24-11-2024 03:12 AM بتوقيت القدس المحتلة

السعودية vs إيران: الى الحرب الإعلامية دُر؟

السعودية vs إيران: الى الحرب الإعلامية دُر؟

حاول الفيلم ضرب الأسس العقائدية التي قامت عليها الثورة الايرانية وتصويرها على أنّها انجرافات عاطفية انية قد يتم التعامل معها بالغرائز والمال، لتشويه البعد الديني

فيلم أرغومنذ أيام، تقوم قناة «أم. بي. سي2» بالترويج سلسلة أفلام أجنبية تعرض للمرة الأولى حصرياً على شاشة التلفزيون. الا أنّ اللافت هو الترويج الحصري لفيلمArgo للمخرج والممثل الأميركي بين افليك.

حسن حيدر/ جريدة الأخبار

هذا العمل (إنتاج 2012) حقّق إيرادات كبيرة في صالات العرض الأميركية، وحصد جوائز أوسكار عدة، فهو يعتمد على أحداث واقعية تحكي قصة إخراج ستة من أفراد طاقم السفارة الأميركية التي اقتحمها الثوار الايرانيون واحتجزوا طاقمها رهائناً رداً على استقبال الولايات المتحدة الشاه المخلوع محمد رضا بهلوي.

علماً أن المطالب الشعبية كانت تقضي بتسليمه لمحاكمته في إيران. يومها، اعتُقل52 فرداً من طاقم السفارة، فيما نجح ستة آخرون في الهروب من الباب الخلفي قبل محاصرة السفارة واقتحامها من قبل طلاب جامعيين إيرانيين ولجان ثورية عرفوا بعدها بطلاب "خط الامام". الأميركيون الستة الذين هربوا من السفارة، لجأوا الى السفارة الكندية لتبدأ بعدها واشنطن بتدبير خطة لإخراجهم من ايران عبر عملية أمنية اتخذت من الطابع الإعلامي غطاء لها.

وصل الفريق المنفذ تحت عنوان صحافيين كنديين بهدف إعداد فيلم وثائقي "وهمي" وباشر عمله في ايران. القصة تبدوا واقعية ومشوقة، لكن التعاطي مع الصورة الايرانية كان مغايراً تماماً للوقائع والحقائق. صوّر الشريط إيران على أنّها بلد رجعي ومتخلف، تطغى على أبنائه صفة العنف والقتل والكراهية، وكان التركيز كبيراً لضرب صورة الحرس الثوري الاسلامي عبر مقاطع تظهر انسياق بعض عناصره لغرائزهم وحبهم للمال.

فيلم ارغوحفل الشريط بالمغالطات حول عملية التعاطي الإيراني مع الموضوع . بالعودة قليلاً إلى تلك الحقبة التي كان المرشد الاعلى ايه الله علي خامنئي رئيساً للجمهورية في ظل قيادة المؤسس الامام الخميني، زار خامنئي الرهائن مراراً واطلع على احوالهم وطلب بوضع تلفزيون لهم وإحضار مكتبة صغيرة وتقديم الصحف اليومية بالانكليزية، فكانت لقاءاته تشدد على أنّ لا مشكلة مع الرهائن ولا مع الشعب الأميركي، فطهران تريد تسليمها الشاه مقابل الافراج عن الرهائن عندها.

حاول الفيلم ضرب الأسس العقائدية التي قامت عليها الثورة الايرانية وتصويرها على أنّها انجرافات عاطفية انية قد يتم التعامل معها بالغرائز والمال، لتشويه البعد الديني الذي قامت عليه الجمهورية الإسلامية. قصة الفيلم المشوهة للواقع الايراني يمكن فهمها من وجهة النظر الاميركية التي تحاول دائماً تحريف الحقائق حول ايران وعدم تقديم صورة حقيقة عن حياة الايرانيين.

إلا أنّ الغريب أنّ القناة السعودية اشترت حقوق البث الحصري لهذا الفيلم بالتحديد، وتروج له بعد الاتفاق النووي. حملة إعلامية سعودية بدأت عبر عرض سلسلة من الوثائقيات الأقرب إلى «الخيال» التي ترمي إلى تشويه صورة المرشد الأعلى آية الله على خامنئي وتركزت حول ثروته وأمواله الطائلة، هو الذي يعيش في شقة مستأجرة في منطقة شعبية في طهران، لا يملك سوى سجادة منزلية وصالون ومكتبة حديدية .

هذه الحرب الصامتة سيكون عنوانها الإعلام. كل ما يشوّه صورة ايران أكان حقيقياً أم من نسج الخيال سيكون سلاحاً بيد السعودية التي تنام على ضيم الاتفاق النووي بانتظار ظهور مشكلة جديدة تعيد إيران الى ساحة المواجهة مع الولايات المتحدة.