تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 13-08-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها التحرك العوني في الشارع المعترض على النهج المعتمد في التعاطي مع مطالبه، وصولاً التمديد للقادة العسكريين...
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 13-08-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها التحرك العوني في الشارع المعترض على النهج المعتمد في التعاطي مع مطالبه، وصولاً الى التمديد للقادة العسكريين...
السفير
عون «يستعيد» ساحة الشهداء
«الإنذار المتدحرج» يطرق أبواب الحكومة
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم السادس والأربعين بعد الأربعمئة على التوالي.
عاد العماد ميشال عون الى الشارع، معبِّراً بهدير الأقدام عن اعتراضه على النهج المعتمد في التعاطي مع مطالبه، وصولاً الى القطرة التي طفح بها الكيل، مع التمديد للقادة العسكريين.
وإذا كان خصوم «الجنرال» قد سارعوا الى التقليل من شأن التحرك البرتقالي ومن حجم المشاركة فيه، إلا ان الأكيد هو ان تظاهرة الأمس هي أكبر من تلك التي نظمها التيار بمحاذاة السرايا الحكومية، في المرة السابقة.
وبات واضحاً أن التيار يعتمد سياسة «الإنذار المتدحرج» الذي يتخذ في كل مرة حجماً يتجاوز ما سبق، الأمر الذي يعني ان عون لا يزال يخفي في جعبته أوراقاً لـ «المستقبل»، سيستخدمها في الوقت المناسب والذي قد لا يتأخر كثيراً، إذا استمرت الازمة الحالية على استعصائها.
وفي حين أوحت الإشارات الاولى ان أصوات المحتجين التي صدحت في ساحة الشهداء لن تجد صدى لها في المدى المنظور، تتجه الأنظار الى جلسة مجلس الوزراء اليوم والتي يفترض ان تشكل أداة القياس لمدى التأثير الذي تركه الاحتجاج البرتقالي في صفوف خصوم عون.
وعُلم أن عون قرر في اللحظة الاخيرة، بعد ظهر أمس، دعوة أنصاره الى التجمع في ساحة الشهداء، وهو ما يفسر تأخر منسق عام «التيار الوطني الحر» بيار رفول في تحديد وجهة التحرك، انطلاقاً من مقر التيار في «سنتر ميرنا الشالوحي» حيث احتشد عدد كبير من المناصرين والقياديين.
وقالت مصادر بارزة في التيار لـ «السفير» إن حجم التجاوب الشعبي مع دعوة عون الى التحرك كان أكبر مما هو متوقع ومخطط له، وهذا ما دفع «الجنرال» الى تعديل وجهة السير، موضحة ان التحرك المعد كان يقضي بتنظيم تجمعات موضعية في بعض المناطق مع امكانية تنظيم مسيرات سيارة، من دون ان تكون ساحة الشهداء واردة في الحسابات، لكن كثافة الحضور البرتقالي في نقاط التجمع وإلحاح المحتشدين على التظاهر، دفعا الرابية الى تعديل الخطة.
وأكدت المصادر ان ما حصل أمس أثبت ان رسالة عون وصلت الى الجمهور، والمهم الآن ان تصل رسالة الناس الى الفريق الآخر، لافتة الانتباه الى ان جلسة مجلس الوزراء اليوم ستشكل اختبارا لهذا الفريق ومدى استعداده لاستخلاص العبر من تمدد الازمة الى الشارع.
وأوضحت المصادر انه لا توجد خطط معدة سلفاً للتحركات المقبلة، مشيرة الى ان الامر يتوقف على طريقة تعامل الآخرين مع المطالب المعروفة، وبالتالي فإذا لم يتم تصحيح الخلل الحاصل، سيكون التيار مضطراً الى زيادة جرعات الاعتراض.
وشددت المصادر على ان التيار يتعامل مع التمديد للقادة العسكريين وكأنه لم يكن، لافتة الانتباه الى ان وزيريه سيظلان متمسكين بإجراء التعيينات في المراكز الستة في المجلس العسكري، وعدم البحث في أي أمر آخر داخل مجلس الوزراء قبل البت بهذه التعيينات، الامر الذي من شأنه ان يقود مجدداً الى إشكالية حسم آلية العمل الحكومي، وسط إصرار «التيار الحر» على التوافق في اتخاذ القرار وتحديد جدول الاعمال ما دام الشغور الرئاسي مستمراً.
وأمكن على هامش التظاهرة الاعتراضية تسجيل الملاحظات الآتية:
- اختيار ساحة الشهداء للتجمع المركزي انطوى على العديد من الدلالات السياسية، إذ يقع هذا المكان على مقربة من السرايا الحكومية، وضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، إضافة الى انه الموقع الذي أطل منه العماد ميشال عون على جمهوره مباشرة، بعد عودته من المنفى الباريسي، وهو أيضاً المكان الذي اعتادت قوى «14آذار»على التجمع فيه في مناسباتها.
- إذا كان العونيون قد شاركوا عام 2005 في انتفاضة «14آذار» الى جانب «تيار المستقبل»، وتحديداً في ساحة الشهداء، للمطالبة بخروج الجيش السوري من لبنان، فإن عون عاد الى الساحة ذاتها من دون الآذاريين، ولكن هذه المرة لرفع الصوت ضد نهج «المستقبل» وحلفائه، ولمواجهة تركيبة سياسية وسلطوية يعتبر «الجنرال» انها حلت مكان السوري في الهيمنة وتهميش المسيحيين، حسب ما ترى مصادر التيار.
- كان لافتاً للانتباه ان بعض المشاركين في تحرك الامس ليسوا أعضاء في «التيار الحر»، لكنهم استجابوا للدعوة التي أطلقها عون الى التظاهر رفضاً لسياسة الإقصاء والاستئثار، ما يؤشر الى ان خطاب «الجنرال» بات يلقى صدى واسعاً لدى المسيحيين عموماً، بمن فيهم بعض من ليسوا محازبين للتيار، تحت وطأة الشعور المتفاقم بالاستفزاز والاضطهاد، بفعل نمط التعاطي مع «الحقوق المسيحية» في النظام الطائفي.
- مرّ التحرك البرتقالي أمس على خير، ولم يسجل أي احتكاك بين المسيرات العونية والجيش والقوى الأمنية، الأمر الذي أوحى بأن الجانبين استفادا من دروس الصدام في المرة السابقة، وتجنبا الانزلاق اليه مجدداً، فكان التحرك سلمياً وحضارياً.
- اتسمت تظاهرة الامس بتنظيم افضل وانسيابية أكبر بالمقارنة مع التجربة السابقة، قبل اسابيع.
- تم اختيار توقيت التحرك عشية جلسة مجلس الوزراء المقررة اليوم برئاسة الرئيس تمام سلام العائد من عمان، وبالتالي فقد بدا واضحاً ان عون أراد ان يوجه رسالة الى رئيس الحكومة وبعض مكوناتها بضرورة تصحيح الخلل في الشراكة وآلية اتخاذ القرار تحت طائلة مواجهة غضب الشارع.. ووزيري التيار اللذين كانا في طليعة المحتشدين على الارض.
- أوحى إصرار عون على الإعلان عن موعد التظاهر، خلال وجود وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في بيروت، بأنه يرغب في تأكيد استقلالية تحركه وعدم ربط حصوله او عدم حصوله بأي اعتبار. وهكذا، ما ان أنهى وزير الخارجية جبران باسيل اجتماعه مع ظريف حتى توجه الى مقر «التيار الحر» في «ميرنا الشالوحي» لمواكبة المسيرات البرتقالية.
النهار
العونيّون في الشارع: "ربط نزاع تصاعدي"
هل ينقذ مجلس الوزراء الهبات المهدّدة؟
وتناولت صحيفة النهار الشان الداخلي وكتبت تقول "مع ان التجمع العوني الذي احتشد مساء أمس أمام نصب الشهداء في وسط بيروت بدل في شكل ملحوظ المشهدية السابقة المحدودة التي حصلت قبل أسابيع عبر تظاهرة العونيين امام السرايا الحكومية، فإنه لم يرق الى الحشود التي عرف بها "التيار الوطني الحر" منذ نشأته. وإذا كان المعنيون في "التيار" يدرجون الموجة الجديدة من الاحتجاجات في الشارع بأنها في إطار طلائع تحرّك متدرج وتصاعدي، فإن التجمع الذي حصل أمس عقب تظاهرات سيارة وفدت الى ساحة الشهداء من مناطق عدة، بدا في بعده السياسي بمثابة ربط نزاع فوري بين زعيم التيار النائب العماد ميشال عون وجلسة مجلس الوزراء اليوم، بدليل أن أكثر الخطب والتصريحات التي أدلى بها وزراء التيار ونوابه وأركانه الذين تقدموا التجمع تركزت على ملف التعيينات الامنية والعسكرية، بما يعني ان وزراء التيار سيعاودون في جلسة اليوم إثارة موضوع التمديد الثلاثي للقيادات العسكرية الذي حصل الاسبوع الماضي، علماً ان الجلسة هي الأولى تعقد بعد هذا التمديد.
غير أن ما يقتضي الاشارة إليه ان بعض ما شاب التجمع العوني في ساحة الشهداء أثار انطباعات سلبية من حيث التهجم على "تيار المستقبل" برفع لافتات تجاوزت إطار الخلاف السياسي التقليدي الى إهانة "المستقبل" بتصويره متماهياً مع "داعش" أو حملت اسم "الدولة الاسلامية امارة لبنان" بلون الشعار الازرق الخاص بتيار "المستقبل". وفي ما عدا ذلك، مرّ التجمع بسلام ومن دون اشكالات أمنية، بل استرعت انتباه المراقبين المرونة الأمنية التي واكبت التظاهرات السيارة والتجمع في ساحة الشهداء الذي استمر أكثر من ساعتين. ولم يحدّد "التيار الوطني الحر" موعد التحرّك التالي ومكانه، فيما تردّد أنه لن يتزامن مع جلسة مجلس الوزراء قبل ظهر اليوم بل ربما تلاها.
سلام في عمان
وعلى وقع تحرك أنصار العماد عون في الشارع، قام رئيس الوزراء تمام سلام بزيارة امس لعمان، وقع خلالها والى جانبه وفد وزاري كبير ثماني مذكرات تفاهم مع الأردن، بناء على دعوة من نظيره الأردني عبد الله النسور، من أجل تعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين البلدين.
وبدت الزيارة بمثابة تأكيد لتوجه سلام نحو تفعيل عمل حكومته على رغم الاعتراضات التي يواجهها داخلياً. وضمن هذا التوجّه، علمت "النهار" من مصادر الوفد الوزاري المرافق لسلام ان الاتصالات التي سبقت جلسة مجلس الوزراء أسفرت عن تفاهم على ضرورة بت ملفين أساسيين هما أزمة النفايات، و مسألة الهبات والقروض الممنوحة للبنان والتي تستدعي إقراراً عاجلاً منعاً لسقوطها بفعل إنتهاء مهلها، وهي تقدر بنحو ٧٤٠ مليون دولار.
ورسم وزراء أكثر من سيناريو لجلسة اليوم، منها ما يرى ان العماد عون ماضٍ في قرار تعطيل الحكومة ومنع البحث في أي ملف قبل بت مسألة آلية مجلس الوزراء والتمديد العسكري الثلاثي، ومنها ما يتوقع تجاوز الجلسة المطب العوني إنطلاقاً من قرار ١٨ وزيراً يمثلون مختلف المكونات السياسية باستثناء تكتل عون تفعيل الحكومة واتخاذ القرارات في الملفات الملحة.
وتلقّى سلام جرعة دعم جديدة من عمان من خلال حرص رئيس الوزراء الاردني على التنويه بنظيره اللبناني أمام الإعلام بقوله: "وجودك وقيادتك للبنان في هذه المرحلة فرصة تاريخية لرجل في انجازك وموقعك وقامتك تشغل حيزاً كبيراً تنوء به الجبال في ظل شغور الرئاسة الأولى". ص 2
وأبلغ مصدر وزاري "النهار" أن وزراء قوى 14 آذار والمستقلين سيصرّون على ان تبقى الجلسات مفتوحة لمعالجة ازمة النفايات والملفات الملحة والعودة الى البحث في جدول اعمال مجلس الوزراء المجمد منذ جلسات عدة سابقة.
ظريف والرئاسة
وفيما أُرجئت أمس الجلسة الـ 27 لانتخاب رئيس الجمهورية الى الثاني من أيلول المقبل حرص وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في ختام زيارته لبيروت وقبل توجهه منها الى دمشق على النأي ببلاده عن ملف الاستحقاق الرئاسي في لبنان، مكرراً العموميات التي غالباً ما نقلت عن المسؤولين الايرانيين الرسميين في هذا الصدد. وقال ظريف في هذا السياق: "نحن مسرورون اننا سمعنا انه قد بدأ حوار منذ فترة بين المجموعات اللبنانية وهناك ساحة لتبادل الافكار بخصوص القضايا العامة". وأضاف: "نحن في ايران لا نتدخل في الشؤون الداخلية في لبنان ولا نعتقد ان الساحة اللبنانية يجب ان تكون ساحة للتلاعب من الدول الأخرى، ولا بد من معالجة القضايا الداخلية من جانب الشعب اللبناني".
وبدا لافتاً في زيارة ظريف انه التقى أمس قبل توجهه الى وزارة الخارجية، نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل، في حين يتعرّض الاخير لحملة سياسية حادة من "التيار الوطني الحر" منذ قراراته الأخيرة بالتمديد سنة لكل من قائد الجيش العماد جان قهوجي ورئيس الأركان اللواء وليد سلمان والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير.
الأخبار
من عكار إلى الأشرفية: هكذا نزل التيار «ع الأرض»
كما تناولت صحيفة الأخبار الشأن الداخلي وكتبت تقول "حمل هاغوب مانيسجيان السيغار ومشى. إلى جانبه، حمل جانو شلال سيغارين بيد حتى لا يضيع عليه الكثير وزجاجة شامبانيا بيد أخرى ومشى. خلفهما عشرات الأعلام البرتقالية تقطع الطريق في ساحة ساسين من رصيف إلى آخر. يحملون الأعلام؛ علم التيار الوطني الحر والجيش اللبناني؛ ويمشون. أغاني الجيش تتداخل في كل تظاهرات العونيين مع أغانيهم الحزبية، وصوت زياد عبس.
تتألف تظاهرة العونيين – أية تظاهرة – من «بازل» يمثل هؤلاء الشباب قطعها الأساسية. على غرار النائب حكمت ديب، لا يبدو عبس على طبيعته في المكتب مقيداً بالبذلة الرسمية. ها هو، هنا، كسمكة أعيدت إلى مياهها. بجانبه، يحاول الوزير السابق نقولا الصحناوي أن يحذو حذوه في التفاعل مع العونيين. يحمل مناصرة، يقبل آخر، ويقول لصحافي يحاوره على الهواء مباشرة إنهم قرروا أن «يلبطوا بأقدامهم» فيصحح له «تقصد، تقترعون بأقدامكم».
شباب الأشرفية تركوا سياراتهم في منازلهم ليسيروا إلى ساحة الشهداء، مروراً بجسر الحكمة الذي شهد قبل أكثر من عشر سنوات اعتداء القوى الأمنية بوحشية استثنائية عليهم غداة تظاهرهم اعتراضاً على إقفال الـ MTV. تعرفهم هذه الزوايا ويعرفونها. تزداد الحماسة وتعلو الهتافات. يتأكد أحد الناشطين من وصول الجميع في الأشرفية والرميل والصيفي، قبل أن يلتقوا بوفد بعبدا قبيل تقاطع التباريس. سابقاً، كان يسير في تظاهرات العونيين شخص يرتدي قناع أسامة بن لادن، ويحمل رشاشاً بلاستيكياً ولافتة تقول إن «الإرهاب هو الجيش السوري في لبنان». أمس حملوا لافتة عليها صورة قرد يرتدي ربطة عنق زرقاء وتعليق يقول إن ISIS يمكن أن ترتدي ربطة عنق أيضاً. ولا شك أن أعلام تيار المستقبل فاجأت المشاركين في التظاهرة العونية قبل أن يقرأوا ما كتب عليها: «ألوان الدولة الإسلامية الحقيقة»، و»الدولة الإسلامية ــــ إمارة لبنان». يستفسر أحد الناشطين عن جموع المتظاهرين قبل بضعة أيام ضد أزمة النفايات، وماذا يحول دون تلبيتهم دعوة الجنرال الذي حرص على تضمين خطابه المطالب الإنمائية المحقة، فيجيبه زميله بأنّ السبب الذي حال دون تظاهره مع أولئك الناشطين أول من أمس حال دون تظاهرهم معه اليوم. ويكملان السير بالاتجاه نفسه.
لا يكتمل النصاب في ساحة الشهداء حتى يصل موكب المتن الشمالي. الأهم من عديد المشاركين هو نوعيتهم. من يصفهم منسق عام التيار بيار رفول بأنهم «جيل ما تلوث بالعمالة والعمولة وما في نقطة دم ع ضميره» يحيطون بتمثال الشهداء. المرشحان إلى رئاسة التيار الوطني الحر جبران باسيل وآلان عون جنباً إلى جنب، يتوسطهما بين وقت وآخر النائب إبراهيم كنعان. يستغل بعض الحشد المناسبة لالتقاط الصور التذكارية مع ممثليهم المفترضين. بموازاة نجاح التيار في الحفاظ على سرية نياته حتى انطلاق السيارات باتجاه ساحة الشهداء، نجح في تجاوز تحدي الحشد الشعبي مستفيداً من لعبة المواكب السيّارة. أما خطاب التحرك فركز على العلاقة الوطيدة بين التيار والجيش بمعزل عن هوية قائده، رافضين محاولات المقربين من قائد الجيش العماد جان قهوجي وتيار المستقبل وضع الانتقادات الموجهة إلى قائد الجيش في خانة انتقاد الجيش نفسه. وكان لافتاً حرص رفول في كلمته على إعادة الاعتبار للبعد الوطني للتيار، مستعيضاً على نحو كامل عن الخطاب المذهبي بخطاب وطنيّ ــ مطلبيّ. وهو وجه مجموعة رسائل سياسية هادئة، في وقت بدا فيه واضحاً من شعارات المشاركين وهتافاتهم أن أزمة هذا الجمهور الأكبر هي مع من «أهدوا مفاتيح بيروت». أما انتخابات التيار الوطني الحر الداخلية، فبدا واضحاً انعكاسها الإيجابي على هذا التحرك، بحيث تنافس المؤيدون لباسيل وعون على إثبات قدرتهم على الحشد، وسعى باسيل وعون إلى الظهور بمظهر الملتصق بالقاعدة.
تظاهرة العونيين أمس لم تشهد توزيع بونات بنزين كما يحصل في غالبية التظاهرات الأخرى، فنزلت المواكب من عكار والمناطق البعيدة الأخرى بمبادرات ذاتية من الناشطين. ورغم الحر لم يوزع أحد زجاجات مياه أو بونات طعام أو حتى قبعات أسوة بتظاهرات أخرى. بدا واضحاً من بداية التظاهرة حتى نهايتها أنها تحاكي تظاهرات المرحلة الماضية: أربعة مكبرات صوت قديمة، و»بيك آبين» متهالكين تعطل أحدهما. أما الأغرب فكان انتهاء التظاهرة كما بدأت من دون أن يعرف أحد. أنهى رفول كلمته دون أن يقول للجمهور ما يتعين عليهم فعله فوقع هؤلاء في حيرة من أمرهم ريثما أجرى النائب آلان عون الاتصالات اللازمة ودعا الحاضرين إلى المغادرة، على أمل اللقاء اليوم.
البناء
نسف الجسور السورية ـ السعودية... والإيرانية التركية
ظريف يدعو الرياض لعدم تعطيل تفاهمات اللبنانيين
بروفة عونية وسط سباق الدورة الاستثنائية وجدول الأعمال
صحيفة البناء كتبت تقول "الرهانات التركية والسعودية على أوهام التصعيد أدّت إلى زوال مناخات الإنفراجات التي خيّمت على الأجواء الشهر الماضي مع توقيع التفاهم النووي بين دول الخمسة زائداً واحداً وإيران، فقد شهدت العلاقات التركية الإيرانية تطوراً سلبياً كبيراً عبّر عن نسف جسور التقارب بين الحكومتين مع إلغاء وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف زيارة أنقرة، رداً على التصعيد التركي في شمال غربي سورية، وتحديداً في سهل الغاب، بالتزامن مع تسويق حركة «أحرار الشام» للوصل إلى تقديمها بديلاً لخسارة الأتراك لـ«جبهة النصرة»، بينما تزامن تصعيد جماعة تركيا عسكرياً في سورية مع تصعيد رجل السعودية زهران علوش بقصف دمشق كصدى لترجمة كلام وزير الخارجية السعودي عادل الجبير من موسكو، بينما كان وزير الإعلام السوري ينفي كلّ ما نشر عن لقاءات سورية سعودية، مستأنفاً لغة المواجهة مع السعودية رداً على كلام الجبير، بعدما امتنعت سورية عن هذا المستوى من التصعيد قرابة الشهر، إفساحاً في المجال، كما قرأ المسؤولون الروس، لإنجاح مبادرة الرئيس فلاديمير بوتين.
على خلفية هذا التصعيد كانت زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى بيروت وبعدها إلى دمشق، فرصة لترتيب أوراق المواجهة في سورية، على ضوء مناخات التصعيد الجديدة، بينما دعا ظريف من بيروت السعودية إلى عدم تعطيل الفرص أمام اللبنانيين كي يتوصلوا إلى التفاهم الوطني.
اللبنانيون لا يبدو أنهم قادرون على التوصل إلى هذا التفاهم، وخير دليل ما تشهده حكومتهم من تجاذبات وخلافات تجعلها تترنّح على حافة السقوط، بينما تفاعلات قضيتي التعيينات والنفايات لا تزال تلقي بثقلها على الجوّ المتوقع لجلسة اليوم للحكومة.
جدول أعمال الحكومة من جهة واقتراح قانون سنّ التقاعد الذي يشتغل عليه المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم من جهة مقابلة، وبينهما مرسوم فتح دورة استثنائية لمجلس النواب تبدو عناوين لسلة تفاهمات واردة، أو سلة المتفجرات التي يمكن أن تنسف الحكومة، وفقاً لما أراد أن يقوله التيار الوطني الحر، في يوم شهد تظاهرات وصفها منظموها بأنها بروفة لما سيحصل إذا استمرّ التجاهل.
الوطني الحر يضع جدول أعمال لجلسة مجلس الوزراء
على وقع خبطة أقدام الشارع العوني، بعد قرار تأجيل تسريح المسؤولين الأمنيين، يعقد مجلس الوزراء اليوم جلسة للبحث في جدول الأعمال الذي وضعه رئيس الحكومة للجلسات السابقة في موازاة جدول أعمال أعدّه التيار الوطني الحر سيحمله وزير الخارجية جبران باسيل إلى السراي.
وكان التيار الوطني بدأ أمس تحرّكه العملي للمطالبة بحقوق المسيحيين ورفض التهميش. وانطلقت المواكب السيارة والشعبية من مختلف المناطق اللبنانية باتجاه ساحة الشهداء.
وأكدت مصادر التيار الوطني الحر لـ«البناء» أن التحرك كان بمثابة «بروفا» للمرحلة المقبلة، لافتة إلى أن «الخطوة التالية للتحرك متوقفة على مدى تفهم الشريك الآخر لرسالة اليوم، لأن دافع التحرك هو تصرفات هذا الفريق التي دمرت معالم الدولة وحولتها إلى مزرعة، فنسبة الجريمة والخطف في ارتفاع وأزمة النفايات مستفحلة، والتمديد للقادة الأمنيين بلغ ذروته فضلاً عن السرقات والفساد».
وشددت المصادر على «أن التيار ذاهب إلى أقصى الحدود في التحركات في إطار الأسلحة السلمية والديمقراطية التي هي موجودة دائماً وكثيرة ومنها العصيان المدني». ورأت أن «وزيري التيار لن يستقيلا من الحكومة لكي لا يفسحا المجال للفريق الآخر بالتصرف على هواه والتمادي في مصادرة صلاحيات رئيس الجمهورية، لن نقبل بعد الآن إلا بقائد جيش قوي ورئيس قوي يمثل المسيحيين لا رئيس يمثل تيار المستقبل»، مشيرة إلى «أن الحوار مع تيار المستقبل لو حصل لن يكون إلا ضمن شروط نضعها نحن واتفاق مكتوب».
التظاهر اليوم ينتظر سلام
وأوضحت «أن ما حدث اليوم أمس استنفار قواعد وجماهير التيار، على رغم العرقلة التي حصلت من القوى الأمنية على الطرقات وإعاقة المناصرين من الوصول إلى ساحة الشهداء».
وإذ أشارت المصادر إلى «أن مسعى اللواء عباس إبراهيم لم يصل إلى حائط مسدود وأن العمل لا يزال جارياً مع جميع الأطراف بعيداً عن الإعلام»، حذرت من «أن أي قرار سيتخذ في جلسة اليوم يتجاوز وزراء التيار سيتحمل مسؤوليته رئيس الحكومة ويعتبر خطوة ضد الشريك المسيحي، فالأمور متجهة إلى التأزم داخل الحكومة إذا لم يتم تفهم مطالب التيار ولم تقرأ رسالة التحرك جيداً من قبل المعنيين»، ولفتت المصادر إلى أن التظاهر اليوم أمام السراي متوقف على ما سيصدر من سلام في بداية الجلسة، مع تأكيدها أن «حزب الله يقف إلى جانب التيار في مجلس الوزراء ومتعاطف ومؤيد لتحركاته في الشارع».
وأبدت المصادر استياءها من استقبال البطريرك الماروني بشارة الراعي لوزير الدفاع الوطني سمير مقبل، ورأت في اللقاء محاولة لاستفزاز للعماد عون.
وتمنى وزير التربية الياس بوصعب «أن نصل إلى حل إيجابي في مجلس الوزراء اليوم وأن يحترموننا كمكون أساسي في الحكومة».
الحكومة إلى هيئة حوار وطني!
في المقابل، قال وزير العمل سجعان قزي لـ«البناء» «إن تحركات التيار الوطني الحر تعطي حيوية وديمقراطية، إن كان في الشارع أو داخل جلسة مجلس الوزراء»، واستبعد قزي أن «يكرر الوزير جبران باسيل ما فعله في الجلسة السابقة بحق الرئيس سلام»، معتبراً أن «التهجم شيء والنقاش الحاد داخل الجلسة شيء آخر».
وشدد قزي على ضرورة الانتقال إلى تفعيل العمل الحكومي وبحث القضايا الداهمة والمتعلقة بمصالح المواطنين ومناقشة بنود جدول الأعمال، واستغرب «أن تنعقد جلسة بلا جدول أعمال»، داعياً إلى «إحياء هذا الجدول وإلا تحولت الحكومة إلى هيئة حوار وطني».
وإذ لفت قزي إلى أنه في حال طرح وزراء التيار الوطني الحر ملف التمديد للقادة الأمنيين سيرد وزير الدفاع على هذا الموضوع، نافياً «إمكانية بحث فتح دورة استثنائية للمجلس النيابي في جلسة اليوم».
وأضاف قزي: «كحزب كتائب نرفض أن يتحول المجلس النيابي في ظل الفراغ الرئاسي إلى هيئة تشريعية بل يعتبر الآن هيئة انتخاب وموقنا هذا من منطلق دستوري لا علاقة له في السياسة».
وإذ دعا قزي إلى اتخاذ موقفٍ حاسم من ملف النفايات، أكد «أن وزراء الكتائب سيطرحون الموضوع بصوت عال لأنه إذا لم يتصدى المجلس لأزمة النفايات فلا قيمة لهذه الجلسة».
جلسة انتخاب الرئيس إلى 2 أيلول
وبالتزامن مع الجلسة السابعة العشرين أمس لانتخاب الرئيس والتي أرجأها رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى الثاني من أيلول المقبل، كان البارز أمس تأكيد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قبيل مغادرته لبنان إلى سورية أن إيران لا تتدخل في الشؤون الداخلية في لبنان ولا نعتقد أن الساحة اللبنانية يجب أن تكون ساحة للتلاعب من قبل الدول الأخرى، ونتوقع من اللاعبين السعوديين الآخرين ألا يعرقلوا الوصول إلى نتيجة بل أن يسهلوا هذا الأمر.» وشدد على «أن معالجة الملف النووي وفرت الأرضية الصالحة لمزيد من التعاون بين دول المنطقة».
ظريف: لن نتدخل في الملف الرئاسي
وعلمت «البناء» أن ظريف عرض في لقاءاته كيفية الاستفادة من مفاعيل الاتفاق النووي لمصلحة لبنان على الصعيدين الاقتصادي والتجاري لا سيما في القطاعات التي تعاني من مشاكل كقطاع الكهرباء.
وشدد على أهمية انفتاح السوق الاقتصادية بين البلدين، وجرى التأكيد بين ظريف ووزير الدفاع سمير مقبل على أن موعد الهبة الإيرانية للجيش مرتبط برفع العقوبات عن طهران الذي لن يتجاوز مدة الشهر. ولاقت الدعوة الإيرانية ترحيباً من المسؤولين اللبنانيين باعتبار أن التعاون فرصة للاستفادة من التجارب والخبرات الإيرانية. وأكد ظريف ضرورة مواجهة الإرهاب، مبدياً الاستعداد لدعم الاستقرار في لبنان ومساعدته بشتى الطرق.
وفي الاستحقاق الرئاسي قال ظريف: «إن إيران جاهزة للمساعدة في إرساء الحوار وتعزيز الوفاق بين اللبنانيين باستثناء التدخل في الملف الرئاسي»، لافتاً إلى «أنه بالإمكان حل هذه المعضلة عبر الحوار».
وأكد رئيس مجلس النواب بحسب ما نقل عنه زواره لـ«البناء» أنّ «السياسة الإيرانية عاقلة ومنفتحة وسعت منذ فترات طويلة إلى ترتيب وضع المنطقة، إلا أنّ التداعيات التي حصلت على مستوى المنطقة عقدت الموقف بين طهران والرياض، ويبدو أنّ ترتيب الملف اليمني مدخل لا بدّ منه لترتيب الملفات الأخرى في الحسابات السعودية». وأشار إلى «أن إيران ملتزمة بعدم التدخل في الشؤون اللبنانية وملتزمة بمساعدة لبنان».
أمنياً، أوقفت قوى الجيش في منطقة عرسال المطلوب المدعو أحمد خالد الحجيري، لمحاولته إدخال مواد كيماوية إلى جرود البلدة، من الممكن استخدامها في تصنيع المتفجرات. كما أوقفت في بلدة عيترون – قضاء بنت جبيل، السوري عبد الرحمن شيخ موسى للاشتباه بانتمائه لإحدى الجماعات الإرهابية.