وافق مجلس الأمن الدولي بالإجماع اليوم على إنهاء العمليات العسكرية التي يقودها الحلف الأطلسي في ليبيا
وافق مجلس الأمن الدولي بالإجماع اليوم على إنهاء العمليات العسكرية التي يقودها الحلف الأطلسي في ليبيا. وأمر أعضاء المجلس الخمسة عشر بإنهاء فرض حظر الطيران فوق ليبيا وما أسموه الأعمال الهادفة الى حماية المدنيين الليبيين. وتضمن قرار مجلس الأمن رقم 2016 الصادر اليوم تخفيف الحظر الدولي على الأسلحة، حتى يتمكن المجلس الوطني الإنتقالي من الحصول على الأسلحة والمعدات اللازمة لضمان الأمن القومي.
كما أنهى قرار مجلس الأمن تجميد أموال المؤسسة الوطنية للنفط وجميع القيود على البنك المركزي وغيره من المؤسسات الرئيسية في البلاد. كما ينهي القرار بشكل تام الحظر على الرحلات الجوية للطائرات الليبية المسجلة. يذكر أن مجلس الأمن أصدر قراراً في آذار/مارس الماضي يقضي بفرض حظر الطيران وحماية المدنيين بعد بدء الأزمة بين نظام القذافي ومعارضيه. وأعلن حلف الأطلسي، الذي شنّ غارات جوية لعبت دوراً رئيسياً في سقوط نظام القذافي، أنه يدرس طرقاً جديدة لمساعدة المجلس الوطني الإنتقالي الذي طلب تمديد مهمة الحلف. ومن المقرر أن يجتمع مجلس حلف الأطلسي يوم غد في بروكسل للإعلان رسمياً عن انتهاء الحرب الجوية التي استمرت سبعة أشهر في ليبيا.
من جهة ثانية، أعلن المجلس الوطني الإنتقالي أنه يريد محاكمة قتلة العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، عقب الضجة التي اثارتها ظروف مقتله. وصرّح نائب رئيس المجلس الوطني الإنتقالي الليبي عبد الحفيظ غوقة "بالنسبة للقذافي، نحن لا ننتظر أن يقول لنا أي شخص ما يجب أن نفعله"، مضيفاً "بدأنا تحقيقاً، وأصدرنا ميثاقاً للأخلاق في معاملة أسرى الحرب، وأنا متأكد أن ذلك كان عملاً فردياً وليس من عمل الثوار أو الجيش الوطني". وتابع غوقة أن "أي شخص مسؤول عن مقتل القذافي سيقاضى وسيحصل على محاكمة عادلة".
وتزايد الغضب الشعبي حول الطريقة التي قتل بها القذافي على أيدي عدد من مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي، الذين أخرجوه من ماسورة صرف كان يختبئ فيها عقب غارة جوية لحلف الأطلسي. في السياق، انتقد رئيس الورزاء الروسي فلاديمير بوتين اليوم الصور "المقززة" لمقتل القذافي التي بثتها "وسائل إعلام عالمية". وقال بوتين "معظم أفراد أسرة القذافي قتلت، وعرضت جثته على كل القنوات الدولية، من المستحيل رؤية هذه المشاهد من دون الشعور بالاشمئزاز".
كما أعلن محامي رئيس الوزراء الليبي السابق البغدادي المحمودي أنه سيتم الإفرج عنه بعد سجنه لمدة شهر في تونس، في انتظار قرار بشأن تسليمه الى ليبيا في 22 تشرين الثاني/نوفمبر. وقال المحامي المبروك كرشيد "لقد منحنا القاضي السراح الوقتي، ونعتبر هذا القرار مشرفاً ومحترماً لحقوق الانسان"، مشيداً "باستقلال القضاء التونسي". ومن المقرر أن يغادر البغدادي المحمودي سجن المرناقية القريب من العاصمة، بحسب المصدر ذاته.
يذكر أن البغدادي المحمودي هو آخر رئيس وزراء في عهد القذافي، كانت صدرت بحقه مذكرة جلب من السلطات الليبية الجديدة. وتمّ توقيفه في تونس في 21 أيلول/ سبتمبر قرب الحدود مع الجزائر وحكم عليه بالسجن ستة أشهر بتهمة "الدخول بطريقة غير شرعية للبلاد". وبعد اسبوع نقضت محكمة استئناف الحكم غير أنه ابقي موقوفاً بعد أن طلبت ليبيا تسليمه. وأعلن حينها المحمودي اضراباً عن الطعام لعدة أيام.