01-11-2024 11:29 AM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 12-08-2015: ظريف في لبنان.. وعون إلى الشارع اليوم

الصحافة اليوم 12-08-2015: ظريف في لبنان.. وعون إلى الشارع اليوم

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء 12-08-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها زيارة وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف إلى لبنان وكذلك دعوة رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون لتحرك شعبي


تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء 12-08-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها زيارة وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف إلى لبنان وكذلك دعوة رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون لتحرك شعبي اليوم الأربعاء.

السفير
عون يختبر شارعه.. والحريري يرفض إقحام «الرئيس الشهيد»
ظريف يلتقي سلام ونصرالله: استقرار لبنان ثم استقراره

وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الخامس والأربعين بعد الأربعمئة على التوالي.

مجلس النواب اليوم على موعد مع جلسة رئاسية تحمل الرقم 27 ومصيرها لن يكون مختلفاً عن مصير سابقاتها.

حتى وجود وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لم يشكل حاجزاً أمام العماد ميشال عون، الذي فاجأ الحلفاء كما أعضاء «تكتل التغيير والإصلاح» أنفسهم الذين لم يتبلغوا قرار النزول إلى الشارع اليوم، إلا عند سماعهم المؤتمر الصحافي لـ «الجنرال» من الرابية!

ووفق قيادات معنية فإن النزول سيكون عبارة عن تجمعات رمزية حاشدة أمام عدد من مقرات «التيار» في العاصمة والمتن وبعبدا وكسروان وجبيل والبترون، وقد تتخللها مسيرات سيارة في عدد من شوارع بيروت، في ظل قرار صارم بتفادي أية محاولة للاشتباك مع القوى الأمنية أو العسكرية، وهو القرار نفسه الذي عمّمته القيادة العسكرية على الوحدات الموجودة على الأرض.

وقال وزير الداخلية نهاد المشنوق لـ «السفير» إن أي تعبير ديموقراطي تحت سقف القانون «مسموح وهو حق دستوري لكل لبناني.. والمهم ألا يتسبب بأية مشكلة أو إشكال أمني».

وقبل ان يبدأ عون مؤتمره الصحافي، كان وزير خارجية إيران بالكاد ينتهي من أول كلامه اللبناني في المطار، في أول زيارة رسمية لبيروت بعد توقيع التفاهم النووي، بتشديده على أهمية الحوار والتعاون، متمنياً المزيد من التعاون بين الحكومتين اللبنانية والإيرانية، معتبراً أن الهدف من زيارته هو التحدث مع المسؤولين اللبنانيين «بخصوص السلام والأمن في المنطقة».

وقد ثمّن ظريف «الدور الكبير» الذي يلعبه «شخص» رئيس مجلس الوزراء تمام سلام «لتوفير الأمن ومكافحة التطرف والإرهاب»، كما ثمّن «هذا الدور الذي أدى إلى مزيد من الهدوء والاستقرار والأمن في هذا البلد». وشدّد على أهمية «التعاون في لبنان بين ايران ودول اخرى للوصول الى مزيد من الاستقرار فيه».

وقد شمل برنامج اليوم الأول للوزير الايراني الرئيس سلام فور وصوله الى بيروت، قبل أن يتوجه الى الضاحية الجنوبية لبيروت حيث عقد لقاء مطولا مع الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله شارك فيه مساعده حسين أمير عبد اللهيان والسفير الايراني محمد فتحعلي وباقي أعضاء الوفد الايراني.

والتقت أوساط سياسية مخضرمة في «8 و14 آذار» عند وصف تصريحات ظريف في بيروت بأنها «جدّية» و «محترمة» و «حريصة» و «هادئة»، وقالت إن الوصفة التي يحملها للبنانيين «هي الاستقرار اللبناني ثم الاستقرار اللبناني»، وهي وصفة شبيهة بالمقالة التي نشرها قبل عشرة أيام في «السفير» وقال فيها «الجار ثم الدار».

وما بين «هدوء ظريف» في تصريحي المطار والسرايا و «ثورة جنرال الرابية»، استمر التحرك الداخلي على خط تسوية قضية تمديد سن التقاعد ثلاث سنوات للضباط، حيث واصل المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم تحرّكه على أكثر من خط داخلي، بالتوازي مع دخول مصري بهدف بلورة مخرج للاقتراح يؤدي إلى إصابة أكثر من عصفور بحجر واحد، من إعادة الاعتبار إلى الحكومة وصولا إلى فتح أبواب مجلس النواب، مرورا بقوننة قضية التمديد لقائد الجيش وعدد من كبار الضباط.. والأهم هو الحفاظ على واقع الاستقرار الحالي.

وبرغم نفي قيادي بارز في «المستقبل» وجود أي تدخل مصري، قالت أوساط متابعة لـ «السفير» إن خطوط التواصل كانت مفتوحة في الساعات الأخيرة بين ممثلين عن كل من عون والرئيس نبيه بري الذي أعاد تأكيد التزامه بالمبادرة الهادفة إلى قوننة التمديد للضباط، مؤكدا أن هيئة مكتب مجلس النواب هي وحدها التي تحدد جدول أعمال أية جلسة نيابية عامة، مجددا اعتراضه على نزع الصفة الدستورية عن مجلس النواب.

وكان لافتا للانتباه أن العماد عون حرص في مؤتمره الصحافي، أمس، على توضيح النقطة الأخيرة بقوله إن الشعب هو مصدر السلطات وبالتالي، فان المجلس الحالي غير شرعي من زاوية كونه غير منتخب ولكنه قانوني «وكل المعاملات التي تصدر عنه قانونية».

وعلم أن العماد عون أكد أمام حلقة ضيقة أن التحرك في الشارع سيكون عبارة عن رسالة أولى تليها رسائل متتالية ومتدحرجة أسبوعياً، وذلك عشية كل جلسة لمجلس الوزراء، «فاذا أقدم «تيار المستقبل» على أية خطوة استفزازية جديدة، على مستوى الحكومة أو غيرها، فان كل الخيارات متاحة بما فيها الاستقالة من مجلس النواب».

وبينما كان عون «يجبرها» مع بري جزئيا، رفع سقف خطابه السياسي مع «المستقبل» وصولا الى القول «لقد جاء من باب الصدفة حدث اغتيال رفيق الحريري (2005)، ولكن نحن من حرّرنا الأرض، وتحديداً بتعاوني مع قوى دولية، قمنا بتحرير لبنان وإعادة استقلاله».

وفيما كان أحد قيادات «المستقبل» يسأل العماد عون «هل هناك عاقل يمكن أن يشتبك مع شهيد مهما كان موقعه أو موقفه السياسي»، سارع الرئيس سعد الحريري ليلا الى اصدار بيان تمنى فيه على نواب «كتلة المستقبل» والقيادات كافة في «تيار المستقبل»، «تجنب زج اسم الرئيس الشهيد رفيق الحريري في اي سجال، من النوع الذي ورد على لسان احد القيادات (عون)، واعتبار انتفاضة الاستقلال قضية تعلو فوق اي اعتبار».

وقالت مصادر مقرّبة من الحريري إن الأخير «لا يريد التصعيد مع العماد عون الى هذا الحد وهو يدرك أن لا مصلحة لأحد بتأزيم الوضع الداخلي أو هزّ الحكومة والاستقرار».


النهار
إشادة إيرانية بسلام تعزِّز الوضع الحكومي
عون في "أمر اليوم": إلى الشارع عصراً

وتناولت صحيفة النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول "ما بين عبارات العماد ميشال عون ومقدمة محطته التلفزيونية "أو تي في" مساء امس، يتكشف رهان "التيار الوطني الحر" على الدور الايراني في المرحلة المقبلة، لكن وزير خارجية الجمهورية الاسلامية محمد جواد ظريف الذي بدأ جولة تقوده من بيروت الى دمشق فموسكو لم يعزف على الوتر نفسه، بل سجل دعما للحكومة، مثمناً دور رئيسها تمّام سلام "الذي أدى الى مزيد من الهدوء والاستقرار والامن في هذا البلد".

وقال ظريف: "نحن نثمّن الدور الكبير الذي لعبه شخص دولة رئيس مجلس الوزراء في لبنان لتوفير الامن ومكافحة التطرف والارهاب ولخلق وايجاد التعاون بين مختلف الأفرقاء اللبنانيين. ونقول ليس اليوم للمنافسة والتنافس في لبنان، وإن كان لا بد من التنافس فلا بد أن يكون التنافس لإعمار لبنان".

وعلمت "النهار" ان ظريف سجل في السرايا اعجابه بالوضع الامني المستقر في لبنان، وقارن بالاجراءات المشددة التي كانت تحاط بها زياراته السابقة. وأكد تشجيع ايران الحوارات القائمة "بهدف الوصول الى اتفاق على رئاسة الجمهورية"، واشار الى ان هذا الموضوع "يعالج من قبل الشعب اللبناني وينبغي على الحكومات الأجنبية ألا تعرقل ما يريده الشعب اللبناني". واضاف ظريف في اللقاء أن "أصدقاء لبنان مستعدون للمساعدة ولن يتأخروا".

ويلتقي ظريف اليوم الرئيس نبيه بري وسيكون الطبق الرئاسي على مائدتهما، استنادا الى مصادر متابعة، بعدما عرض الظروف التي تحكمه وتؤخره في لقاء ليلي مع الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله. ويختتم زيارته بلقاء وزير الخارجية جبران باسيل ظهرا في قصر بسترس.

موفد أميركي
وفي خط مواز، علمت "النهار" أن موضوع زيارة موفد أميركي للبنان قيد البحث منذ نحو عشرة أيام ولم يبت به بسبب فقدان المعطيات المطلوبة عن الاستحقاق الرئاسي. لكن المعلومات تفيد أن الزيارة انتظرت زيارة وزير الخارجية الايراني لبيروت. واعتبرت مصادر مواكبة لمحادثات الوزير الايراني أن معيار نجاح زيارته سيكون مدى تسهيل إيران عملية إنتخاب رئيس جديد للجمهورية باعتبار أن طهران طرف في تعطيل إنجاز هذا الاستحقاق من خلال حلفائها في لبنان.

عون والرهان والتحرك
من جهة ثانية، بدا واضحا رهان "التيار" على تسوية ما تقودها ايران، كما على الدعم الذي يلقاه من "حزب الله"، ويتوقع عونيون ان يتضمن خطاب السيد نصرالله الجمعة المقبل اشادة بعون ودعما له في رسائل متعددة الاتجاه لمن يعنيهم الامر. وامس قال العماد عون إنهم "ينتظرون ليربحوا الحرب حتي يتخلصوا منا. لن يربحوا الحرب ومن ربحها معروفون ونحن في الخط الرابح في المنطقة". ولاحظت محطة "او تي في" في مقدمة نشرتها ان "مواعيد تزدحم، ولقاءات، ولقاءات تتزاحم، وتصريحات تتقاطع وتتباين لتوحي ان تسوية ما تحاك بين عواصم القرار لتفصل على قياس منطقتنا".

وكان عون دعا الى التظاهر اليوم عشية جلسة مجلس الوزراء غداً. وسيبدأ التحرك عصراً بمواكب سيّارة في كل المناطق في أجواء تواكب التحضير لجلسة مجلس الوزراء، على أن تتحول تظاهرة كبرى، من الممكن أن تكون في أي مكان، اذا كانت أجواء الجلسة سلبية، على أن يحدد العماد عون زمانها ومكانها. وتوقعت مصادر متابعة ان تتوجه مجموعة من المتظاهرين للاعتصام ليلاً في محيط السرايا، ومحاولة منع الوزراء من عقد جلستهم الخميس.

وصرّح عون في مؤتمر صحافي عقب اجتماع تكتله الأسبوعي: "أطالب اللبنانيين بالنزول إلى الشارع، فنحن نحلم بوطن فيه قانون، فيه دستور وشعب، لا نفايات وسرقة وفساد، فجميعكم مدعوون إلى التظاهر". وأضاف: "إذا كانت فكرة وضع الجيش اللبناني في وجهنا لا تزال واردة لديكم فالتحذير ما زال ساريا".

مجلس الوزراء
وبعد جلسة شكلية لانتخاب رئيس للجمهورية اليوم تكرس الشغور القائم، توقعت مصادر وزارية عبر"النهار" أن تكون جلسة مجلس الوزراء غداً حاسمة في تحديد اتجاهات العمل الحكومي غداة التحرك العوني اليوم. وسيطالب عدد من الوزراء بالعودة الى جدول الاعمال، فإذا كانت هناك مطالبة من وزراء "التيار الوطني الحر" ببت موضوع آلية العمل الحكومي فسيكون الرد بمناقشة الامر وحسمه فوراً . وقالت إن ملف النفايات المتفاقم بات يمثل جريمة في حق الصحة العامة ولا يحتمل التأجيل. وأضافت أن هناك إشارتين لافتتين لمصلحة الحكومة: الاولى جاءت على لسان وزير خارجية إيران، والثانية عبر معلومات تفيد أن "حزب الله" أبلغ العماد عون ضرورة الحفاظ على الاستقرار في أي تحرّك مرتقب وإن الحزب "لديه معارك أخرى" ويجب مراعاة ظروفه حيالها.

وصرّح وزير العمل سجعان قزي لـ"النهار" بأنه سيسأل زملاءه في "التيار الوطني الحر" غدا "هل هم في الشارع أم في مجلس الوزراء لكي تجري معهم معالجة الامور المطروحة؟".


الأخبار
عون يقاوم «حرب الإلغاء»

كما تناولت صحيفة الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول "كان قدره هو نفسه. منذ نحو ثلاثة عقود، والرجل يواجه الحصار نفسه، والإقصاء نفسه، والقمع نفسه. لكنه لم يتعب ولم يستسلم. اليوم، نشاهد ميشال عون عارياً في وجه أعتى منظومة فساد وقهر تجتمع ضده في لبنان، وتدعمها قوى القهر في المنطقة والعالم. أجيال عون تستعد، مرة جديدة، للنزول الى الشارع، بحثاً عن حق مغتصب، وعن حلم مسروق. وإذا كان في لبنان من يريد إدارة الظهر، أو المشاركة في حرب الإلغاء هذه، فذلك لن يقود إلى خراب بيت وعمار بيت آخر، إنه الخراب الكبير، الذي لن يبقي في لبنان مكاناً آمناً لحياة حرة وإنسان كريم. بعد أخذ ورد طويلين، ومناورات كثيرة باسم المبادرات، وصلت الاتصالات بين العماد ميشال عون وبقية الطبقة السياسية إلى حائط مسدود، ولم يبق مع الجنرال إلا حليفه حزب الله، الذي أبلغه دعمه له في كل ما يقوم به.

اليوم، يبدأ التيار الوطني الحرّ ما تسميه مصادر قيادية بارزة فيه «المرحلة الأولى من الرّد على قرار التمديد غير الشرعي والاستهتار بحقوق المسيحيين»، بعد دعوة العماد ميشال عون، أمس، أنصار التيار واللبنانيين الى التظاهر اليوم. وحثّ عون، بعد اجتماع تكتل التغيير والاصلاح، العونيين واللبنانيين على النزول «إلى الشارع، فنحن نحلم بوطن فيه قانون، لا نفايات وسرقة وفساد».

وتأتي الدعوة مع إخفاق مبادرة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم في الوصول إلى نتائجها المرجوّة، بحصول توافق على رفع سنّ التقاعد للضباط ثلاث سنوات عبر تعديل «قانون الدفاع الوطني» في مجلس النواب، وبعدما كان رئيس تكتل التغيير والاصلاح قد منح المبادرة مهلة للوصول إلى نتائج. ويتوافق أكثر من مصدر في قوى 8 و14 آذار على القول إن «المبادرة وصلت إلى طريق مسدود»، في ظلّ رفض تيار المستقبل القاطع لها، ووضع الرئيس نبيه بري شروطاً، كاعتراف عون بشرعية مجلس النواب قبل البحث فيها. وأشارت مصادر أخرى إلى أن «مطلب عون بتعيين أعضاء المجلس العسكري في مجلس الوزراء بات شبه مستحيل بعد خطوة التمديد، لأن من غير المنطقي تعيين ثلاثة أعضاء جدد في المجلس، فيما الأعضاء الثلاثة الآخرون مُدّد لهم، ما يشكّك في شرعية قيادة الجيش».

وبحسب المعلومات التي تمّ التداول بها مساءً، حدّد التيار الوطني الحر عدّة نقاط للتجمع لمناصريه في مناطق البترون وكسروان وجبيل وعاليه والمتن الشمالي، فضلاً عن مراكز تجمّع على ساحل المتن الجنوبي والأشرفية، التي من المرجّح أن تكون مراكز انطلاق لتحرك التيار الى وسط مدينة بيروت مع ساعات بعد الظهر والمساء على شكل مواكب سيّارة، على أن يقوم مناصرو التيار بقطع طرقات في محيط العاصمة بعد غدٍ الخميس. وقالت مصادر قيادية بارزة في التيار، في اتصال مع «الأخبار»، إن «كل شيء وارد، ولا سقف للتحرك الشعبي من قطع الطرقات إلى التظاهر والاعتصام بشكل مستمر في أماكن محدّدة من بيروت، والقرار رهن إشارة الرابية».

وفي وقت يؤكّد فيه أكثر من مصدر أن «أعداد المشاركين اليوم ستكون كبيرة»، تشير المصادر إلى أنه «لا قرار أبداً بالصدام مع الجيش أو القوى الأمنية» ، فيما تؤكّد مصادر في قوى 8 آذار أن «الجنرال عون يحرص على ألّا يتكرّر مشهد الصدامات التي وقعت المرة الماضية»، فيما قالت مصادر مطّلعة أخرى إن «الجيش بدوره اتخذ قراراً بعدم المواجهة مع المعتصمين وعدم إقامة أي إجراءات استثنائية كقطع الطرقات»، وإن «القوى الأمنية المختلفة ستتخذ إجراءات عادية لحماية المتظاهرين والمؤسسات العامة والخاصة».

وكان عون قال في كلامه بعد اجتماع التكتل: «إذا كانت فكرة وضع الجيش في وجهنا لا تزال واردة لديكم، فالتحذير ما زال سارياً، شبابنا تربّوا على المقاومة».

وفيما يغادر رئيس الحكومة تمام سلام لبنان اليوم متوجهاً إلى الأردن لتوقيع اتفاقات مشتركة بين البلدين، على أن يعود ليلاً قبل جلسة الحكومة الخميس، قالت مصادر وزارية مقرّبة من سلام إن «رئيس الحكومة لم يحدّد موقفاً من خطوة نزول عون إلى الشارع، ونحن نتمنى عدم اللجوء إلى الشارع. الا أننا مع حرية التعبير شرط عدم تعطيل حياة المواطنين والتعرض للممتلكات العامة والخاصة».

موقف سلام يعكس أجواء تيار المستقبل الذي يفضّل، بحسب مصادر مطّلعة، أن «ينتظر الأحداث ومدى توسّع خطوات عون»، بعد أن «أقدم المستقبل على خطوة عملية في محاولة كسر عون عبر التمديد». بدوره، يستمهل الرئيس بري اتخاذ موقف من خطوة عون، بعد الأجواء المشحونة التي طغت على علاقة الطرفين، علماً بأن مصادر بارزة في قوى 8 آذار تؤكّد أن عون الذي انزعج من تصريح بري الأخير لصحيفة الشروق المصرية، «لا يبحث عن أي صدام مع الرئيس بري، وهو قد حدّد تيار المستقبل هدفاً له، لأن الأخير يتباهى بوجود قرار إقليمي ودولي بكسر الجنرال».

وبدا لافتاً كلام عون أمس عن أن «خياراته انتصرت»، في إشارة إلى الحراك الدولي والإقليمي الجديد بعد الاتفاق النووي الإيراني وتطورات الأزمة السورية. وقالت مصادر بارزة في قوى 8 آذار لـ«الأخبار» إن «عون بدا حاسماً للمرة الأولى في عدم تعويله على العلاقة مع السعودية وفريقها الذي ينكث بوعوده»، مؤكدةً أن «الجنرال تحدّث أمس بلغة المنتصر وكجزء من المحور الذي يحارب الإرهاب في المنطقة منذ سنوات، والذي بدأ باستثمار تضحياته».


اللواء
ظريف في السراي: دعم سلام والإستقرار
الحريري يدعو نواب المستقبل لتجاهل كلام عون.. و«العراضة العونية» تهدّد بشل

بدورها صحيفة اللواء كتبت تقول "الضيف الإيراني محمّد جواد ظريف الذي أعلن النائب ميشال عون اعتبار نفسه في خطه، أعلن من السراي الكبير ان بلاده «تتعاون مع لبنان ودول أخرى للوصول إلى مزيد من الاستقرار في هذ البلد».

على ان المعلومات بقيت تتراوح بين زيارة وزير الخارجية الإيراني للرابية أم الاكتفاء بلقاء الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، مع الأخذ بعين الاعتبار ان النائب عون الذي دعا أنصاره للتظاهر اليوم، أو بمعنى ما التجمع، اختار توقيتاً يتناسب مع مغادرة الدبلوماسي الإيراني، استعداداً لتظاهرة كبرى يزمع عون تسييرها في شوارع بيروت بالتزامن مع جلسة مجلس الوزراء الخميس، في إشارة إلى تأثيره في الشارع المسيحي وكضغط على الحكومة لتعيين القادة الأمنيين الذين حسمت مسألة بقائهم في مناصبهم في ضوء قرار وزير الدفاع سمير مقبل والذي أصبح نافذاً، على حدّ تعبير وزير الإعلام رمزي جريج.

واللافت ان نقاط التجمع العونية كلها تبدأ عند الرابعة من بعد ظهر اليوم من سنتر ميرنا الشالوحي إلى نهر الموت، ويتركز ثقلها على خط بيروت - الشمال، من جبيل إلى ساحة ساسين.

ولئن كانت «بروفة» التحرّك بالسيارات وليس على الأرض مدروسة لجهة ان الذين سيشاركون في ما وصفه مقرّب من التيار العوني «بالعراضة السيّارة»، قد يبيتون ليلتهم خارج منزلهم للمشاركة في تظاهرة الخميس، فإن وقع الكلام الذي أعلنه الوزير الإيراني من ان بلاده «تثمن الدور الكبير الذي لعبه شخص رئيس مجلس الوزراء في لبنان لتوفير الأمن ومكافحة التطرف والإرهاب ولخلق التعاون»، انطوى على ان إيران ليست في وارد فتح جبهة أو دعم أي اشكال يؤثر على استقرار لبنان في هذه المرحلة التي تعطي فيها الأولوية لتسويق دورها في البحث عن حل للأزمة السورية.

وما قاله ظريف، وفقاً لمصدر دبلوماسي، امام الرئيس سلام في لقاء استمر 35 دقيقة، سيردده على مسامع الشخصيات التي سيلتقيها اليوم، وفي مقدمها الرئيس نبيه برّي ووزيري الدفاع سمير مقبل والخارجية جبران باسيل، إضافة إلى الشخصيات الفلسطينية التي ستزوره في مقر اقامته في فندق «فينيسيا».

وكانت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية افخم قالت ان جولة ظريف الإقليمية تبدأ في بيروت وستبحث في خطة إيران الجديدة للمساعدة في تسوية المشكلة السورية.

وتوقف وزير اطلع على أجواء ما دار في لقاء السراي عند كلام ظريف من ان الانقسامات بين اللبنانيين على خلفية النزاع في سوريا لا معنى لها «فليس اليوم يوم المنافسة والتنافس في لبنان، ولا بدّ ان يكون التنافس لاعمار لبنان»، معتبراً ان هذا الموقف ينطوي على تهدئة وتبريد وليس لدعم أي طرف ضد أي طرف.

لا مبادرة
ووصف مصدر حكومي محادثات سلام مع ظريف بأنها كانت جيدة، وهي تناولت ثلاثة ملفات من ضمنها الاتفاق النووي، وضرورة الافادة منه لدعم ملفات الاستقرار في المنطقة. ودعم المؤسسات الرسمية في لبنان، وأبرزها إنهاء الشغور الرئاسي، لكنه شدّد بأن المسؤول الإيراني لم يحمل أية مبادرة في هذا الخصوص.

وفي ما خص الاتفاق النووي، اعتبر ظريف ان الاتفاق هو نصر للمنطقة بكاملها، وهو أظهر انه بالحوار يمكن ان نتوصل إلى معالجة كل المسائل الإقليمية والدولية المستعصية، وحتى بين الدول التي بينها خلافات أساسية مثل إيران والولايات المتحدة.

وقال ان إيران بذلت جهداً كبيراً في محادثات فيينا لنتوصل إلى اتفاق لا يشعر فيه أي طرف من الطرفين أن هناك خاسراً أو رابحاً، ولم نسمح بأن تستغل القضايا الإقليمية في معالجة الملف النووي. وأضاف: نحن نعتبر أن الجميع خرج من المفاوضات رابحاً، ولم يكن هناك من خاسر، ونعتبر أيضاً أنه بعد هذا الاتفاق يجب أن نلتفت إلى حل قضايا المنطقة، ونحن من جهتنا مستعدون للتعاون مع دول المنطقة لحل المشاكل العالقة، بما في ذلك تحقيق الأمن والاستقرار.

وأشاد الديبلوماسي الإيراني برئيس الحكومة، مثنياً على الدور الذي يقوم به لتوفير الأمن ومكافحة التطرف والإرهاب والتعاون بين مختلف الفرقاء، معرباً عن سروره لوجود حوار بين فريقي 8 و14 آذار، مؤكداً أن طهران تشجّع هذا الحوار، آملاً أن تحل جميع المشاكل اللبنانية عبر الحوار، بما في ذلك الوصول إلى اتفاق على موضوع رئاسة الجمهورية.

وأمل الرئيس سلام من جهته أن يكون للاتفاق النووي انعكاس إيجابي على دول المنطقة، وعلى العلاقات العربية - الإيرانية، وتوقف مطولاً عند مشكلة الشغور الرئاسي، عارضاً لتطورات الوضع في لبنان، وكيفية تصدي الدولة للإرهاب من خلال قواها الأمنية، مؤكداً بأن الحكومة تفاخر بالمؤسسات الأمنية بعيداً عن الخلافات السياسية، أملاً أن تحكون إيران قادرة على مساعدة لبنان لحل مأزق الشغور الرئاسي.

ولاحظ مصدر سياسي أن ظريف لم يوجه دعوة للرئيس سلام لزيارة طهران، مشيراً إلى أن الزيارة هدفت فقط إلى إظهار الجانب الإيجابي من الاتفاق النووي، والاهتمام الإيراني بملفات المنطقة والتعاطي معها بإيجابية، إلا أن أي شيء ملموس لم يظهر من محادثاته في السراي، وحتى أن حديثه بالنسبة للملف الرئاسي لم يكن جديداً، وقد سمعه المسؤولون مراراً، وهو ضرورة أن يتفق اللبنانيون في ما بينهم.

زيارة الأردن
من ناحية ثانية، لم تؤكد مصادر السراي إمكان أن يلتقي الرئيس سلام اليوم بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ربما بسبب وجوده خارج عمّان، مشيرة إلى أن المحادثات ستتركز مع نظيره رئيس وزراء الأردن عبد الله النسور ومجموعة من الوزراء الذين سيشاركون في اجتماعات اللجنة اللبنانية - الأردنية المشتركة، والتي لم تجتمع منذ العام 2010.

ولفتت إلى أن هناك ملفات كثيرة عالقة بين البلدين، حيث سيتم التوقيع على مجموعة من بروتوكولات التعاون في قضايا تتصل بالاقتصاد والسياحة والزراعة والشؤون الاجتماعية والإعلام.

وسيرافق الرئيس سلام في الزيارة التي تستغرق يوماً واحداً سبعة وزراء هم: أكرم شهيّب (الزراعة)، نبيل دو فريج (الشؤون الادارية)، ميشال فرعو (السياحة)، رشيد درباس (الشؤون الاجتماعية)، آلان حكيم (الاقتصاد)، رمزي جريج (الإعلام) وعبد المطلب حناوي (الشباب والرياضة).

عون و«المستقبل»
في هذا الوقت، توقعت مصادر مطلعة أن يستنسخ النائب عون تجربته السابقة عندما حرك أنصاره باتجاه السراي، على غرار ما فعل قبل ثلاثة أسابيع، ولكن هذه المرة بأعداد كبيرة، ورصدت في هذا السياق اتصالات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو أنصار التيار العوني للتظاهر الخميس، بالتزامن مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء.

واستناداً إلى هذه الاتصالات اتخذت إجراءات أمنية مشددة بإقامة حزام أمني حول السراي الكبير بواسطة قوة الفهود التابعة لقوى الأمن الداخلي، بدعم خلفي مباشر من قوى الجيش، خشية من افتعال مواجهة مع الجيش، على خلفية الحملة العونية على التمديد لقائد الجيش.

لكن مصادر تكتل «التغيير والاصلاح» الذي اجتمع أمس، لم تشأ أن تكشف أية تفاصيل عن تحرك التيار وفق ما أعلن عون، بحجة أن هذا الموضوع لم يبحث في الاجتماع.

غير أن نائب التكتل آلان عون أوضح لـ«اللواء» أن هناك تجمعات للتيار اليوم، وأن الأهداف تحدد في وقتها، دون أن يجزم ما إذا كانت التظاهرة الجديدة ستشبه تلك التي سبقتها قبل فترة.

وليلاً صدر عن المكتب الإعلامي للرئيس سعد الحريري بيان تمنى فيه الحريري على النواب في كتلة «المستقبل» وكافة القيادات في تيّار «المستقبل» «تجنّب زج إسم الرئيس الشهيد رفيق الحريري في أي سجال، من النوع الذي ورد على لسان أحد القيادات، واعتبار انتفاضة الاستقلال قضية تعلو فوق أي اعتبار».

وجاء هذا البيان، بمثابة ردّ على ما أعلنه عون في مؤتمره الصحفي عندما عزا إلى نفسه خروج القوات السورية من لبنان، معتبراً بأنه هو الذي حرّر الأرض اللبنانية، وأن اغتيال الرئيس رفيق الحريري جاء من باب الصدفة.

وسبق بيان الحريري موقف قوي ضد عون جاء على لسان كتلة «المستقبل» النيابية التي اجتمعت برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، استنكرت فيه ما وصفته «بالكلام التهديدي المعيب والمرفوض الذي اطلقه قائد الجيش الاسبق عون بحق قائد الجيش والمؤسسة العسكرية، معتبرة بأنه كلام استعلائي تجاه مؤسسة وطنية تقف سداً منيعاً في وجه تحديات الخارج والداخل».

ورأت الكتلة ان «التهديد باستعمال الشارع للاعتراض على قرارات حكومية يجب ألا يصل إلى حدود افتعال الفوضى، لا سيما وأن البلاد تمر بأوضاع سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية دقيقة يمكن ان تمس بتداعياتها مصالح جميع اللبنانيين وتدفع بهم إلى حال من اليأس والضياع».

ونوهت الكتلة بقرار وزير الدفاع بتأجيل تسريح قائد الجيش ورئيس الأركان وأمين عام مجلس الدفاع الاعلى، ووصفته بأنه «قرار حكيم» بعد ان تعذر على مجلس الوزراء إنجاز التعيينات المطلوبة في جلسته الأخيرة.

جلسة الخميس
إلى ذلك، أفادت مصادر وزارية لـ «اللواء» ان ما من توقعات محددة في ما خصّ جلسة مجلس الوزراء غدا الخميس، لافتة إلى ان الرئيس سلام قد يفتتح الجلسة بالاشارة إلى موضوع الفراغ الرئاسي وإلى نتائج زيارته إلى الأردن وإلى زيارة وزير الخارجية الإيرانية محمّد جواد ظريف. أما بالنسبة إلى المواضيع التي ستطرح، فيعود تقديرها إلى الرئيس سلام.

وقد أكدت المصادر ذاتها انه لن يعترض على ما يثيره وزراء لا سيما إذا كان الأمر متصلا بحاجات ملحة أو استحقاقات قريبة كملف رواتب الموظفين. وأشارت إلى انه في ما خصّ آلية العمل الحكومي، فهي مسألة مطروحة للبحث بشكل دائم.


البناء
الجبير ينقلب على تفاهمات بن سلمان في موسكو... ولافروف يردّ «نحن مختلفون»
سجال علني أميركي تركي حول المنطقة العازلة: أنقرة تؤكد وواشنطن تنفي
الشارع برتقالي استباقاً لانعقاد الحكومة... وباسيل يمهّد مع خليل لـ«الدورة»

صحيفة البناء كتبت تقول "تقاسمت موسكو وواشنطن مهمة الترويض، فمن جهة هناك الإبل السعودية المشهورة بعادة سلوكية يصفها الخبراء بـ«الحرن» وهو امتناع الإبل عن التحرك والطعام ورفض كلّ ما يعرض عليها، فتولت موسكو مهمة ترويضها، بينما من جهة مقابلة تولت واشنطن ترويض الحمار الوحشي التركي الذي شكل طوال سنوات السلطنة العثمانية الهدية المميّزة التي يرسلها السلطان إلى الملوك وقادة الجيوش لتزيّن مزارعهم وحدائقهم، واتخذت لها الآستانة من قبرص مزرعة للتكاثر، حتى ورثت الجزيرة شهرتها، وما تتصف به الحمير الوحشية التركية عدا عن لون جلدتها المخطط الذي يسبّب زوغان النظر، هو طبعها المتعالي بحيث يبقى أنفها المفتوح سبباً بتنفسها للطعام بدلاً من تناوله بفتح الفم، ويتولى المروّض إجبارها على تناول الطعام بفتح فمها عنوة كي لا تنفق عندما تمتلئ رئتاها بالغبار.

تولت واشنطن ترويض التركي المخطط بالألوان وأنفه المفتوح، وعجزه عن تناول المفيد من الطعام، واضطرت للدخول في سجال بين وزارتي الخارجية الأميركية والتركية، للقول إن لا وجود لشيء اسمه المنطقة العازلة، بعدما بالغ وكيل وزارة الخارجية التركية وصرّح أنّ التفاهم أنجز أخيراً مع واشنطن على قيام منطقة عازلة شمال سورية.

مثلها كانت السعودية تحرن في موسكو، ويخرج وزير خارجيتها مصدّقاً ما قاله مصدره الرسمي من انه نجح في تعرية القيادة السورية أمام موسكو، وقد حان وقت القطاف ليربح الجولة، والخروج من موسكو رافعاً شارة النصر لإعلان أنّ روسيا تخلت عن حليفها الرئيس السوري بشار الأسد، فقد صدّق الوزير السعودي ما يرسله للنشر يومياً من تسريبات للصحف والقنوات التي تموّلها خزينته، من أنّ هناك تغييراً في الموقف الروسي، ومن أنّ ولي ولي عهد ملكه قد التقى بالمسؤول الأمني الأول في سورية لمحاججة يتوهّم أنه يربح فيها بالنقاط أمام الحكم الروسي، فتحدث معجزة غير مسبوقة في السياسة الدولية منذ أيام أباطرة الصين، أن تحسم الصراعات الكبرى بلعبة نرد أو مباراة شطرنج أو رهان في سباق ماعز.

انقلاب الجبير على تفاهمات ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان التي تمّت مع الرئيس بوتين وتضمّنت التحضير لترجمة الانخراط مع سورية ورئيسها في حوار مصالح تمهيداً للتعاون، قوبلت بردّ روسي صارم أثار جنون الإعلام السعودي ضدّ روسيا والجبير لم يغادر موسكو بعد.

الحرن والتعالي مستمران والترويض مسار لا يتوقف، لكن تبدو جولات التصعيد الميدانية في كلّ جبهات الاشتباك نتيجة طبيعية متوقعة لهذا الانسداد، بعدما ترجم «الإسرائيليون» تهديدهم للسعودية بسلخ جبهة جنوب سورية من تحت سيطرتهم فقاموا بإشعالها على محاور درعا خلال وجود رجلهم السعودي عادل الجبير في موسكو، بينما كان الأتراك يصعّدون في جبهة الغاب ومحاور الشمال ويتلقون استعداداً «إسرائيلياً» للتعاون.

في لبنان، تتزامن الرسائل الساخنة تحت سقف الحفاظ على المناخات الأمنية الهادئة، ومن دون المساس بالخطوط الحمر المتفق عليها، فيبدأ اليوم التيار الوطني الحرّ تسيير تظاهرات في عدة مناطق استباقاً لجلسة الحكومة غداً، فيما تحدثت مصادر متابعة عن انعقاد لقاء ضمّ وزيري المال والخارجية علي حسن خليل وجبران باسيل ولقاء ثان سيتمّ اليوم، لترطيب المناخات بعد السجالات والتمهيد لفتح الدورة الاستثنائية التي يُفترض أن يبصر مرسوم فتحها النور قريباً ويكون اقتراح قانون رفع سن تقاعد الضباط على جدول أعمالها.

لا تغيير في الملف الرئاسي بعد انتهاء جولة ظريف
حرص وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، على أن يكون لبنان في أجندة جولته الخارجية، على رغم ازدحام المواعيد في مفكرته. ووصل ظريف أمس إلى بيروت في زيارة ستعكس الحضور الإيراني الكبير في لبنان نتيجة المتغيّرات الدولية، واستهلّ زيارته من السراي الكبيرة بلقاء رئيس الحكومة تمام سلام، وأكد «أنّ على الجميع أن يعترف أنّ لبنان هو نموذج للتعايش وللمقاومة، وإيران تؤدّي دورها في مختلف هذه المجالات وستكون إلى جانب الشعب اللبناني وتدعم مطالبه».

وقال: «إننا نعتبر أنّ اليوم ليس للمنافسة في لبنان، والتنافس يجب أن يكون لإعماره». وإذ أشار من مطار بيروت الدولي إلى «أنّ الكيان الصهيوني ينظر إلى الاتفاق النووي التاريخي على أنه تهديد له»، أمل ظريف بـ«أن يفتح هذا الاتفاق صفحة جديدة في علاقات دول المنطقة.»

ويلتقي ظريف عند التاسعة من صباح اليوم وزير الدفاع الوطني سمير مقبل في فندق فينيسيا، ورئيس مجلس النواب نبيه بري عند 11:30 من قبل ظهر اليوم في عين التينة، ووزير الخارجية جبران باسيل عند 12:30 ظهراً، ويعقد مؤتمراً صحافياً عقب اللقاء في قصر بسترس سيجدّد فيه مواقف بلاده الداعمة للمقاومة وللحلّ السياسي في سورية، وضرورة الحفاظ على الاستقرار في لبنان». ولم تتوقع مصادر مطلعة لـ«البناء» «أيّ تغيير في مسار الملف الرئاسي بعد انتهاء جولة ظريف، لا سيما أنّ الوزير الإيراني سيجدّد موقف بلاده من عدم التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، وتأكيده أنّ الملف الرئاسي شأن داخلي».

وأكد نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم «أنّ لبنان متأخر جداً في سلم أولويات المنطقة، وإذا لم نبادر داخلياً في لبنان لنحلّ مشاكلنا فالأزمة طويلة». وأشار إلى «أنّ الأصلح أن نختار رئيساً يمثل شرائح كبرى في هذا المجتمع بحيث يقدر أن يعقد اتفاقات وأن يلتزم بمواقفه، وخيرٌ لنا أن نختار رئيساً نعرفه ونتفق معه على كلّ شيء من أن يأتي شخصٌ يميل يمنة ويُسرة بحسب الريح.

بري يستمزج الرأي السوري
وسبقت زيارة ظريف اللبنانية، زيارة سورية قام بها وزير المال علي حسن خليل والنائب قاسم هاشم بتكليف من الرئيس نبيه بري حيث اجتمعا إلى عدد من المسؤولين السوريين ناقلين رسالة من الرئيس بري إلى الرئيس بشار الأسد. وأكدت مصادر مطلعة لـ«البناء» أنّ «هذه الزيارة أتت بعد المتغيّرات الدولية، وفي معرض سعي الرئيس بري لاستمزاج الرأي السوري حول مسار الأمور الإقليمية في شكل عام واللبنانية في شكل خاص».

المواكب السيارة تنتظر توجيهات الجنرال
في غضون ذلك، أنهى التيار الوطني الحرّ تحضيراته للتحركات العونية اليوم، وحدّد نقاطاً للتجمّع في سنتر ميرنا الشالوحي عند الخامسة من بعد الظهر، وجبيل الحديقة العامة خلف مطعم كبار عند 4:30 بعد الظهر، وجونية – لا سيتيه عند 4:30 بعد الظهر، ومكتب قضاء بعبدا عند 5:00 بعد الظهر، وساحة ساسين عند 5:30 بعد الظهر، ومجمع بترونيات عند 4:30 بعد الظهر، ومكتب المتن الشمالي – نهر الموت عند 5:00 بعد الظهر، على أن تنطلق المواكب السيارة بحسب توجيهات رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون الذي دعا عقب اجتماع التكتل أمس إلى «التظاهر غداً اليوم ». وقال: «أطلب منكم يا لبنانيين أن تنزلوا إلى الشارع، فنحن نحلم بوطن فيه قانون، فيه دستور وشعب، لا نفايات وسرقة وفساد، فجميعكم مدعوّون إلى التظاهر». ولفت إلى أنه «إذا كانت فكرة وضع الجيش في وجهنا لا تزال واردة لديكم، فالتحذير ما زال سارياً، شبابنا تربّوا على المقاومة، وهناك أمور كثيرة يمكن أن نقولها لكننا تجاوزناها، وهناك أمور لا نريد أن نقولها كي لا نؤثر على معنويات أحد». وقال: «إنّ قائد فوج المغاوير العميد شامل روكز ليس نقطة ضعفي، لقد دعونا إلى اختيار أفضل الضباط لقيادة الجيش، ولكن الحديث عن روكز بدأ عندما اتفقنا أن يتعيّن، وليس قبل».

التحرك محكوم بالحرص على الأمن
وأكدت مصادر مراقبة لـ«البناء» أنّ العماد عون بات مضطراً للنزول إلى الشارع ليسجل اعتراضه الجماهيري ولتأكيد الدعم الشعبي، ولإعلام الفريق الآخر بأنه ليس طليق اليدين من تصرفاته الكيدية». ولفتت المصادر إلى «أنّ الجنرال عون لا يستطيع أن يتقبّل أن فريقه السياسي ربح الحرب في الشرق الأوسط، وهو يخسر في لبنان، فكان لا بدّ من تسجيل موقف جماهيري لتحقيق الأهداف المرجوّة».

وشدّدت المصادر على «أنّ التحرك محكوم بالحرص على الأمن والسلم الأهلي إلى الحدّ الأقصى، وإرسال رسالة قوية للطرف الآخر تؤكد حجمه التمثيلي، لكن يبدو أنّ هناك نوعاً من الكيدية بدأت دوائر تيار المستقبل وبعض الأطراف المسيحيين المعارضين يعدونها لدفع العماد عون للانزلاق إلى مواجهة الجيش، الأمر الذي يحرص رئيس التيار الوطني الحر وحلفاؤه على تجنّبه في شكل مطلق».

وأكدت مصادر «الوطني الحر» لـ«البناء» أنّ «محاولات جرت منذ عام 2005، لاستئصال ظاهرة العماد عون لأنه يمثل وجهة نظر المسيحيين، ولذلك سيحاصر حتماً من قبل تيار المستقبل».

ولفتت المصادر إلى «أنّ العماد عون لن يتراجع عن خوض المعركة ضدّ التمديد للقادة العسكريين والأمنيين وضدّ استباحة المؤسسات، وهذا شعار رفعه في اليوم الأول من عودته إلى لبنان ولن يتراجع عنه». وأضافت المصادر إلى «أنّ الجنرال لا يريد من حلفائه لا سيما حزب الله النزول معه إلى الشارع، فهناك تنسيق بينهما في هذا الشأن».

وفيما تردّد أنّ لقاء سيجمع وزيري المال علي حسن خليل والخارجية والمغتربين جبران باسيل قبيل جلسة مجلس الوزراء غداً بهدف ترطيب الأجواء المتوترة بين الرابية وعين التينة، نُقل عن أوساط التيار الوطني الحر «أنّ من غطى التمديد للعماد جان قهوجي هو الرئيس بري الذي لو كان ضدّه لما حصل». وأشارت الأوساط لـ«البناء» إلى «أنّ العماد عون لديه معلومات منذ أربعة أشهر أنّ الرئيس بري أبلغ قائد الجيش جان قهوجي بأنه سيستمرّ في قيادة الجيش حتى عام 2017.

وسألت مصادر عين التينة عبر «البناء»: «بماذا يختلف حزب الله ورئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجية عن الرئيس بري، ولماذا لم نسمع تصريحاً من عون يبدي انزعاجاً من موافقة رئيس تيار المرده على التمديد». وسألت المصادر أيضاً: «كيف يمكن للجنرال الذي يطعن بشرعية مجلس النواب أن يطلب انتخابه من المجلس نفسه»؟

وفي سياق متصل، نقل زوار الرئيس بري عنه قوله لـ«البناء» إنّ «الأجواء الإقليمية تفاؤلية ويجب على اللبنانيين أن يستغلوا هذه المعطيات الإيجابية لإعادة استنهاض الدولة وانتخاب رئيس». وإذ أشار بري إلى «أنّ العماد عون حليف استراتيجي وأهلاً وسهلاً به ساعة يشاء في عين التينة»، كرّر بري بحسب ما نقل عنه زواره «أنه يرفض التصويت لمن يعتبر البرلمان غير شرعي».

سلام على استعداد لتلقف أيّ مبادرة للتصالح
في سياق آخر، لم يجر أمس فضّ للعروض في ملف النفايات ولا إعلان لأسماء الشركات الفائزة بنفايات بيروت وضاحيتيها بسبب الحاجة إلى مزيد من الدراسة التقنية والإدارية.

وأكدت مصادر وزارية لـ«البناء» «أنّ ثلاث شركات توافرت فيها المواصفات والشروط للفوز بالمناقصة في ملف النفايات، وتعمل لجنة فض العروض على دراسة الإمكانات لهذه الشركات وسيكون هذا الملف موضع بحث ونقاش في جلسة مجلس الوزراء الخميس».

وأشارت إلى «أنّ هناك مساعي تبذل لإيجاد مطامر ولكن الفريق السياسي الذي شنّ حملة كبرى ضدّ نقل النفايات إلى مكبّ ضهر البيدر هو نفسه الذي رفض نقل قسم من نفايات بيروت إلى مكبات في كسروان والمتن، على رغم أنّ 17 مليون طن التي تنقل إلى مطمر الناعمة تحوي 7 ملايين طن نفايات من كسروان والمتن وجبيل».

وأكد رئيس الحكومة تمام سلام بحسب ما نقل عنه زواره لـ«البناء» أنه «على استعداد لتلقف أي رغبة ومبادرة للتصالح والتفاهم». وأشار إلى أنه «إذا كان دور البعض يقتصر على التعطيل من أجل التعطيل، فنحن لن نكون شهود زور على تعطيل البلد».

وأكد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ«البناء» أنّ «جدول أعمال جلسات مجلس الوزراء مجمّد منذ أسابيع عدة بسبب تمسك البعض بشروطه».

ولفت إلى «أنّ مجلس الوزراء سيتجه في جلسة الخميس نحو اتخاذ قرارات ملحة، فملف النفايات لا يمكن أن ينتظر بعض الأطراف للإفراج عن العمل الحكومي، كما أنّ قبول مجلس الوزراء مبلغ مليار دولار هبات وقروضاً لا يحتمل مزاجية بعض المكونات داخل الحكومة للبت به». وأشار درباس إلى «أنه سيقف بكلّ حزم في وجه أيّ قانون لرفع سنّ التقاعد للعمداء في الجيش اللبناني».