عرض المبعوث الدولي الى سوريا (ستيفان ديمستورا) خطته على الامين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) الذي سوف يعرضها على الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي وعلى باقي الدول المهتمة بالحرب السورية
باريس – نضال حمادة
عرض المبعوث الدولي الى سوريا (ستيفان ديمستورا) خطته على الامين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) الذي سوف يعرضها على الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي وعلى باقي الدول المهتمة بالحرب السورية، وبانتظار التفات كل من امريكا وروسيا الى المقترحات هناك تجاذبات خفية تدور في كواليس دول ما كان يسمى باصدقاء سورية، فضلا عن غضب وعدم رضا من قبل الإئتلاف السوري المعارض على هذه الخطة.
مراجع دبلوماسية رفيعة المستوي اشارت الى عدم رضا فرنسي على اقتراحات ( ستيفان ديمستورا) وخطته التي قدمها للأمين العام للامم المتحدة، وقالت المراجع أن اختيار ديمستورا مكان الاخضر الابراهيمي تم بتوافق روسي امريكي ولم تشأ فرنسا الاعتراض عليه كونه مواطن إيطالي و حتى لا تزعج ايطاليا، وتضيف المراجع نفسها ان تاريخ ديمستورا الدبلوماسي يدل على فشله في كل المهمات التي وكلت اليه، بدأ من جنوب لبنان عام 2001 مرورا بالعراق عام 2007 وانتهاء بأفغانستان عام 2010 هكذا تتظر اليه الدبلوماسية الفرنسية بصمت ومن خلف الكواليس، وتضيف ان الموقف شبه المحايد الذي انتهجته إيطاليا في الحرب السورية كان السب الاساس في اختيار ديمستورا بعدما حاول الروس اختيار دبلوماسي اسباني بسبب الموقف الاسباني الاقل عداء لسوريا ضمن مجموعة الاتحاد الاوروبي، ومن ثم تم ايجاد حل وسط باختيار دبلوماسي ايطالي الجنسية.
تعتقد فرنسا ان اقتراحات ستيفان ديمستورا اتت بناء على رغبة امريكية روسية ، وهي تهدف الى انهاء عمل مجموعة أصدقاء سوريا، لمصلحة الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي زائد الدول المؤثرة في الحرب السورية (ايران والسعودية) وهذا الامر ترفضه السعودية بشدة وتضغط عبر الفرنسي لافشال اقتراحات المبعوث الاممي للحرب السورية ، تقول المراجع الدبلوماسية، وثم تضيف أن روسيا كانت تطالب بضم إيران الى الدول المشاركة في مؤتمر جنيف 1 وجنيف 2 ، ويبدو أن الاتفاق النووي الايراني الامريكي ، جعل واشنطن تغير موقفها الرافض لمشاركة إيران في أية هيئة دولية حول الازمة السورية ، منذ مؤتمري جنيف، وهذا الامر يقلق السعوديين الذين يرون ان موافقة الرئيس الامريكي باراك اوباما على مقترحات المبعوث الاممي(ستيفان ديميستورا) تعني وجود إيران ضمن مجموعة العمل الدولية بالشأن السوري، وتعني أيضا بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في منصبه، وتخشى الرياض موافقة مجلس الامن الدولي على مشروع ديمستورا للحل في سوريا ، وهي تعتمد على فرنسا لافشاله وعدم تمريره في مجلس الامن ، لكن القرار هنا بيد الامريكي ، الذي ينسق مع الروسي حاليا في الموضوع السوري، وتعتبر المراجع ان قرار مجلس الامن الدولي الاخير بالتحقيق لتحديد الجهة المسؤولة عن استعمال الغاز الكيماوي في الغوطة الشرقة عام 2013 وفي حان العسل قرب حلب في نفس العام، كان مطلبا سوريا روسيا رفضه الغرب قبل سنتين.
المراجع تقول ايضا ان مشروع ديمستورا ، لا يحظى برضا الائتلاف السوري المعارض الذي يعتبر ان البند المتعلق بإنشاء لجان سورية مؤلفة من المعارضة والمؤيدين للدولة لمناقشة كل موضوع خلافي على حدى ، بحيث تشكل لجنة حوار للقضايا العسكرية ولجنة ثانية للقضايا السياسية، واخرى للمهجرين، ويعتبر الإئتلاف هذا المشروع بمثابة انهاء لوجوده واشراك لكل اطياف المعارضة وللدولة السورية وإدخالها في لجان حوار لا تنتهي ، ويعتبر الائتلاف يعمل على حل دولي للحرب في سوريا عبر اللاعبين الدوليين والإقليميين ، بعيدا عن المعارضة السورية في الخارج، كما يتخوف القيمون على الإئتلاف السوري المعارض أن تشكل اقتراحات ديميستورا عائقا امام إقامة حكومة مؤقته للمعارضة السورية في المنطقة التي اعلنتها امريكا أمنة في الشمال السوري.