تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 07-08-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها توقيع وزير الدفاع الوطني سمير مقبل، أمس، قرار تأجيل تسريح قائد الجيش ورئيس الأركان اللواء والأمين العام للمجلس الأعــلى للدفاع.
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 07-08-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها توقيع وزير الدفاع الوطني سمير مقبل، أمس، قرار تأجيل تسريح قائد الجيش العماد جان قهوجي ورئيس الأركان اللواء وليد ســلمان والأمين العام للمجلس الأعــلى للدفاع اللواء محمد خير.
السفير
روكز في الخدمة حتى 15 تشرين الأول
الحكومة بعد التمديد: نار تحت الرماد
وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "من السرايا الى قناة السويس، رحلة آمنة وغير مكلفة لرئيس الحكومة والوفد المرافق من ضمنه وزير الدفاع سمير مقبل. دارت محرّكات الطائرة نحو الاسماعيلية مع ضمانات ان حكومة تثبيت «مسامير» التمديد قائمة حتى إشعار آخر، ولن «يطيّرها» غضب «جنرال».
ميشال عون لا يزال يهدّد بالتصعيد وعدم السكوت من دون بروز مؤشّرات حتى الساعة لأشكال هذا التصعيد. بقية القوى السياسية، مع اختلاف الاساليب، تسعى لرفد الحكومة بمقوّمات الاستمرارية حتى لو اضطّرت للتسويق لتسوية تعلم أنها وضعت في فم «العونيين» الى حين تمرير قرارات تأجيل التسريح.
لكن على هامش جلسة «لزوم التمديد»، برزت مؤشرات عدة لافتة سبقت الجلسة وما بعدها، من دون ان تكوّن مناخا جديدا يستشم منه كسرا لحالة المراوحة القائمة:
ـ التمديد لعام واحد لقائد الجيش ليس مجرد تفصيل صغير. إذ يتبقى لجان قهوجي في الخدمة الفعلية بعد أيلول 2014 عامين إضافيين (سنوات الخدمة الفعلية للعماد هي 44 عاما) بعكس رئيس الاركان الذي بقي له سنة واحدة فقط. وسريعا جرى الربط بين أمرين: إما ان لدى المعنيين بما يجري في الاقليم والخارج معطيات بأن انتخاب رئيس للجمهورية صارت مسألة اشهر معدودة والتسوية الموعودة على نار حامية، وإما ان تأجيل التسريح لعام واحد لقهوجي مضافا الى سنتيّ تأجيل التسريح السابقتين، سيتمّ ايجاد الاطار القانوني له و «تشريعه» من خلال المبادرة التي تقضي بإقرار قانون رفع سن التقاعد للضباط في مجلس النواب ثلاث سنوات.
ـ تكريس وزير الدفاع سابقة غير مألوفة في تاريخ الحكومات، حيث جرت العادة على الاتفاق السياسي المسبق حتّى على اسم حاجب متعاقد مع اي وزارة قبل دخول مجلس الوزراء لتعيينه بموجب مرسوم، فإذا بسمير مقبل يبتكر مشهدا خارجاً عن مألوف السمع والبصر لم يكن لائقا لا بحق المؤسسة العسكرية وضباطها ولا رئيس الحكومة ولا وزير الدفاع، كما أنه استثنى مواقع أخرى في المجلس العسكري يطالها الشغور منذ فترة طويلة.
ـ كان لافتا، وفي مقابل الاصرار من جانب الفريق المعارض على فتح ملف تعيين قائد جيش جديد قبل انتهاء ولاية قهوجي الممدّدة، تراجع هذا الفريق عن خيار التروّي لكن لمصلحة حسم مصير القيادة تمديدا وليس تعيينا قبل نهاية هذه الولاية بشهر وعشرة ايام.
ـ طلب الفريق العوني في الحكومة مهلة، داخل جلسة كانت تمهّد عمليا لقرارت تأجيل التسريح بالجملة، من أجل بلورة مبادرات الحلحلة، كان كافيا للتدليل بأن «الشغل» على هذا المسعى السياسي سينطلق جدّيا بعد الجلسة، حتى لو وقّعت قرارات التمديد بعدها، ولأن الوقت الفاصل عن الاعلان عن المبادرة وموعد الجلسة لم يكن كافيا حتى للاستماع اليها. بعد انتهاء جلسة السرايا مباشرة كان ميشال عون بحكم المتيقن بتوقيع سمير مقبل قرار التمديد في الليلة نفسها، وبالرغم من ذلك بقيت القنوات مفتوحة من أجل استدراك «خطيئة» وزير الدفاع.
ـ بشكل حاسم، يمكن الجزم ان المعارضين لايقاظ مشروع رفع سن التقاعد من سبات الجوارير هم أكثر من مؤيّديه. يكفي ان «تيار المستقبل» يقف ضده.
ـ رحلة انطلاق القانون من مجلس الوزراء تبدو أصعب بكثير من إمكانية إقراره في مجلس النواب، حيث ان اعتراض مكوّنين او حتّى مكون واحد (تيار المستقبل) على توقيع المرسوم سيكون كافيا لابقائه مجرد حبر على ورق.
ـ يبدو من مداولات الساعات الماضية ان إقرار قانون رفع سن التقاعد، إن حصل، لن يكون بصيغته الحالية، إذ إن مدة الثلاث سنوات قد لا تمنح لكل الرتب، وهي مقرونة بحوافز مالية لمن يرغب بترك السلك، واستحداث ألوية جديدة (عرفا لا يوجد ضباط موارنة برتبة لواء في الجيش).
ـ يجزم وزراء بأن الوقت الذي استغرقه النقاش حول النفايات في مجلس الوزراء، متخطّيا الوقت المفترض ان يخصّص للآلية الحكومية والتعيينات، سيجعل من هذا الملف العنوان الطاغي على الملفات الاخرى كافة، فيما الحديث حول المبادرة السياسية التي تربط تكريس التوافق داخل الحكومة باستئناف جلسات مجلس النواب سيبقى اسير الغرف المغلقة من دون ان يؤدي عمليا الى انفراجات محتملة، خصوصا ان واقعة التمديد قد حصلت والجميع، باستثناء عون، أدار ظهره لها ومشى.
ـ الاعتراض المسيحي «الآذاري» لا يزال قائما على التشريع في غياب رئيس الجمهورية، يضاف اليه الخلاف الذي لا يزال قائما حول بنود تشريع الضرورة.
ـ النار تحت الرماد. توصيف ينطبق بشكل كبير على علاقة ميشال عون مع الرئيس نبيه بري، بالرغم من ترويج فريق «8 آذار» لمحاولات تقارب بين الطرفين، وعلاقة عون مع رئيس «تيار المستقبل» ورموزه، بدليل انقطاع التواصل المباشر الذي طالما دعا له «حزب الله».
ـ لم يعمد وزراء «تكتل التغيير والاصلاح» و «حزب الله» حتى اليوم الى توقيع مرسوم الضباط المستحقّة ترقيتهم في الاول من تموز، وهو واقع يضغط بشكل كبير على العماد ميشال عون، لكنه يؤشّر الى ان الممانعة الاساسية التي قد ينتهجها «التيار» ستبقى محصورة داخل اسوار السرايا من دون اللجوء الى الشارع، فيما كان لافتا خلو بيان «كتلة الوفاء للمقاومة» من اي تعليق او موقف ربطا بقرار وزير الدفاع بالتمديد للضباط الثلاثة.
ـ في الوقت الذي كان فيه مجلس الوزراء يتعرّف على اسماء الضباط المرشّحين، نظريا، لملء المواقع الشاغرة، كان المعني الاساسي بطبخة التعيينات العميد شامل روكز يشارك مع وحدات عسكرية أخرى بمناورة قتالية للجيش في جرود العاقورة تحاكي مهاجمة مجموعات ارهابية منتشرة في الجرد. العميد روكز، بعكس ما تمّ التداول به، لم يأخذ الاجازات المستحقة له، وهو يؤكّد للمحيطين لكل من يسأله أنه سيبقى في الخدمة حتى آخر لحظة وينفي أيضا اي سيناريوهات تتحدّث عن تقديمه استقالته. الضابط المغوار بدا منقطعاً عن كل مجريات وذيول جلسة الاربعاء وغير معني بقرار تأجيل التسريح الثلاثي. لا تعنيه اي مبادرات او تسويات لا يكون سقفها القانون. وحتى 15 تشرين الاول المقبل سيبقى يداوم في مقرّ فوج المــغاوير في رومية، فإما يعود بعدها الى منزله أو تذهب الامور باتجاه ما يبقيه في صلب المشهد العسكري.. لكن بالقانون.
قرارات تأجيل التسريح
وَقَّع وزير الدفاع الوطني سمير مقبل، أمس، قرار تأجيل تسريح قائد الجيش العماد جان قهوجي ورئيس الأركان اللواء وليد ســلمان والأمين العام للمجلس الأعــلى للدفاع اللواء محمد خير.
وحملت قرارات تأجيل تسريح كل من: قهوجي حتى 30 ـ 9 ـ 2016 الرقم 1091، وسلمان حتى 30 ـ 9 ـ 2016 الرقم 1097. وخير حتى 21 ـ 8 ـ 2016 الرقم 1098.
النهار
التمديد الثلاثي يمرّ بهدوء و"بلا ملاحق"
"تكتّل التغيير" يردّ السبت على "الانقلاب"
وتناولت صحيفة النهار الشأن المحلي وكتبت تقول "مرت خطوة التمديد الثلاثي لقائد الجيش العماد جان قهوجي ورئيس الاركان اللواء وليد سلمان والامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد خير امس بهدوء، من غير ان يعني ذلك ان تداعيات هذه الخطوة قد طويت لدى رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون الذي تريث في اعلان رده عليها الى السبت المقبل.
وقد وقع وزير الدفاع الوطني سمير مقبل قرارات تأجيل تسريح قائد الجيش العماد قهوجي حتى 30- 9 - 2016 ورئيس الاركان اللواء سلمان حتى 30– 9 - 2016 والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير حتى 21- 8 - 2016 وحملت القرارات تباعا الارقام 1091، 1097 و1089. ثم قام مقبل بزيارة للعماد قهوجي قبل ان ينضم الى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء تمام سلام في الوفد الرسمي الى الاسماعيلية حيث شهدوا الاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة بدعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وعادوا مساء الى بيروت.
وبدت المعطيات التي أعقبت خطوة التمديد الثلاثي متناقضة تماما بين القوى المؤيدة للتمديد والفريق العوني من حيث تبيان الدوافع التي أملت الخطوة، علما ان الانتكاسة التي مني بها الفريق العوني رسمت الكثير من التساؤلات ليس عن مسار المعركة السياسية المتعددة الاتجاه التي يخوضها فحسب، بل ايضا عن التمايزات الواضحة والعميقة بين حساباته الداخلية وحسابات حلفائه ايضا باعتبار ان خطوة التمديد لم تثر لدى هؤلاء الحلفاء ردة فعل سلبية.
وقالت مصادر وزارية مؤيدة للتمديد لـ"النهار" إن عملية احتواء نجاح التمديد للقيادات العسكرية بدأت أمس بعد فشل عملية التعيين في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة. وبدا واضحا أن هناك شبه إجماع في المجلس على تأييد القرارات التي اتخذها وزير الدفاع امس بالتمديد لقهوجي وسلمان وخير سنة. فقد اتصل جميع الوزراء باستثناء وزيريّ "التيار الوطني الحر" بالعماد قهوجي مهنئين كما اتصلوا للغاية نفسها باللواءين سلمان وخير.
وأضافت المصادر أن العماد عون تبلّغ عبر القنوات الديبلوماسية موقفا روسيا - أميركيا بالتزام الحكمة واعتماد المعارضة السياسية بعيدا من أي تهديد باللجوء الى الشارع بما يهزّ الاستقرار اللبناني ويضرّ بالمؤسسة العسكرية ويعطّل الحكومة. وفي الوقت نفسه أبلغ من يعنيه الامر أن الجيش سيتصدى بقوة وحزم لأي مس بالإستقرار. وكان المؤشر لذلك الانتشار الذي نفذته وحدات من الجيش لدى انعقاد جلسة مجلس الوزراء الاربعاء. ووصفت المصادر ما أشيع عن مشروع تسوية لا يعدو كونه مبادرة إعلامية، فضلا عن أن هناك معارضة قوية داخل قيادة الجيش لما طرح في شأن تأجيل تسريح العمداء مما يرفع عدد هؤلاء الى 700 الامر الذي يخلّ بتوازن المؤسسة.
التكتل لن يسكت
في المقابل، أكد مصدر مقرّب من الرابية لـ"النهار" أن "تكتل التغيير والاصلاح" لن يسكت على "هذا الانقلاب المتمادي على الميثاق والدستور وقوانين الأمة، وآخر تجلّياته تأجيل تسريح قائد الجيش ورئيس الأركان والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع". وقال: "لقد عطّلوا حلاً سعى اليه المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم والوزير نهاد المشنوق، والقاضي باقتراح تعديل قانون الدفاع الوطني لرفع سن تقاعد الضباط ثلاث سنوات، بحجج مختلفة كالكلفة أو التخمة أو الهيكلية، ونفذوا انقلابهم. لذا فان هذا الانقلاب المتمادي لن يمرّ لا من نافذة رئاسة الجمهورية ولا من نافذة مجلس النواب ولا من نافذة مجلس الوزراء، وبالتالي لن يشرّع بأي وجه من الأوجه. نحن ديموقراطيون ونظامنا برلماني ديموقراطي والشعب هو صاحب السيادة ومصدر السلطات، وهو الذي يحاسب، فإذا حالوا دون المحاسبة في صندوق الاقتراع عبّر عن غضبه المشروع بوسائل أخرى تعيد اليه حقوقه".
لذا اعتبر المصدر ان " العودة الى الشعب هي خيار ديموقراطي وطبيعي تحت شعار "لا للانقلاب على الدستور والميثاق، نعم للتشاركية"، وبالتالي فإن التصعيد في الشارع هو أحد الخيارات المطروحة، والعماد ميشال عون هو من يحدد توقيت التحرك والمكان والحجم والمناسبة".
وفي هذا الاطار، سيعقد اجتماع استثنائي للتكتل العاشرة صباح السبت في الرابية للبحث في ما آلت اليه التطورات السياسية والتمديد للقيادات العسكرية، وفي ضوئه تتخذ القرارات ويعلن ما يجب الافصاح عنه منها. وختم المصدر: "أن المناخ تصعيدي بامتياز ما لم يتم تداركه قبل فوات الأوان".
ولوحظ في هذا السياق ان البيان الذي أصدرته أمس "كتلة الوفاء للمقاومة " لم يتطرق مباشرة الى موضوع التمديد للقيادات العسكرية، بل شدد على ان "الاولوية الراهنة هي لملء الشغور في سدة رئاسة الجمهورية ودعم كل مبادرة تسهل استنئناف الدور التشريعي لمجلس النواب وتعزز مناخات الحوار والتفاهم والتوافق بين الكتل النيابية". كما دعا تيار "المستقبل" الى "فتح الابواب أمام المخارج المطروحة للمسائل المختلف عليها وضرورة ملاقاتها تجنباً لتفاقم المعضلات عوض المضي في سياسة التصعيد والتعقيد التي تطيل الازمة".
أزمة النفايات
على صعيد أزمة النفايات، لم يطرأ جديد أمس سوى اعادة طرح الازمة على اجتماع لجنة البيئة النيابية الذي استمر ثلاث ساعات برئاسة النائب مروان حماده وحضور وزير البيئة محمد المشنوق. واذ أوصت اللجنة الحكومة "بتحرير النفايات من السياسة"، أبلغ الوزير اللجنة انه ينتظر الثلثاء المقبل لفض عروض المناقصات، وشدد حماده من جهته على " تحرير هذه الازمة من السياسة نهائيا لانه لا يجوز ان نخلط التعيينات والاليات وتقاسم الحصص في موضوع يطاول حياة كل لبناني".
وتحدثت مصادر متابعة لملف النفايات عن حل ضمني وفقاً لتسلسل زمني، فقالت إن تيسير المناقصات لمناطق في محافظة جبل لبنان عند فض العروض الثلثاء 11 آب سوف يليه إذا تحقق رفع تقرير إلى مجلس الوزراء لينظر فيه خلال جلسة الخميس 13 آب ليوافق المجلس على المناقصات ثم يكلف مجلس الإنماء والإعمار وضع شروط مناقصة معمل التفكيك الحراري لنفايات بيروت وضاحيتها، والتي يمكن أن تشارك فيها "سوكلين" وشركات أخرى، علماً أن ثمة إتجاها إلى إنشاء المعمل في منطقة "الكوستابرافا" وأن العمل في ورشته يمكن أن يستغرق نحو سنة.
ويعوّل معنيون بهذه القضية على استجابة من رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، بعد أن يلمس جدية في الحلول الموضوعة ككل، يتمثل في إعادة فتح مطمر الناعمة مدة محدودة ونهائية لاستقبال كميات محدودة أيضاً من النفايات قياساً بالسابق، وفي موازاة تنشيط عمل البلديات في عدد كبير من مناطق جبل لبنان.
الأخبار
عون الى الشارع الأسبوع المقبل
كما تناولت صحيفة الأخبار الشأن الداخلي وكتبت تقول "أبلغ العماد ميشال عون حلفاءه في قوى 8 آذار، أمس، أنه ينوي قيادة تحرك شعبي احتجاجي واسع الاسبوع المقبل، رداً على قرار فريق 14 آذار بقيادة تيار المستقبل رفض التسويات السياسية وإدارة البلاد بصورة منفردة، والتمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي. ومن المفترض أن يعلن عون موقف التيار وخطواته المقبلة بعد اجتماع استثنائي لتكتل الاصلاح والتغيير يعقد غداً.
وفيما التزم جميع الاطراف الصمت العلني حيال الازمة المستجدة، يقود حزب الله وساطة هي الاولى من نوعها بين العماد عون والرئيس نبيه بري، بعدما رفض الأول الموافقة على فتح دورة استثنائية لمجلس النواب من دون الاتفاق المسبق على جدول الاعمال، الامر الذي يرفضه الثاني.
وبينما سعت قوى في 14 آذار الى التعرف على موقف «حزب الله» من تحرك عون المقبل، أكدت المعلومات أن الحزب «لم يغيّر شيئاً في موقفه، وهو مع الجنرال في أي قرار أو موقف سيتخذه للرد على خطوة التمديد».
أضف الى ذلك، تجرى اتصالات بمشاركة النائب وليد جنبلاط لإقناع تيار المستقبل بعدم التصعيد أكثر، بعد ورود معلومات عن نية الرئيس تمام سلام دعوة الحكومة الى إصدار مجموعة من القرارات في جلسة الاسبوع المقبل، وهو لم يفصح عن مضمونها، لكنه أشار الى أنها تقع تحت عناوين «تسيير أمور المواطنين الاقتصادية والمعيشية».
ورغم عدم صدور تصريحات علنية من قادة التيار الوطني الحر، بدأت قناة «أو. تي. في» التابعة للتيار، نشرتها الاخبارية ليل أمس بمقدمة هاجمت «استباحة القانون وانتهاك الدستور واغتصاب الميثاق... كل هذه أنجزها بشطبة قلم من يقف خلف سمير مقبل، والذين خلف واجهة مقبل كثر». وقالت «إن نهاد المشنوق وعباس إبراهيم حاولا طرح مبادرة تسوية، فصدرت الأوامر إلى مقاول اليرزه بأن يمدد فوراً 3 بواحد. مع أنه هو نفسه من طبل العالم قبل أسابيع، بأن استحقاق قيادة الجيش متروك لعشرين أيلول. فجأة بلع كلامه ولسانه وبصم على الفرمان ليلاً، مثل تهريبة نفايات سامة، لأن المطلوب الآن رأس ميشال عون، فوراً. هو وكل ما يمثل ومن يمثل».
وكان الوزير السابق سليم جريصاتي قد وصف ما جرى بـ«الانقلاب»، قائلاً: «سنضع حداً لانقلابهم، ونقول لهم: لن تنتخبوا رئيساً، لن تشرعوا في المجلس ولن تصدروا قرارات في مجلس الوزراء».
ولا يخفي مطّلعون على أجواء الرابية أن «الجنرال مصاب بخيبة أمل». فهو «لم يكن يتوقّع أن شركاءه في الوطن، وعلى رأسهم تيار المستقبل، مصرّون على كسر العظم، بعد أشهر من الغزل والممالقة، من لقاء روما، إلى عشاء بيت الوسط وثنائيات نادر الحريري ــ جبران باسيل».
وخيبة الجنرال، بحسب مصادر حليفة لعون، «لا تقتصر على شعور الخديعة بأن التسوية واردة قبل التمديد، بعد خديعة انقلاب الرئيس سعد الحريري على الاتفاق المبدئي على صفقة روكز ــ عثمان». وقالت إن «ما ظهر في الأيام الماضية يكشف قراراً سعودياً بمباركة أميركية، لكسر عون وعدم السير في أي تسوية معه».
اللواء
عون حائر بين تصعيد غير مجدٍ أو «بلع التمديد»
حزب الله للتهدئة بين عين التينة والرابية .. ولا تراجع عن آلية المادة 65
بدورها تناولت اللواء الشأن المحلي وكتبت تقول"غداً، يجمع النائب ميشال عون تكتل «الاصلاح والتغيير» في اجتماع استثنائي، بالتزامن مع استنفار الكوادر الطلابية التي طلب منها ان تكون في حالة جهوزية لتنفيذ «عمل ما»، ما بين أوّل الأسبوع ونهايته، من دون الأخذ بعين الاعتبار ان السبت في 15 آب هو عيد انتقال السيدة العذراء، وهو يوم عطلة رسمية، وأصدر الرئيس تمام سلام مذكرة في هذا الشأن أمس.
ويعقد اجتماع التكتل في أجواء من الصدمة وخيبة الأمل في صفوف التيار العوني، وتحمل الأوساط العونية الرئيس ميشال سليمان ووزير الدفاع سمير مقبل والوزراء المسيحيين ووزراء «المستقبل» مسؤولية قرار الوزير مقبل التمديد لقائد الجيش ورئيس الأركان والأمين العام لمجلس الدفاع الأعلى، ومن دون استثناء وزراء «أمل» ضمناً، نظراً لأن وساطة «حزب الله» بين عين التينة والرابية ناشطة بدءاً من وقف الحملات الإعلامية أو تبريدها بين الجانبين.
وتعزو الأوساط العونية اقدام الوزير مقبل على التمديد إلى تطورات إقليمية وحراك دبلوماسي من أجل تبريد الأزمات أو تسويتها، بما في ذلك الأزمة السياسية في لبنان.
وفي محاولة لاستدرار العطف على النائب عون وتياره، تقول الأوساط العونية ان التسوية ستكون على حساب عون وابعاده، ليس فقط عن الرئاسة الأولى أو تعيين ضابط قريب منه قائداً للجيش، بل عن المسرح السياسي ككل، من خلال تصويره وكأنه هو المسؤول عن كل الأزمات دفعة واحدة، من الشغور الرئاسي إلى شل مجلس النواب وتعطيل التشريع إلى محاولة شل عمل الحكومة، وذلك في محاولة لاظهارمظلوميته وتعرضه لحرب إلغاء سياسية تسبق أية تسوية.
وتعترف هذه الأوساط بأن التيار تعرض «لخدعة» انطلت عليه، وهذا ما يجعل رده متجاوزاً لما حصل في المرات السابقة. ونسب إلى قيادي في التيار العوني قوله ان الرد سيكون تصاعدياً ومتناسباً مع «الخطوة الاستفزازية» التي قام بها وزير الدفاع. ولا تخفي هذه الأوساط ان اللجوء إلى الشارع هو من الخيارات المتقدمة لدى التيار، لكن بطريقة «موجعة» و«غير متوقعة».
وتمضي هذه الأوساط إلى التأكيد بحدة انه ليس بإمكان التيار فقط ان يحافظ وحده على المصلحة الوطنية، متهمة سائرة الأطراف الأخرى بان التسوية السياسية في البلاد لا تعنيهم.
إلاَّ ان مصدراً قيادياً في قوى 8 آذار يسلّم بأن التسوية السياسية بعناوينها الأمنية والحكومية والتشريعية قد أصبحت من الماضي بعد التوقيع على التمديد، لكن خيار ذهاب الأزمة السياسية إلى اللاعودة وارد لكنه ليس حتمياً، في ضوء حركة الاتصالات المستمرة للتعويض عن النائب عون بادراج بعض القوانين التي يطالب بها وبينها قانون الانتخاب على أوّل جلسة تشريعية ان عقدت.
لماذا استعجل مقبل؟
والسؤال: لماذا استعجل الوزير مقبل إصدار قرارات تأجيل تسريح الضباط الثلاثة؟
المعلومات تُشير إلى ان القرار جاء قبيل منتصف الليل، بعدما تبلغ الوزير مقبل ان جلسة الحوار التي عقدت في عين التينة بين تيّار «المستقبل» وحزب الله لم تتوصل إلى تفاهم بين الطرفين حول التسوية السياسية المطروحة، لا سيما رفع سن التقاعد للعمداء في الجيش.
وكشف مصدر في حزب الله أن الوقت الأكبر من الجلسة تركز على هذا الموضوع، وأن الحزب طلب من «المستقبل» السير في هذه التسوية، لكن فريق «المستقبل» اعتبر أن السير برفع سن التقاعد من شأنه أن يرهق خزينة الدولة، ويؤثر سلباً على هيكلية المؤسسة العسكرية، وأن قيادة الجيش لا توافق على الاقتراح، إضافة إلى أن «المستقبل» ملتزم بموقف 14 آذار من أنه لا يجوز التعيين للقادة الأمنيين في ظل غياب رئيس الجمهورية، وهو موقف معلن ولم يطرأ أي جديد يقتضي تعديله.
وقال مصدر مطلع أن الوزير مقبل، ومنعاً للتسويف وعلى قاعدة «أن خير البر عاجله» أصدر القرار ليلاً، نظراً لارتباطه بزيارة الرئيس سلام مع الرئيس نبيه برّي إلى الاسماعيلية.
أما لماذا اشتمل القرار على تأجيل تسريح العماد جان قهوجي واللواء محمّد خير بتوقيت واحد، فالمصدر عينه يُشير إلى أن الوجهة المعتمدة أنه لا تعيينات مع الشغور الرئاسي، ولا يمكن ترك الأمور إلى آخر لحظة، ولا يجوز الانتظار حتى وقوع الشغور أو الفراغ، مع الإشارة إلى أن التسوية السياسية تحتاج إلى وقت وإلى ا تفاق على فتح دورة استثنائية، فضلاً عن أنها لم تتعد سياق المناورة لتمرير الوقت.
خطوات تصعيدية
ومع عودة الرئيسين برّي وسلام والوزير مقبل من الاسماعيلية بعدما شاركوا في افتتاح قناة السويس الجديدة، من المتوقع أن تنشط الاتصالات لاحتواء أي تصعيد عوني محتمل، لا سيما وأن المعلومات أو التلميحات الصادرة عن وزراء التيار العوني تُشير إلى أن الرد سيكون على مستوى تعطيل عمل الحكومة، وإبقاء أبواب مجلس النواب مغلقة، سواء للتشريع أو حتى لانتخاب رئيس الجمهورية، التي أعاد الرئيس برّي أمس التذكير بموعد الجلسة رقم 27 لانتخاب الرئيس في 12 آب الحالي.
وقال مصدر حكومي لـ«اللــواء» أنه مهما كان الموقف الذي سيلجأ إليه عون للرد على قرار مقبل، فإنه بالنسبة للرئيس سلام لا تراجع عن آلية اتخاذ القرارات في مجلس الوزراء، بحسب ما تنص عليها المادة 65 من الدستور.
وفي ردّ على تحميله مسؤولية قرار مقبل، أعلن الرئيس سليمان أن تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية هو الذي أوصل إلى تأجيل تسريح القادة الأمنيين، متمنياً على كافة الأطراف الكف عن إقحام الجيش في التجاذبات السياسية، خاصة بعد تعذر إقرار التعيينات الضرورية التي طرحها الوزير المعني على طاولة مجلس الوزراء استجابة لإلحاح بعض الكتل على وجوب تعيين قائد الجيش لدى تعيين رئيس الأركان، موضحاً بأن بسبب عدم إجماع وزراء الحكومة أو توافقهم بحده الأدنى على أي اسم من الأسماء المطروحة للتعيينات بالرغم من مواصفاتها القيادية، دفع الوزير المختص إلى اللجوء إلى حقه القانوني بتأجيل التسريح وفقاً للمادة 55 من قانون الدفاع الوطني.
أما «تيار المستقبل» الذي شملته اتهامات التيار العوني، فقد أوضح عضو كتلته النيابية عمار حوري لـ«اللــواء» بأنه ليس المطلوب منا أن نوافق أو لا نوافق على خطوة وزير الد فاع، لأننا لسنا من يتحمل مسؤولية القرار الذي أصدره الوزير مقبل استناداً إلى واجبه، لكن الخطوة منطقية لتفادي حدوث شغور في المراكز العسكرية.
واللافت أن مصادر في تكتل «التغيير والاصلاح» رفضت الحديث عن تحرك معيّن يتخذ طابعاً ما، شعبياً أو سياسياً، لكنها أشارت إلى أن التوقعات بردّ فعل تصعيدية من قرار مقبل كبيرة جداً.
ولم تشأ المصادر نفسها التأكيد ما إذا كانت الخطوة المرتقبة من التيار العوني تتصل بتعليق حضور وزيري التيار جبران باسيل والياس بوصعب جلسات مجلس الوزراء أم لا، أو القيام بتظاهرات في الشارع أو غير ذلك، وتوقعت أن يتحدث العماد عون في نهاية اجتماع السبت عن كل هذه الخطوات في حال تمّ اتخاذ قرارات بشأنها.
وتوقع الوزير بوصعب العودة إلى الموقف السابق المتخذ من قبل وزراء التكتل مع وزراء «حزب الله» بعدم البحث في أمر في الحكومة قبل البتّ في ملف التعيينات، واعتبار قرار مقبل غير قانوني، لكن بوصعب نفى ليلاً صدور أي تصريح عنه بهذا المعنى.
حزب الله
ولوحظ أن بيان كتلة «الوفاء للمقاومة الذي صدر بعيد اجتماع الكتلة، تجاهل خطوة وزير الدفاع، واكتفى بدعوة كل القوى السياسية إلى اليقظة والتنبه، خصوصاً في هذه الفترة التي بدأت ترتسم فيها مؤشرات تحركات واتصالات لا بدّ من الاستفادة من أجوائها لتعزيز تماسك اللبنانيين وتقرير ما يتلاءم مع مصالحهم الوطنية، واستبعاد كل ما من شأنه الاضرار بها وبسيادتهم.
ولفتت مصادر مطلعة إلى أن هذه الإشارة في بيان الكتلة تشي إلى ضرورة الاستفادة من المناخات التي بدا يشيعها الاتفاق النووي الإيراني على مستوى المنطقة، والتي يفترض ان تتبلور معالمها مع الزيارة التي يعتزم وزير الخارجية الإيراني محمّد جواد ظريف القيام بها إلى بيروت، ضمن جولة له للمنطقة، بدءاً من الثلاثاء المقبل، حيث استبق السفير الإيراني في لبنان محمّد فتحعلي هذه الزيارة بجولة له على قيادات حزبية، كان اللافت بينها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، من أجل وضع ترتيبات اللقاءات التي سيعقدها ظريف في بيروت والتي ستشمل المسؤولين، وفي مقدمهم الرئيسين برّي وسلام.
وشددت الكتلة على ان الأولوية يجب ان تكون لملء الشغور في رئاسة الجمهورية، ودعم كل مبادرة تسهل استئناف الدور التشريعي للمجلس وتعزيز مناخات الحوار والتفاهم والتوافق بين الكتل النيابية، ورأت ان الظروف الاستثنائية الضاغطة التي تشهدها البلاد تملي ضرورة التعاطي بدقة تسمح للحكومة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتسيير عجلة مصالح الشعب والدولة، دون أي تعكير للتوافق داخل مجلس الوزراء، وهذا ما يحتم عدم الاستخفاف بمواقف واوزان القوى الشريكة في اتخاذ القرارات، داعية تيّار المستقبل إلى فتح الأبواب امام المخارج المطروحة للمسائل المختلف عليها وضرورة ملاقاتها تجنباً لتفاقم المعضلات.
البناء
«داعش» يبدأ مرحلة جديدة من الحرب على السعودية... الضرب على العصب
المعلم وبن علوي يعلنان من مسقط بدء مرحلة الحلول في سورية
لبنان ينتقل بعد «التمديد العسكري» من الفراغ الدستوري إلى المجهول السياسي
صحيفة البناء كتبت تقول "وسط الحرائق التي تزداد اشتعالاً من اليمن والسعودية إلى سورية، حيث خلط الأوراق العسكرية يتصاعد، ترمي الأطراف بكلّ ثقلها لتعزيز أوضاعها وفعل كلّ ما يمكن للإمساك بأوراق القوة التي تخوّلها الحضور في مشهد سريع التغيّر وسريع التقادم، وباتت وفقاً لمرجع ديبلوماسي كبير «ديناميات التحكم فيه فوق قدرة الأطراف التي لا تزال تعيش أوهام ماضيها، فما قبل التفاهم النووي غير ما بعده، وما تقوله الدول الكبرى لحلفائها ليس حقيقة موقفها بل ما تقوله لخصومها».
الحدث الأبرز عسكرياً كان أمس الضربة الموجعة التي وجهها تنظيم «داعش» للنظام السعودي وهيبته الأمنية وخصوصاً لولي العهد وزير الداخلية محمد بن نايف الذي بنى وأعدّ ودرّب ورعى قوات الطوارئ بصفتها قوة المواجهة المحترفة مع تنظيم «القاعدة» ومتفرّعاته، وصارت مهمتها المواجهة مع تنظيم «داعش» منذ نشأته، ويتباهى قادة «الطوارئ» بدقة وحرفية إجراءات الأمن المحيطة بمقراتها، ونوعية عناصرها وضباطها وتميّز عملياتها واستحالة اختراقها، فاختار «داعش» هذا العصب بعيداً عن المنطقة الشرقية وهويتها المذهبية ليذهب بدلاً من الشرق إلى أقصى الغرب وبدلاً من لون مذهبي يسهل اتهامه باختيار الخاصرة الرخوة ليضرب في قلب العصب المذهبي الوهابي وقوته الضاربة التي تمثلها نخبة النخبة في قوات وزارة الداخلية، فيقصد إحدى ثكناتها المحروسة جيداً ويقتحمها بأحد انتحارييه ليصطاد ضباط وعناصر وحداتها وهم في مسجد الثكنة متجمعين في وقت الصلاة.
ضربة «داعش» في السعودية تضع في الواجهة معادلة الوقت أمام حكام الرياض الذين ما زالوا يتصرّفون وكأنّ الوقت معهم، فـ»داعش» يقول لهم إنْ كنتم تريدون البقاء بمنأى عن تلقي الضربات المتتالية عليكم بالنأي بأنفسكم عن معادلات الحرب التي يستعدّ لها الأتراك وتقولون أنكم تباركونها وتموّلونها وتراهنون أنها ستحفظ لكم دوراً في سورية، فالعبث هنا مكلف وسيكون مكلفاً أكثر كلما مرّ الزمن، وفي المقابل على حكام الرياض مغادرة الوسط إنْ أرادوا الوقوف على أرض صلبة، فالشراكة في إنهاء «داعش» ومخاطرها لا تمرّ من رهانات وأوهام حاكم أنقرة، والعداء المفتوح مع سورية، على رغم لقاءات الاحتياط والباب الخلفي التي يجرونها بخفر مع المسؤولين السوريين، لأنّ الطريق هو تسريع التفاهمات مع سورية وتسريع التفاهمات مع إيران لإنهاء الوضع المتفجّر في اليمن، فالوقت ليس مفتوحاً للمتباطئين، وإلا فالرضوخ لـ«داعش» وإملاءات العمليات الدموية التي ستتزايد وتكثر والوقت لا يرحم، وللرضوخ طريق علني لم يعد «داعش» يرضاه سراً بالتمويل الخفي والتسليح بالواسطة، وباتت السعودية أمام خياري الأبيض والأسود، والخيار التركي الرمادي هو أقرب وصفة للضعف والخسارة المتمادية.
عندما تختار السعودية أن تكون جزءاً من التسويات والحلول، فهي تملك ما يتيح لها تسريع خيار الحرب على الإرهاب وتمكين هذه الحرب من وضع دفاعات متينة تحميها من التداعيات، والشراكة مع سورية والعراق وإيران في صناعة التسويات تكفي كقرار لبناء جبهة نادت بها روسيا مراراً وتستضيف الملك السعودي في الخريف أملاً بتزخيمها وهي تحفظ فيها للسعودية دوراً مركزياً.
تركيا تبدو قد خسرت رهان الحفاظ على الدور، حيث تغرّد خارج الخيار الذي تدعو إليه موسكو، وتستطيب أوهام اقتطاع مناطق نفوذ داخل الجغرافيا السورية بالنار أملاً بمقايضتها في السياسية، والبرود التركي الروسي واضح جداً حيث جاء بيان النفي الذي صدر عن الكرملين، «لما تناقلته بعض وسائل الإعلام حول استدعاء الرئيس بوتين للسفير التركي في موسكو أوميت يارديم لمناقشة سياسة أنقرة تجاه تنظيم «داعش» الإرهابي» تأكيداً للفتور بين موسكو وأنقرة، لخلوّ النفي من أي إشارة كما تدرج العادة في حالات مماثلة، للعلاقات المتينة والثابتة بالرئيس التركي أو من الإشادة بميزاته وحكمته وسياسته وصداقته بالرئيس الروسي، أو حتى اعتبار أنّ ما نشر لن يغيّر في علاقة التعاون والصداقة بين العاصمتين والرئيسين، وما نشر أكثر بكثير من مجرد مناقشة لسياسة أنقرة تجاه تنظيم «داعش» كما ورد في النفي. وفي المادة المنشورة التي أعادت نشرها «البناء» أمس نقلاً عن صحيفة «موسكو تايمز» الروسية ما نسب إلى الرئيس الروسي أوصافاً وتهديدات للرئيس التركي تستحق النفي وحدها وما يطاول السياسة التركية في سورية خصوصاً، وليس تجاه «داعش» فقط، والنفي لم يتحدّث عن أنّ اللقاء لم يتمّ بل أراد التصويب أنّ النقاش كان عن سياسة أنقرة تجاه «داعش» وما تضمّنه اللقاء من تشعّبات وتفرّعات ينتسب لهذا العنوان، كما قرأ كثير من المتابعين في مقارنة بيان نائب الرئيس الأميركي جو بايدن بعد حديثه في جامعة هارفرد عن الدور التركي في دعم الإرهاب بالكلام المنسوب لبوتين والفوارق البائنة بين طريقتي التوضيح.
الطريق السياسي والديبلوماسي يبدو مستعجلاً هو الآخر كما الأحداث العسكرية، والحدث الأبرز كان الزيارة التاريخية لوزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى العاصمة العُمانية مسقط تلبية لدعوة رسمية والإعلان المشترك الصادر مع وزير خارجية عُمان يوسف بن علوي عن العلاقات المشتركة والتنسيق المستمرّ والأهمّ هو «أنّ وقت الحلول السياسية في سورية قد حان»، وهذا الكلام لمسقط ووزير خارجيتها ليس مجرد إضافة إنشائية لبيان الزيارة، ولا التوقيت هو شأن شكلي، فمسقط العضو في مجلس التعاون الخليجي تحسب خطواتها بدقة وهي الواقفة في منطقة وسط بين إيران والسعودية وواشنطن، وفي قلب هذا المثلث نالت من أطرافه ارتضاء بخصوصية تؤهلها لدور الوسيط التفاوضي والعاصمة السياسية للحلول وهو الدور الذي كانت الدوحة قد حجزت مقعده في الماضي.
بين خياري التصعيد العسكري الممتدّ على كلّ الجبهات والحراك السياسي المتسارع بين العواصم يضيع لبنان عن اكتشاف اتجاه للبوصلة ليهتدي بها، وينتقل في قفزة غير محسوبة مع قرار وزير الدفاع التمديد لقائد الجيش ورئيس الأركان وأمين عام المجلس الأعلى للدفاع، من الفراغ الدستوري الشامل إلى المجهول السياسي. وكانت «البناء» قد نشرت تقريراً عن نتائج زيارة قائد القوات اللبنانية سمير جعجع للسعودية جاء فيه أنّ الهدف المباشر هو تهيئة المناخات لمرحلة إحراج العماد ميشال عون لإخراجه، وصولاً إلى وضع حزب الله أمام الخيارات الصعبة، ضمن منهجية سعودية تهدف إلى استنزاف حزب الله لبنانياً من جهة وإمساك لبنان والفراغ فيه كورقة تفاوضية من جهة أخرى، خصوصاً مع مخاوف الغرب من أن يؤدّي المزيد من الفراغ والمجهول إلى مخاطر أمنية تتصل بنمو وتفلت الجماعات المتطرفة من جهة ومقابلها تصاعد مخاطر التصادم الطائفي والمذهبي من جهة أخرى.
هدوء سياسي في غياب الدولة!
عاش لبنان أمس هدوءاً سياسياً في غياب رئيس الوزراء وثلثي الحكومة ورئيس مجلس النواب نبيه بري على رغم قرار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني سمير مقبل تأجيل تسريح قائد الجيش العماد جان قهوجي، ورئيس الأركان اللواء وليد سلمان والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير، لمدة سنة.
وأخيراً فعلها مقبل الذي وضع الجميع أمام الأمر الواقع، وأصدر قرارات تأجيل التسريح إلى أن تنشر القرارات في الجريدة الرسمية. لكن اللافت هو مواقف بعض السياسيين التي لا تزال تراهن في هذا الملف، وترى «أنه بالإمكان إلغاء قرارات وزير الدفاع واستثمار الوقت من الآن حتى 28 أيلول لإعادة البحث في تعيين قائد جديد للجيش وفقاً لتسوية سياسية يستفيد منها الجميع، في الوقت الذي نجد أنّ آخرين يستبعدون أمرا كهذا، فلو كانت التسوية ممكنة لكانت حصلت ولما كان هذا التجاذب والأخذ والردّ.
العونيون يدرسون سبل التصعيد
وفي ظلّ الحديث عن أنّ الشارع خيار غير مستبعد كأحد الخطوات التصعيدية تنديداً بقرارات وزير الدفاع ومن يؤيده، يجتمع اليوم منسقو المناطق في التيار الوطني الحر، بعدما كان مسؤولو الطلاب قد اجتمعوا مع المنسق العام للتيار بيار رفول أمس لدرس سبل التصعيد. وعلى ضوء هذه الاجتماعات يجتمع تكتل التغيير والإصلاح غداً السبت بصيغة عاجلة لاتخاذ القرار الصائب حول شكل التحرك الذي سيحصل.
وأكدت مصادر التيار الوطني الحر لـ«البناء» «أنّ ما حصل سيدفع بنا إلى الانفصال عن الدولة، وليس الانفصال عن الوطن، فالدولة سقطت، ونحن لن نكون شهوداً على سقوطها»، مشيرة إلى «أن خطوة مقبل تعتبر تعدياً على الشراكة الوطنية».
حزب الله يجمع بين دعم التيار وعدم المسّ بالاستقرار
ولفتت مصادر مطلعة لـ«البناء» إلى «أنّ حزب الله حدّد موقفه في شكل يجمع بين دعم التيار الوطني في كلّ خياراته السياسية، ورفض أيّ مسّ بالاستقرار والأمن، لما لذلك من انعكاس على مصلحته الاستراتيجية العليا، وعدم اتخاذ موقف يعتبر عدوانياً أو انتقامياً من قيادة الجيش، وعلى ضوء ذلك لن يكون هو صاحب المبادرة للردّ على الوزير مقبل، إنما سينتظر موقف التيار الوطني الحر ليبني على الشيء مقتضاه. وأشارت المصادر إلى «أن تحرك التيار الشهر الفائت لم يكن يحتاج إلى مؤازرة من جانب حزب الله» الذي ينتظر حالياً ما سيصدر عن الرابية يوم غد ليحدد موقفه، فهو بحاجة أيضاً إلى تشاور مع الحلفاء في هذا الشأن بمن فيهم العماد عون».
وفي سياق متصل، اعتبرت كتلة الوفاء للمقاومة في بيان عقب اجتماعها الأسبوعي «أن الظروف الاستثنائية تسمح للحكومة باتخاذ القرارات اللازمة لتسيير شؤون البلاد، داعية تيار المستقبل إلى فتح المجال أمام الحلول، والأبواب أمام المسائل الخلافية المطروحة عوضاً عن المضيّ في سياسة التعطيل.
وأشارت أوساط سياسية لـ«البناء» إلى «أنّ مبادرة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم كانت قطعت شوطاً كبيراً ونالت موافقة الجنرال عون والرئيس نبيه بري، لكنها اصطدمت برفض تيار المستقبل لها الأمر الذي يفسّر اندفاع مقبل لتوقيع المراسيم الثلاثة».
وفي موازاة ذلك، شكل الوضعان الحكومي والنيابي، محور لقاء رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في معراب مع النائب إبراهيم كنعان موفداً من رئيس تكتل التغيير والإصلاح في حضور رئيس جهاز الإعلام والتواصل ملحم رياشي. وسبق اللقاء تحذير وزير العدل اللواء أشرف ريفي من «أنّ استخدام الشارع من أيّ كان سيرتد عليه، فكلّ تجارب التاريخ تثبت ذلك، ولا سيما التجربة الأخيرة التي كانت هزيلة ومردودها سلبي تماماً، وبالأخصّ على الشارع المسيحي صراحة، وفي رأيي أنه حين يتواجه العونيون مع الجيش فهذا خطأ استراتيجي».
فضّ عروض المناقصات الثلاثاء
تجتمع اللجنة الوزارية المولجة البحث في ملف النفايات يوم الثلاثاء المقبل لفض عروض المناقصات في جميع المحافظات.
وأكدت مصادر وزارية لـ«البناء» أن فض العروض سيتم الثلاثاء المقبل، وأن خيار إنشاء المحارق يحتاج إلى سنوات وهذا حلّ نهائي، أما الحلّ المرحلي فهو الترحيل الذي يحظى بتأييد بعض المكونات داخل الحكومة».
وأشارت المصادر إلى «أنّ الدولة تملك الإمكانات المادية لتغطية التكاليف وعدة شركات عرضت لكن لم يُحسم أمر الشركة الفرنسية».
وقال وزير العمل سجعان قزي لـ«البناء» إنّ الاتجاه في الحكومة هو لترحيل النفايات إلى الخارج، وأكد أنّ وزارة المالية خصّصت مبالغ مالية لتغطية هذا الأمر».
وشارك وزير البيئة محمد المشنوق أمس في جلسة لجنة البيئة النيابية. وأكد «أنّ اتصالات حصلت مع عدد من الدول التي أعلنت استعدادها واهتمامها بتصدير النفايات إليها وسيتمّ اختيار شركة منها».
وأكد النائب ميشال موسى لـ«البناء» أنه سيتمّ اليوم تسليم العروض للقسم السادس والأخير، أيّ بيروت وجبل لبنان، حيث لم يأتِ أيّ عارض في هاتين المحافظتين، لينضمّوا إلى العروض المقدّمة في بقية المحافظات، بانتظار أن تجرى المناقصة لجميع المحافظات الثلاثاء المقبل.
وأشار موسى إلى «أنّ الحكومة تفضل خيار التفكك الحراري، لكن لا بدّ من إجراء المناقصات، على رغم أنه يمكن أن لا يتقدّم أيّ عارض لمحافظة بيروت، لتقدّم بعد ذلك كلّ عروض المناقصات إلى مجلس الوزراء».
ولفت إلى «أنّ لجنة البيئة لم تطرح موضوع ترحيل النفايات إلى الخارج غير أنّ شركات من عدة دول عرضت استقبال النفايات وهي شركات ألمانية وفرنسية وتركية، لكن لم يتمّ البحث في التفاصيل داخل الجلسة.
زيارة فتحعلي لجنبلاط تصويب للعلاقة
في موازاة ذلك، یقوم وزیر الخارجیة الإيراني محمد جواد ظریف بزیارة إلی بیروت في 12 آب الجاري للقاء المسؤولین، حیث سیضعهم في أجواء الاتفاق النووي بین إیران ومجموعة 5+1، ضمن جولة إقلیمیة خلال الأیام المقبلة لبحث قضایا المنطقة وعلی رأسها الأزمة السوریة.
وبرزت أمس زيارة السفير الإيراني في بيروت محمد فتحعلي إلى رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط في دارته بكليمنصو، وعرض معه الاتفاق النووي وآخر التطورات في لبنان والمنطقة. وشدّد فتحعلي خلال اللقاء على ضرورة إيجاد حلّ سياسي للأزمة السورية، شارحاً أبعاد المبادرة الإيرانية رباعية البنود المطروحة لحلّ الأزمة السورية. وأشاد جنبلاط بالديبلوماسية التي انتهجتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال المحادثات النووية، ووصف الاتفاق النووي بأنه مكسب لها معتبراً بأنّ «القنبلة النووية لا تنفع بشيء، وأنّ حيازة الدول للعلوم النووية هو الأمر المهمّ، وقد تمكنت إيران من تحقيق هذا الهدف.
وأكدت مصادر مطلعة لـ«البناء» أنّ «الزيارة تأتي ضمن إطار سياسة الانفتاح التي بدأت تنتهجها إيران تجاه المنطقة في مقاربتها لجميع الملفات بعد الاتفاق النووي». ولفتت المصادر إلى «أنّ إيران تعتبر أنّ مرحلة ما بعد الاتفاق والأجواء الايجابية التي أشاعها في المنطقة يجب أن تستغلّ على الصعد السياسية والاقتصادية كافة، وأن يعمل لتذليل جميع الخلافات وتوحيد الجهود تحت عنوان مكافحة الإرهاب». وشدّدت المصادر على «أنّ زيارة السفير فتحعلي لجنبلاط تأتي في هذا الإطار الانفتاحي وهي زيارة ليس لها أيّ أبعاد رئاسية، إنما هي لتصويب العلاقة التي شهدت فتوراً في الأشهر الماضية».
وكان شارك كلّ من بري وسلام ومقبل في حفل افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة في مدينة الإسماعيلية المصرية، التي دشّنها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مؤكداً في كلمته أنّ مصر ستهزم الإرهاب، كما حضر الافتتاح عدد من رؤساء الدول وكبار المسؤولين.