على عكس المناطق التي كان قد انسحب الجيش السوري منها في إدلب وريفها، و «تمددت» فيها الفصائل «الجهادية»، من دون ردة فعل حقيقية لاستعادتها، بدأ الجيش السوري عملية عسكرية واسعة لاستعادة المناطق التي خسرها
علاء حلبي
على عكس المناطق التي كان قد انسحب الجيش السوري منها في إدلب وريفها، و «تمددت» فيها الفصائل «الجهادية»، من دون ردة فعل حقيقية لاستعادتها، بدأ الجيش السوري عملية عسكرية واسعة لاستعادة المناطق التي خسرها في ريف إدلب الغربي وعلى تخوم سهل الغاب بريف حماه، الأمر الذي من شأنه أن يعيد خريطة السيطرة إلى سابق عهدها، إضافة إلى أنه سيزيد من تحصين مناطق وقرى الغاب وسط سوريا، التي أصبح خطر «الجهاديين» ملاصقاً لها.
وأكد مصدر عسكري، لـ «السفير»، أن الجيش السوري سيستعيد جميع النقاط التي كان انسحب منها جراء الضغط الكبير الذي مارسته الفصائل «الجهادية»، عن طريق فتح معارك على عدة محاور والاستخدام المكثف لـ «الانغماسيين» إضافة إلى الصواريخ الحرارية، الأمر الذي دفع الجيش للانسحاب بشكل آمن والتحصن في قرية قرقور الملاصقة لسهل الغاب.
أولى خطوات استعادة هذه المناطق تمثلت باستهدافات مركزة، عن طريق الطيران الحربي والمدفعية، لمواقع تمركز «جيش الفتح»، الذي تقوده «جبهة النصرة»، بهدف منع الفصائل من التمركز على التلال التي تمكنوا من السيطرة عليها، إضافة للتمهيد للتقدم البري الذي من المنتظر أن يتم خلال ساعات قليلة. وشملت الاستهدافات جميع القرى والنقاط التي تتمركز فيها الفصائل المتشددة، باستثناء المناطق الحيوية، كسد زيزون ومحطة زيزون الحرارية، التي قام «الجهادي» السعودي الشهير عبد الله المحيسني بتسجيل شريط مصور داخلها بعد أن انسحبت حاميتها.
وساهمت الاستهدافات الجوية بشكل كبير، وفق المصدر العسكري، في الحد من تقدم المسلحين، ومنعتهم بشكل كامل من استخدام التلال، التي من شأن التمركز فيها قطع طرق إمدادات الجيش، وإعاقة تحركه البري، الأمر الذي كان سيزيد من تعقيد العملية، والتي وصفها المصدر بأنها «ستكون كبيرة وسريعة وشاملة»، من دون أن يفصح عن خطوات سير هذه المعارك أو المحاور التي ستشملها، في حين ذكرت مصادر ميدانية متطابقة أن الجيش السوري استقدم تعزيزات كبيرة من حماه وريفها لبدء العملية.
وعن أسباب الخرق في خريطة السيطرة في ريف إدلب الغربي، أوضح المصدر أن «سوء تنسيق ترافق مع ضغط الفصائل المسلحة، إضافة إلى انسحاب وحدات من دون أمر من غرفة العمليات ساهم في إرباك المشهد العسكري، الأمر الذي تطلب إعادة ترتيب للقوات، واستيعاب للهجوم قبل بدء ردة الفعل»، مشدداً، في الوقت ذاته، على أن «استرجاع هذه النقاط أمر حتمي، خصوصاً وأن التلال التي سيطر عليها المسلحون (تل خطاب، تل حكمة، تل أعور..)، تعتبر تلالا إستراتيجية كان الجيش السوري يتحصن فيها ويتخذها بوابة لانطلاق عملياته في ريف إدلب، إضافة إلى كونها تشكل خط دفاع عن وسط سوريا».
إلى ذلك، كثفت طوافات الجيش السوري والطائرات الحربية استهدافها لمناطق تمركز مسلحي «داعش» في مدينة تدمر، في وقت اشتدت فيه الاشتباكات على بوابة المدينة الغربية في مدرسة السواقة وجبال تدمر والمقالع، في حين شهد محيط حقل جزل النفطي هجوماً عنيفا شنه عناصر «داعش» في محاولة جديدة للتخفيف عن مدينة تدمر وتشتيت تركيز الجيش السوري، وفق تعبير مصدر عسكري، حيث تسبب الهجوم بمقتل خمسة من عناصر الجيش السوري، في حين قتل ثلاثة من المهاجمين، وأصيب آخرون لم يعرف عددهم بدقة، قبل أن ينتهي الهجوم من دون أي خرق في محيط الحقل الذي يحصنه الجيش السوري والفصائل التي تؤازره.
وفي ريف اللاذقية الشمالي، تصدى الجيش السوري والفصائل التي تؤازره لمحاولة تسلل مجموعات مسلحة من محوري تلة ديرحنا وتلة زغارو، بالتزامن مع قيام الفصائل المسلحة باستهداف نقاط تمركز الجيش بعدد كبير من القذائف، رد عليها باستهداف ناري كبير، الأمر الذي أفشل محاولة المسلحين تغيير خريطة السيطرة.
وفي ريف حلب الشمالي، شهدت قرية المالكية، القريبة من مدينة إعزاز الحدودية، التي تسيطر عليها «جبهة النصرة»، تفجيراً نفذه انتحاري تابع لتنظيم «داعش» يقود عربة مفخخة استهدفت مركزا لـ «أحرار الشام» ، الأمر الذي تسبب بسقوط عدد من القتلى، لم تفصح عنه «الحركة» المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، في حين شهدت مدينة مارع تفجيرين نفذهما «انغماسيون» تابعون لـ «داعش» في مقرين تابعين لـ «الجبهة الشامية» الأمر الذي أدى لوقوع عدد من القتلى في صفوف «الجبهة».
assafir.com
موقع المنار غير مسؤول عن النص وهو يعبّر عن وجهة نظر كاتبه