تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء عدة مواضيع كان أبرزها الانتخابات التونسية ونتائجها التي أكدت فوز حزب النهضة الاسلامي، كذلك الشأن الداخلي اللبناني والاحداث في سورية...
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء عدة مواضيع كان أبرزها الانتخابات التونسية ونتائجها التي أكدت فوز حزب النهضة الاسلامي، كذلك الشأن الداخلي اللبناني والاحداث في سورية...
السفير
ما هو شكل الائتلافات في المجلس التأسيسي الجديد؟
النهضة الإسلامية تتصدر ثورة تونس
وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "انتقلت وجهة الحراك السياسي والشعبي في تونس أمس، إلى مرحلة ما بعد الصفعة «النهضوية» الاسلامية في انتظار الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات التي جرت الاحد الماضي. قطار البحث عن الائتلافات في المجلس التأسيسي المقبل انطلق، ولكن يبدو أن حملة الإشادات المتسلسلة بشفافية العملية الانتخابية ونزاهتها لم تقنع الجميع، فهناك بين الفئات الشبابية العلمانية الليبرالية واليسارية من يرفع البطاقة الحمراء في وجه احتفالات التيار الإسلامي بانتصاراته المؤكدة.
وبقيت علامات استفهام كثيرة حول التحالفات في المجلس التأسيسي والحكومة المنبثقة عنه، بين الحديث عن نية «النهضة» الائتلاف مع القوى الأساسية التي تمكّنت من حصد بعض المقاعد كـ«المؤتمر من أجل الجمهورية» الليبرالي و«التكتل» اليساري، والحديث عن توجّه ممكن لدى «المؤتمر» نحو الائتلاف مع قوى ثانوية أخرى في مواجهة «النهضة»، فيما تزايدت كتلة المتظاهرين أمام قصر المؤتمرات في العاصمة للتذكير بانتهاكات وتجاوزات حصلت خلال الانتخاب.
وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، أمس، عن نتائج جزئية لتسع ولايات تونسية، جاءت مؤكدة لصورة أمس الأول، من تقدم ساحق لـ«النهضة» واستتباع لـ«المؤتمر»، يليه «التكتل» و«العريضة الشعبية» التي فاجأت الجميع ونالت حصة كبيرة من الاتهامات بالتجاوز، خاصة في ما يتعلق بالحملة الانتخابية وامتدادها خارج إطار المهلة المحددة.
ومن أصل 62 مقعداً في الولايات التسع، حصلت «النهضة» على 24 مقعداً، فيما حصل «المؤتمر» على 9 مقاعد، و«العريضة» على 9 مقاعد، «التكتل» على 7 مقاعد، و«الديموقراطي التقدمي» على 4 مقاعد، و«البديل الثوري» الشيوعي على مقعد واحد، بالإضافة إلى ستة مقاعد حصل منها فلول حزب التجمع الحاكم سابقاً بقيادة وزير الخارجية الأسبق كمال مرجان على مقعدين في مدينته سوسة، وقوائم مستقلة أخرى حصل كل منها على مقعد واحد.
وهنا أيضا كانت الفوارق في أعداد الناخبين كبيرة بين «النهضة» والذين تبعوها في النتائج، في دائرة «صفاقس ـ 1»، مثلاً حيث حصلت الحركة الإسلامية على ثلاثة مقاعد بـ66402 صوت، وبعدها «المؤتمر» على مقعد بـ14302 صوت.
وقال عضو المكتب التنفيذي والقيادي في «التقدمي» أحمد بوعزي لـ«السفير» إن دور حزبه والأحزاب الأخرى التي ستقف في موقع المعارضة سيقوم على الحفاظ على المكتسبات في ما يتعلق بـ«ما تمتاز به تونس من إرث في حقوق الإنسان والمرأة»، معتبراً أن التصويت الحاشد لـ«النهضة» كان تصويتاً عقابياً للأحزاب الأخرى التي «أساءت التصرف في مرحلة ما بعد 14 كانون الثاني (فرار الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي)، وشاركت في الانتخابات الانتقالية، إضافة إلى أنها بمعظمها منسلخة عن القوى الاجتماعية الحقيقية».
وفيما كانت الهيئة المستقلة للانتخابات تعلن النتائج الجزئية في قصر المؤتمرات، كان حوالى 600 متظاهر يتجمعون أمام المبنى، منددين بـ«التزوير» والانتهاكات الانتخابية، في إشارات واضحة إلى رفضهم لحصول «النهضة» على هذه الأعداد الكبيرة من المقاعد في المجلس التأسيسي، برغم تأكيد عدد من المتحدثين باسم المجموعة «لسنا هنا لمعارضة النهضة، بل لمعارضة التزوير مهما كانت الأحزاب التي مارسته». إلا أن «السفير» رصدت في التظاهرة إشارات كثيرة إلى «النهضة» كاللافتات التي حملت آيات قرآنية مثل «ويل للمطففين» مذيلة بـ«هل هذا هو الإسلام؟»، خاصة أنه كان من الكافي النظر في وجوه المتظاهرين وملابسهم لاستنتاج انتمائهم إلى فئات شبابية و«متحررة ثقافياً» حتى وإن لم تكن بالضرورة تنتمي إلى الطبقات الميسورة.
التظاهرة هذه كانت من فئة الـ«فيسبوكيين» التي لا مجال لإنكار أدائها دوراً كبيراً خلال الثورة التونسية. ويؤكد أحد منظمي التظاهرة الذي فضل عدم ذكر اسمه لـ«السفير»، إن التجمع جاء بمبادرة من مجموعة أفراد خارجة عن أطر الأحزاب السياسية، دعت على مواقع التواصل الاجتماعي إلى الاحتجاج على «أعداد كبيرة من التجاوزات التي سجلت ولم تؤخذ بالاعتبار». وخص الناشط الشاب بالذكر قائمة «العريضة الشعبية» ذات التوجه الإسلامي «التي لم تحترم قوانين الهيئة المستقلة للانتخابات في ما يتعلق بموعد انهاء الحملات الانتخابية»، كما أشار إلى وجود أدلة عن مشاركة عناصر من الشرطة في الانتخاب، ما هو محظور نظرياً، كما تحدث عن «تواطؤ» من جمعيات المراقبة «التي قررت مسبقا أن تؤكد عدم حدوث أي تجاوزات في الانتخابات».
وشهدت التظاهرة مشادات بين شبان مناصرين لـ«النهضة» والمحتجين، ظلت ضمن إطار حضاري برغم التوتر البادي على وجوه الجميع. ويعود المتظاهرون الشباب إلى التجمع اليوم أمام قصر المؤتمرات لتقديم ملفات التجاوزات إلى الهيئة المستقلة بعد تجميعها".
النهار
<المستقبل> يرد على نصرالله وواشنطن وأوروبا للتمويل
بري لـ<النهار>: سأفاتح سليمان في معاودة الحوار
صحيفة النهار تناولت الشأن الداخلي وكتبت تقول "المواقف التي عبّر عنها الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله مساء أول من أمس والرافضة لدفع لبنان حصته من تمويل المحكمة الخاصة، أضافت الى هموم الحكومة التي دافع عنها مليا همّا مستعجلا كان يبدو مؤجلا، الامر الذي استدعى ردودا داخلية وخارجية واسعة وحرّك مساعي أبرزها ما أبلغه لـ"النهار" رئيس مجلس النواب نبيه بري من انه سيفاتح رئيس الجمهورية ميشال سليمان في اعادة الحوار. وقال: "لا بد من معاودة الحوار ولن نعدم وسيلة للخروج بحل من غير ان نكسر الجرة او نكسر المزاج اللبناني". وإذ ضمن "ترحيب" رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي و"تأييد" العماد ميشال عون و"حزب الله" وتحقيق "طموح" النائب وليد جنبلاط، رأى أنه لا مانع من طرح هذا الموضوع مع الرئيس فؤاد السنيورة وسائر أفرقاء المعارضة.
وعلمت "النهار" ان اتصالات بري بدءا من اليوم لا تقتصر على موضوع المحكمة بل ستشمل الازمات الاخرى.
وفي المقابل، اعتبرت مصادر بارزة في المعارضة ان الحكومة ذاهبة الى الاستقالة اذا لم تتدارك مأزق التمويل قريبا.
"المستقبل"
واستنكرت كتلة "المستقبل" النيابية في بيان صدر بعد اجتماعها برئاسة الرئيس السنيورة موقف نصرالله من التمويل، وقالت انه "يضرب عرض الحائط مجددا الاجماع على العدالة والمحكمة" ويضع لبنان في "مواجهة المجتمع الدولي" ويدفعه الى "أن يصبح بلدا مشكوكا في صدقيته". وطلبت من الحكومة "وتحديدا من رئيسها اعلان الموقف الذي سيتخذه هو وحكومته بوضوح وصراحة ودون التباس او لغة مزدوجة في شأن المحكمة وليس الاكتفاء باطلاق الوعود الفارغة من أي مضمون".
صمت رسمي
وفيما لوحظ غياب أي رد فعل رسمي على ما طرحه نصرالله، تبلغ الوزراء امس عدم انعقاد جلسة مجلس الوزراء العادية اليوم والتي كانت مقررة في قصر بعبدا، ثم انتقلت الى السرايا، وذلك لفقدان النصاب الناجم عن سفر الرئيس سليمان اليوم على رأس وفد رسمي يضم عددا من الوزراء الى الرياض لتقديم التعازي بولي العهد السعودي الامير سلطان بن عبد العزيز. وكان الرئيس ميقاتي شارك على رأس وفد وزاري أمس في العاصمة السعودية في تشييع الامير سلطان وعاد الى بيروت. وقد سجل لقاء سريع بينه وبين الرئيس سعد الحريري على هامش التشييع.
14 آذار
كما يتوجه الى الرياض اليوم وفد كبير من قادة ونواب 14 آذار لتقديم التعازي بالامير سلطان وهو سينضم الى الرئيس الحريري الموجود هناك.
تحرك أميركي – أوروبي
وبرزت الى الواجهة امس اللقاءات التي عقدها نائب مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى مايك والاس وشملت الرؤساء الثلاثة وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة ووزير المال السابق محمد شطح. وفي بيان صادر عن السفارة الاميركية في بيروت شدد المسؤول الاميركي خلال لقاءاته على "حاجة لبنان الى تلبية جميع التزاماته الدولية بما فيها تمويل المحكمة الخاصة بلبنان والتعاون معها. كما أكد مجددا وجهة النظر الاميركية انه من الاهمية بمكان ضمان ألا يسبب عدم الاستقرار في سوريا توترا في لبنان. كما جدد ايضا التزام الولايات المتحدة لبنان مستقراً وسيداً ومستقلاً.
ولفت المراقبون الى ان موقف والاس من تمويل المحكمة صدر بعد بيان مماثل للسفيرة الاميركية في لبنان مورا كونيللي اثر لقائها أول من أمس النائب عون.
وبالتزامن مع الموقف الاميركي، أبلغت رئيسة بعثة الاتحاد الاوروبي أنجلينا ايخهورست "النهار" رداً على سؤال ان الاتحاد يتطلع الى "مواصلة لبنان مساهمته المالية في المحكمة، خصوصاً انه فعل ذلك سابقاً ويفترض ان يواصل ذلك اليوم". واوضحت ان "موقف الاتحاد في حال تخلّف لبنان عن التزامه هذا قيد النقاش". ولم تر "جديداً" في الموقف الاخير لنصرالله.
الأخبار
<النهضة> تحرز أكثر من 40% من أصوات <التأسيسي>
مشاورات لبناء مؤسسات ممثلة لكافة الأطياف
كذلك تناولت صحيفة الأخبار الانتخابات التونسية وما ظهر منها من نتائج حتى الساعة وكتبت تقول "كشفت النتائج غير الرسمية لانتخابات المجلس التأسيسي في تونس، أمس، ما سبق وبيّنته التسريبات التي أكّدت حصول الإسلاميين، من حركة النهضة، على حصة الأسد من الأصوات. الحركة التي أعلنت نتائجها الخاصة طمأنت الداخل والخارج إلى أنها لن تقصي أحداً.
حتى وقت متأخر من مساء أمس، لم تُعلن النتائج الرسمية لانتخابات المجلس التأسيسي في تونس، التي أجريت الأحد الماضي. بيد أن حركة النهضة الإسلامية بقيادة الشيخ راشد الغنوشي أعلنت، نقلاً عن إحصاءاتها غير الرسمية، أنها حصلت على أكثر من 40 في المئة من مقاعد الجمعية التأسيسية الجديدة.
وقال مدير الحملة الانتخابية للحركة عبد الحميد الجلاصي الذي أعلن النتائج من أمام مقر «النهضة» في تونس العاصمة، إن هذا يعني أن حركته أصبحت الآن للشعب التونسي وليس لأنصارها فقط. وتابع الجلاصي أن الحركة ستشرع في أقرب وقت ممكن في إجراء سلسلة من الاتصالات والمشاورات «للوصول إلى مؤسسات ديموقراطية ممثلة لكافة أطياف الشعب التونسي»، مضيفاً بقوله «ولن نقصي أحداً عن مفاوضاتنا».
وأعرب رئيس الحملة عن ارتياح قيادات النهضة للخطاب التوافقي لمجمل الطبقة السياسية التونسية، مشيراً إلى الحاجة الملحة في المستقبل إلى ثقافة سياسية جديدة يكون للمعارضة فيها حق الاحتجاج والاختلاف والتشاور.
وفي ردّه على استفسارات الصحافيين بخصوص زيارات رصدتها وسائل الإعلام أمس لكل من الأمين العام للتكتّل الديموقراطي من أجل العمل والحريات مصطفى بن جعفر، ورئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية منصف المرزوقي، ورئيسة المجلس الأعلى للحريات سهام بن سدرين، لمقر الحركة، أوضح الجلاصي أن هذه الاتصالات تأتي في إطار مشاورات تتعلق في جانب منها بالمسائل الاقتصادية والاجتماعية.
زعيم حزب التكتل من أجل العمل والحريات (يساري)، أعلن من ناحيته أن «المشاورات بدأت مع كافة الشركاء السياسيين، بمن فيهم «النهضة»، وهي متواصلة في انتظار إعلان النتائج النهائية» للانتخابات، معرباً عن «استعداده لتحمّل أعلى المسؤوليات في حال حصول توافق».
وفضلاً عن نتائج انتخابات الداخل التونسي، جاءت حصيلة الأصوات التي حصدتها «النهضة» في الخارج مشابهة، بما أنّ الحركة المذكورة حصلت أيضاً على نصف المقاعد المخصصة لتونسيي المهجر والمقدّرة بـ 18 مقعداً. وفي فرنسا، حيث تعيش أكبر جالية تونسية (أكثر من نصف مليون شخص)، فازت «النهضة» بأربعة مقاعد من أصل العشرة المخصصة للجالية التونسية في البلاد، بحسب النتائج النهائية التي أعلنتها الهيئة الانتخابية صباح أمس. وأكد مسؤولون في الهيئة الإقليمية المستقلة للانتخابات أن «النهضة» هي أول فائز في الانتخابات في دائرتي فرنسا (شمال 33,70 في المئة) و(جنوب 30,23 في المئة) من الأصوات.
وحصل حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» (يسار وطني) الذي يتزعمه منصف المرزوقي على مقعدين بـ12,55 في المئة، بينما نال «التكتل الديموقراطي للعمل والحريات» (يسار) بزعامة مصطفى بن جعفر مقعدين أيضاً. أما «القطب الديموقراطي الحداثي»، فقد حصل على مقعد واحد، إضافة إلى مقعد للمرشح المستقل الهاشمي الحامدي.
أما على صعيد تطورات الداخل التونسي الذي دخل سريعاً في مرحلة مفاوضات مرحلة ما بعد الانتخابات، فقد سارع الفائز الأكبر، زعيم «النهضة» الشيخ الغنوشي، إلى الجزم بأن حركته «ضد احتكار السلطة والاستبداد، وبالتالي فإنها لن تنفرد بتسيير شؤون البلاد وحدها»، بحسب حديث إلى صحيفة «الشروق» الجزائرية نشرته أمس. وذكّر الغنوشي بأن «حركة النهضة ظلت تناضل دائماً من أجل وقف الاحتكار والاستبداد»، ملمّحاً في الوقت ذاته إلى وجود بعض التجاوزات المرتكبة ضد الحركة، لكنّه شدد على الاعتراف بالنتيجة «إن جرت بطريقة نزيهة».
في المقابل، أعلن رئيس الحزب الديموقراطي التقدمي (العلماني) نجيب الشابي أنه لن يشارك وحزبه في ائتلاف مع «النهضة». أما على صعيد ملامح المرحلة السياسية المقبلة على البلاد، فقد تحدثت مصادر تونسية لـ«الأخبار» عن ملامح خلاف بين رئيس الحكومة المؤقتة الباجي قائد السبسي من جهة، والجيش التونسي من جهة ثانية، بشأن الدور المناط بالمجلس التأسيسي المنبثق عن الانتخابات الأخيرة، وما إذا كان تأليف الحكومة المقبلة سيأخذ في الاعتبار التقسيمات التي أفرزتها الانتخابات، أو أنها ستكون حكومة تكنوقراط، فيما تنحصر مهمة المجلس التأسيسي فب إعداد الدستور الجديد.
اللواء
سليمان على رأس وفد جامع و14 آذار تلاقي الحريري بالرياض
مهمة والاس: إنذار سياسي ومالي
من جهتها تناولت صحيفة اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول "يقدم الرئيس ميشال سليمان اليوم واجب العزاء لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، على رأس وفد وزاري - نيابي - اعلامي موسع، وفي الوقت نفسه، يتوجه وفد قوامه نواب كتلة <المستقبل> وشخصيات سياسية وحزبية من قوى 14 آذار، لملاقة الرئيس سعد الحريري في الرياض، للقيام بالواجب نفسه الى جانب قادة عرب ومسلمين واجانب يتوافدون تباعاً الى المملكة ومن ضمنهم ايضاً رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، للوقوف الى جانب الملك عبد الله ومشاركته الحزن وتعزيته بوفاة ولي عهده واخيه الامير سلطان بن عبد العزيز الذي ووري الثرى امس في مثواه الاخير.
وعلى هامش مشاركة الرئيس نجيب ميقاتي على رأس وفد وزاري وديني التقى في مراسم التشييع الرئيس الحريري الذي كان حاضراً، حيث جرى تبادل <أحاديث ودية> وتبادل التعازي برحيل ولي العهد السعودي، فيما اقيمت صلاة الغائب عن روح الفقيد الكبير في عدد من مساجد العاصمة وسط حداد كانت اعلنته الحكومة امس الاول.
اما في الشأن الداخلي، والذي كان البارز فيه تأجيل جلسة مجلس الوزراء التي كانت محددة اليوم في السراي بسبب المشاركة في العزاء، وعلى وقع ردود الفعل الرافضة لحملة <حزب الله> على المحكمة الدولية وتمويلها وحمل الحكومة على التصويت في اتجاه اسقاط تعاون لبنان مع المحكمة، اجرى مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى جاكوب والاس <جولة استطلاعية> و<انذارية> سياسياً ومالياً، تمّ ابلاغها لمن شملتهم جولته لا سيما الرؤساء الثلاثة وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة.
وتأتي الرسالة الاميركية الجديدة، في سياق تأكيد ما ابلغته السفيرة مورا كونيللي للنائب ميشال عون، طالبة اليه ان ينقله الى حلفائه في <حزب الله> ان المجتمع الدولي ليس في وارد التساهل مع اي محاولة لدفع الحكومة اللبنانية لنسف المحكمة او القفز فوق القرارات الدولية.
وفي المعلومات التي توافرت لـ<اللواء> ان الدبلوماسي الاميركي طرح على الذين التقاهم اسئلة حول رؤية لبنان لما يجري في المحيط القريب منه من ثورات واضطرابات ضد الانظمة القائمة، وكيف ينظر لبنان الرسمي والسياسي الى ما يجري تحديداً في سوريا، وقدرة المؤسسات اللبنانية على منع التوتر من الانتقال اليه والحفاظ على الاستقرار الامني والسياسي القائم حالياً.
ولفتت إحدى الشخصيات التي التقت الدبلوماسي الأميركي الذي حضر إلى بيروت بعد مشاركته في مؤتمر اقتصادي في عمان، إلى أن علامات الاستفهام التي طرحها امام محدثيه جاءت في إطار اغناء عملية التقييم لما يحدث في المنطقة وما يمكن أن يحدث ومعاني التطورات الحاصلة، مسلماً في الوقت عينه بصعوبة عملية التقييم هذه، نظراً لتداخل معادلات كثيرة فيها.
عون
من جهته، قال النائب عون، بعد اجتماع تكتل <التغيير والاصلاح>، أمس، انه أبلغ كونيللي، خلال زيارتها له أمس الأوّل، أن <أي اجراء يتخذ بحق لبنان بسبب تمنعه عن التمويل هو اجراء تعسفي واعتباطي وجائر، لأن ليس عليه أي التزام، مشيراً <إلى انه قال لها أيضاً بأن لبنان ليس طرفاً في اتفاقية كي ندفع بموجبها مالاً للمحكمة الدولية>، مضيفاً بأنه <مع المحكمة والعدالة سواء مولناها او لم نمولها فهي مستمرة>، لانه في البند نفسه الذي يشرح مسألة التمويل، ذكر انه إذا لم يُقرّر لبنان أن يدفع حصته، فسيؤمن الامين العام للأمم المتحدة التمويل من الدول الأخرى>.
ونفى عون، في مجال آخر، وجود برودة مع <حزب الله>، لكنه أقرّ بوجود خلاف حول الأولويات، من دون أن يُحدّد طبيعة هذه الأولويات، وإن كان يعتقد انها تتصل بمسألة التعيينات الإدارية، والنظرة إلى الموازنة التي يرى عون انها <مليئة بالأخطاء>، فضلاً عن مسألة تصحيح الأجور.
كتلة المستقبل
اما كتلة <المستقبل> النيابية، فقد اتخذت موقفاً سلبياً من الموقف الذي أعلنه الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله، والذي أعلن فيه مجدداً رفضه ومعارضته لتمويل المحكمة الخاصة بلبنان، حيث أكدت استنكارها لهذا الموقف <الذي صدم الرأي العام خاصة مع استمرار حمايته لعناصر متهمة تنتمي اليه>، معتبرة انه <يضرب بعرض الحائط الإجماع على العدالة والمحكمة الذي كان قد أقر في مؤتمر الحوار الوطني والبيانات الوزارية للحكومات المتعاقبة، ومن شأنه إقحام لبنان في معارك تعرّضه إلى مخاطر غير محمودة على أكثر من صعيد، كما يدفع بلبنان إلى أن يصبح بلداً مشكوكاً بصدقيته أمام المجتمع الدولي.
وقالت الكتلة إن هذا الموقف لحزب الله يؤكد مجدداً على عمق خطورة ظاهرة حزب السلاح والمسلحين الذي يفرض بالقوة العسكرية علاقته بالآخرين محكماً سيطرته على الدولة اللبنانية بمؤسساتها وأجهزتها. وطلبت من الحكومة اللبنانية، وتحديداً من رئيسها الذي التزم بالتمويل، إعلان الموقف الذي سيتخذه هو وحكومته بوضوح وصراحة ودون التباس أو لغة مزدوجة بشأن المحكمة، وليس الاكتفاء بإطلاق الوعود الفارغة من أي مضمون.
المستقبل
مقتل 7 عسكريين وأوباما يعتبر مقتل القذافي <رسالة قوية الى الديكتاتوريين>
<المبادرة العربية> اليوم في دمشق في ظلّ عصيان مدني
أما صحيفة السفير فتناولت الاحداث في سورية وكتبت تقول "بدأت بوادر العصيان المدني الذي عمّ مدينة درعا احتجاجاُ على قمع النظام للمتظاهرين المطالبين بإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد تنتشر في سوريا في ظل ترقب وصول وفد اللجنة الوزارية العربية إلى دمشق اليوم بعد اجتماعها في الدوحة، في مسعى عربي لحلّ الأزمة السورية المستفحلة التي حملت أمس معطى أمنياً لافتاً تمثل بإعلان المرصد السوري لحقوق الانسان ان مسلحين يعتقد أنهم "منشقون" هاجموا ظهر امس قافلة امنية في شمال غرب سوريا، ما اسفر عن مقتل سبعة من عناصر القافلة بينهم ضابط.
وقال الرئيس الاميركي باراك اوباما أمس ان مقتل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي "رسالة قوية الى الديكتاتوريين"، مضيفاً خلال برنامج عبر شبكة "ان بي سي" "لا نود البتة ان نرى شخصا ينتهي على هذا النحو، لكنني اعتقد ان هذا الامر يوجه رسالة قوية الى ديكتاتوريي العالم اجمع حول حقيقة ان الناس يريدون ان يكونوا احرارا".
عربياً، توقع الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ان تلتقي اللجنة الوزارية العربية اليوم في دمشق المسؤولين السوريين "لابلاغهم المبادرة التي اتفق حولها 21 وزيرا للخارجية"، خلال اجتماعهم الأخير في القاهرة الذي خصص للوضع في سوريا.
وقال العربي إن اجتماعاً تشاورياً مغلقاً سيعقد في الدوحة قبل التوجه إلى دمشق بين وزراء الخارجية العرب المكلفين ابلاغ القيادة السورية المبادرة العربية لحل الازمة في سوريا التي تشهد احتجاجات شعبية تتعرض لقمع عنيف. وقال العربي "سنعقد اجتماعا تشاوريا الليلة او غدا صباحا او ربما في الطائرة التي ستقلنا الى دمشق اذا تعذر وصول الجميع الى الدوحة مساء (أمس)".
وبالاضافة الى العربي، وصل الى الدوحة وزير الشؤون الخارجية العماني، ويتوقع ايضا وصول وزراء خارجية مصر والسودان والجزائر. ويترأس وفد الجامعة الى سوريا رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني.
وكان المندوب السوري لدى الجامعة العربية اعلن تحفظ بلاده على المبادرة العربية التي تمهل القيادة في سوريا نصف شهر لايقاف العنف ضد المتظاهرين وللبدء السريع في اصلاحات وحوار مع المعارضة.
كذلك كانت دمشق رفضت رئاسة قطر للوفد الوزاري العربي، ثم عادت وقبلت بذلك، وقال مندوب سوريا لدى الجامعة العربية وسفيرها في القاهرة يوسف أحمد لصحيفة "العرب" القطرية الصادرة أمس، ان بلاده "ترحب بزيارة معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني على رأس اللجنة العربية الوزارية".
وكان العربي قال للصحافيين إن "المأمول من اجتماع اللجنة مع القيادة السورية غداً (اليوم) ان تتحقق كل المطالب التي يطالب بها وزراء الخارجية العرب لوقف العنف والبدء في حوار وطني وتحقيق الإصلاحات".
ويستقبل السوريون اللجنة العربية بعصيان مدني بدأ إضراباً في مدينة درعا مستمر منذ أيام عدة نجح بنسبة كبيرة، ويتسع خطوة بخطوة إلى ريف دمشق وحمص وحماة وإلى جميع المناطق في العاصمة دمشق.
وأوضح ناطق باسم الثورة السورية أن درعا شهدت انقطاعا للهواتف الخلوية وحملة اعتقالات واسعة بسبب الإضراب الذي شل المدينة كما قامت قوات الأمن بتهديد الأهالي بأنه فى حال ما لم تفتح المحال فسيتم إحراقها أو اعتقال أصحابها، مضيفا أن الهيئة العامة للثورة السورية أصدرت أمس بيانا دعت فيه جميع التحركات الثورية والشعب إلى القيام بإضراب عام رداً على المجازر التي يرتكبها النظام.