يتناقل أهالي دمشق الحديث على أنه لم يسبق لهم وأن واجهوا هكذا موجة حر- على الأقل الجيل الأربعيني منهم-
خليل موسى - موقع المنار – دمشق
يتناقل أهالي دمشق الحديث على أنه لم يسبق لهم وأن واجهوا هكذا موجة حر- على الأقل الجيل الأربعيني منهم- ، ومجرد حديثهم عن الحرارة بالطريقة التي ترافقها ملامحهم الملتهبة يبعث في النفس موجات من العطش ويبدأ البحث عن أقرب زجاجة ماء باردة.
المناخ يتدخل ويفرض ناره على المنطقة...
هي ظاهرة طبيعية كما تذكر الأرصاد الجوية السورية بعد ان نفى مدير مركز التنبؤ الجوي في دمشق خلال حديث لموقع قناة المنار عن الحالة الجوية، العلاقة بين الحرارة الشديدة وما يتم تناقله عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن بؤر شمسية تتحكم بالطقس.
وأوضح عبد العزيز ناصر المتنبئ الجوي السوري لموقع قناة المنار، أن ما يمر على المنطقة هذه الأيام هو ما يسمى في اختصاصهم بالموجة الحارة أي ارتفاع ملموس وكبير في درجات الحرارة ويستمر خمسة أيام أو أكثر، ويتابع ان السبب المناخي هو وجود امتداد للمنخفض الموسمي الهندي السطحي الحار الذي يدفع بتيارات جنوبية شرقية منبعثة من منطقة الخليج العربي، وصادف أن رافق ذلك بناء لمرتفع جوي شبه مداري حار في طبقات الجو العليا، فوق هذا المنخفض السطحي، ووجود هذه الثنائية يؤدي إلى عدم تبادل الرياح في طبقات الجو، وبالتالي انحباس حراري غير معتاد في كل طبقات الجو.
انكسار حدة هذه الموجة الحرارية:
وبحسب المتنبئ الجوي سيكون الأربعاء هو آخر يوم في هذه الموجة، ثم ينحسر هذا المرتفع بدءا من أيام الخميس والجمعة حتى السبت، حيث تنحسر عن المنطقة الشرقية ومنطقة الجزيرة السورية والبادية، أما المناطق الشمالية والشمالية الغربية من سورية والغربية والوسطى والجنوبية ستتأثر بتيارات جنوبية غربية مع انحسار للمنخفض الموسمي الهندي، ليكون الجو في الأسبوع القادم صيفيا عاديا.
اما درجات الحرارة التي يتم قياسها في الظل فسجلت أعلاها في سورية 46 درجة في البادية والمنطقة الشرقية من البلاد، وفي مناطق من الساحل سجلت 41 درجة وصافيتا التي تعتبر من أهم المصايف السورية سجلت 40، وسجلت 42 في المناطق الجنوبية ومنها العاصمة دمشق.
القطاع الصحي من أهم المستنفرين..
لكل مناخ من الحر الشديد أعراض صحية ترافقه، فالإعياء الحراري أولها، وهو ظاهرة التعب العام والوهن العام، كما الارتفاع الحراري وارتفاع ضغط الدم وأكثر الأعراض تكون ضربات الشمس بعد التعرض المباشر لوقت طويل تحت أشعة الشمس.
وهناك أعراض أخرى عند الأطفال وكبار العمر، منها التهاب السحايا، إضافة لحالة نفسية سيئة وحالة عصبية سيئة، هذا ما وصفه الطبيب إياس الشيخ علي لموقع قناة المنار عن الأعراض العامة.
وبدوره الدكتور أديب محمود في لقاء خاص مع موقع المنار أضاف في حديثه الحالات التي طرأت خلال الفترة والمتأثرين في هذه الموجة الحرارية، ان ما زاد هو مرضى الكلية والهضمية الذين يتأثرون من خلال تناول أطعمة فاسدة بسبب الحر.
وتحدث الدكتور محمود عن نصائح سهلة وبسيطة في هكذا أجواء وهي الإكثار من شرب الماء خاصة لمرضى الكلى والسكري، وتجنب الأطعمة الفاسدة، باعتبار الحرارة تؤثر عليها وتجعلها سريعة العطب كما نوه محمود لموقع المنار.
كما أوضح مدير مشفى المجتهد في دمشق أن القطاع الصحي مستنفر في جميع مجالاته.
لا بد من المرح قليلا في لغة السوريين..
السوريون يدركون ان هذا أمر إلهي لا يمكن تغييره بأي شكل من الأشكال، فلا بد لهم من التأقلم معه، فكثير منهم من قال "الحرب ما أثرت علينا بدك الشوب يأثر علينا".
الكثير من الاماكن كانت تمتلئ بالمسابح الصغيرة التي كثر رواجها في السوق السوري خلال الموجة الحرارية هذه، كما اكتظت الاماكن العامة في المدن السورية الآمنة برواد السباحة من كل الاعمار.
وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعية عدد من الصور اتي التقطها شبان من وحي موجة الحر، منهم من قام بقلي البيض على سقف سيارته، ومنهم من نشر صوره وهو في برميل للمياه. كما انتشرت الكاريكاتوريات السورية عن حال المواطن في الأزمة والحرب وما يزيد عليه نتائج الحر. وأشهر ما تناقله السوريون من باب المرح "الاعتذار للعاصفة الثلجية زينة التي مرت الشتاء الماضي ويتمنون قدومها من جديد".
ثمة مشكلة يلقاها السوريون..
برغم الروح العفوية لديهم إلا أنهم يعانون من انقطاع كبير في التيار الكهربائي ويتركون السؤال برسم وزارة الكهرباء كما نوه الكثيرون منهم لموقع المنار، فساعات التقنين هي التي تزيد من حرارة الموجة هذه بالنسبة لديهم، فلا مكيفات هواء ولا مراوح لذا يلجؤون للعب بالماء ويحاولون مساءً بعد غياب الشمس اللجوء الى الحدائق العامة وأسطح المنازل بحثا عن متنفس علهم يقللون من الحر والضغط المتولد عنه.