الدكتور علي فياض اشارالى وجود انطباع لدى الكثير من الباحثين الى ان الاسلاميين يعادون علم الاجتماع ويرفضونه وهذا غير صحيح ومن ثم عرض الى بعض النتاجات الفكرية الاسلامية التي اسست لعلم الاجتماع من منظور اسلامي
بدعوة من مركز الحضارة لتنمية الفكر الاسلامي ودائرة العلوم الاجتماعية والدراسات الاعلامية في الجامعة الاميركية ،اقيم لقاء حواري تحت عنوان: المواطنة بين الفكر الاسلامي والعلوم الاجتماعية شارك فيه النائب الدكتور علي فياض والاستاذ الدكتور ساري حنفي بحضور حشد من المهتمين والشخصيات الثقافية والدينية والاكاديمية تقدمهم القائم باعمال سفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية الاستاذ محمد صادق فضلي والمستشار الاعلامي السيد ايرج الهي والشيخ محمد زراقط والشيخ يوسف سبيتي والدتور نبيل سرور والدكتور طليع حمدان والاساتذة حسن الزين وهادي قبيسي ومحمد سرحان وعبد الله شرارة وعلي قاسم وغانم غانم وحسين شكر ولقمان الحكيم وفاطمة قصاص وريتا باسيل وبلال عميص.
قدم للندوة وادارها قاسم قصير وتحدث في البداية الشيخ محمد زراقط فعرض للاشكاليات حول علاقة المواطنة بالفكر الاسلامي وطرح عددا من الاسئلة التي تثار في هذا الاطار.
الدكتور علي فياض اشارالى وجود انطباع لدى الكثير من الباحثين الى ان الاسلاميين يعادون علم الاجتماع ويرفضونه وهذا غير صحيح ومن ثم عرض الى بعض النتاجات الفكرية الاسلامية التي اسست لعلم الاجتماع من منظور اسلامي وخصوصا المفكر والمرجع الشهيد السيد محمد باقر الصدر والمفكر الشهيد العلامة مرتضى مطهري واية الله الشيخ مصباح يزدي ، وطرح عددا من الاسئلة التي تثار حول علم الاجتماع في هذا الاطار ومنها: اين هو علم الاجتماع العام واين هو علم الاجتماع الخاص وماهي قواعدهما؟ ماهو العامل المحدد او المؤثر في الواقع الاجتماعي والانساني؟ ماهي علاقة العوامل الاجتماعية والفكرية والاقتصادية فيما بينها وكيف تتفاعل البنى التحتية مع البنى الفوقية؟ ماهي علاقة الذات بالبنية الاجتماعية؟ وما هو دور الغيب في السوسيولوجيا الاجتماعية؟.
ودعا فياض علماء الدين والمرجعيات الفكرية والدينية الاسلامية لتقديم اجابات جديدة حول اشكالية المواطنة والتي تتناسب مع المتغيرات الاجتماعية والفكرية والسياسية الحاصلة منذ نشوء الدولة الاسلامية وحتى اليوم ، مع التأكيد على ان النقاش حول المواطنة لا يستقيم الا في اطار الدولة الحديثة.
من جهته الدكتور ساري حنفي اشار الى وجود قطيعة بين العلوم الاجتماعية والعلوم الدينية محملا علماء الدين وعلماء الاجتماع المسؤولية عن هذه القطيعة وعرض للعديد من الادلة والامثلة التي تؤكد وجود هذه القطيعة داعيا لردم الهوة بينهما.
وعرض لعدد من القضايا الاجتماعية والفكرية التي تثار في الواقع اللبناني والعربي والتي تكشف الاشكاليات القائمة بين الواقع الديني والاسلامي وقضايا المواطنة ومنها : التمييز الصارخ ضد المرأة بسبب قانون الجنسية، حرمان الفلسطينيين من التملك وحق العمل، الموقف من الزواج المدني، عدم وضوح الموقف من الديمقراطية، الربط بين السلطات الدينية والزمنية .
واوضح حنفي ان الموقف الاسلامي من هذه القضايا والملفات ملتبس واشكالي ويكشف عن الموقف السلبي من مفهوم المواطنة لدى الاسلاميين والاوساط الدينية داعيا لردم الهوة بين العلوم الاجتماعية والعلوم الدينية والفكر الاسلامي.
وفي ختام اللقاء دار حوار حول الموضوعات التي طرحت وجرى التركيز على اهمية التواصل والانفتاح بين البيئات الدينية والعلوم الاجتماعية وضرورة الاستفادة من العلوم الحديثة لتطوير الواقع العربي والاسلامي وان الفكر الديني يستطيع تطوير مناهجه ورؤاها من اجل استيعاب المتغيرات شرط تطوير المناهج الدينية والابتعاد عن منطق الالغاء والقبول بالفكر النقدي واعادة الاعتبار للعقل والقبول بالديمقراطية والحفاظ على حرية الراي والتعددية الفكرية