استضاف موقع قناة المنار في دمشق الباحث والمحلل السياسي الدكتور بسام أبو عبدالله للقراءة في خطاب الاسد.
خليل موسى – موقع المنار – دمشق
ما بين الحديث السياسي والربط الميداني، والتوصيف الواقعي لوضع الأزمة والحرب على سورية، اتى حديث الرئيس الأسد، حديث جاءت صورته في اطار من التفاعل ، فالممثلون عن الشعب في القاعة المكتظة لم يكونوا فقط من أعضاء البرلمان، إنما كان الأبرز بين الحضور أمام الأسد من يمثلون الشعب في الإدارات والمؤسسات الخاصة والعامة والاحياء والمناطق، فأطياف الشعب حضرت بممثليها من كل الجهات الشعبية والقطاعات الفعلية، وهذا ما جعل حضور الأسد يظهر بقوة اضافية.
لم ينته خطاب الرئيس الأسد إلا وكان الجيش السوري بدأ يحقق انجازات ميدانية اضافية، "تدمر" اليوم ستكون في الواجهة الإخبارية، لكن خطاب الأسد سيبقى المتصدر في الفترة القادمة، والربط يأتي بين حديث الأسد لشعبه وما سيحققه تباعا جيشه على الأرض.
موقع المنار الإلكتروني على مدار الوقت الماضي الذي تلا الخطاب جال في شوارع دمشق، صدى كبير تركه الخطاب، أناس كانوا يستمعون إلى الخطاب بكل الوسائل المتاحة، منهم من فتح المذياع وكان الصوت يجول معه في سيارة الأجرة التي يعمل عليها ، منهم من كان يتيح للمارة سماع الخطاب من محله التجاري أثناء العمل، وآخرون في المنازل والمكاتب.
كما المعتاد، الرئيس الأسد يتحدث والمواطنون الذين تفاعلوا معه يستمعون بإمعان شديد، وكل من التقيناهم ظهر منهم الاتفاق مع كل النقاط التي ذكرها الرئيس السوري في كلامه يوم أمس، ومنهم من اعاد سماع الخطاب في أوقات إعادة بثه او استدرك ما فاته على الانترنت.
وفي سياق التعاطي الإعلامي مع حديث الرئيس السوري بشار الأسد استضاف موقع قناة المنار في دمشق الباحث والمحلل السياسي الدكتور بسام أبو عبدالله للقراءة في خطاب الاسد.
أبو عبدالله وقبل بدء تحليله لأبرز النقاط الواردة في الخطاب، وصف الرئيس السوري بأنه "قائد سياسي تميز دائما بالشفافية وبأنه دائما هكذا و لا يحب المجاملات ويتكلم بوضوح" حيث اعتبر المحلل السياسي أنها الطريقة الاسلم للخطاب، مضيفا أن الرئيس الاسد لا يكذب على شعبه ليس كغيره مخصصا بكلامه قادة الخليج ، حيث اورد مثالا "لا يقول أن لديه عاصفة حزم ثم يتبين انه قاتل ومجرم".
الخطاب بالمجمل كان شفافا صادقا حتى بالمسائل العسكرية، واعتبر أبو عبدالله أن الرئيس الأسد يقوم بنشر وكسب الوعي لدى شعبه، باعتباره عاملا مهما في النصر.
كما ان الرئيس السوري في خطابه كان يحشد الناس أكثر ضد الإرهاب وهذه ضرورة أيضا في الخطاب ، اما ما يتعلق بجانب الحلفاء ودعمهم فقد كان الرئيس ايضا صريحا وواضحا بما يتعلق بالدور الإيراني والدعم الذي تمثل بالاقتصاد والاستشارات العسكرية.
وهذا شأن المقاومة اللبنانية ، فهي شريكة الدم وشريكة المصير، ونوه المحلل السياسي لامتنان الرئيس السوري لهذا الدور العظيم للمقاومة وما قدمته من دم وشهداء على الارض السورية.
وقسم أبو عبدالله الخطاب إلى محاور أساسية هي السياسي، والميداني والعسكري، والمحور الاقتصادي الخدمي حيث كان الرئيس أيضا واضحا في توصيف هذا الجانب وتبيانه للشعب.
وأضاف الدكتور أبو عبدالله على المحاور السابقة محورا أطلق عليه المحور العاطفي أو الفلسفي بما يتعلق بالانتماء للأرض والوطن مستقيا هذا من كلام الأسد عندما تحدث ان الانتماء للوطن ليس بالهوية ولا جواز السفر انما الانتماء بشك فعلي، وعاد ابو عبدالله مستذكرا في هذا الجانب كلام للرئيس السوري من خطاب سابق بأن الوطن ليس فندقا عندما تخف الخدمات فيه يغادر.. مشيرا إلى التضحية من داخل الوطن ليست كالتي من خارج الوطن.
وركز ضيف موقع المنار على نقطة اعتبرها هامة جدا في الخطاب، وهي انه نتيجة هذه الحرب سترتسم معالم جديدة للمنطقة، وخرائط المنطقة ستنشر على أساسها والوضع العالمي أيضا، وبرأيه ما عناه الأسد أن الحرب في المنطقة تكمن أهميتها بين محاور إقليمية.
واعتبر أبو عبد الله ان الأسد كان واثقا بدليل الشفافية المطلقة، وليس لديه حرج، فلديه ثقة بشعبه وجيشه ، مؤكدا أن هذا ما يظهر عليه الرئيس الأسد في كل خطاباته ، مضيفا ان الشعبية والشرعية التي يتمتع فيها الرئيس الأسد تزيد من ثقته بنفسه.
ووضع أبو عبدالله مقارنة بين ثقة الأسد بنفسه وثقة "المعارضة" منذ الانتخابات الرئاسية وما تأتى عنها، ذاهبا في حديثه إلى الانتخابات البرلمانية التي ستأتي في عام 2016 والدعوة إليها من قبل الرئيس والحكومة وتأكيدها.
وهنا يضيف أن الغرب أصبح أكثر قلقاً على نفسه من الإرهاب الذي صدره إلى سورية ومن ارتداده عليه، هذا ما ورد في الخطاب.
كما أوضح أبو عبدالله الفرق بين المصطلح الذي استخدمه الرئيس "المسار السياسي" والمصطلح الذي يستخدمه الغرب وهو "الحل السياسي " بما يخص الازمة السورية، حيث اوضح ان الغرب يعتبرون أن ما يجري في سورية هو حرب أهلية وهذا المصطلح تضليلي.
اما المعارضة فهي حالة سياسية أما ما يجري في سورية من داعش وغيرها فهي حالة إرهابية تدار من قبل هذا الخارج.
وبشأن ما جاء في الخطاب عن احتقار الغرب لما تسمى بالمعارضة الخارجية فبين أبو عبدالله أن روبرت فورد السفير الأمريكي السابق في دمشق كان يوجه الإهانات والشتائم في المؤتمرات لهؤلاء، وإضافة لما قاله الأسد بان الشعب السوري دفن هؤلاء الموجودين في الخارج بمزبلة التاريخ، أضاف أبو عبدالله أن الغرب سينهي وضعهم.
وختم المحلل السياسي حديثه لموقعنا عن الخطاب، بشأن ما يتعلق بالجانب العمراني الذي تحدث عنه الأسد بأن المخططات ستكون خلال الفترات القادمة جاهزة، وأنه لا بد من ان الرئيس الأسد يعرف كيف يتعامل مع هذه الحرب من خلال إنشاء هذه المخططات التنظيمية للعمران، فالبنيان جانب مهم في المعركة.