تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الأزمات التي يعيشها من الحكومة إلى النفايات والتقنين القاسي للتيار الكهربائي الى مستجد الأزمات المتعلق برواتب مواظفي القطاع العام...
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 04-08-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الأزمات التي يعيشها من الحكومة إلى النفايات والتقنين القاسي للتيار الكهربائي الى مستجد الأزمات المتعلق برواتب مواظفي القطاع العام...
السفير
اندلاع حرائق في المناطق ونفوق آلاف الطيور
موجة الحرّ: معاناة في الكهرباء.. الزراعة.. والمياه
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "تستمر موجة الحرّ الراهنة حتى يوم الخميس المقبل، إذ تبدأ بالانحسار تدريجياً، وفق المدير العام لمصلحة الأبحاث العلمية الزراعية في تل عمارة الدكتور ميشال افرام، الذي أكد لـ «السفير» «وقوع أضرار كبيرة لحقت بكافة القطاعات الزراعية والمائية والكهربائية والحرجية، حيث بلغت درجات الحرارة في بيروت 41 في المئة، فيما تخطت الـ46 درجة مئوية في البقاع (سامر الحسيني)، وتسببت باندلاع حرائق عدة».
وكرر افرام تحذيره من «انتشار أكوام النفايات التي تعرضت للتخمير السريع بسبب درجات الحرارة المرتفعة وما تلاها من هطول امطار متفرقة، كان لها الاثر السلبي والضرر البيئي والصحي، الامر الذي سيؤدي الى زيادة كبيرة في توليد الحشرات والامراض وانبعاث الروائح والبكتيريا، عدا عن تسرب مياهها الى باطن الارض».
ولفت الى ان لبنان يتاثر بهذه الموجة الحارة الآتية من افريقيا، مشيراً إلى أن دولاً عدة تأثرت بها، مثل المملكة العربية السعودية التي وصلت فيها درجات الحرارة الى 60 درجة وإيران التي شهدت درجات حرارة وصلت إلى 65.
وفيما اعتاد البقاعيون على معايشة كوارثهم الطبيعية في ايام الشتاء بعد ان خبروا كوارث الصقيع والثلوج والجليد، إلا أنهم لم يشهدوا في تاريخهم على كوارث من الحر الشديد كان له الفعل السلبي الذي ألحق ضررا في كروم العنب والاشجار المثمرة والحشائش والخضروات، وطالت الخسائر مزارع الدواجن التي فقدت عشرات الطيور من جراء الاختناق بسبب الحر، وفق ما افاد عدد من مزارعي الدواجن.
وساهمت مأساة انقطاع الكهرباء في مضاعفة معاناة اللبنانيين من موجة الحرّ، إذ سُجل زيادة في ساعات التقنين العشوائي ترافقت مع انخفاض في الفولتاج الكهربائي، وبلغ الأمر حد غياب الكهرباء نحو 22 ساعة، فيما أشارت مؤسسة كهرباء لبنان الى توقف عدد من مجموعات التوليد في معاملها.
وفي النبطية (عدنان طباجة)، شهدت المنطقة اندلاع حرائق عدة بسبب موجة الحر، وأتت النيران على مساحات واسعة من أشجار الزيتون والأشجار الحرجية والأراضي السليخ، وطاولت المناطق الواقعة في خراج قرى وبلدات زوطر الشرقية، ومزرعة الحمرا وكفرتبنيت والنبطية الفوقا والنبطية بالقرب من نادي الشقيف وحبوش وغيرها من المناطق، بالإضافة لاندلاع حرائق أشعلها مواطنون في أكوام النفايات المتجمعة في مدينة النبطية.
أما في حاصبيا (طارق أبو حمدان)، فقد أدّت موجة الحرّ التي تخطّت الـ40 درجة في المنطقة، إلى نفق آلاف طيور الدجاج في مزارع عدّة تنتشر في محيط قرى ابو قمحة، المجيدية، حلتا، راشيا الفخار، وكفرحمام .
وأوضح مزارعون في المنطقة أن 40 ألف طير دجاج نفقت في مزرعة المجيدية من أصل 45 ألفا، وفي الماري نفق 30 ألف طير، وفي راشيا الفخر نفق 10 الاف طير، مشيرين إلى أن مزارعين من بلدة شبعا يجرون اتصالات عاجلة مع الجهات المعنية لايجاد حل ومكان لطمر الطيور النافقة وللتخلّص منها دون ان تتسبّب بأي اضرار بيئية.
النهار
لبنان تحت لهـب آب وحماوة "القطوعات"
خلاف برّي وعون... أي جلسة غداً؟
وتناولت صحيفة النهار الشأن المحلي وكتبت تقول "دفعت موجة الحر اللاهب التي تضرب لبنان منذ أيام المآزق السياسية الى مرتبة خلفية مع تفاقم تداعيات هذه الموجة وآثارها متسببة بمزيد من الاضرار الخدماتية والبيئية والاجتماعية وخصوصاً على صعيد أزمة انقطاع التيار الكهربائي واتساع الاعطال في مجموعات انتاج الكهرباء. وإذ سجلت الحرارة مستويات مرتفعة بلغت أربعين درجة في بعض المناطق الداخلية، تعاني معظم المناطق انقطاع التيار الكهربائي كما المياه، فيما انتشرت الحرائق في الكثير من المناطق ايضاً، وسط استمرار معاناة أزمة النفايات التي عادت تنذر بتراكمات اضافية لأكوام النفايات مع دوران المحاولات الحكومية لمعالجة الازمة في الحلقة المفرغة للاسبوع الثالث.
واذا كانت حماوة هذه الملفات تضفي على المناخ العام مزيداً من التشنج عشية جلسة مجلس الوزراء غداً التي يفترض ان تتناول ثلاثة ملفات خلافية هي أزمة النفايات وآلية عمل مجلس الوزراء وموضوع التعيينات العسكرية، فإن أوساطاً معنية بأزمة النفايات قالت لـ"النهار" ان كل تماد في تأخير اعتماد خيار ترحيل النفايات الى الخارج لن يجدي نفعا بعدما تبين ان هذا الخيار وحده قد يكون متاحا بسرعة وسط الانسداد الذي بلغته جهود اللجنة الوزارية المكلفة ملف النفايات الصلبة بدليل انقطاعها عن عقد اجتماعاتها يومياً. وأشارت الى ان خيار ترحيل النفايات قد لا يكون سهلا وربما كان مكلفاً أيضاً، لكن أي خيار آخر لم يتبلور بعد فيما تتزايد الآثار الخطيرة للازمة وتتكشف اطرادا عن انقسامات وصراعات خفية تتحكم بالمخارج الممكنة لهذه الكارثة. ولفتت الى ان مؤيدي هذا الخيار يدفعون في اتجاه اعتماده تجريبيا لفترة ثلاثة أشهر يجري خلالها التعاقد مع شركات اوروبية لترحيل النفايات ويصار في ظلها الى الحكم على التجربة واذا نجحت تطرح مناقصة عالمية في انتظار التوصل الى حلول جذرية للازمة. وقد ايد اجتماع نواب بيروت امس قرار المجلس البلدي لمدينة بيروت ترحيل النفايات الى الخارج. وتبلغوا من وزير البيئة محمد المشنوق انه يقوم باتصالات لهذه الغاية وسيطلعهم على النتائج الكاملة خلال أيام. وقالت مصادر نيابية في كتلة "المستقبل" لـ"النهار" ان واقع أزمة النفايات بلغ حدوداً شديدة القتامة وسط الضياع الذي تتخبط فيه الجهات المعنية بحلها من جهة، والترف غير المقبول الذي يطبع مواقف بعض الجهات السياسية من جهة اخرى. وتوقعت موقفاً صارماً لكتلة "المستقبل" في اجتماعها اليوم من هذه الازمة.
مجلس الوزراء
وأبلغت مصادر وزارية "النهار" امس، أن رئيس الوزراء تمام سلام قال للمتصلين به إنه ينتظر تطور الأمور في جلسة مجلس الوزراء غداً ليبني على الشيء مقتضاه. ونفت المصادر ما تردد عن إمكان تأجيل الجلسات فترة طويلة قائلة إن أحداً لا يعلم حتى الساعة كيف سيتصرف الأطراف الأساسيون في الحكومة غداً، خصوصاً أن هناك عملية خلط أوراق تتكون في عدد من الملفات أبرزها ملف النفايات الذي فرز حتى الآن فريقيّ 8 و14 آذار فأصبح "المستقبل" و"حزب الله" في موقف واحد مؤيد لترحيل النفايات فيما توحّد رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط رفضا للترحيل. وقد أطل بينهما موقف كتائبي يعتبر الترحيل حلاً موقتاً لا يغني عن حلول دائمة. ورسمت المصادر سيناريو لجلسة الحكومة غداً على النحو الآتي: عند طرح موضوع الآلية سيطلب من "التيار الوطني الحر" عرض بديل من الآلية الحالية، وعند طرح موضوع التعيينات سيطلب من وزير الدفاع سمير مقبل عرض الأسماء التي يقترحها لمنصب رئيس أركان الجيش، وعند عرض موضوع النفايات سيطلب من اللجنة الوزارية التي يرأسها الرئيس سلام تقديم اقتراحات الحلول. وفي تفصيل هذه العناوين تقول المصادر إن لا وجود لبديل من آلية العمل الحكومي الحالية. كما أن هناك معلومات تشير الى ان الوزير مقبل سيطرح عدداً من الاسماء لمنصب رئاسة أركان الجيش فإذا ما تعذر إيجاد موافقة ثلثي أعضاء الحكومة على اسم من هذه الاسماء فسيلجأ وزير الدفاع الى تمديد ولاية رئيس الاركان الحالي اللواء وليد سلمان. ويبقى موضوع النفايات الذي يثير انقساماً ذا أبعاد سياسية مما يعني أن الصوت العالي سيرتفع غدا لكن الحل سيضيع. وفي هذا الاطار قال الوزير سجعان قزي لـ"النهار" إن لا أولوية تتقدم في جدول الاعمال بند النفايات.
في غضون ذلك، تردد ان اقتراحاً قديماً – متجدداً أُعيد طرحه في الكواليس في اطار المساعي لتخفيف حدة ازمة التعيينات العسكرية التي ستنتهي حتماً بالتمديد لرئيس الاركان، وتالياً من بعده لقائد الجيش العماد جان قهوجي، يتمثل في تحريك اقتراح رفع سن التقاعد للضباط العسكريين الذي أثار خلافات سابقاً كما تحفظت عنه قيادة الجيش.
وعلى الصعيد السياسي أيضاً، تترقب الأوساط السياسية ما سيصدر اليوم عن اجتماع "تكتل التغيير والاصلاح" لجهة الرد على الموقف الصارم للرئيس بري في الزميلة "السفير" امس بقوله إنه يرفض التصويت للعماد ميشال عون ما دام يعتبر مجلس النواب غير شرعي والذي علم انه أثار ارباكاً واسعاً في صفوف قوى 8 آذار وخصوصاً عشية جلسة مفصلية لمجلس الوزراء. واذ تحركت قنوات المساعي بين عين التينة والرابية سعياً الى اعادة تبريد الخلاف، بدت حظوظ نجاح هذه المساعي ضئيلة بدليل ان بري يواصل انتقاداته للرابية وهو يشدد على ضرورة استمرار الحكومة ودعوته الرئيس سلام الى "ان يطبق ما ورد في الكتاب (الدستور) لتعمل الحكومة في الشكل الصحيح والمطلوب بدل البقاء في القطوع المتواصل الذي تعيشه"، وكشف بري انه يريد من سلام ان "يطحش أكثر في جلسات مجلس الوزراء ويطبق الدستور ولا ينقصه شيء للقيام بذلك".
الأخبار
حكومة اللاقرار باقية: نفايات وأمراض وتقنين ولا رواتب
كما تناولت صحيفة الأخبار الشأن الداخلي وكتبت تقول "تستمر الأزمة الحكومية بالتفاعل في انتظار جلسة غدٍ. ومع كمّ التشاؤم المرتفع في ملفّ التعيينات ورواتب القطاع العام وأزمة النفايات وتقنين الكهرباء، تقف الحكومة على شفير الهاوية من دون السقوط، فيما تحاول مبادرة «خجولة» من تيار المستقبل الوصول إلى تفاهم الحدّ الأدنى
في الوقت الذي تُسَعِّر فيه موجة الحرّ الأزمات الأخرى، كازدياد التقنين الكهربائي في معظم المناطق حتى 14 ساعة، ومنها مدينة بيروت وضواحيها بفعل ارتفاع حاجة المواطنين إلى التيار ورداءة الشبكات أمام الظروف المناخية القاسية، لا تقدم السلطة السياسية «المأزومة» سوى مزيد من العجز، ما يهدّد الحكومة الحالية، المعطلة أصلاً، بالانفراط.
وعلى رغم أجواء التشاؤم التي تتردّد على ألسنة معظم الوزراء والنواب والمعنيين، إلا أن هؤلاء يكرّرون أن الحكومة اليوم تشكّل «جهاز التنفس الاصطناعي» لجسد البلاد الغارق في غيبوبة، والنظام السياسي الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة، وبالتالي فإن الجميع يدركون ضرورة الحفاظ عليها في الحدّ الأدنى، ريثما يظهر البديل في واحات الصراعات والتسويات التي بدأت تختمر في الإقليم.
الرئيس تمام سلام الذي قدّم جلسة الخميس إلى الأربعاء، بسبب رحلته إلى السويس للمشاركة في احتفال افتتاح القناة الجديدة ولاستباق جلسة الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل في عين التينة، والذي سحب فتيل التوتر من مسألة آلية عمل الحكومة في الجلسة الأخيرة مكرّراً تأكيده على التوافق، «لا يعتبر جلسة الحكومة غداً محطة أو جلسة مفصلية» بحسب مقرّبين منه، على الرغم من استعار الخلاف في ملفّ التعيينات الأمنية. وهذا لا يعني أن شيئاً ما على سبيل التفاهم قد جرى التوصّل إليه حول ملفّ التعيينات، وخصوصاً مسألة التمديد لرئيس أركان الجيش العميد وليد سلمان أو إمكان تعيين بديل منه، إلا أن مصادر رئاسة الحكومة تؤكّد تفهّم مختلف القوى ضرورة الحفاظ على الاشتباك تحت سقف الحفاظ على الحكومة، ولو بالصيغة الحالية «أي شبه حكومة تصريف أعمال».
وحرص سلام على إبقاء أجواء جلسة الغد ضمن حدود «المقبول»، يتوازى مع ما أشارت إليه مصادر وزارية في تيار المستقبل عن «مساعٍ جدية، وصيغ تبحث مع الأطراف السياسية المختلفة، يعمل عليها تيار المستقبل وغيره للتوصل إلى حل لأزمة التعيينات». إلا أن المصادر وصفت هذه الجهود بأنها «مساعي اللحظات الأخيرة»، مشيرةً إلى أن «الجديد في الأمر أن أحداً لم يرفض البحث فيها».
ومع تأكيد المصادر على السعي للحلحلة، تحتفظ الأخيرة بشيء من التشاؤم في حال فشل المساعي، «لأننا قادمون على دربكة في الشارع، وتعطيل العمل الحكومي وتأجيل التسريح للقيادات الأمنية».
مصادر وزارية في قوى 8 آذار أكّدت لـ«الأخبار» أن «سيناريو التمديد لرئيس أركان الجيش لا يزال السيناريو الوحيد، في ظلّ غياب أي مبادرة توافقية جدية». وتقول المصادر إن «غياب المبادرات الجدية يعطي التصعيد وخيارات المواجهة وتعطيل الحكومة زخماً أكبر». ويتوافق كلام مصادر 8 آذار مع ما أشارت إليه مصادر وزارية في التيار الوطني الحر من أن «الردّ على التمديد سيكون على طاولة الحكومة، وكذلك في الشارع»، وخصوصاً بعد تكرار الرئيس نبيه برّي موقفه برفض الفراغ في القيادات الأمنية، مع تفضيله مبدأ التعيين طبعاً.
وبدا لافتاً أمس، إشارة رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل إلى أن «التعيينات التي تحتاج الى مجلس وزراء يجب عرضها عليه، والتعيينات التي لا تحتاج إلى مجلس وهي من صلاحية قائد الجيش، فمن حقه أن يأخذها». فيما تقول مصادر وزارية في فريق رئيس الحكومة إن «وزيري الحزب التقدمي الاشتراكي يفضّلان أن لا تطرح أسماء في الجلسة ويتمّ الخلاف حولها، بل أن يحمل وزير الدفاع سمير مقبل اسماً توافقياً يتم تعيينه حتى لا يضطر الاشتراكيون إلى المفاضلة بين الضباط الدروز، لحسابات تعني الحزب الاشتراكي في داخل بيئته».
وبينما يطغى خيار التمديد لسلمان في ظلّ عدم التوصّل إلى حل بديل بالتعيين، وصلت إلى أكثر من جهة سياسية إشارات عن محاولات طرح مقبل التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي، في الوقت ذاته مع التمديد لسلمان كما جرى في المرة الماضية، علماً بأن حجّة الاعتراض على التمديد لقهوجي جاهزة بأن موعد التمديد أو التعيين لم يحن بعد، وليس وارداً الحديث عن الأمر الآن في الوقت الذي لم تنته فيه ولاية قهوجي التي تمتد إلى أيلول المقبل.
وبعيداً عن أزمة التعيينات، تبدو الأجور في القطاع العام وسندات «اليوروبوند» محطة خلافية أخرى على طاولة مجلس الوزراء. لكن مصادر وزارية أكدت لـ«الأخبار» أن وزير المال علي حسن خليل لا ينوي طرح الأمر في جلسة الغد لـ«تخفيف الأزمات في جلسة واحدة بعد طرحها في الجلسة الماضية، لكن الأمور لن تنتظر كثيراً ويجب اجتراح حلول سريعة وإلا دخلنا في أزمة رواتب أيضاً».
ومن أزمة التعيينات والأموال، إلى أزمة النفايات، لا يزال التخبّط نفسه. فالوزير وائل أبو فاعور حذّر أمس في مؤتمر صحافي من أن «البلاد متّجهة نحو أزمة نفايات مديدة»، وأن «حلول ترحيل النفايات إلى الخارج تتطلّب وقتاً»، وحذّر من أن «المكبّات العشوائية التي تمّ استحداثها بدأت تبلغ حدها الأقصى، وخصوصاً المكب المستحدث في محيط المطار الذي يُشكّل ضرراً على المناطق السكنية المجاورة وخطراً على حركة الطيران».
بدوره، حذّر وزير البيئة محمد المشنوق في اتصال مع «الأخبار» من «خطر الحرائق بسبب ارتفاع درجات الحرارة والنفايات التي ترمى بشكل عشوائي»، داعياً البلديات إلى «تفعيل دورها»، من دون أن يشير إلى حلول قريبة في أزمة النفايات، مكرّراً الحديث عن خطورة الأزمة. إلا أن مصادر في وزارة البيئة أكدت لـ«الأخبار» أن «اليوم وغداً من المرجح أن تتضح الصورة الكاملة لناحية حل أزمة النفايات والعروض التي قد تقدمها الشركات لترحيل النفايات إلى الخارج، بما فيها الكلفة والجمع والفرز الأولي والتوضيب للترحيل». وعلمت «الأخبار» أن وفداً من شركة فرنسية جال أمس على بعض الأماكن، ومنها شركة سوكلين للاطلاع على الظروف وآليات العمل بغية إعداد دراسة كاملة والتقدم بعرض للدولة اللبنانية.
اللواء
تحذيرات أمنية للعونيّين من العبث بالشارع
نواب بيروت يدعمون تصدير نفايات العاصمة .. واعتمادات الرواتب لا تكفي الموظفين
بدورها تناولت صحيفة اللواء الشأن المحلي وكتبت تقول "قبل 24 ساعة من جلسة مجلس الوزراء، بدا المشهد السياسي أقرب إلى مشهد مسرحي: الوزراء، قبل الرأي العام، ينتظرون مفاجأة النائب ميشال عون على طريقة الإخراج الدرامي، في بلد تتولد فيه الأزمات من النفايات إلى الكهرباء إلى رواتب موظفي القطاع العام الذي بشرهم الوزير المعني على حسن خليل و«بقلب بارد» انه قريباً قد لا يقبضون رواتبهم، في إشارة إلى نهاية أيلول.
ولئن كان الرئيس تمام سلام عقد اجتماعاً تقويمياً مع وزير الدفاع سمير مقبل تناول فيه النتائج التي آلت إليها جولته على القيادات السياسية، في ما خص الاقتراح الذي سمعه من النائب عون لجهة تعيين المجلس العسكري على ان يتسلم هؤلاء مهامهم عندما تستحق في مواعيدها، بدءاً من 7 آب تاريخ إحالة رئيس الأركان اللواء وليد سلمان إلى التقاعد وصولاً إلى قائد الجيش الذي تنتهي ولايته في 22 ايلول المقبل، فإن مصدراً وزارياً واسع الاطلاع يطرح السيناريو التالي بجلسة مجلس الوزراء غداً: دوران في حلقة مفرغة، كلام بكلام حول الآلية، وإذا حدث صدام كلامي أو احتدمت النقاشات فلا يبقى امام الرئيس سلام إلاَّ رفع الجلسة.
وينطلق المصدر من حساباته هذه من ان معلومات تفيد ان لا اتفاق بعد على المواضيع المطروحة على الجلسة، لا بالنسبة إلى الآلية، ولا النفايات ولا التعيينات العسكرية. ولم يستبعد مصدر آخر ان تفرض رواتب موظفي القطاع العام نفسها على جدول الأعمال، من باب البحث عن مخارج لازمة الرواتب المقبلة.
وأشار المصدر إلى ان الأجواء المحيطة بالجلسة هي ليست فقط أجواء ترقب بل أجواء فرز في المواقف بعد موقف الرئيس نبيه برّي في ما خص علاقته بالرئيس سلام ودعمه المطلق له، واظهار خلافه النهائي مع النائب عون، وموقف رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل لجهة دعوة رئيس الحكومة للضرب بيد من حديد على طاولة مجلس الوزراء، وإنهاء «مهزلة» العقم الذي ينجم عن التساهل في ما خص الحاجة إلى اتخاذ القرارات الملحة لمصير البلاد والعباد.
وتمتلك مصادر أمنية متابعة معلومات اكيدة عن ان التيار العوني يجري استعدادات على الأرض للتحرك، فيما تجري القوى الأمنية سيناريوهات لمنع العبث بالأمن، خصوصاً في هذه المرحلة، حيث تتحرك قوى عديدة، تارة تحت شعارات مطلبية، وتارة أخرى احتجاجاً على قطع الكهرباء، وانتشار النفايات في الشوارع والاحياء والبلدات، الأمر الذي لا يمكن معه السماح بتحركات تؤثر سلباً على الوضع الأمني. وكشفت هذه المصادر انها اخطرت نشطاء التيار العوني بهذا التوجه.
ولاحظت مصادر سياسية ان الموقف الذي سيصدر عن تكتل «الاصلاح والتغيير» في اجتماعه الدوري بعد ظهر اليوم من شأنه ان يبلور ما ستكون عليه جلسة مجلس الوزراء غداً، وسط ظهور مؤشرات عن فشل اتصالات «حزب الله» مع النائب عون لإيجاد مصالحة مع الرئيس برّي تتضمن تشريع الضرورة وتأييد وزراء «امل» لتعيين من يقترحه عون لقيادة الجيش. وقال مصدر عوني لـ«اللواء» ان ما أدلى به الرئيس بري في ما خص علاقته المعدومة مع عون ليس بريئاً، وهو يحمل دلالة في توقيته ومضمونه.
ولاحظت أوساط دبلوماسية عربية ان القوى اللبنانية الممثلة في حكومة الرئيس سلام الذي يستعد بعد غد الخميس للسفر مع الرئيس برّي إلى مصر للمشاركة في احتفالات توسعة قناة السويس، بحيث يمكن للسفن التجارية ان تسير في الاتجاهين، تحرص على عدم التفريط بنعمة الاستقرار، لكن المصادر أعربت عن خشيتها من ان تؤدي التأزمات الجارية في غير ملف من فلتان الأمور إلى حيث لا تحمد عقباه.
اما بالنسبة للاستحقاق الرئاسي، فإن الأوساط إياها تعتبر ان اجتماع الدوحة في ما خص الأزمة السورية من شأنه ان يحمل إشارات إيجابية على الوضع في لبنان، إذ ما حصل تقدّم على الصعيد السوري, ويتمثّل بإعطاء الأولوية لمواجهة الارهاب، على أن يتضمن الحل السياسي الجاري البحث حوله إعادة تقاسم للسلطة ضمن وحدة الدولة السورية.
تمديد لا تعيين
وإذا كان مسار الجلسة بالنسبة لموضوع مقاربة العمل الحكومي، أو النفايات، غير واضح ويشوبه غموض في المعلومات وفي التقديرات، فإن التعيينات العسكرية ستحضر حتماً عشية انتهاء خدمة اللواء سلمان في رئاسة أركان الجيش، مع التأكيد بأن الكلام عن أن الجلسة ستكون آخر جلسة للحكومة قبل الدخول في إجازة قسرية تمتد حتى شهر أيلول يدخل في إطار التكهنات.
وفي هذا الإطار، لفت الانتباه اعتبار مصدر وزاري واسع الاطلاع بأن عون يخوض معركة على موضوعين: الأول مقدّس وهو الجيش، والثاني مدنّس وهو النفايات، وهي معركة بحسب انطباع الرأي العام فاشلة لأنها من أجل معركة أخرى دون أفق، وهي الانتخابات الرئاسية.
وقال هذا المصدر لـ«اللواء»: «إننا جميعاً سنكون في انتظار ردة فعل عون، في حال حصل التجديد سنتين لرئيس الأركان، لأن ذلك سينسحب حكماً على قائد الجيش»، لافتاً إلى أن الجيش سيتصدى لأي محاولة للإخلال بالأمن في حال نزل أحد إلى الشارع. موضحاً أن قيادة الجيش أبلغت المعنيين بهذا الأمر.
وكشف مصدر وزاري آخر، أن وزير الدفاع الذي أطلع الرئيس سلام أمس على حصيلة جولته على القيادات، أبلغه أنه عازم على أن يطرح خلال الجلسة غداً ثلاثة أسماء لمنصب رئيس الأركان وهم العمداء أمين أبو مجاهد ودريد زهر الدين ومروان حلاوي لتعيين واحد من بينهم خلفاَ للواء سلمان، وأنه إذا تعذّر التوافق، وهو المرجح، يصبح خيار تأجيل التسريح بقرار من مقبل بحكم الأمر الواقع، منعاً للفراغ.
لكن مصدراً وزارياً أوضح أنه ليس من الضروري أن يطرح الوزير مقبل ثلاثة أسماء على اعتبار أن آلية تعيين المدراء العامين في الدولة لا تنطبق على العسكريين، وأنه من الممكن أن يطرح إسماً واحداً مثلما فعل وزير الداخلية نهاد المشنوق قبل التمديد للمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص حيث اقترح إسماً واحداً، لم يجر التوافق عليه.
من جهتها، أوضحت مصادر في تكتل «التغيير والاصلاح» أن هناك تحضيرات معيّنة «للتيار الوطني الحر» لكنها مرتبطة بالظروف والاتصالات وردود الفعل المرافقة لاجتماع مجلس الوزراء، نافية امتلاكها لتفاصيل معيّنة، لكن معلومات كشفت في هذا الخصوص أنه تمّ خلال الساعات الـ48 الماضية رصد تبادل رسائل نصية بين كوادر التيار العوني تدعو إلى النزول إلى الشارع في 7 آب.
أما عضو التكتل النائب آلان عون فاكتفى بالقول لـ«اللواء»: «سنتخذ في اجتماع التكتل اليوم الموقف في ما خص التعاطي مع التعيينات ومجلس الوزراء».
أزمة النفايات
إلى ذلك، لفتت مصادر وزارية الى أن موضوع النفايات سيحضر بدوره إلى مجلس الوزراء، من باب انعدام الحلول لهذه الأزمة التي باتت تضغط على المسؤولين مع اشتداد موجة الحر التي تضرب المنطقة، والتي باتت تؤثر على البيئة، سواء مع اندلاع حرائق في عدد من المناطق اللبنانية، لا سيما في عكار، أو إحراق النفايات نفسها بما يؤثر أيضاً على الصحة العامة.
وفيما أعلنت وزيرة شؤون المهجرين أليس شبطيني لـ«اللــواء» بأن هذا الملف دقيق، وأن خيار التصدير إلى الخارج دونه صعوبات، وأن المطلوب معالجة سريعة لا تبدو متوافرة، نفى مصدر نيابي بيروتي ان يكون اجتماع نواب بيروت في مشاركة وزير البيئة محمّد المشنوق ووزير السياحة ميشال فرعون سلبياً، أو أن تكون تخللته أجواء غير إيجابية، لكنه لفت الىا ن الخيارات كانت محصورة بالنسبة إلى بيروت باثنين: إما إيجاد مطمر لنفايات بيروت أو ترحيلها إلى الخارج، ولذلك، وبسبب عدم وجود مطمر يوافق عليه أصحاب الأرض، تبنى النواب قرار مجلس بلدية بيروت بترحيل النفايات.
وأوضح ان الوزير المشنوق أبلغ المجتمعين بأنه تلقى عروضات من شركات أجنبية عدّة أعربت عن استعدادها لترحيل النفايات، وانه ينتظر أجوبة من هذ الشركات خلال 48 ساعة. ولفت المصدر النيابي إلى ان هذا الحل يفترض أن يكون مؤقتاً لمدة ثلاث أو أربع سنوات، ريثما يتم اعتماد نظام للنفايات سواء بالفرز أو المحرقة.
من جهته حذر وزير الصحة وائل أبو فاعور، خلال مؤتمر صحفي من الوضع الصحي نتيجة استمرار أزمة النفايات، مشيراً إلى ان استحداث مكبات في المطار والكرنتينا كارثة صحية، وقال: نحن لا نمتلك رفاهية الانتظار وعلى الدولة أن تبت أمرها، لافتاً إلى انه اتصل بوزير الداخلية شاكياً له اننا وصلنا إلى الخط الأحمر، وقد وعده المشنوق بإيجاد حل لمكب المطار والكرنتينا.
وشدّد أيضاً على ضرورة عدم حرق النفايات لأن ذلك يتسبب بأمراض سرطانية وحالات إختناق وتشوهات خلقية، ولكن ليس من بينها الكوليرا، وضرورة عدم رش المبيدات مباشرة على النفايات إنما رش الكلس.