01-11-2024 11:39 AM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 25-7-2015

الصحافة اليوم 25-7-2015

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 25-7-2015 الحديث عن الازمة الحكومية وازمة النفايات وتداعياتهما على الساحة السياسية والبيئية معا

 

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 25-7-2015 الحديث عن الازمة الحكومية وازمة النفايات وتداعياتهما على الساحة السياسية والبيئية معا.

 

وأتت افتتاحيات الصحف على الشكل التالي:

 

السفير


الحل في المطمر والمطامر حقوق للطوائف.. ولا قرار!

بيروت الكبرى مزبلة حكومية كبرى


بداية جولتنا مع صحيفة "السفير" وكتبت تقول "لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم السابع والعشرين بعد الاربعمئة على التوالي.

..من الآن وحتى موعد انعقاد جلسة مجلس الوزراء الثلاثاء المقبل، يفترض أن يتحدد مسار الرياح، التي تضرب الحكومة، إن في اتجاه احتوائها، او في اتجاه تفاعل الالتهابات السياسية في داخلها، التي ضيّقت صدر رئيس الحكومة تمام سلام منها، وحملته على التلويح بخطوات يضع فيها الجميع امام مسؤولياتهم، على ما تقول أوساطه.

واذا كان الترهّل الحكومي، وفي ظل المتاريس السياسية المنصوبة داخل الحكومة، لا يشي بإمكان ان تؤدي مشاورات اليومين المقبلين السابقين لجلسة الثلاثاء، الى مخرج سحري، يعيد نفخ الروح في جسم الحكومة المحتضرة، فذلك يبدو أقل وطأة من «غزوة النفايات» التي تضرب لبنان، وحوّلت عاصمته الى مكبّ واسع للنفايات، تغمر شوارعها، وتسدّ الطرقات في بعض الأحياء، وتنشر فضلاً عن الروائح الكريهة، الأوبئة والجراثيم في الهواء، فيما يطلق المواطنون الشتائم ضد الجميع، بعدما استقال الجميع من مسؤولياتهم.

وكما يبدو، فإن هذه المشكلة، ثقيلة ومستعصية، وتتفاقم على مدار الساعة، وتتطلب المعالجة السريعة والفورية الى حد اعلان حالة طوارئ بيئية، خاصة أنها باتت أشبه بـ «سلاح فتّاك» يُشهر في وجه الجميع وهو جاهز للانفجار في أية لحظة. الا أن المشكلة الأكبر تبدّت في أن أهل الحل والربط الحكومي، عالقون من جهة، في دائرة التنظير والمزايدات السياسية، ويعانون من جهة ثانية، من انفصام في الشخصية، فخلعوا ثوب المسؤولية، التي توجب عليهم وحدهم التصدي وابتداع حلول لهذه الكارثة، وبرّأوا انفسهم «من دم هذا الصدِّيق»، وأخذوا يتكلمون لغة الناس، المهددين بكارثة تقضّ مضاجعهم، وتهدّد حياة أطفالهم بالأوبئة والأمراض.

هي بلا شك، مسؤولية الحكومة قبل أي أحد آخر، ولا عذر لها في التقاعس عن مواجهة هذه الغزوة الخطيرة، ومهما كانت الأسباب، خاصة أن في يدها الكثير من الخطط والقرارات المتفق عليها سابقا، وكلها تقود الى حلول، فلماذا لا تبادر الحكومة الى ذلك، ما الذي يمنعها، هل بسبب عجز، ام تقصير، او نتيجة ضغط مافيات من هنا وهناك؟

ولقد فرض الغياب الحكومي، التوجّه الى «مسكّنات موضعيّة» في بعض المناطق، تُرجمت بتدابير مؤقتة؛ محليّة وبلديّة، عاجلة وضمن الإمكانيات، لاحتواء هذه الغزوة القاتلة وانبعاثاتها، والحدّ من ارتفاع هضاب، لا بل جبال النفايات، في الشوارع والاحياء.

على أن اللافت للانتباه ، في هذا السياق، أن مجلس الوزراء لا يملك نظرة واحدة الى هذه المشكلة، كما لا تبدو في الافق صورة حلّ، بل آراء متقاطعة ومتشابكة لا ترسو في مرفأ واحد.

فوزير البيئة محمد المشنوق عبّر لـ «السفير» عن تشاؤمه ازاء هذا الموضوع، وعن امتعاضه من عدم تعاون الفرقاء معه لإيجاد الحلول المؤقتة، في ظل رفض معظم المناطق التي اختارها للحل الانتقالي.

وشكا المشنوق من منع عمال «سوكلين» من سحب عصارة مطمر الناعمة التي تتسبب بأضرار جسيمة لنظام تشغيل المطمر، وتتسبب بانبعاثات وروائح، ورأى ان لا حلول حقيقية لهكذا مواضيع من دون الدولة وادارتها الرسمية. معتبرا ان إحراق النفايات في الشوارع كيفما اتفق وفشل معظم البلديات في إدارة الأزمة، يعني أننا أمام حالة فشل وإفلاس عامة، تبدأ بكل السلطة السياسية الممثلة بمجلس الوزراء الذي لم يقدِّر لا سابقا ولا بالأمس في جلسته الأخيرة خطورة هذا الموضوع على كل المستويات... ولا تنتهي عند السلطات المحلية.

وقال وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش لـ «السفير: نحن في العام 2010 اتخذنا قرارا بانشاء محارق، ومنذ خمس سنوات لم يتم تنفيذ شيء حتى الآن، لماذا، والسؤال ايضا لماذا منع العارضون للمناقصات من التقدم والاشتراك بها؟

وأشار فنيش الى ما سمّاها «لعبة مصالح» تحكم هذا الموضوع، وأكد أنه لا بد من الحل الجذري لهذه المسألة، ولا بد سريعا من ان نلزّم انشاء محارق، وبالتالي المطلوب عدم الاستمرار في تضييع الوقت والمماطلة والتسويف، وليس صعبا ابدا ان يتم ايجاد مطمر لنفايات بيروت والضواحي. هناك امكانية لذلك، والمطلوب فقط هو ان يتخذ القرار الرسمي والجدي، وفي المقابل، الا تتعاطى القوى السياسية مع هذا الموضوع كملف شعبوي وكقطعة جبنة لتقاسمها.

واكد وزير المال علي حسن خليل لـ «السفير»: ان هذا الموضوع مهم جدا وحساس جدا ويتطلب المعالجة السريعة. ولا بد بداية من معالجة آنية تنقلنا الى المعالجة الجذرية.

وقال: يجب ان يكون الحل الجذري والنهائي لهذه المسألة، عبر الذهاب الى تنفيذ الخطة المقررة في هذا الشأن، ووضعها موضع التطبيق، والتوجه نحو الخيار الاستراتيجي بمحارق وفق مواصفات عالمية.

وحدد وزير العمل سجعان قزي عبر «السفير» ثلاث مراحل للحل؛ الأولى، ازالة النفايات الحالية، ليستعيد البلد بيئته النظيفة نسبيا، والثانية، انهاء المناقصات سريعا، وبدء تنفيذ العقود الجديدة، على ان تؤمن الدولة، لا سواها، المطامر لهذه الشركات، لأن ترك الشركات وحدها تتدبر امرها لإيجاد مطامر، سيدخلها في روتين النظام اللبناني للفساد.

أضاف قزي: اما المرحلة الثالثة، فهي اعادة النظر في كل مشروع معالجة النفايات في البلاد على اسس حديثة وعصرية، لا تؤدي فقط الى جمع النفايات ومعالجتها، انما لاستخراج الطاقة الكهربائية، وغير ذلك، لتكون النفايات احد موارد الخزينة اللبنانية، وبشكل عام لا يجوز ان يبقى البلد في ظل الوضع الحالي، ويجب ان يرفع السياسيون اياديهم عن شركات معالجة النفايات، فما جنوه من هذه الشركات من التسعينيات الى اليوم كاف لكي يعمّروا قصورا بعدما هدموا البلد.

بدوره، قدم وزير الزراعة اكرم شهيب عبر «السفير» ما سماه حلا مرحليا، وقال: نظرا للواقع اللبناني، وللصراع السياسي والمالي والمناطقي، ومع الاسف الطائفي، إن لم اقل المذهبي، لا حل لنفايات بيروت والضاحيتين الا عبر «سنسولين»، الاول في الاوزاعي حيث تطمر فيه ردميات حرب تموز 2006، مع قسم من نفايات المنطقة الجنوبية لبيروت. والسنسول الثاني في الكرنتينا، وتطمر فيه نفايات المنطقة الشمالية لبيروت.

وأوضح شهيب ان الذهاب الى هذا الحل، مردّه الى ان هاتين المنطقتين موبوءتان تاريخيا نتيجة الصرف الصحي. واضاف: هذا حل مرحلي افضل من الواقع الذي نحن فيه، ولا ارى غير هذا الحل، نتيجة عدم جدية الحلول وكذلك نتيجة الصراعات السياسية والمالية. وفي النهاية لا حل على المدى البعيد الا بلامركزية قرار الحل. اما في الجبال فكل قضاء يتولى مرحليا ايجاد حل للطمر.

اما وزير الثقافة روني عريجي فأكد أن المشكلة كبيرة جدا وخطيرة. وقال لـ «السفير»: مع الاسف، كنا نتوقع أن نصل الى ما وصلنا اليه. وفي الاساس كان من الضروري ان يتم استباق هذه المشكلة بمعالجات جذرية.

اضاف: نحن امام موضوع وطني، وليس موضوعا طائفيا او مذهبيا، او انه يعني فئة من اللبنانيين من دون غيرهم، بل هو يعني الجميع ويطال الجميع، وبالتالي يجب النظر اليه من هذه الزاوية، ومقاربته بما يتطلبه من حلول ومعالجات، ولكن مع الاسف، ومع تفاقم المشكلة حاليا، لا توجد حلول جذرية فورية، بل اعتقد انه من الضروري الذهاب الى حلول مؤقتة بانتظار اطلاق المناقصات وبدء الشركات عملها، لكن على الا تكون الحلول المؤقتة عشوائية، بل فعّالة، وتحفظ قدر الامكان الصحة العامة وسلامة المواطنين.

ووصف الوزير ميشال فرعون موضوع النفايات بـ «الخطير جدا». وقال لـ «السفير»: إن تفاقم هذه المشكلة، يهدد بكارثة، مع الأسف تأخرنا كثيرا في مقاربة هذا الموضوع ومعالجته، ولذلك إن تعذر الحل الجذري حاليا، فلا بد من حلول مؤقتة للعلاج، علما ان هناك حلولا مطروحة على طاولة البحث في مجلس الوزراء.

وأشار فرعون الى ان اهمية هذا الموضوع دفعته في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء الى ان يهدد بمقاطعة جلسات المجلس، إن لم يتم البحث في موضوع النفايات.

وزير العدل اشرف ريفي قال بدوره لـ «السفير»: ان الامر الأكيد الذي يمكن ان يساعد في الحل الجذري، هو بضرورة الذهاب الى اقرار اللامركزية الادارية المنصوص عليها في اتفاق الطائف، والتي تعطي صلاحيات للبلديات في كل شيء، سواء ما يتعلق بالنظافة ام الامور البيئية او التنموية.

ورأى وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي، أن الحل يكون بالتعميم، وقال لـ «السفير»: إن الحل الوحيد لموضوع النفايات، يكون بالتعجيل في انجاز المناقصات، على ان يتم، وبشكل مؤقت، توزيع نفايات بيروت والضاحيتين على المطامر في المناطق."


النهار


تبريد في الداخل وفرنسا تنشط للتوافق

نصرالله: لا أحد يريد تعطيل الحكومة


ومن جهتها، كتبت صحيفة "النهار" تقول "صار لأزمة النفايات أيضا عدادها في لبنان اسوة بالازمات السياسية، أذ تطوي اسبوعها الاول وسط تفاقم تداعياتها الشديدة الاذى بيئيا وصحيا الى حدود واسعة مع ارتفاع درجات الحرارة واتساع رقعة الحرائق في مختلف المناطق. وبدا انتظار المعالجات السياسية الملحة اشبه برهان على فراغ نظرا الى الانسداد الذي يخشى ان يكون حاصر الحكومة في ازمتها السياسية المتصلة بموضوع الخلاف على آلية عمل مجلس الوزراء والذي رحل من جلسة الخميس الماضي الى جلسة الثلثاء من دون اي ضمانات تكفل التوصل الى مخرج لهذه الازمة في الجلسة المقبلة.

ولعل ابلغ دليل على السباق الجاري بين التوترات الاجتماعية الناشئة عن أزمة النفايات والتوترات السياسية التي لا تزال تحكم ازمة الحكومة ان زوار السرايا الحكومية يعكسون اجواء قاتمة حيال التصورات والاحتمالات التي قد تنشأ عن استمرار تعطيل مجلس الوزراء مما ينفي عن تلويح رئيس الوزراء تمام سلام بإمكان استقالته وتحول الحكومة حكومة تصريف أعمال اي طابع تهديدي او مناوراتي، بل ان هذا الخيار يبدو كأنه وضع فعلا على الطاولة الخلفية في السرايا في انتظار الاختبار الحاسم الاخير الثلثاء المقبل. وبينما لوحظ ان فريق "التيار الوطني الحر" سعى بقوة الى نفي وجود اي احتمال جدي لاستقالة رئيس الوزراء لم يقترن ذلك بمرونة لجهة تفسير هذا الفريق موضوع الآلية الحكومية خصوصا لجهة التمسك بالشركة الوزارية مع رئيس الوزراء في تقرير بنود جدول اعمال جلسات مجلس الوزراء وهي النقطة التي باتت تشكل فتيل التفجير السياسي داخل الحكومة.

وقالت اوساط وزارية مطلعة لـ"النهار" ان ثمة مساعي جدية لتعطيل هذا اللغم قبل انفجاره في جلسة الثلثاء لان الجميع باتوا يدركون ان الرئيس سلام قد "طفحت كأسه" على رغم ان موقفه يحظى بتأييد غالبية مكونات الحكومة، ولكن المضي في لعبة التعطيل بات يشكل بالنسبة اليه مخططا واضحا لشل الحكومة وفي هذه الحال فهو لن يقبل ان يغطي هذه الخطة ما دامت مفاعيلها آيلة الى تحويل واقع الحكومة الى تصريف اعمال مقنع. واشارت الاوساط الى ان المهلة المتبقية لجلسة الثلثاء يفترض ان تشهد جهودا مختلفة تماما عن تلك التي سبقت الجلسة الاخيرة التي بقي كل شيء بعدها على حاله والا فان رئيس الوزراء لن يكون مستعدا لتلقي كرة النار التي يراد للحكومة ان تتآكل فوقها وخصوصا مع تصاعد النقمة الشعبية الى ذروتها جراء أزمة النفايات التي حال تعطيل الحكومة دون التصدي لها بالسرعة اللازمة.

 

جنبلاط وقيادة الجيش

ووسط هذه الاجواء المشدودة، اتخذ دفاع رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط أمس عن قيادة الجيش دلالة بارزة اذ ادرج موقفه في خانة الرد الضمني على مواقف رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون من القيادة العسكرية في اطار سعي عون الى تعيين العميد شامل روكز قائدا للجيش وقطع الطريق على التمديد المرجح لقائد الجيش العماد جان قهوجي. وبرز هذا البعد الجديد في موقف جنبلاط من قوله ان التعرض لقيادة الجيش "غير مفيد ولا يصب في خدمة الاهداف التي تسعى المؤسسة العسكرية الى القيام بها في ظل ظروف بالغة التعقيد والصعوبة يعرفها القاصي والداني"، لافتا الى ان "الحفاظ على الاستقرار يفوق بأهميته كل الاعتبارات الاخرى".

 

جعجع

وفي سياق سياسي آخر، علمت "النهار" أن حصيلة المحادثات التي أجراها رئيس حزب "القوات اللبنانية " سمير جعجع مع قيادة المملكة العربية السعودية ومشاوراته مع الرئيس سعد الحريري في جدة تشير الى أنه يجب عدم انتظار أي حلحلة في لبنان وخصوصاً ما يتصل بالانتخابات الرئاسية التي لا زال القرار الاساسي في شأنها في يد إيران؟

لكن الموقف السعودي من الانتخابات الرئاسية في لبنان يرى أن هذا الملف في ايدي اللبنانيين أنفسهم وبشكل أدق أنها تعتبره موقعا مسيحيا. وفي تقدير قيادة المملكة أن التقارب بين المسيحيين سيكون حول مشروع الدولة وليس حول أي مشروع آخر. وترى قيادة المملكة أن حل موضوع "حزب الله" هو في إيران ولكن على قوى 14 آذار أن تقوم بما ينبغي من أجل مشروع الدولة والاستقرار في لبنان، والمملكة ستكون الى جانبها في هذا المضمار، لكن هذه القوى لا تعمل ما فيه الكفاية.

 

48 ساعة؟

اما على صعيد أزمة النفايات، فقال مصدر كتائبي لـ"النهار" إن الاجتماع الذي انعقد أمس في البيت المركزي للحزب في الصيفي وضم وزير البيئة محمد المشنوق ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل ورؤساء اتحادات البلديات في جبل لبنان، خلص إلى حل لأزمة النفايات خلال 48 ساعة.

وأوضح أن المجتمعين بحثوا في الحلول الممكنة واتفقوا على أن تنقل النفايات بعد جمعها إلى أمكنة سماها المشنوق "مرائب" Parkings، على أن تكون مفروزة ومضغوطة ومصفاة من السوائل وموضبة في مكعبات بلاستيكية محكمة الاقفال، وذلك لمدة أسابيع أو ثلاثة - اربعة أشهر ريثما تتسلم الشركات الجديدة المهمة وتنقلها إلى حيث تعالج وتطمر نهائيا. وتتولى "سوكلين" موقتاً بالآلات والمعدات المتوافرة لديها، وبناء على طلب من الوزارة، أعمال الفرز والتوضيب على الأرض التي تشغلها في الكرنتينا والتي تعود ملكيتها إلى الدولة بعد انتهاء العقد مع الشركة باعتبار أن المسألة استثنائية وطارئة.

وأضاف أن المسألة متوقفة حالياً على وزير البيئة الذي أبلغ المجتمعين أنه سيتخذ قراراً خلال 24 ساعة يحدد بموجبه الكسارات القديمة التي ستستقبل النفايات الموضبة موقتاً، مشيرا الى أنه في بداية الاجتماع كان يتجه إلى تحميل البلديات والاتحادات البلدية مسؤولية موضوع النفايات برمته، لكنه جُبه بإصرار على أن الموضوع من صلاحية الوزارة، ولا جهة غيرها يمكنها  تحديد أمكنة التجميع في انتظار فض عروض الشركات في كل المناطق خلال أسبوعين .

ولفت المصدر الكتائبي إلى أن النائب الجميّل كرّر مراراً أن الشركات غير قادرة على فرض مواقع جمع النفايات كما أن لا بلدية يمكن أن تقبل بوضع نفايات في نطاقها، ولو موقتاً. وهذه المسؤولية تالياً هي مسؤولية الدولة، وتحديداً وزارة البيئة.

ومن جهته، عرض الوزير المشنوق ملفاً من 16 صفحة عن الكسارات التي تحتاج أمكنتها إلى استصلاح في كل لبنان.

وانتهى المصدر الكتائبي الى أن الشوارع والأحياء ستعود نظيفة خلال 48 ساعة في ضوء التزام وزير البيئة تحديد أمكنة التجميع الموقتة."

 

البناء

أميركا تناقش التفاهم النووي مع إيران... والمعركة الانتخابية بلا محرّمات

تركيا تتخلى عن المنطقة العازلة وتنخرط ضدّ «داعش»... ودي ميستورا في دمشق

الحكومة ترجئ الفشل إلى الثلاثاء... ومقبل يطرح تسوية بترقية روكز والتمديد


من جهتها، صحيفة "البناء" كتبت تقول "دخلت الخطوات التطبيقية للتفاهم حول الملف النووي الإيراني حيّز التنفيذ مع بدء المناقشات لبنود الاتفاق داخل الكونغرس الأميركي بلجانه ومجلسيه، وبدا من سياق المناقشات التزام إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بالدفاع عن التفاهم، ما يؤكد النية بالسير فيه حتى النهاية، حيث تولى وزير الخارجية جون كيري تقديم مرافعة متكاملة حشدت لمصلحة تسويق الاتفاق كلّ الأسباب التي تضع الحجة على الضفة المقابلة المطالبة باللااتفاق، بالتالي بترك إيران تمتلك مقوّمات إنتاج قنبلة نووية لأنّ البديل الآخر وهو الحرب يرفضه الجميع، بينما العودة إلى العقوبات فتعني ضمناً عودة إيران إلى التخصيب المرتفع النسبة وتخزين المخصّب الذي سيكون كافياً خلال فترة وجيزة لتمتلك إيران ما يلزم لإنتاج أول قنبلة والعودة عندها إلى التفاوض معها من موقع أضعف، أو تركها تستكمل امتلاك كميات إضافية لا يتوقف خطرها عند حدود قيام إيران بإمكانية تجميعها في إطار قنبلة في أيّ تأزم مقبل، بل بإمكانية وصولها بصورة رسمية أو شبه رسمية إلى أيدي طرف ثالث لا ينفع معه التفاوض سواء كان حكومة أم منظمة غير حكومية. وفيما وصف كيري خصومه بالعبثية والغوغائية ذهب الجمهوريون حدّ اتهامه بالتفريط بالأمن القومي الأميركي، وتمكين دولة تدعم الإرهاب من امتلاك منظومة شرعية لتقنية خطيرة كالتقنية النووية. ولاحظ كلّ متابعي النقاشات أن الضرب تحت الحزام بلا رحمة قد بدأ مع انطلاق المناقشات، وأنّ حملات إعلامية ضخمة مموّلة بملايين الدولارات تواكب هذا النقاش الذي يبدو ظاهره نووياً وجوهره إعلان افتتاح الانتخابات الرئاسية بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

بالتوازي مع سير إدارة الرئيس أوباما في استحقاقات تشريع الاتفاق الذي يبدو أنّ الرئيس أوباما سيضطر إلى إبرامه استناداً إلى استخدام حق النقض ضدّ رفض الكونغرس التصديق عليه، نجحت واشنطن في إبرام التفاهم المعلّق مع حكومة الرئيس التركي رجب أردوغان وحزبه، بالفصل بين الحرب مع «داعش» والمواجهة مع الدولة السورية التي كانت تشترطها حكومة حزب العدالة والتنمية لتسهيل استخدام قاعدة «انجرليك» من جانب الطائرات الأميركية. وبينما تداولت الأوساط الأميركية تخلي أنقرة عن مطالب مثل إقامة مناطق عازلة على الحدود أو مناطق حظر طيران، أكدت واشنطن تقيّد أنقرة بضبط حدودها لجهة تدفق المقاتلين ومرور السلاح والعتاد والمال عبرها، بينما كان تنظيم «داعش» عملياً يعلن الحرب بصورة ميدانية على القوات التركية فيردي ضابطاً وشرطياً في دورية حدودية رداً على التطورات التي أعقبت تفجير «داعش» لتجمع كردي داخل تركيا على الحدود السورية التركية.

في هذه الأثناء وصل المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا إلى دمشق حاملاً حصيلة محادثاته الإقليمية التحضيرية لجولة جديدة من الحوار السوري السوري يفترض أن تتضمّنها مقاربته أمام مجلس الأمن الدولي يوم الخميس المقبل. وتقوم محاولة دي ميستورا على التوصل إلى تفسير موحّد لبيان جنيف الأساسي الصادر عن وزيري الخارجية الروسي والأميركي قبل ثلاثة أعوام، خصوصاً الجواب على سؤال أيّ من الأولويتين تحكم الأخرى، إعادة تكوين السلطة أم الحرب على الإرهاب، بعدما تكفل التفاهم على الملف النووي الإيراني بإزالة التحفظ الأميركي على شراكة إيران مع الدول المعنية بالمساهمة في رعاية الحوار. وتقوم مبادرة دي ميستورا وفقاً لمصادر أممية هذه المرة على وضع مصير الرئاسة السورية جانباً، وتركها لما بعد الانتخابات النيابية في الربيع المقبل، والتي تشكل الفقرة الأهمّ في مبادرة دي ميستورا لتشكيل حكومة معبّرة عن مشيئة السوريين تخرج من صناديق الاقتراع تحت مراقبة أممية، بعد الانطلاق من اعتبار الحرب على الإرهاب سبباً كافياً لتوحيد جهود السوريين في إطار حكومة وحدة وطنية تشرف على الانتخابات وتتولى قيادة هذه الحرب من ضمن صيغ اعتراف دولية وإقليمية بهذه الحكومة وتطبيع العلاقات معها.

في لبنان الذي يراقب هذه التطورات ويستشعر مناخ التسويات والتفاهمات، لم تتحرك بعد قاطرة التهدئة حتى يتسنى البحث عن التسويات، ففشلت الحكومة مرة أخرى في وضع يدها على صيغة وسط للقضايا التي فجرت اجتماعاتها الأخيرة. وكشفت جلسة أمس وصول مساعي الوساطات إلى طريق مسدود، فحظي ملف النفايات بنقاش من دون بلوغ نتائج مجدية تتخطى الوعود الطيبة القائمة على المزيد من المهل، بينما بقيت قضية آلية عمل الحكومة في مكانها تراوح، وسط تسرّب معلومات عن صيغة تسوية للتعيينات يعمل عليها وزير الدفاع سمير مقبل تقوم على ترقية العميد شامل روكز إلى رتبة لواء بما يمنحه تمديداً تلقائياً للبقاء لمدة سنتين في السلك العسكري تمهيداً لتولي قيادة الجيش مقابل تمرير التمديد للعماد قهوجي لمدة سنة واحدة، تكون كافية لتبلور الاستحقاقات المقبلة وفي طليعتها الانتخابات الرئاسية.

 

مجلس الوزراء مكانك راوح

لم يخرج مجلس الوزراء أمس بأي نتيجة تذكر، على رغم الملفات الضاغطة التي لا تحتمل التأجيل من التعيينات العسكرية إلى ملف النفايات التي تحولت إلى جبال على طرقات العاصمة والضواحي. ولم يتوصل مجلس الوزراء أيضاً إلى حل لآلية عمل الحكومة، التي كانت الجلسة مخصصة لها، وقرر استكمال البحث الثلاثاء المقبل في مناقشة مستفيضة لطريقة العمل.

ولفتت مصادر وزارية لـ«البناء» إلى أن مجلس الوزراء طرح موضوع النفايات في شكلٍ مقتضب بسبب وجود خطة معتمدة في المجلس سابقاً ووجود لجنة وزارية مخصصة لبحث الملف، ويعمل الوزير محمد المشنوق على تنفيذ الخطة وعرض في الجلسة العقبات التي تحول دون تنفيذها، ولم يتخذ أي قرار على صعيد مجلس الوزراء، بل قال المشنوق في الجلسة انه سيعالج الموضوع الملحّ وسيطلع المجلس الثلاثاء على ما قام به ليرى المجلس ما يمكن أن يفعله ويقدمه للمساعدة في هذا الموضوع».

وطلب وزير الاقتصاد آلان حكيم مناقشة موضوع أزمة النفايات وقدم أربعة حلول في هذا الشأن، إلا أن رئيس الحكومة تمام سلام رفض وأعلن انه لن يبحث أي بند قبل المقاربة الحكومية كما قرر سابقاً».

وعلمت «البناء» أن نقاشاً دار حول مقاربة إدارة الجلسات الحكومية، وعرض كل طرف وجهة نظره في هذا الأمر، لكن لم يطرح أحد أمراً جديداً، وأن وزيري التيار الوطني الحر تمسكا بموقف العماد عون برفض الانتقال إلى بحث البند رقم 2 إذا لم يبت بالبند رقم واحد وهذا ما لم يتم التوافق عليه ورفضه وزراء «14 آذار» والرئيس تمام سلام.

وخاطب الرئيس سلام وزراء التيار الوطني الحر بالقول: «أنتم تريدون وتدعون إلى تطبيق القانون والدستور، فهل رفضكم بحث أي بندٍ من بنود جدول الأعمال قبل بحث آلية العمل الحكومي، هو عمل بما يقتضيه الدستور»؟ ولفت إلى «أنه سيعطي فرصة جديدة نهائية هذه المرة أملاً بأن يتم الاتفاق داخل مجلس الوزراء، رافضاً كل صيغة تؤدي إلى التعطيل مهما كلفه الأمر».

 

البلد مجمّد وخيار الاستقالة وارد

وأكد وزير الدولة للتنمية الإدارية نبيل دو فريج لـ«البناء» أن جلسة الأمس كانت في الشكل هادئة، إلا أن المواقف ما زالت على حالها والتعطيل مستمر والبلد مجمّد في ظل غياب المعالجة الجدية للأزمة الحكومية وعدم وصول الاتصالات إلى أي نتيجة ملموسة حتى الآن.

وأشار دو فريج إلى «أنّ حزب الله أظهر خلال مواقفه في الجلسة أنه يسير حتى النهاية مع العماد ميشال عون، في حين أظهر الأخير أنّ على الجميع السير كما يريد على قاعدة «ما لنا لنا وما لكم لنا ولكم» وكأنّ الحروب الأهلية والمراحل القاسية التي مرّ بها لبنان لم تعلم التيار الوطني الحر بأنّ في لبنان لا غالب ولا مغلوب وأن لا فرض بالقوة».

ولاحظ دو فريج أنّ حزب الله لم يبرهن في هذه الجلسة على أنه متمسك بالحكومة كما كان يتحدث عادة في الجلسات السابقة وهذا ما كشفت عنه كتلة الوفاء للمقاومة في بيانها أمس بتحميلها المسؤولية بموضوع النفايات للحكومة السابقة التي هي حكومة الرئيس نجيب ميقاتي وحزب الله والتيار الوطني الحر ولم يكن تيار المستقبل موجوداً فيها، وأضاف: «الخطة التي وضعت للنفايات عام 2010 في الحكومة السابقة لم تطبّق اليوم».

وإذ حذر دو فريج من «أنّ خيار الاستقالة وارد لدى الرئيس سلام الذي عبّر خلال الجلسة عن القرف والتشاؤم من هذا الوضع الحكومي التعطيلي، إلا أنّ ما يؤخر ذلك هو عدم وجود رئيس للجمهورية ليقبل الاستقالة، لكن استقالة سلام تحوّل الحكومة إلى تصريف أعمال».

وفي موضوع النفايات، أوضح دو فريج أنّ «المشكلة في المطامر وعند المواطن اللبناني الذي لا يملك عقلية التعاون مع الدولة، فلا يوجد في مدينة بيروت التي تعاني من الكثافة السكانية أيّ مكان أو عقار واحد لاستعماله كمطمر للنفايات».

وأكد وزير الإعلام رمزي جريج لـ«البناء» أنّ «الجلسة كانت هادئة وطال النقاش بين الوزراء، وكل وزير أدلى بوجهة نظره، وعرض الرئيس سلام مقاربته لجميع مراحل طريقة عمل مجلس الوزراء».

 

تمديد لجزء من عمل سوكلين

واقترح رئيس بلدية بيروت بلال حمد أن تستمر سوكلين بما كانت تقوم به على صعيد بيروت الإدارية ما عدا الطمر .وأشار إلى أن المجلس البلدي يعمل على مشروع عقد مع شركة خاصة تملك عقاراً خارج النطاق البلدي حيث تتسلم بقايا النفايات وتطمرها خارج المدينة.

وأكد النائب محمد قباني لـ«البناء» أن استمرار سوكلين بعملها على نطاق بيروت الإدارية هو تمديد لجزء من عملها المتعلق بالكنس والجمع لا الطمر». ولفت إلى «أن بيروت لم تدخل في المناقصات ومن الطبيعي أن يتم البحث عن شركة خاصة لتطمر النفايات خارج العاصمة».

وأكد النائب عمار حوري بدوره لـ«البناء» أننا كنواب بيروت نضغط من أجل إيجاد حل لأزمة النفايات في العاصمة». ولفت إلى «أن اجتماع نواب بيروت مع البلدية أمس ناقش قرار إرسال النفايات إلى عكار». وأشار إلى «أنه لا يجوز لمناطق أهملتها الدولة لعقود طويلة أن تتخذ قراراً بتوريد النفايات إليها، فنحن ندعم مطالب أبناء عكار ونعمل في الوقت نفسه على إيجاد حل للأزمة».

وقالت كتلة الوفاء للمقاومة: «ليست مشكلة النفايات والعجز الحكومي عن معالجتها سوى واحدة من مفردات هذا الوضع المهترئ الذي وصلت إليه البلاد في ظل سلطات تفتقد روح المسؤولية العامة، وتدخلات تقطع الطريق عملياً على المحاكمة والمحاسبة، وفقدان التخطيط لمشاريع الإصلاح والتطوير فضلاً عن مشاريع التنفيذ وحسن إدارتها ومواكبتها. وإذا كان هذا الاهتراء قد نما مع معظم الحكومات من دون أي علاج، فإن الحكومة الراهنة في هذا الظرف الاستثنائي، تعمل وسط آليات وأدوات وبنية فساد خلفتها لها معظم الحكومات السابقة."

 

اللواء


3000 طن نفايات في شوارع العاصمة.. وتصاعد الحركة الاحتجاجية ليلاً

سلام لن يبقى صامتاً.. ومزايدات سياسية تدفع عكار للتملّص من عبء الحلّ



وكتبت صحيفة "اللواء" تقول "شبان يقطعون طريق المزرعة - البربير ليلاً، وبدا الفنان عاصي الحلاني يتحدث إليهم

إذا كانت النفايات المتراكمة في شوارع بيروت شكلت احراجاً ضخماً لكل الطبقة السياسية، وأظهرت حجم العجز عن وضع القرارات أو اتخاذ القرارات موضع التنفيذ، خرج زوّار الرئيس تمام سلام بانطباعات غاية في التشاؤم من ان الرجل يقف امام مفترق حقيقي في ما يختص بجلسة الثلاثاء المقبل.

فالمسألة بدأت تمس هيبة الدولة والرصيد الشخصي للرئيس سلام، وفقاً لتعبير وزير الإعلام رمزي جريج، الذي زار السراي لاعلان تضامنه مع رئيس الحكومة. في وقت كان فيه وزير البيئة محمّد المشنوق يجتمع في بيت الكتائب المركزي في الصيفي مع رئيس الحزب النائب سامي الجميل، في حضور رؤساء اتحاد بلديات جبل لبنان، بحثاً عن مخارج لازمة النفايات التي بلغت ما يزيد عن 3000 طن في شوارع العاصمة، التي بدت يتيمة وكئيبة وغاضبة وحانقة على من أطاح بالخطة الوطنية التي اقرت في مجلس الوزراء عام 2010 لمعالجة النفايات الصلبة، فإذا بالعاصمة وحدها بعد خمس سنوات تدفع ثمن السياسات الكيدية والسياسات المرتجلة، والقفز فوق التخطيط والنظرة البعيدة وتنفيذ ما يتفق عليه، وكأن الحكم ليس استمراراً، كما يُؤكّد النظام العام، بل كيدية ولو على حساب حياة النّاس وصحتهم وعافية ابنائهم ومصالحهم الحيوية والاقتصادية.

وبدا من سير المواقف والاجتماعات والاتصالات ان مأزق النفايات فرض نفسه بقوة على الوسط السياسي إلى درجة ان رئيس الكتائب النائب الجميل تساءل ايهما اهم: آلية اتخاذ القرارات في مجلس الوزراء أم معالجة أزمة النفايات? رافضاً ان يبقى وزير البيئة وحيداً أو مستفرداً.

ويلتقي رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع مع موقف الذين يعلنون التضامن والتقدير لأداء الرئيس سلام، لكنه لاحظ، في لقاء جمع عدداً من الإعلاميين في معراب أمس ان «الرجل وصل إلى مكان وجد نفسه فيه مكبلاً»، مشيراً (أي جعجع) إلى ان الرئيس سلام يتمسك بخيار الاستقالة لأنه يرفض العجز، متوقعاً، في المقابل ان تعود الجلسات إلى نصابها، وهي تحتاج إلى بعض الوقت.

واستبعد جعجع تسهيلاً ايرانياً لانتخابات الرئاسة، وإن كان الحراك الدولي جدياً جداً، كاشفاً انه شرح للقيادة السعودية وجهة نظره من الاستحقاق الرئاسي، وكيف ان إيران تضغط على «حزب الله» فهي لا تريد دولة قوية، رافضاً نظرية حلف الأقليات، ومتوقعاً تصعيداً ايرانياً في المنطقة بعد الاتفاق النووي، «من أجل القول لشعبه وجمهوره بأنه لا يزال قوياً»، مؤكداً بأنه لا يمكن الاستهانة بالسعوديين أو الدول الخليجية، وإن كانوا يفضلون عدم استخدام القوة إلاَّ في الدفاع عن النفس، نافياً صحة المعلومات عن إمكانية التواصل مع نظام بشار الأسد، «فالخيار السعودي واضح ولا تراجع عنه، أي دعم الشعب السوري وخياراته»، معتبراً زيارته إلى المملكة بانها «جيدة جداً»، وهي أتت في إطار التعارف عن كثب مع الإدارة السعودية الجديدة.


جلسة الثلاثاء

اما في ما يخص الآلية، فنقلت  وزيرة شؤون المهجرين أليس شبطيني موقف وزراء الرئيس ميشال سليمان الثلاثة للرئيس سلام، ومفاده تأييد تصوره في ممارسة صلاحيات رئيس الجمهورية وكالة، ورفض ما يثيره الوزير جبران باسيل في جلسات مجلس الوزراء من ان الوزراء الـ24 يمثلون الرئيس، موضحة بأن هناك فرقاً ما بين الوكالة والشراكة، مشيرة إلى ان الرئيس سلام يُدرك واجباته جيداً وسيتحمل المسؤولية.

ولا تتحدث مصادر وزارية عن حل جاهز لمقاربة العمل الحكومي مطروح للبحث في جلسة الثلاثاء، مؤكدة ان الحكومة لم تلفظ انفاسها الأخيرة بعد، وأن هناك اتصالات جديدة ستقوم قبل حلول موعد الجلسة.

ولفتت المصادر نفسها لـ«اللواء» إلى ان الرئيس سلام افسح في المجال امام استكمال البحث مجدداً بآلية العمل داخل مجلس الوزراء في فرصة أخيرة قبل إعلان أي «احتمال وارد» سلبي أو غيره، مع علمه اليقين ان المواقف قد لا تتبدل، وأن هناك من يعمل لإسقاط الحكومة أو لتعطيل عملها، خلافاً لكل ما يعلن عكس ذلك.

وسألت المصادر: ما هي المصلحة في عدم التفتيش عن حلول؟ وهل هناك مثلاً من يريد تخريب البلد، أو إيصال النظام السياسي إلى مرحلة تفرض اللجوء إلى المؤتمر التأسيسي؟

وأكدت ان المواطنين يريدون ان تعالج امورهم، وليسوا مهتمين بالتالي بتوقيع 19 أو 24 وزيراً المراسيم، معربة عن اعتقادها ان الرئيس سلام لن يترك البلاد تتخبط بأوضاع صعبة، وهو مدرك لمسؤولياته، اما إذا بقي الحائط مسدوداً، فإن أي خيار كخيار الاستقالة قد يكون وارداً جداً.

وأشار وزير الاشغال العامة والنقل غازي زعيتر في تصريح لـ«اللواء» إلى انه ليس من مصلحة أي فريق سياسي تعطيل البلاد في ظل الظروف الراهنة، داعياً الجميع إلى التحلي بالوعي.

وإذ رأى ان مصير جلسة الثلاثاء يعود للرئيس سلام الذي يريد استكمال البحث بمقاربة العمل الحكومي والنفايات، أعلن انه والوزير علي حسن خليل يؤيدان الرئيس سلام والدستور وتفعيل عمل الحكومة، مشيراً إلى ان الاتصالات للوصول إلى مخرج ليست مقفلة.

وسأل: هل ان المطلوب ألاَّ تتخذ الحكومة أي قرار في ظل الشغور الرئاسي؟ مذكراً بما تمّ الاتفاق عليه بالنسبة لآلية العمل الحكومي لجهة تحييد البنود الخلافية، مؤكداً بأن هناك مسائل ملحة وحياتية لا تحتمل عدم بتها.

وفي سياق متصل، أبلغت مصادر نيابية في قوى 14 آذار «اللواء» ان البيان الأخير لكتلة الوفاء للمقاومة أظهر وكأن حزب الله لم يعد يريد بقاء الحكومة، متوقعة ان يستتبع ذلك ردّ من الكتل النيابية، ولا سيما كتلة «المستقبل» في اجتماعها المقبل.


أزمة النفايات

وبالعودة إلى أزمة النفايات، وفيما تتبارى البلديات خارج العاصمة والقوى السياسية التي توفّر الغطاء لها في رفض المساهمة في حمل العبء المتعلق بالنفايات، نجحت المزايدات السياسية والنكايات المناطقية في تحويل 20 كيلومتراً مربعاً، اوهو مساحة بيروت إلى مكب للنفايات: يبعث نهاراً شتى اصناف الروائح الكريهة، ويشهد ليلاً حرائق تُهدّد البنية التحتية للكهرباء والمياه والهاتف.

والواضح ان الأزمة دخلت مرحلة المزايدات العكارية، ففريق مع طمر النفايات وفريق ضد، في ظل تساؤلات عن أسباب هذه الغيرة المفاجئة، فمطمر «سرار» يدخله يومياً 300 طن بشكل عشوائي، وهو يوفّر للبلديات مداخيل مهمة، ولو جرى اعتماد وسائل حديثة لكان في الإمكان استيعاب كميات أكبر وبشروط بيئية أفضل.

اما الفريق المعارض فإنه على حدّ قول مصادر مطلعة، يمارس عملية ابتزاز ضد بلدية بيروت وشركة «سوكلين» لحصد مكاسب شعبية وشخصية تفوح منها روائح الفساد.

والذين يتصلون بوزير البيئة محمّد المشنوق، يلاحظون بأن الرجل تُرك وحيداً في مواجهة مشكلة النفايات، ليس بالنسبة لبيروت وحدها، بل لكل المناطق، وهو يرى ان الوضع لم يعد يحتمل، ويشكو في مجالسه الخاصة من نكث الوعود التي اغدقت عليه، ثم سحبت سواء في ما يتصل بمحرقة صيدا أو عكار، ويعتقد انه لم يعد يمتلك حلولاً، حتى لو كانت سحرية، وإن كان يرى ان الحل الوحيد المتاح حالياً هو العودة إلى فتح مطمر الناعمة، وهذا الأمر في يد النائب وليد جنبلاط، أقله لحين فتح المناقصة الثالثة لبيروت المقرّر موعدها في 7 آب المقبل، ويهمس في اذن أحدهم، حسب ما نقل زواره «لعل ابن عمي في وزارة الداخلية والمسؤول عن البلديات تكون لديه أفكار جديدة.. اما انا فلم تعد لدي حلول».

ويخشى المقرّبون من الوزير المشنوق ان تكون الضغوط التي مورست لمنع الشركات من التقدم للمناقصتين السابقتين من أجل الوصول إلى صفقة تتم بالتراضي.

وفي المعلومات ان المشنوق سيطلب من مجلس الإنماء والاعمار إصدار توضيح في شأن النص الذي وضعه في دفتر الشروط، خلافاً لقرار مجلس الوزراء الذي قرّر انه في حال لم يتمكن المتعهدون من إيجاد مطامر فإن على الدولة ان توجد هذه المطامر.


هل يعني ذلك ان الرجل استسلم لقدره؟

يجيب الزوار، يمكنك ان تقول كذلك، فالرجل لم تعد امامه سوى مناقصة بيروت، لكنه يقول انه في الإمكان استعمال الكسارات القديمة مطامر، لكن هذا الاجراء يحتاج إلى عملية مالية معقدة، لا حل لها إلاَّ عبر قرار من مجلس الوزراء باعتبارها املاكاً خاصة، ولكن هل يستطيع مجلس الوزراء اتخاذ قرار في ظل «الفيتو» الموضوع من حلف «التيار الوطني الحر» و«حزب الله» بان لا قرار يتخذ في أي بند قبل حل آلية العمل، ولو بلغت اكوام النفايات في بيروت تلالاً في الشوارع، وعادت إلى الضاحية الجنوبية بعد رفض حركة «امل» نقل النفايات إلى «الكوستا برافا».

في هذا الوقت، بات المشهد في بيروت والضواحي الجنوبية والشمالية مأساوياً، حيث اغلقت الكثير من الطرق الفرعية تلقائياً بسبب تمدد النفايات التي غطت مساحتها، فيما استمر مسلسل إحراق المستوعبات ليلاً، وتصاعدت حركة الاحتجاجات في شوارع بيروت، إذ رميت الحاويات في وسط شوارع السوديكو وتقاطع بشارة الخوري - البسطة وكورنيش المزرعة، حيث صودف مرور الفنان عاصي الحلاني.

ودعت مجموعة من الناشطين إلى اعتصام جديد امام السراي الحكومي مقابل تمثال رياض الصلح عند الخامسة من عصر غد السبت احتجاجاً على استمرار أزمة النفايات دون إيجاد حل لها، وعمد مواطنون إلى قطع الطريق في منطقة الرحاب في بئر حسن بالنفايات واضرموا النار فيها لبعض الوقت، وعملت فرق الإطفاء لاخماد النيران وإعادة فتح الطريق."

 

المستقبل


«الطيران المدني» يتصدّى لحرق النفايات قرب المدرجات ويطلب توسيع سياج المطار

جعجع لـ«المستقبل»: أيّدنا الطائف كضرورة والآن عن قناعة 


وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة المستقبل تقول "بين «حابل» النفايات و«نابل» الاستحقاقات، وأوّلها جلسة الحكومة الثلاثاء المقبل، بقيت البلاد تنوء تحت رحمة الأزمات المفتوحة من الشغور الرئاسي إلى التعطيل الحكومي مروراً بالشلل التشريعي، من دون ظهور بصيص أمل داخلي أو خارجي يمكن أن ترسمه نتائج الاتفاق النووي بين الدول الست وإيران على حدّ تعبير رئيس حزب «القوّات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع، الذي استبعد بروز انفراجات في المنطقة من بينها انتخاب رئيس للجمهورية، مؤكداً لـ«المستقبل» أنّ إيران وراء انسداد الأفق الرئاسي، وأنّ الحلّ يكمن بالتمسّك بالدستور وباتفاق الطائف الذي «أيّدناه كاتفاق ضرورة والآن نتمسّك به عن قناعة».

وفي معرض تقويمه للسجال الدائر حول آلية عمل الحكومة أسف جعجع لتحوّل الاهتمام إلى كيفية «مأسسة الفراغ في الموقع الرئاسي الأوّل بدلاً من انتخاب رئيس». فيما استثنى من الأزمات المعقّدة الوضع الأمني الداخلي، مبدياً ارتياحه للاستقرار «الذي ينعم به اللبنانيون والذي يمثّل درّة وسط الحرائق التي تعصف بالمنطقة»، مؤكداً أنّ كل الفصائل الإرهابية على الحدود «لو اجتمعت فهي لن تستطيع إحداث أي خرق ضدّ الجيش الذي يحصّن الجبهة بصورة محكمة».

 

النفايات

أمّا في ملف النفايات فلم يختلف مشهد أمس عن الأيام التي سبقته، حيث أقفلت النفايات بعض الطرق في العاصمة واستمرت عمليات الحرق والطمر العشوائية بانتظار الفرج المأمول. فيما أعلن وزير البيئة محمد المشنوق أنّ اتفاقاً تمّ على «أن تختار وزارة البيئة مجموعة أماكن لوضع النفايات فيها لفترة موقتة لا تتجاوز التسعة شهور بانتظار المناقصات». كما حذّرت وزارة الزراعة من رمي النفايات «في المساحات الحرجية التابعة لها أو حرقها أو طمرها».

وفي هذا الصدد تفاعلت أمس قضية رمي وحرق نفايات الضاحية الجنوبية بمحاذاة سور المطار لجهة المدرج الغربي الذي كشفت «المستقبل» النقاب عنه في عدد أمس.

وكشفت مصادر معنية لـ«المستقبل» أنّ المديرية العامة للطيران المدني أرسلت كتاباً أمس إلى شركة «ميز» المعنية بصيانة المطار، طلبت فيه «تسييج» البقعة التي يجري رمي النفايات فيها وحرقها على مساحة أربعة كيلومترات ونصف كيلومتر لمنع الفاعلين من رمي النفايات فيها، خصوصاً أنّ ملكية العقار تعود للطيران المدني.

ومن جهتها أحالت شركة «ميز» هذا الكتاب إلى مجلس الإنماء والإعمار لدرسه، وهو ما أكّدته مصادر في المجلس."

 

الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها