أكَّد العلامة السيِّد علي فضل الله، أنَّ انتصار حركة النَّهضة في تونس يمثِّل انطلاقةً جديدةً في العالم العربيّ والإسلاميّ، محذِّراً من أنَّ اللّصوص الدّوليّين قد يكمنون للإسلاميّين التونسيّين
أكَّد العلامة السيِّد علي فضل الله، أنَّ انتصار حركة النَّهضة في تونس يمثِّل انطلاقةً جديدةً في العالم العربيّ والإسلاميّ، محذِّراً من أنَّ اللّصوص الدّوليّين قد يكمنون للإسلاميّين التونسيّين في منتصف الطّريق، مشيراً إلى أنَّ ما حدث في تونس هو انتصار للإسلام الوحدويّ المنفتح، ويؤسِّس لمرحلةٍ مهمّةٍ في المنطقة كلّها...
أصدر سماحته بياناً تناول فيه انتصار حركة النَّهضة في تونس في انتخابات المجلس التَّأسيسي، وجاء في بيانه:
إنَّ ما حدث في تونس في انتخابات المجلس التَّأسيسي من فوزٍ للإسلاميّين بقيادة حركة النَّهضة، يمثِّل نصراً لكلِّ من يعمل لتأكيد العنوان الإسلاميّ في العالم، وخصوصاً أولئك الّذين واصلوا حركتهم وسعيهم في الدِّفاع عن الإسلام، كمنهجٍ وشريعةٍ وخطِّ حياة، وتعرَّضوا لأبشع أنواع الاضطهاد والنَّفي والاعتقال، وعلى رأس هؤلاء، الأخوة في حركة النَّهضة في تونس، الّذين يمثِّلون دعامةً أساسيّةً للإسلام الحركيّ في المغرب العربي..
لقد أثبتت الوقائع الانتخابيَّة الأخيرة في تونس، أنَّنا أمام مشهدٍ جديدٍ في العالم، يختلف عن المشاهد السَّابقة الّتي كانت الديكتاتوريّات تتحكّم من خلالها بالشّعب، وتستأثر بقراره، وتعمل على سجنه في نطاق أهدافها وغاياتها، من خلال تحالفها مع دوائر الاستكبار الغربي.. كما أثبتت هذه الوقائع أنَّ الكلمة من الآن وصاعداً سوف تكون للشَّعب الّذي خرج من القمقم، ولم يعد بمقدور الجهات الدّوليَّة المستكبرة، ولا الجهات المحليَّة الّتي كانت مستأثرةً، أن تعيده إلى القمقم الأمني والسياسي الّذي حبسته فيه على مدى عقود متواصلة...
إنّنا نعتقد أنّ هذا النّصر للنهضة في تونس يمثّل انطلاقةً جديدةً في العالم العربيّ والإسلاميّ على وجه العموم، وفي المغرب العربيّ على وجه الخصوص، ولكنّنا نخشى من اللّصوص الدّوليّين الّذين قد يكمنون للإسلاميّين التونسيّين في منتصف الطّريق، وقد يعملون لاختطاف ما تحقّق، أو للادّعاء بأن ذلك ما كان ليحدث لولا توفير الظّروف الملائمة له من الخارج، والواقع أنّ الشّعب التونسيّ الّذي عانى الأمرّين لعقودٍ خلت، هو صانع هذه المرحلة، وهو الذي قاد عمليّة التّغيير في مواجهة النّظام الّذي ما كان ليستمرّ طوال هذه السّنين لولا الدعم الّذي وفّرته له الأنظمة الغربيّة، الّتي تدّعي اليوم حرصها على ما يجري في تونس وعلى حقوق الإنسان في العالم العربيّ.
إنّنا في الوقت الّذي نهنّئ الشّعب التونسيّ وحركة النّهضة على نجاح هذه التّجربة الّتي ما كانت لتصل إلى نهاياتها السّعيدة لولا إحساس هذا الشّعب بأهميَّتها، وبكونها تؤسِّس لمرحلةٍ أهمّ، وبالتَّالي ما كان ليمنح أصواته المؤثّرة لحركة النّهضة لولا معرفته التامّة بصدقيّتها وبنجاحها في حمل همومه وآلامه وقدرتها على تحقيق تطلّعاته وأحلامه... في الوقت الّذي نهنّئ الشّعب بانتصاره، نعتقد أنَّ ما حدث في تونس هو انتصارٌ للإسلام المنفتح على العصر، والإسلام الوحدويّ الّذي يشعر بأهميّة الآخر ويعترف به ويسعى للانفتاح عليه.
فهنيئاً لتونس تجربتها الجديدة، وهنيئاً للنّهضة انطلاقتها الجديدة، لما فيه خير الأمّة الإسلاميّة ووحدتها في مواجهة أعدائها من الظّالمين في الخارج والدّاخل...