أعرب وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، ورئيس الوفد الوزاري العربي المكلف بمهمة الوساطة بين القيادة السورية والمعارضة، عن ارتياحه بعيد لقاء الوفد مع الرئيس السوري بشار الأسد
أعرب وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، ورئيس الوفد الوزاري العربي المكلف بمهمة الوساطة بين القيادة السورية والمعارضة، عن ارتياحه بعيد لقاء الوفد مع الرئيس السوري بشار الأسد. وأكد رئيس الوفد في تصريح صحفي بثته وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) أن "اللقاء مع الرئيس السوري كان صريحاً وودياً". وأعلن رئيس الوزراء القطري أن اللجنة والقيادة السورية ستواصلان "الإجتماع في الثلاثين من هذا الشهر"، مضيفاً "لمسنا حرص الحكومة السورية على العمل مع اللجنة العربية للتوصل الى حلّ".
وسبق أن ذكر التلفزيون السوري الرسمي ان الرئيس السوري بشار الاسد التقى الاربعاء مع اللجنة العربية الوزارية التي تزور دمشق لبدء وساطة بين النظام السوري والمعارضة. وذكر التلفزيون على شريط اخباري عاجل "بدء لقاء الرئيس الاسد مع اللجنة الوزارية العربية". ووصل الوفد الوزاري العربي برئاسة قطر بعد ظهر الاربعاء الى دمشق قادما من الدوحة لبدء وساطة بين النظام السوري والمعارضة كما اعلن الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي. وتضم اللجنة التي يرأسها وزير الخارجية القطري، ممثلين عن خمس دول هي مصر والجزائر والسودان وسلطنة عمان واليمن.
وقال الامين العام للجامعة نبيل العربي إن الهدف من هذه الزيارة هو إطلاع المسؤولين السوريين على المبادرة العربية للخروج من الازمة، اضافة الى الإستماع للخطوات المتخذة من قبل الحكومة السورية لإنهاء الازمة الراهنة في البلاد. وأضاف العربي قبل مغادرته الدوحة "سنبدأ لقاءاتنا مع المسؤولين السوريين لاطلاعهم على المبادرة التي اتفق عليها 21 وزير خارجية".
وكان وزراء الخارجية العرب دعوا في 16 الشهر الجاري في بيان صدر في ختام اجتماع طارىء عقدوه في القاهرة الى عقد مؤتمر حوار وطني يضم الحكومة السورية و"اطراف المعارضة بجميع اطيافها خلال 15 يوما". الا ان سورية تحفظت عن هذا البيان. وحددوا مهمة اللجنة على انها "الاتصال بالقيادة السورية لوقف كافة اعمال العنف والاقتتال ورفع كل المظاهر العسكرية وبدء الحوار بين الحكومة السورية واطراف المعارضة لتنفيذ الاصلاحات السياسية التي تلبي طموحات الشعب السوري".
وفي تصريحات نشرتها الاربعاء صحيفة الحياة عبر الامين العام للجامعة العربية عن "الامل في أن تقبل القيادة السورية هذه المبادرة. وتبدأ بمشروع حقيقي للاصلاح السياسي". وقال ان العناوين التي يحملها الوفد "موجودة في مبادرة وزراء الخارجية العرب وتتلخص في وقف اطلاق النار واطلاق سراح المعتقلين والبدء في حوار سياسي شامل" بين الحكومة السورية والمعارضة.
وعن لقاءاته مع المعارضة السورية. قال العربي "اتصلت بكل المعارضة السورية. وقابلت عددا كبيرا منهم والتقيت أعضاء المجلس الوطني السوري. وهذا (اللقاء مع المعارضة السورية) تسبب في نوع من عدم الاتفاق بيني وبين الحكومة السورية". واوضح "أنا أعتبر أن من صلاحيات الأمين العام للجامعة أن يلتقي أي شخص من المعارضة ما دام يمثل معارضة سليمة". ونفى أن يكون أعضاء اللجنة العربية التقوا المعارضة السورية.
تظاهرة مليونية في دمشق
في هذا الوقت، تجمع مئات الاف السوريين الاربعاء في ساحة الامويين وسط العاصمة السورية للتعبير عن تاييدهم للرئيس السوري بشار الاسد ردا على الضغوطات التي يواجهها النظام السوري ورفضاً للتدخل ودعما للقرار الوطني المستقل. وبث التلفزيون السوري الرسمي بشكل مباشر وقائع هذه الفعالية حيث بدت الجموع وهي ترفع صورا للرئيس السوري بشار الاسد والاعلام السورية. كما ردد المشاركون هتافات مؤيدة للرئيس السوري وكتب التلفزيون السوري على شريطه الاخباري "مسيرة مليونية رفضا للتدخل الخارجي ودعما للاصلاح" الذي يقوده الاسد.
وتداعى السوريون الى المشاركة في هذه التظاهرة التي اطلقوا عليها "كرنفال شجرة العائلة السورية" بمبادرة من مجموعة اطلقت على نفسها اسم "اشبال سورية الاسد". واشارت صحيفة الثورة الحكومية الى ان هذه الفعالية تقام "تحت شعار عاش الوطن وقائد الوطن..الشعب السوري عائلة واحدة". ونقلت صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب الحاكم عن احد المنظمين انهم يقومون "بهذا النشاط لايصال رسالة الشعب السوري الى كافة دول العالم بأننا نشكل حاجزا منيعا للدفاع عن وطننا أمام أي تدخل خارجي".
من جهتها. رات صحيفة الوطن المقربة من السلطة ان هذه الفعالية اتت "استباقا لوصول اللجنة الوزارية العربية الى دمشق" اليوم. ونقلت عن المنظمين ان "رسالة الكرنفال هي مبايعة للرئيس السوري امام عيون زوار سوريا وحتى يرى العرب من هم اشبال سوريا".
مشاهد فيديو من التظاهرة المليونية في دمشق
ايران تدعو لمنح الاسد فرصة لتنفيذ الاصلاح
من جهته، قال وزير خارجية ايران علي اكبر صالحي ان طهران تدعو الى منح السوري بشار الاسد فرصة لتنفيذ وعوده بالاصلاح، متهما مجموعات "مدعومة من الخارج" بتعكير الاوضاع في هذا البلد. واضاف صالحي في مقابلة مع صحيفة الشرق الاوسط الاربعاء ان طهران تؤيد اعطاء الاسد فرصة لاجراء الاصلاحات التي وعد بها الشعب. من اجراء انتخابات برلمانية واعداد دستور جديد للبلاد.
وتابع ردا على سؤال "على الحكومة السورية ان تلبي مطالب شعبها وان لا يكون هناك اي تدخل اجنبي فيها.. بشار قدم اصلاحات وفي الآونة الاخيرة اعلن انهم يدرسون دستورا جديدا للبلاد. يجب ان نعطيهم فرصة. كما اعلن مرات عدة انه سيجري انتخابات برلمانية. فماذا يريدون بعد". لكن صالحي اكد ان "جماعة مسنودة من الخارج تسعى لتعكير صفو الاوضاع وهذا ما لا نريده"، مضيفا "عليهم اعطاء (الاسد) فرصة ليجري الانتخابات ويغير الدستور. هل هذا افضل او لا سمح الله تدخل سوريا في فراغ طبعا التجاوب مع الاصلاحات افضل".
اعتقال مسلحين وتفكيك عبوتين
ميدانيا، أعلنت السلطات السورية إعتقال مسلحين وتفكيك عبوتين ناسفتين في حمص وسط البلاد، كما أعلنت مقتل عشرة من رجال الامن بهجوم مسلحين على قافلة بريف إدلب شمال غربي سورية. وذكرت مصادر محلية أن مستشفى المدينة استقبل 7 جثث عثر عليها في أحياء المدينة معظمها لمجهولين مثل بها.
وفي سياق متصل، اعتقل رجال الامن السوري مسلحين في مزرعة بمحافظة درعا الجنوبية وبحوزتهم كمية كبيرة من الاسلحة، منها اسرائيلية وذخائر وأجهزة اتصال حديثة. كما نجح المختصون في تفكيك عبوتين ناسفتين على طريق بالمحافظة نفسها.