ضمن فعاليات الاحتفالات بعيد الجيش العربي السوري السبعين والذي يصادف تأسيسه الاول من آب، أقيم في دمشق ملتقى البعث للحوار، حيث ضم الملتقى عددا من الشخصيات الدينية والسياسية ومسؤولين في الدولة وعددا كبيرا من الشرائح
خليل موسى – دمشق
ضمن فعاليات الاحتفالات بعيد الجيش العربي السوري السبعين والذي يصادف تأسيسه الاول من آب، أقيم في دمشق ملتقى البعث للحوار، حيث ضم الملتقى عددا من الشخصيات الدينية والسياسية ومسؤولين في الدولة وعددا كبيرا من الشرائح الشعبية على تنوعها، استمع خلاله المشاركون لمحاضرتين ألقاهما كل من الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري والدكتور حسن أحمد حسن الباحث والخبير العسكري تناولا أهمية دور الجيش العربي السوري في التصدي للهجمة الإرهابية على سورية، ودور الجيش والمبادرات الدولية وتعاطي الحكومة السورية معها.
وفي سياق محاضرة الدكتور فيصل المقداد استعرض أهم الاحداث التي مرت على سورية خلال الأزمة كما ركز على عدد من النقاط، اهمها التضامن من قبل الشعوب المقاومة وحكوماتها مع سورية، وعلى رأسها دول محور المقاومة، كما لفت للحضور في شرحه عن أهمية النضال الذي تقوم به سورية ممثلة بجيشها والقوى الشعبية الرديفة له كالدفاع الوطني كتائب البعث، إضافة لمجاهدي المقاومة الإسلامية، في ميادين القتال.
وقال المقداد في حديثه إن أي جندي وضابط ينزف نقطة دم عربية هو شقيق الجيش العربي السوري الذي اعتبره الجيش العربي الاول واتبعه بالجيش المصري في المرتبة الثانية بين الجيوش العربية ، مستطردا أن حديثه في هذا المناخ أي مكافحة هذه الهجمة الإرهابية إنما هو حديث عن أمة عربية واحدة ونضال ومصير واحد.
المقداد لفت ايضا في محاضراته إلى خطابات الرئيس السوري بشار الاسد على انها رسمت ومنذ اندلاع الازمة في سورية أبعاد الهجمة على سورية بأنها هجمة ارهابية وليس كما تبشر بها الدوائر الغربية، مبينا الغاية وهي تغيير الأنظمة وخلق واقع الفوضى في المنطقة عن طريق الارهاب.
وهنا نوه إلى إدراك القيادة السورية بأن الهجمة والمعركة قد بدأت وكيف استعدت سورية بجيشها لمواجهة وخوض المعركة. المعركة التي وصفها بأنها امريكية بحتة تعمل لمصالح الكيان الصهيوني واستقراره من اجل هيمنته على المنطقة.
بما يتعلق بالمبادرات الغربية لحل الازمة السورية اكد المقداد أنها لم تكن مع تطلعات السوريين أبدا، إنما كانت مع تطلعات الانظمة العالمية، مشيرا إلى تحالفات بعض الأنظمة العربية مع اميركا ومنها الخليجي من أجل الحفاظ على استقرارها مقابل ضرب سورية، حيث المطلوب برايه هو ضرب سورية وإنهاؤها والقضاء عليها لأنها كانت داعمة وحاضنة دائمة للمقاومة وحركات المقاومة العربية .
بدوره الدكتور حسن حسن تناول في محاضرته الحديث عن إنجازات الجيش العربي السوري، مؤكدا ان أهم عوامل الصمود لهذا الجيش هو صمود الشعب الذي هو أساس في صمود الدولة، متابعا انه لو لم كن الجيش على قدر المسؤولية والقوة الكافية لما كان تعويل الحلفاء على صموده إلى هذا الحد، ويؤكد حسن أن وجود الثالوث السوري المؤلف من شعب وفي وجيش أبي وقائد استراتيجي هو ما استطاع ان يغير الكثير والكثير من مجريات المعركة.
واستكمل حسن في محاضرته بما يتعلق بصمود الجيش السوري في الميدان وانجازاته الميدانية امام هجمة امبريالية عالمية وجيش منظم من الإرهاب أنه ذو بعد استراتيجي، خاصة لدى تناوله المناطق التي يستعيدها الجيش ويدافع عنها في وجه الإرهاب.
كما عدد أهم انجازات الجيش السوري منذ تأسيسه في 1 آب 1945 أنه كان مقدمة لجلاء المستعمر الفرنسي، مشيرا الى ثقافة بناء القدرات في عام 1948، مرورا بثقافة التحرير في حرب تشرين 1973، وصولا بعدها إلى ثقافة المقاومة بعد اجتياح لبنان عام 1982 إلى أن وصل في تعداده إلى الصمود الاسطوري للجيش السوري في مواجهة الهجمة الإرهابية العالمية الحالية على سورية، منوها إلى بدء اتضاح معالم هذا الصمود وانجازات الجيش بتحالفه مع المقاومة في عدة جبهات سورية ومنها القلمون وفي الحسكة وفي الجنوب أيضا.
كما استكمل الملتقى بمداخلات لعدد من المشاركين من اصحاب الفكر والدين، إضافة للمشاركين من فئات الشعب وخاصة الشباب الذين أدلوا بمداخلات مضمونها التضامن والتمسك بالجيش السوري والمقاومة ودعم الشعب لهما.