اكتشف كيبلر كوكباً ونجماً خارج المجموعة الشمسية، يتشابهان إلى حد كبير مع الأرض والشمس»، .. أن «هذه النتائج المثيرة للاهتمام تقرِّبنا خطوة إضافية من العثور على الأرض 2».

قبل أيام انطلق مشروع البحث عن «حياة ذكية»، كما يسمِّيها عالم الفيزياء النظريَّة الشهير، ستيفن هوكينغ، بهدف الإجابة عن سؤال أزلي: هل ثمة حياة على كوكب آخر في هذا الكون؟ البحث مستمر، لكن لا إجابات شافية.

المشروع السالف، يختلف تماماً عن مشروع أطلقته وكالة الطيران والفضاء الأميركية ـ «ناسا» قبل ستّ سنوات لرصد كواكب خارج المجموعة الشمسيَّة شبيهة بكوكب الأرض، من خلال تلسكوب «كبلر».

ويوم أمس، أعلنت «ناسا» عن اكتشافها الجديد المتمثِّل بكوكب حجمه قريب من حجم كوكب الأرض، ويبعد عن شمسه مسافةً تشابه المسافة التي تفصل الأرض عن الشمس، الأمر الذي يعزِّز احتمال وجود مياه على سطحه. والمسافة التي تفصل الكوكب الجديد ـ الذي أطلقت عليه «ناسا» اسم «كبلر 452 بي» ـ عن شمسه، تسمح له بأن يتمتَّع بطقسٍ معتدل، ما يزيد من احتمال وجود مياه على سطحه، وهو العنصر الأساسي لوجود حياة هناك.

وقالت «ناسا» إنَّ مدّة دوران الكوكب الجديد حول شمسه تبلغ 385 يوماً، وهي مدة تقارب دوران كوكب الأرض حول الشمس التي تبلغ 364 يوماً وربع اليوم، ما يرجّح أن يكون الكوكب الجديد مشابه إلى حدٍ كبير للكرة الأرضيّة، وما يترتّب على ذلك من احتمال وجود حياة على الكوكب الجديد.

من جهته، أشار المدير المساعد لمهمة «ناسا» العلميَّة، جون غانسفيلد، إلى أنَّه «في الذكرى السنوية العشرين للاكتشاف الذي أثبت أنَّ شموساً أخرى تستضيف كواكب، اكتشف كيبلر كوكباً ونجماً خارج المجموعة الشمسية، يتشابهان إلى حد كبير مع الأرض والشمس»، مضيفاً أن «هذه النتائج المثيرة للاهتمام تقرِّبنا خطوة إضافية من العثور على الأرض 2».

يذكر أنَّ تلسكوب «كبلر» المُخصَّص لرصد الكواكب خارج النظام الشمسي، والذي بدأ البحث عن الكواكب الشبيهة بالأرض قبل سنواتٍ ستّ، قد عثر على أكثر من أربعة آلاف من هذه الكواكب، إلَّا أنَّ كوكب «كبلر 452 بي» يُعتبر الأكثر شبهاً بكوكب الأرض، الذي تمكَّن من اكتشافه حتى الآن.

الباحث المختصّ بتلسكوب «كبلر»، جيف كوفلين، قال إنه «لتقدُّم كبير أن نعثر على كوكب شبيه بالأرض بالحجم ودرجة الحرارة، ويدور حول نجم شبيه بشمسنا».ويبعد هذا الكوكب، الذي يزيد قطره بنسبة 60 في المئة عن كوكب الأرض، عن مجموعتنا الشمسية بمسافة 1400 سنة ضوئية.

وبينما لم تتحدَّد كتله وتكوين الكوكب الجديد، تشير أبحاث سابقة إلى أنَّ هناك فرصة لأن تكون كواكب بحجم «كبلر 452 بي» صخرية وليس غازية، وهو ما يعزِّز فرص الحياة عليها.

ويقول قائد فريق البحث الذي اكتشف الكوكب الجديد، جون جينكينز: «نعتقد أنَّ كيبلر 452 بي هو (ابن العم) الأكبر لكوكب الأرض، ويمنحنا الفرصة للفهم والتفكير في البيئة المتطورة للأرض».