كما للإرهاب ذراع يضرب، له أيضا صوت يحاول أن يبدل الحقائق، صوت فتحت له العديد من الوسائل الإعلامية ورفعت له كثير من المنابر الفضائية، إرهاب يضرب في سورية وعدد من البلدان العربية، مدعوم بشاشات استدعت ان يجتمع الكثيرون من ا
خليل موسى - دمشق
كما للإرهاب ذراع يضرب، له أيضا صوت يحاول أن يبدل الحقائق، صوت فتحت له العديد من الوسائل الإعلامية ورفعت له كثير من المنابر الفضائية، إرهاب يضرب في سورية وعدد من البلدان العربية، مدعوم بشاشات استدعت ان يجتمع الكثيرون من الإعلاميون العرب لجمع الصوت المضاد، وجوه تحمل ملامح من سورية ولبنان ومصر والعراق، كما كانت الملامح الإيرانية تحضر بالصوت والفعل، كلهم اجتمعوا اليوم في دمشق وبدأوا بأعمال مؤتمرهم الأول من نوعه.
سبل المواجهة كثيرة، والكوادر المنتمية إلى محور المقاومة كثيرة، إلا انها تحاج إلى عمل أكبر وتطوير لتكون بحجم هذه المواجهة، وهذا ما يراه من اجتمعوا لدعم سورية في محنتها.
وباعتبار أن الإعلام نصف المعركة إن لم يكن أكثر، تنبه القائمون عليه إلى نقاط عدة لا بد من معالجتها، وفود عربية وغربية حضرت إلى أن وصل عددها إلى أكثر من 130 بين وفود وشخصيات إعلامية.
الدولة السورية استطاعت تأمين ضيوفها الوافدين من أنحاء وعواصم عدة، وسار اليوم الأول بنجاح.
وعلى هامش المؤتمر الإعلامي الدولي لمواجهة الإرهاب أجرى موقع المنار الذي كان له حضور في المؤتمر عدة لقاءات مع شخصيات إعلامية لها شأنها وتأثيرها على المستوى العربي والاقليمي في نقل الصورة والرسالة.
الاعلامي المصري أسامة الدليل مدير الشؤون السياسية في صحيفة الأهرام المصرية تحدث ، عن تطور الإعلام الداعم للإرهاب لأدواته، واستخدامه أساليب جديدة منها التصويري الرقمي لإظهار ما وصفه ببشاعتهم في إجرامهم وترهيبهم للناس. مستذكرا بعض الحوادث المصورة ومنها إعدام المواطنين المصريين الواحد والعشرين في ليبيا، وحرق الطيار الكساسبة.
ووصف الرسائل التي بعثها الإعلام الداعم للإرهاب بأنها في منتهى الخطورة خاصة عندما ذكر حادثة الذبح على مسرح بصرى الشام في سورية، ويرى الدليل من خلال حديثه عن الحرب الإعلامية التي تدار بهذه الطريقة ، أن هناك عقلا استخباراتيا يقوم بالتخطيط لهؤلاء الإرهابيين. الدليل نوه في حديثه لموقع المنار إلى الإرهاب التكفيري الذي يضرب مصر في حين بدأ الإعلام المصري يطور آلياته لمواجهته، وقال أن شرذمة المجهود الاعلامي العربي مكن الارهاب وادواته من شن هذه الهجمة والانتشار بهذه الطريقة.
هي فرصة يراها اسامة الدليل تكمن بهذا المؤتمر، ومن خلالها يؤكد وجوب ان يجمع الإعلاميين العرب على الاتفاق حول ما يجب عليهم فعله وما عليهم الامتناع عن فعله ليستطيعوا الوقوف في وجه الارهاب ومحاربته للقضاء عليه.
بدوره الأستاذ ابراهيم فرحات مدير عام قناة المنار تحدث للموقع ووصف المؤتمر بأنه تعبير صادق للوقوف إلى جانب سورية، مؤكدا أن وسائل الإعلام التي تنتمي للمحور المقاوم تجتمع اليوم لتتبادل الآراء من اجل تفعيل هذا الخطاب الإعلامي، لدعم القضية السورية وقضية الشعب السوري وصموده في وجه المشروع التدميري الذي يريد الخراب لسورية، ويعتقد فرحات أن الامور واضحة فقد تتبلور العديد من الأفكار في نهاية المؤتمر لتشكيل برنامج عمل مشترك وثوابت يتفق عليها الجميع في مواجهة هذا المشروع.
وتابع فرحات "أن المطلوب من جميع الوسائل الإعلامية التي تنتمي إلى هذا المحور أن يتسع صدرها للعديد من الكوادر الإعلامية التي يمكن أن تضيف شيء جديدا على اداءها الإعلامي، وأكد على ضرورة تطوير الأداء الإعلامي بشكل احترافي. خاصة أن فرحات يتحدث بلسان وسيلة إعلامية تشتهر بمصداقيتها في نقل صورة التصدي للمجموعات التكفيرية والارهابية، ولكن برأيه هذا لا يكفي لوحده. فلا بد إلى جانبه من الارتقاء الى أعلى درجات الاحتراف، خاصة ان المواطن العربي لديه الكثير من المتطلبات إلى درجة كبيرة حيال المادة الاعلامية التي يريد أن يشاهدها، فهذا الارتقاء الذي يتحدث عنه ويدعو إليه الأستاذ ابراهيم فرحات، سوف يمكّن برأيه من الوصول إلى أوسع شرائح من المجتمع".
وتوقع في ختام حديثه أن يخرج المؤتمر بتوصيات يمكن الاستفادة منها وتوظيفها في العمل الاعلامي، فسورية ليست وحدها في مواجهة هذا المشروع التكفيري فإلى جانبها مؤسسات إعلامية كبيرة تنتمي إلى محور المقاومة.
الإعلامي الفلسطيني كمال خلف ومقدم البرامج في قناة الميادين، يرى انه من الضروري الخروج بنتائج وتوصيات عملية من هذا المؤتمر، خاص انه ليس بمؤتمر ترفي كما قال باعتباره معقود في دمشق التي تشهد حربا حقيقية بين الشعب السوري والإرهاب، فمن الضروري برأيه حشد الطاقات والكوادر الاعلامية بشكل صحيح وفاعل لمواجهة الاعلام المضاد الداعم للإرهاب، ودعا لوجود خبراء في الإعلام لخوض هذه المواجهة.
وشدد على ضرورة البحث في تفاصيل التفاصيل الاعلامية من أجل النجاح في ما وصفه خلف بمعركة كسب الرأي العام للكشف الكامل عن وجه التكفير والارهاب والتوصل للقضاء عليه. وبرأيه لا بد من رسم طريق لتوظيف الكفاءات العربية الاعلامية وتطويرها لتتمكن من مواجهة الفكر المقابل المدعوم من جهات معينة تجعل من التكفير صاحب لسان يتحدث إلى الجمهور.
وباعتبار الدراما جزء من المنظومة الإعلامية كما وصفها زهير رمضان نقيب الفنانين السوريين، مؤكدا ان الدراما الرمضانية لعام 2015 استطاعت ان تصور الوقع وتنقله حيال ما يجري من إرهاب تكفيري يضرب البلاد، مبينة عن طريق الاعمال التلفزيونية الحرب الكونية على سورية وإرهاصاتها وارتداداتها على المجتمع السوري، نافيا ان يكون الطموح فقط تصوير الواقع في هذه الاعمال إنما الارتقاء بالواقع وتغييره وتطويره.
واضاف رمضان أن الدور تكاملي بين وسائل الإعلام المقاومة كافة بما فيها الادوات الدرامية، دور يتجلى بنصرة كافة القضايا العربية وخاصة في محاربة الإرهاب.
الإعلامي حبيب سلمان مدير الأخبار في التلفزيون السوري يؤكد ان الإعلام السوري في ظل الازمة نهض في مهمة مواجهة الإرهاب والتيارات الإعلامية التي تدعم التكفير وتعمل على نشره ، وبرأيه أن هناك عدة محاوره عمل عليها إعلام بلاده، فالمستوى الأول العمل على نقل الحقيقة بشكل واقعي جدا من كافة الجوانب إن كان لسان المواطن او الضحية أو المجرم أحيانا، والمستوى الآخر عمل الإعلام السوري على كشف الزيف في كثير من الضخ المعادي ومنها ما كان ينقل من بلدان ومناطق أخرى كضحايا مجازر حدثت في فلسطين، نُقلت على أنها جرائم ارتكبتها الحكومة السورية في سورية بالرغم من أنها مجازر في غزة أو ضحايا زلازل. دون ان ينفي ضرورة التطوير المستمر للعمل الإعلامي السوري. ويرى في المؤتمر على انه فرصة لملتقى إعلامي أهميته في النتائج التي يأمل حبيب ان تكون شرف إعلام مقاوم لدول تتشارك الهم في الدفاع عن القضية السورية.
الصحفي الفرنسي تيري ميسان حضر المؤتمر في دمشق، وتحدث في منحى القوة، وما تعمل عليه الولايات المتحدة منذ أعقاب الحرب الباردة على ضخ الإرهاب في العالم، ودعمه بالمنظمات الإعلامية إضافة لباقي أشكال الدعم، منوها لبداية هذه الممارسات الامريكية في الشيشان والبوسنا وتتاليها إلى ان وصلت إلى سورية متمثلة بداعش وغيرها، من المجموعات التكفيرية.
ويقول ميسان مضيفا أن الحال لن يبقى على حاله، ربطا بالاتفاق النووي الإيراني، فبعد أسبوع من توقيع الاتفاقية بدأت الدول الغربية والخليجية و غيرت لكنتها تجاه سورية وبدأت بفتح علاقات جديدة على جميع الاصعدة مع الدولة السورية ومن المتوقع وبرأيه ان في الأسابيع القادمة سيتوقفون عن إرسال الإرهابيين وتمويل مجموعاتهم، مثل داعش في سورية والعراق.
المؤتمر لم ينته بجلسة واحدة إنما يمتد على مدى يومين متتالين في العاصمة دمشق، والجدير ذكره انه المؤتمر الاول من نوعه، حيث تنبه الإعلام العربي المقاوم إلى ضرورة العمل على مكافحة الإرهاب بشقيه العسكري والإعلامي.