أعلن تنظيم «داعش» الثلاثاء الماضي، أنّ قراصنته اخترقوا بيانات خاصّة بمئات الجنود الأميركيين، إلى جانب مسؤولين أمنيين ودبلوماسيين.
أعلن تنظيم «داعش» الثلاثاء الماضي، أنّ قراصنته اخترقوا بيانات خاصّة بمئات الجنود الأميركيين، إلى جانب مسؤولين أمنيين ودبلوماسيين.
استدعى الإعلان ردّاً سريعاً على مواقع التواصل، من قبل وزارة الخارجيّة الأميركيّة، عبر حسابها الناطق بالعربيّة. نشر الحساب تغريدتين، منقولتين عن حساب مركز «صواب»، وهو مبادرة مشتركة بين حكومتي الولايات المتحدة والإمارات لمحاربة «داعش».
دعو التغريدة الأولى لـ«الإبلاغ عن مؤيدي التنظيم على تويتر»، في حين تضمّنت الثانية صورة توضيحية لكيفية الإبلاغ عن «الدواعش»، من خلال ستّ خطوات.
دعوات الخارجية الأميركية لمحاربة التنظيم وإغلاق حسابات مؤيديه جاءت بعد ساعات فقط من بدء مجموعة قراصنة تابعين للتنظيم بتسريب بيانات الجيش الأميركي، والتي حصلوا عليها وفق قولهم، من خلال اختراق أجهزة تابعة له.
وذكرت صحيفة «دايلي اكسبرس» البريطانية أنّ «قراصنة تنظيم الدولة نشروا حتى الآن معلومات عن 100 جندي، وهدّدوا بأنّ المعلومات المنشورة جزء من قائمة للقتل».
ونقلت الصحيفة عن «أبو حسين البريطاني»، وهو مؤيد للتنظيم قوله: «وضعونا على قائمتهم السوداء، ونحن أيضاً وضعناهم على قائمتنا الخاصة».
فيما غرد مؤيد آخر للتنظيم: «هذه المعلومات مفيدة جداً للذئاب المنفردة، لتنفذ عمليات القتل والاغتيال».
من جهتها، أشارت شبكة «ان بي سي» الأميركية نقلاً عن شركة «فلاش بوينت للاستخبارات» الأمنيّة العالميّة، أنّ ما يروّج له قراصنة «داعش» غير صحيح، واضعةً ما كشف عنه من «معلومات تتضمن أسماء وعناوين البريد الالكتروني وكلمات سر وأرقام هواتف لأفراد من القوات الجوية الأميركية، والبحرية الأميركية، وناسا، وسلطة ميناء نيويورك ونيوجيرسي»، في خانة الادعاءات الكاذبة.
الاهتمام الأميركي الجديد بأنصار التنظيم على موقع «تويتر»، وبالرغم من ارتباطه بحادثة الاختراق وتسريب المعلومات المفترضة، يشكّل مؤشّراً قوياً على مقدار فشل الحملات السابقة لملاحقة أنصار التنظيم على «تويتر».
فقبل نحو أربعة أشهر، أزال الموقع نحو 10 آلاف حاسب لأنصار التنظيم، تبعه عشرات عمليات إغلاق الحسابات، إضافة إلى عشرات الحملات المماثلة. أحدث الحملات أطلقها مركز «صواب» لملاحقة أنصار التنظيم على «تويتر».
علما أنّ المركز تأسّس بشكل أساسي لمحاربة التنظيم على «السوشال ميديا»، ولتأمين غطاء الكتروني لعمليّات التحالف الذي تقوده أميركا ضد «داعش».
تقول الولايات المتحدة أنّها تبذل جهوداً كبيرة لـ «تطهير» مواقع التواصل من تنظيم «داعش»، وحساباته النشطة. لكنّ تبني الخارجية الأميركية لحملة «تعليمية تحريضية لكيفية الإبلاغ عن أنصار التنظيم»، يعني حتما أن التنظيم «يتابع تمدده» في عالم التواصل الاجتماعي.
الأكيد أنّ الأرقام التي أعلنها مرصد «بروكينغز» الأميركي عن أعداد مؤيدي التنظيم على الموقع الأزرق قبل أشهر، وقدّرت حينها بنحو 46 ألف حساب، لم تعد دقيقة، بل تضخمت بشكل كبير رغم الرقابة الكبيرة والضغوط المتزايدة.
ويبدو أنّ تمدّد «داعش» الافتراضي غير القابل لضبط، دفع بالخارجية الأميركية إلى اليأس، لدرجة باتت تنشر صورة تعليمية تشبه الدرس حول كيفية الإبلاغ عن أنصار التنظيم.
وقد أطلقت تطبيقاً خاصّاً بالعربية بعنوان «الحرب على داعش»، ويضمّ «معلومات عن التحالف الدولي لمكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي الذي يشكّل خطراً بيّناً على شعبي العراق وسوريا (...) وقد يشكّل إذا ترك دون رادع، خطراً متفاقماً يتجاوز ومعلومات عن كيفيّة محاربة التطرّف، ويدعو المستخدمين إلى مشاركة آرائهم حول طرق مكافحة «داعش».تلك المنطقة، ليشمل الولايات المتحدة الأميركيّة»، بحسب ما يرد على صفحة الدخول إلى التطبيق. ينشر التطبيق صوراً.