوم الرابع خلال أشهر، الذي بدأه المسلحون جنوباً أمس، كلّفهم أعداداً كبيرة من القتلى والجرحى، وخسارة العديد من آلياتهم، بعد تمكن الجيش من صدّ تقدمهم عبر المحاور الأربعة، ولا سيما محور تل زعتر الاستراتيجي في ريف المدينة.
«عاصفة الجنوب» أودت بحياة قيادات كبيرة في درعا وريفها، وأدت إلى جرح آخرين، إذ أسفرت الاشتباكات في تل زعتر عن مقتل مسؤول «كتيبة الفرسان» التابعة لـ«الجيش الحر»، صدام جباوي، «أبو عدي»، كذلك سقط مسؤول «كتيبة شهداء المزيريب» التابعة لـ«تجمع العزة»، محمد الغانم، «أبو قتيبة»، إضافة إلى مقتل أحد المسؤولين الميدانيين في «جيش اليرموك» التابع لـ«الجيش الحُر»، جلال المصري، الملقب بـ«أبو مجاهد»، وذلك خلال الاشتباكات المحتدمة في مدينة درعا.
صدّ الهجوم عن المدخل الشمالي لمدينة درعا كلّف المسلحين عدداً من القتلى أيضاً، بينهم العقيد المنشق أسامة حسين الحراكي من بلدة المليحة الغربية، وذلك خلال معارك عنيفة في محيط حاجز السرو، قرب المدخل الشمالي. وسجّل، أيضاً، مقتل القائد الميداني لـ«كتيبة رجال الحق»، التابعة لـ«لواء المرابطين» في «جيش الإسلام»، المدعو أحمد إسماعيل الداغر، الملقب بـ«أبو رائد». مقتل القيادات المذكورة خلال المعارك أدى إلى انسحاب عناصرهم من المعركة، وتقاذف الاتهامات والتخوين بين القيادات الأخرى.
الرد العنيف من قبل الجيش على الهجوم المذكور أفضى إلى تراجع وتيرة الاشتباكات سريعاً، ليتخللها قصف متقطع لمراكز انتشار الجيش الذي تعامل مع مصادر نيران المسلحين في البساتين الغربية لبلدة اليادودة، إضافة إلى تسجيل حالات قنص على طريق الضاحية. وكانت قيادة «بروج الإسلام»، التابع لـ«تجمع العزة»، قد أعلنت، في بيان موقّع باسم قائدها محمد علي الطعاني، استئناف معركة «عاصفة الجنوب»، بهدف «تحرير مدينة درعا»، بالاشتراك مع «فصائل الجبهة الجنوبية لتحرير سوريا»، فيما أعلن «المجلس العسكري في القنيطرة والجولان» مشاركة اثنين من ألويته في المعارك، هما «لواء السبطين» و«لواء العمرين»، بهدف «تحرير ما تبقى من مراكز النظام في محافظة درعا». وبلغ عدد الفصائل المسلحة المشاركة في معركة «عاصفة الجنوب» نحو 18 فصيلاً، تضم ما يقارب 1200 مسلح مهاجم، مستخدمين المدفعية وراجمات الصواريخ بكثافة.
في سياق آخر وبعد إطباق الجيش وقوات المقاومة على مدينة الزبداني وحصارها بالكامل، وخصوصاً مع إحكام السيطرة على سهل المدينة، وقطع الطريق الواصلة مع بلدة مضايا وتفجير عدد من الأنفاق التي يستخدمها المسلحون، أفادت مصادر مطلعة لـ«الأخبار»، بأن «العملية مستمرة» ضمن خطة «قضم الكتل والأبنية»، إلا أن الجديد في هذا السياق، طلب مجموعات مسلحة من حزب الله عقد مفاوضات «جدية» لإيجاد منفذ، والخروج من المدينة.
وأضافت المصادر إن المسلحين يعيشون حالةً صعبة جداً بعد تضييق الحصار عليهم، وخصوصاً مع ازدياد عدد الجرحى في صفوفهم، ونفاد مواد الإسعافات الأولية لديهم. ومع الحصار المطبق، وطول المدة (الأسبوع الثالث على التوالي)، استنزف المسلحون معظم ذخيرتهم، فضلاً عن المحروقات اللازمة لتشغيل الآليات. وأضافت المصادر إن الآليات العسكرية الموجودة في حوزتهم، من محمولات للرشاشات ودبابات، أعطبت أو أصيبت بمعظمها.
إلى ذلك، استهدف سلاح الجو معسكر الطلائع المجاور لقرية المسطومة في ريف إدلب، فيما كان رتل من آليات المسلحين يستعد للتوجه نحو بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين ومهاجمتهما، ما أدى إلى تدمير عدد من الآليات.
www.al-akhbar.com
موقع المنار غير مسؤول عن النص وهو يعبّر عن وجهة نظر كاتبه