22-11-2024 05:45 PM بتوقيت القدس المحتلة

هل يدعم «الإخوان المسلمون» المبادرة الإيرانية؟

هل يدعم «الإخوان المسلمون» المبادرة الإيرانية؟

لم يكن اللقاء الذي جمع السفير الايراني محمد فتحعلي مع الأمين العام لـ «الجماعة الإسلامية» في لبنان ابراهيم المصري، أول من امس، مجرد لقاء بروتوكولي

 

قاسم قصير


لم يكن اللقاء الذي جمع السفير الايراني محمد فتحعلي مع الأمين العام لـ «الجماعة الإسلامية» في لبنان ابراهيم المصري، أول من امس، مجرد لقاء بروتوكولي أو تعارفي رغم انه اللقاء الاول بين الاثنين منذ استلام فتحعلي مهامه الديبلوماسية في لبنان. فهذا اللقاء جرى بعد توقيع الاتفاق الدولي بين ايران والدول الكبرى حول الملف النووي الايراني وإطلاق ايران مبادرتها الرباعية حول الازمة السورية، وكذلك بعد انتشار العديد من التقارير عن عودة التقارب بين الاخوان المسلمين والسعودية.

الزيارة اللافتة للسفير الايراني إلى مقر «الجماعة الإسلامية» في الزيدانية ـ بيروت، جاءت بعد سلسلة اتصالات ولقاءات بين مسؤولين في «الجماعة» ومسؤولين في السفارة جرى خلالها التداول في العلاقة بين الطرفين وأسباب عدم قيام السفير بزيارة مقر «الجماعة» على غرار ما كان يقوم به السفير السابق الدكتور غضنفر ركن ابادي، بالرغم من حرص مسؤولي «الجماعة» على المشاركة في الاحتفالات التي تقيمها السفارة في مختلف المناسبات الوطنية والدينية.

مصادر مطلعة على الأجواء الايرانية أوضحت أن أسباب تأخر الزيارة البروتوكولية والتعارفية بين السفير وقيادة «الجماعة» يعود إلى بعض المواقف التي كان يطلقها مسؤولون في «الجماعة» ضد ايران وقيادتها وإلى الحملة الإعلامية التي تخاض ضد الجمهورية الاسلامية في وسائل إعلام «الجماعة»، ولان اللقاءات السابقة لم تؤد الى التقارب المطلوب في المواقف.

لكن يبدو أن التطورات الدولية والاقليمية، وخصوصا الاتفاق الدولي حول الملف النووي الايراني وإطلاق ايران مبادرتها حول الملف السوري وما يقال عن تقارب سعودي ـ إخواني وحرص إيران على التواصل مع كل الأطراف الدولية والإقليمية والمحلية لشرح أبعاد الاتفاق النووي والسعي لتعزيز العلاقات مع كل الجهات العربية والاسلامية، كل ذلك عجّل في قيام السفير الايراني في بيروت محمد فتحعلي بزيارة مقر قيادة «الجماعة» في بيروت واللقاء مع أمينها العام ابراهيم المصري بحضور عدد من مسؤولي السفارة وقياديي «الجماعة».

مصادر مطلعة شاركت في اللقاء أكدت أن الاجواء كانت إيجابية بين الطرفين، وقد حرص السفير على شرح مواقف ايران تجاه مختلف القضايا والملفات، ولا سيما الاوضاع في سوريا. ولم تستبعد المصادر وجود رهان ايراني على قيام قيادة «الجماعة» بدور ما بين ايران وقيادة «الاخوان المسلمين»، ان على الصعيد المركزي أو بشأن الملف السوري، ما قد يسهل قبول الأطراف السورية بالمبادرة الايرانية الجديدة تجاه الملف السوري.

ويمكن القول إن اللقاء بين السفير فتحعلي والأمين العام لـ «الجماعة الإسلامية» يشكل تطوراً مهماً، وقد تكون له انعكاسات إيجابية على صعيد العلاقة بين «الاخوان المسلمين» والقيادة الايرانية وبالتالي على معالجة العديد من الملفات الساخنة في المنطقة، ولا سيما أزمتي سوريا واليمن نظرا لدور «الاخوان» في هذين البلدين.


http://assafir.com/Article/435933

 

موقع المنار غير مسؤول عن النص وهو يعبّر عن وجهة نظر كاتبه