01-11-2024 09:29 AM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 14-08-2015: الحكومة.. والسيد نصرالله إلى "خطاب النصر الإقليمي"

الصحافة اليوم 14-08-2015: الحكومة.. والسيد نصرالله إلى

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 14-08-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها جلسة الحكومة التي عقدت بالأمس وانتهت بدون أي قرارات، وكذلك خطاب السيد حسن نصرالله بعد ظهر اليوم في الذكرى التاسعة للإنتصار..


تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 14-08-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها جلسة الحكومة التي عقدت بالأمس وانتهت بدون أي قرارات، وكذلك خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بعد ظهر اليوم في الذكرى التاسعة للإنتصار..

السفير
جنبلاط يلتقي الحريري: لست مع رفع سن التقاعد للعسكريين!
نصرالله إلى «خطاب النصر الإقليمي» بالشراكة مع عون

وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم السابع والأربعين بعد الأربعمئة على التوالي.

ولبنان بلا حكومة منتجة للشهر الثاني على التوالي، أما مجلسه النيابي، فبات يستحق أعلى الأوسمة، لأنه الأكثر بطالة، حتى أن مجلس العام 1972 الذي عاش عشرين سنة بفضل تمديد تلو التمديد، ظل ينتج في عز أيام الحرب الأهلية وخطوط التماس.

ولبنان الذي يحتفل، اليوم، للسنة التاسعة على التوالي، بالنصر المخضب على العدو الإسرائيلي، يكاد يُضيّع تلك التضحيات الكبيرة التي دفعها على مدى ثلاثة وثلاثين يوما، مع تعمق الانقسامات السياسية والطائفية والمذهبية، برغم إدراك الجميع أن التأزيم لا يتناسب أبدا ومناخات التسويات التي لا بد وأن تلفح المنطقة، وخصوصا مربع الأزمات اليمنية والسورية والعراقية واللبنانية، ولذلك، لا بأس أن يكون هذا الوقت الإقليمي الضائع مناسبة لتكريس تفاهمات الحد الأدنى محليا، بدل توسع دائرة الانقسام والضياع والاهتراء، وصولا إلى تفكك آخر ما تبقى من مؤسسات.

مهرجان وادي الحجير ثلاثي الأبعاد
في الرابع والعشرين من نيسان 1920، انعقد مؤتمر وادي الحجير، ومن منبره، أطلق العلامة السيد عبد الحسين شرف الدين صرخته مخاطبا ثوار جبل عامل أن ينتفضوا وأن يطلقوا المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي وضد كل محاولة لتقسيم الوطن العربي وتحويله إلى دويلات مذهبية وطائفية.

ومن أدهم خنجر الصعبي وصادق حمزة الفاعور، إلى هادي حسن نصرالله، مرورا بـ «الأخضر العربي»، ظل وادي الحجير رمزا للمقاومة ضد الاحتلال والاستعمار بكل مسمياتهما، وظل الترابط قائما بين جبل عامل وفلسطين وبلاد الشام.

ولعل ميزة إطلالة الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله عبر الشاشة العملاقة من وادي الحجير، مساء اليوم، أنها ستكون ثلاثية الأبعاد:

البعد الأول، هو المناسبة بحد ذاتها، أي انتصار تموز ــ آب 2006، والتدليل على رمزية وادي الحجير، حيث كان الإسرائيلي يريد أن يتوج تلك الحرب بمجرد التقاط صورة لمجموعة من جنوده وضباطه عند الضفة الشمالية لنهر الليطاني، لكن المقاومين، حولوا هذا الوادي وكل الوديان والدروب المؤدية إليه إلى مقبرة لأكثر من خمسين دبابة «ميركافا»، فكانت ملحمة ربما وَثَّقَها الإسرائيليون بتفاصيلها الدقيقة والمؤلمة أكثر من اللبنانيين أنفسهم.

وبطبيعة الحال، سيعيد السيد نصرالله التأكيد في هذا المضمار، على جهوزية المقاومة للرد على أية حرب أو مغامرة يفكر الإسرائيليون بالقيام بها.

البعد الثاني، هو التأكيد مجددا على ترابط مواجهة الإرهابَين الإسرائيلي والتكفيري، وصولا إلى القول إننا كما انتصرنا في تموز 2006 سننتصر في نهاية المطاف في حربنا المفتوحة ضد الإرهاب التكفيري بمسمياته كافة.

البعد الثالث، هو البعد المحلي، انطلاقا من إعادة التأكيد على وفاء المقاومة لكل شركائها في الانتصار التاريخي، وفي طليعتهم الجيش اللبناني وكل حلفاء المقاومة في الداخل وأبرزهم العماد ميشال عون.

ولعل القيمة المضافة لخطاب العام 2015، أنه يأتي غداة التوصل إلى التفاهم النووي الذي اطّلع السيد نصرالله على الكثير من تفاصيل مفاوضاته وقطبه المخفية، خلال اللقاء المطول الذي جمعه، ليل الثلاثاء الماضي، بوزير خارجية إيران محمد جواد ظريف.

ولن يكون مستبعدا أن يتوّج الأمين العام لـ «حزب الله» خطابه هذه السنة بمخاطبة جمهوره المحتشد في وادي الحجير أو الذي يتابعه عبر الشاشات بأن وعده بالانتصار في العام 2006 تحقق... «وإن شاء الله سيتحقق قريبا وعدُنا لكم بالنصر الإقليمي الكبير».

وعلى مسافة أقل من ساعتين من انتهاء خطاب نصرالله، يطل العماد ميشال عون، عبر شاشة «المنار» في لقاء بدا مدروسا بتوقيته ومضمونه، حيث ينتظر أن يلاقي «الجنرال» خطاب «السيد» بإعلان التمسك بالشراكة والتحالف، وفي الوقت نفسه، تسليط الضوء على ثوابت الاستقرار والوحدة والشراكة، من دون التفريط بالخطوات التصاعدية التي ينوي «التيار الوطني الحر» القيام بها في المرحلة المقبلة، خصوصا أنه تجاوب مع أكثر من مبادرة سياسية، ليتبين لاحقا أن هناك من يريد كسره وتياره وجمهوره لأسباب تتعلق بخياراته السياسية وخصوصا تحالفه مع المقاومة.

جنبلاط لـ «السفير»: حماية الاستقرار
وفيما اتخذت جلسة الحكومة، أمس، طابعا منبريا استعراضيا، بدليل فيض الكلام الذي قيل فيها، من دون التوصل إلى أية تفاهمات لتأمين استمرارية عمل مؤسسة مجلس الوزراء (التفاصيل ص3)، تمحور لقاء أمس الأول الباريسي بين الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط، حول «سبل حماية الاستقرار في لبنان وتذليل العقبات التي تعترض عمل مؤسساته الدستورية». وقال جنبلاط لـ «السفير»: «اللقاء مع الشيخ سعد كان إيجابيا جدا واتفقنا على أهمية تمتين الاستقرار الداخلي والتأكيد على استمرار الحوار وتفعيل عمل الحكومة بالتزامن مع فتح دورة استثنائية لمجلس النواب».

وحول المشروع المتعلق برفع سن التقاعد للعسكريين، قال جنبلاط: «نحن معترضون عليه لأنه يرتب أعباء كبيرة على الخزينة وهذه بدعة، لأننا بدل أن نكون أمام ٤٠٠ عميد نصبح أمام ٨٠٠ عميد، ولذلك لا مفر من التمديد».

وعن مستقبل الحكومة، قال جنبلاط: «برغم كل شيء، لم تنتهِ الحكومة، وعلى المرء أن يعتاد على الارتجاجات».

من جهتها، قالت أوساط مقربة من الحريري لـ «السفير» إن رئيس «تيار المستقبل» على تفاهم مع الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط على عدم المس بالحكومة، «ولذلك علينا أن ننتظر حتى تهدأ العاصفة العونية، ومن الآن ولغاية أسبوعين، لا بد للحكومة من أن تواصل اجتماعاتها وأن تتخذ قرارات الضرورة، وهذا الأمر يسري على مجلس النواب، بحيث تُفتح أبوابه ويمارس أيضا تشريع الضرورة إلى حين انتخاب رئيس جديد للجمهورية».


النهار
وقائع الجلسة المتفجرة تنذر بالتعطيل الشامل
ردود حادة على العونيين وحرب يعتكف

وتناولت صحيفة النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول "لم تخرج "حكومة المصلحة الوطنية" من جلستها مرة ، منذ تشكيلها، مفككة تنعى بقايا تماسكها كأنها تشارف الموت السريري كما فعلت امس. ذلك ان محضر جلسة مجلس الوزراء عكس للمرة الاولى العمق الخطير الذي بلغته الأزمة الحكومية والسياسية التي تتخبط فيها البلاد وسط تعمّد شل الحكومة كإحدى الوسائل الضاغطة التي لم يحققها التحرك الاحتجاجي في الشارع اول من امس لانصار "التيار الوطني الحر"، فجاءت وقائع الجلسة لتعوّض النتيجة السلبية تماماً. بل ان الامر لم يقف هذه المرة عند التداعيات المتواصلة للتمديد الثلاثي للقيادات العسكرية بل تجاوزه الى الاخطر والأسوأ في تداعيات رفع المتظاهرين لافتات مسيئة الى تيار "المستقبل" واتهامه بـ"الداعشية" الامر الذي استدعى مداخلات لوزراء "المستقبل"، كانت أبرزها للوزير نهاد المشنوق اتسمت بدلالات ثقيلة جدا من حيث الآثار الخطيرة التي واكبت هذا المناخ الخانق. أما المفاعيل السياسية للاحتقانات المتصاعدة التي تحولت الجلسة متنفساً ماراتونياً للتعبير عنها فتدرجت من اعلان وزير الاتصالات بطرس حرب اعتكافه عن حضور الجلسات العقيمة لمجلس الوزراء ولم تقف عند حدود اصطدام تحذير رئيس الوزراء تمّام سلام من مغبة عدم تخصيص السلفات الضرورية لصرف الرواتب ومعالجة ازمة النفايات فيما انتهت الجلسة الى لا قرار في اي مجال.

الوقائع
وفي وقائع محضر الجلسة الذي توافر لـ"النهار"، تجدد السجال السياسي العقيم من حيث انتهى في الجلسة السابقة،وقد اضيفت اليه مفاعيل التمديد الثلاثي للقيادات العسكرية الذي اعتبره وزيرا "التيار الوطني الحر" غير شرعي وغير قانوني، وتظاهرة العونيين التي رفعت فيها شعارات مسيئة الى "تيار المستقبل" ولا سيما منها شعار "الدولة الاسلامية" على علم "المستقبل" الامر الذي دفع الوزير نبيل دو فريج الى القول: "أنا المسيحي اللاتيني العضو في تيار المستقبل ، وانا لا مرجعية دينية لي الا قداسة البابا، بتّ انتمي الى الدولة الاسلامية - امارة لبنان".

واستهل الرئيس سلام الجلسة بقوله: في ضوء مطالبتنا الدول بضرورة انتخاب رئيس الجمهورية وسعينا الدائم لإجراء الانتخاب لا نزال في مواجهة كبيرة لهذا الاستحقاق واستحقاقات كبيرة اخرى كالرواتب والسندات والتحكيم في موضوع الطائرة. ان جدول اعمالنا مجمد ولا نزال في داومة التعطيل وعدم الانتاج وتواجهنا مشاكل ملحة كالنفايات التي تضغط على البلد بصورة مستفحلة. لقد املت في إيجاد حل لترحيل النفايات فواجهتنا عقبات وعلينا ان نتصارح حول كونه موضوعا وطنيا بامتياز. لكن ان يتحول موضوع النفايات ليتخذ شكلا طائفيا ومناطقيا فهذا يدفعني الى القول ان هذا الملف لا يمكن حله الا على الصعيد الوطني ويستحيل حله طالما ان المناخ السياسي العام على هذا النحو.

وتحدث وزير البيئة محمد المشنوق فكرر ان الهم الوطني اليوم هو النفايات وما يكبلنا ويجعلنا في حال عجز هو الوضع السياسي. واشار الى ان موضوع المناقصات سينتهي بعد يومين وسنعلن نتائجها الثلثاء المقبل الا اننا في حاجة للانتقال الى نظام جديد لحل قضية النفايات.

وتساءل الوزير رشيد درباس عن سبب الامعان في الامور التي تشكل الازمة. فعندما يتهجم نائب من "التيار الوطني الحر" على رفيق الحريري الميت منذ عشر سنين فهذا لا يفيد الشركة الوطنية. وخاطب الوزيرين باسيل وبو صعب قائلا: "البارحة انتقدتم وزير الدفاع لانه تخطى صلاحيات مجلس الوزراء وانا اسأل وزير الخارجية كيف تستطيع ان تمون على 24 وزيراً وتتكلم عنهم دون توكيل؟".

وكانت مداخلة للوزير سجعان قزي أعرب فيها عن الشعور بالخجل من الرأي العام بعدما كنا اعطينا انطباعا في البداية بانجازاتنا اننا قد نكون من احسن الحكومات. لكن ما يجري اخيراً حوّل الصورة الى اسوأ حكومة عرفها اللبنانيون. ورأى وجوب اعتبار جلسات مجلس الوزراء مفتوحة تأكيدا لتحملنا المسؤولية وايجاد أي حل لمشكلة النفايات. لا احد يفهم لماذا لا تفرض الدولة مطامر. وقد وعدنا رئيس الحكومة بإيجاد حل ولا يجب ان نخرج اليوم بدونه. ويجب العودة الى جدول الاعمال والانتهاء من تقديم مواضيع عليه، فلا يجوز وقف الجدول بسبب الآلية وهذه الحكومة يجب ان تنتج كما يجب حسم موضوع الآلية ومجلس الوزراء لا يجب تحويله الى ديوانية.

وأثار الوزير باسيل موضوع "مخالفة كبيرة حصلت من احد الوزراء (مقبل) وبعلم الحكومة اي بتأجيل تسريح قيادات عسكرية وهذا ما يجعل الحكومة مخالفة للدستور ولا يجوز لوزير اختزال مجلس الوزراء ويستمر الموضوع كأن شيئا لم يكن. اما عمل مجلس الوزراء في ظل اعتراض وزراء لهم تمثيلهم فعندما يكون في وضع عادي يتم تخطي المسيحيين، نحن كتكتل تغيير واصلاح نمثل 27 نائبا واكثر من نصف المسيحيين. لن نقبل بتجاوزنا. لا نقبل ان يتخذ اي قرار في مجلس الوزراء الا بموافقتنا من الدعوة الى جدول الاعمال الى اقرار البنود. نحن جزء من صلاحيات رئيس الجمهورية ولا نقبل اي شيء لا يخضع للتوافق معنا. وما سمعناه من انتقاد يدل على الاستخفاف بشعور الناس وعدم الشعور بالغبن لدى المسيحيين شيء خطير والذين يمثلون المسيحيين ممنوع عليهم الوصول ما يخلق ردة فعل في الشارع.

حرب يعتكف
وتكلم الوزير بطرس حرب فقال: أنا أخجل كمسيحي من الشعارات والكلام على حقوق المسيحيين التي يطلقها البعض، كالقول مثلاً أن حزب الله هو الذي يحمي الوجود المسيحي. هذه ذمّية كاملة للمسيحيين. لا يجوز لمن يضرب الدستور ويعطله ويعطل الإنتخابات الرئاسية ويفرغ موقع الرئاسة المسيحي أن يزعم أنه يدافع عن حقوق المسيحيين. ولا يمكن حماية حقوق المسيحيين بضرب مجلس الوزراء ومجلس النواب وتعطيلهما. الكلام على انتخاب أحد المرشحين الأربعة الأقطاب رئيساً غير صحيح. الصحيح أن العماد عون يرفض أن ينتخب ثلاثة من الأربعة المذكورين ولا يقبل إلا بإنتخابه هو أو لا أحد سواه.

وتوجّه إلى الوزراء العونيين، قال: كنت مع التعيين في المراكز الأمنية وكنت أعلنت أنني أؤيد العميد شامل روكز لاعتبارات متعددة أولها أنه ضابط كفي. ويوم طرح وزير الدفاع الأمر للتعيين من رفضه؟ أنتم رفضتم طالبين التوافق على من نعين قبل طرحهم. لم نتوافق فهل نمنع التعيين؟ كفانا مناورات وتهديدات وتهويلا. ألم تشعروا بعد أن الشعب في وادٍ وأنتم في واد آخر. بالأمس حضرتم وجهدتم للقيام بتظاهرة ظنناها مليونية فجاءت بعدد قليل لم يتجاوز الـ 1500 شخص. ألم تفهموا الرسالة؟ الخلاصة أنكم تحاولون فرض ميشال عون على اللبنانيين خلافاً لأحكام الدستور وهذا ما لن نوافق عليه. عليكم أن تفهموا أن مجلس الوزراء ليس نادياً بل هو سلطة تنفيذية تتخذ قرارات، ويوم يعجز عن ذلك لا يعود مجلساً للوزراء، وتتوقف أمور البلاد والعباد. أنا شخصياً لا أقبل أن أكون شريكاً في هذه اللعبة ولن أسكت عليها لأنني أكون مشاركاً فيها. لا أستطيع أن أكون شاهد زور على ما يجري. فإما أن يعود مجلس الوزراء للعمل كمجلس وزراء يتخذ قرارات لتسيير أمور البلاد وإما لا حاجة الى استمراره ويبدو أن النية ليست موجودة لتفعيل عمله. لذلك أبلغ مجلس الوزراء أنني سأعتكف وأمتنع عن حضور جلسات الحكومة إذا كانت ستبقى كما هي، وسأنصرف إلى تصريف أمور وزارتي لأن ليس لدي وقت لإضاعته.

وحصلت مشادة حادة بين الوزيرين حرب والياس بو صعب. ثم كانت مداخلة للوزير نهاد المشنوق قال فيها: "نحن لا نقبل ان نتهم بالداعشية كتيار المستقبل". وتوجه الى وزراء عون قائلاً: "لا يجوز لكم رفع أعلام كهذه عندما ندفع دماً. هناك ثلاث قوى سياسية رئيسية على هذه الطاولة لا توافق على ما تطرحون وقد اطلعتك يا معالي الوزير بو صعب على الاسباب المحلية والدولية التي لا تسمح بذلك واني أدعوكم الى الواقعية والهدوء. فما هي القضية الكبرى اذا لم يتم تعيين فلان في هذا المركز او ذاك؟ لماذا رفع الشعارات الطائفية الحادة خصوصا ان الانتخابات بعيدة الان وهذه الشعارات الطائفية لن تفيدكم في جلب الاصوات. نحن لدينا 38 نائباً وليس 27 مثلكم، الا اننا نختلف عنكم بأننا نستمع الى الاخرين ونريد حلّ مشاكل البلاد. نحن في مرحلة انتقالية وليس تغييرية. ونمثل الدولة والناس كحكومة ولن يصح لنا دائماً ان نجد رئيساً للحكومة كالرئيس سلام بصبره. فلنستفد منه. عندما يكبر حجمك يجب ان تستوعب أكثر ولو اردنا تطبيق الصفة التمثيلية لكانت نسب المشاركة في هذه الحكومة مختلفة".

وتدخل وزير المال علي حسن خليل قبل انتهاء الجلسة مطالباً بقرارات بنقل من الاحتياط الى الرواتب، لافتاً الى الحاجة الماسة الى تغطية المعاشات هذا الشهر. وكان ختام الجلسة للرئيس سلام الذي قال: "لدينا حاجة الى سلفة في موضوع النفايات والا سنقع في مشكلة وهناك محاولة لحلحلة الامور. تحوّل الكلام الى تبادل للآراء ولكن لم يصب في اتجاه الحلحلة. لقد توصلت الجلسة الى عدم القدرة على اتخاذ أي قرار فليعلم كل الناس ان جلساتنا ستصبح عقيمة اذا استمررنا على هذا الشكل فمسؤوليتنا مشتركة".

التعطيل
واستقت "النهار" من مصادر وزارية ملاحظات على مسار الجلسة، فقالت إن هناك شركة بين أكثر من طرف أدت الى تعطيل مجلس الوزراء. وبدا واضحا أن الرئيس سلام أراد إعطاء الوزراء فرصة الكلام لكنه امتنع في ختام الجلسة عن طرح قضايا أساسية على طاولة النقاش وخصوصاً موضوع النفايات. وعندما طالبه وزراء بهذا الطرح أجاب: "مش ظابطة". ورأت هذه المصادر أن سياق الجلسة وما انتهت اليه ينذر بتعطيل مؤسسة مجلس الوزراء.

وسألت "النهار" وزير الداخلية نهاد المشنوق عن تقويمه للجلسة فأجاب: "المرجعية الوطنية الوحيدة القادرة على إدارة الأزمة بحكمة وعقلانية هو الرئيس نبيه بري".

ولم تكن تداعيات الازمة بعيدة من اللقاء الذي جمع الرئيس سعد الحريري ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط في دارة الحريري بباريس مساء الاربعاء الماضي والذي تخلله عشاء. وافادت المعلومات ان الرجلين بحثا في "سبل حماية الاستقرار في لبنان وتذليل العقبات التي تعترض عمل المؤسسات الدستورية".

الى ذلك، سجل أمس لقاء عسكري "ودي" لقائد الجيش العماد جان قهوجي وقائد فوج المغاوير العميد شامل روكز اللذين تناولا الغداء معاً في احد مطاعم وسط بيروت.


الأخبار
احتجاجات عون تشلّ الحكومة

كما تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول "لم تكن أحوال جلسة مجلس الوزراء أمس سوى انعكاس لصورة التعطيل الشامل الذي تسير عليه الحكومة، على درب تعطيل مجلس النواب والعجز عن انتخاب رئيس للجمهورية، في ظل تراكم الأزمات المالية والاقتصادية. غير أن مرحلة ما بعد التمديد للقيادات الأمنية تبدو أقسى، في ظلّ تمسّك العماد ميشال عون بخوض «معركة لا سقف لها»، مع الإعداد لتحركات شعبية أكبر عدداً وأوسع مشاركةً، من المرجّح أن تتصاعد في عطلة نهاية الأسبوع، على شكل قطع طرقات في وسط بيروت ومحيطه.

على أن تحركات الشارع أول من أمس، دفعت قوى سياسية معنية إلى تحريك اتصالات بعيداً من الأضواء في محاولة لاستعادة التواصل والحوار. غير أن عون اكتفى بـ«أخذ العلم»، من دون أي تعديل في الخطة المرسومة للتصعيد. وبحسب مصادر مطّلعة، فإن «عون لم يعد يرى أن الأزمة تنحصر في مسألة التعيينات»، بل إنه «مستمر في آخر معارك الدفاع عن المسيحيين وحقوقهم، وهو يسعى لتعديل آلية عمل السلطة التنفيذية في الأصل، وبالتالي الوصول إلى تثبيت الحكم الجماعي وليس التفرّد في اتخاذ القرارات في الحكومة»، علماً بأن مصادر وزارية في التيار الوطني الحرّ عادت وأكدت لـ«الأخبار» أن مبادرة المدير العام للأمن العام لرفع سن التقاعد للعسكريين «لم تمت، وقد تكون المخرج من الانسداد الحالي، إذا ما تم الاتفاق على الذهاب بها إلى مجلس النواب بعد إدخال بعض التعديلات عليها، وقد تمرّ حتى ولو لم يوافق عليها تيار المستقبل».

تصعيد عون الشعبي لم يره الرئيس تمام سلام «حاشداً»، بل وجد فيه «لعباً بمستقبل البلد واستقراره» كما يقول مقرّبون منه. ويعبّر هؤلاء عن اقتناعهم بأن عون لا يريد إسقاط الحكومة بل تعطيلها. وبحسب هؤلاء، فإنه في «ظلّ شلل مجلس النواب وغياب رئيس للجمهورية، يشكّل تعطيل الحكومة الحلقة الأخيرة في سلسلة إسقاط الدولة».

سلام الذي عاد بمعنويات مرتفعة من الاردن، أظهر انزعاجاً من الحملات الإعلامية التي تشنّها قناة «أو. تي. في.» عليه، كما من الشعارات التي رفعت في اليومين الماضيين خلال تحركات العونيين، خصوصاً لجهة الإيحاء بأن رئيس الحكومة «داعشي». وقال زوار رئيس الحكومة إنه يخشى فعلياً تعطيل الحكومة، و«يفكّر جديّاً في الاستقالة في حال استمرت الأمور على هذا النحو، خصوصاً لناحية تظهير الصراع مسيحياً ــ إسلامياً». وتوضح المصادر الوزارية أن «أفكار الاستقالة دائماً تخطر في بال الرئيس بسبب الانحدار الذي يصل إليه العمل السياسي، إلّا أنه ليس في وارد الاستقالة الآن وترك البلاد للمجهول، لأنه لن تتشكّل حكومة في المدى المنظور في ظلّ الأوضاع الإقليمية الحالية».

وفي وقت أشار فيه أكثر من مصدر وزاري في فريق 14 آذار وفريق رئيس الحكومة إلى موقف حزب الله من تحركات عون، معتبرين أن ما عبّر عنه وزير الصناعة حسين الحاج حسن في جلسة أمس من تكرار لدعم مواقف عون ومطالبه بمثابة موافقة على «شلّ الحكومة وأخذ البلاد إلى المجهول»، فإن الجميع ينتظر سماع خطاب السيد حسن نصرالله اليوم، لتحديد موقف الحزب الحاسم.

جلسة الحكومة أمس لم تتخذ أي قرار، ووصفها أكثر من مصدر وزاري بـ«سوق عكاظ». ولم تلقَ طروحات سلام حول ملفّ النفايات والأجور تجاوباً، في ظلّ الاخذ والردّ الذي ساد الجلسة بين الوزراء، لا سيّما انتقاد الوزير باسيل لوزير الدفاع سمير مقبل وتكفّل الوزير أشرف ريفي بالرد على باسيل، فضلاً عن النقاش الحاد الذي وقع بين الوزير بطرس حرب والوزير الياس بو صعب، الذي ردّ على كلام حرب حول «التمثيل المسيحي خلال الحقبة السورية» بالقول «مش نحن عملنا وزراء ونوّاب بوقتها»، وحين استفسر حرب عن معنى كلام بو صعب، ردّ بو صعب: «اللي في تحت باطو مسلّة بتنعرو». وبعد الجلسة، أعلن حرب اعتكافه عن حضور الجلسات «إلا إذا حصل توجه جدي لكي يعود مجلس الوزراء سلطة قادرة على اتخاذ القرارات». من جهته، أدلى الوزير نهاد المشنوق بمداخلة طويلة، وتوجّه إلى باسيل وبو صعب بالقول: «لا أحد يمكن أن يقول إنه يمثل أكثر من غيره، وبالتالي أنا أصوّت أكثر من غيري، بغياب رئيس الجمهورية تناط صلاحيات رئيس الجمهورية بمجلس الوزراء مجتمعاً، وليس بالتمثيل المسيحي الذي ليس هو موضع نقاش ولا موضع خلاف». وغمز من قناة اكتفاء التيار الوطني الحر بشنّ الحملات على تيار المستقبل واستثناء الرئيس نبيه برّي. كذلك أشار الوزير سجعان القزي إلى ضرورة جعل جلسات مجلس الوزراء مفتوحة، للتوصل إلى حلّ لأزمة النفايات والعودة إلى جدول أعمال المجلس.


اللواء
الحكومة في مهب الخلافات السياسية.. والحوار بين المستقبل وحزب الله مهدّد!
سجالات عقيمة ومشادات.. وحرب يعتكف.. والمشنوق يؤكّد: نحن ندفع ضريبة الدم بمواجهة داعش

بدورها تناولت صحيفة اللواء الشأن الحكومي وكتبت تقول "على طريقة: «تيتي تيتي متل ما رحتي جيتي» انعقدت جلسة مجلس الوزراء على مدى ثلاث ساعات أمس، من دون التوصّل إلى أية نتيجة، لدرجة ان أحد الوزراء وصفها بأنها «جلسة عقيمة.. كما دخلنا خرجنا».

وصلت الحكومة إلى الحائط المسدود، فهي لم تخرج بقرارات ولم تحدد موعد جلسة جديدة، ورفعت امرها إلى «المعالجة السياسية» وإلى ما يمكن ان تسفر عنه «الغرف المغلقة»، أو الصالونات محلياً وخارجياً، في وقت تحتدم فيه المواجهات العسكرية من مدن اليمن إلى دمشق وبغداد مع العودة إلى الاحتكام إلى مظاهر القوة وعمليات التفجير، بعدما تهاوت المبادرات السياسية والدبلوماسية الواحدة تلو الأخرى، لا سيما المبادرتان الإيرانية والروسية.

استبق النائب ميشال عون ما يمكن ان يعلنه الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله في خطابه في الذكرى التاسعة لوقف العمليات العسكرية في حرب تموز 2006، ليس لجهة توجيه رسالة تقدير وتضامن مع النائب عون قبل اقل من ثلاث ساعات من اطلالته عبر محطة «المنار» لرد التحية بمثلها وحسب، بل لإعادة طرح فكرة ان المخرج للأزمة المستعصية في مجلس الوزراء تكون من خلال الحوار بين تيّار «المستقبل» و«التيار الوطني الحر»، وإن كانت الأفكار التي طرحها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم لم تبلور حتى تاريخه أية فرصة للتوصل إلى أية ارضية مشتركة تفسح في المجال امام معالجة خارج قاعات السراي تؤدي الى عودة جميع الوزراء إلى الطاولة، بعد جلسة أيقن جميع الوزراء الذين شاركوا فيها انها الأخيرة على الأقل خلال ما تبقى من هذا الشهر.

وتوقع مصدر نيابي ان لا يخرج السيّد نصر الله في خطابه اليوم، والمحكوم بحسابات المكان والزمان، لا سيما رمزية المكان (وادي الحجير) حيث ستتأثر هذه النقطة بجانب لا بأس به من الخطاب، عن ما هو معتاد من مواقف حزب الله، سواء التي صدرت عن لسانه أو التي ينطق بها الوزراء في مجلس الوزراء والنواب عبر المناسبات التي يشاركون فيها.

والأخطر في جلسة الأمس، ان «الطاسة» ضاعت، وبدا كل وزير يغني على ليلاه.

وذكرت الجلسة بساعاتها الثلاث بمؤتمرات الحوار، سواء اللبنانية أو الإقليمية التي غالباً ما تؤول إلى الفشل، وتعقبها جولات من التأزم والصدام:

1- بالنسبة لوزيري عون: الياس بو صعب وجبران باسيل، كان الهم الأساسي منع الجلسة من إقرار آلية وإصدار أي قرار أو توقيع أي مرسوم، وعبر السجال الذي دار بين وزير الاتصالات بطرس حرب وبو صعب الذي وصفه حرب بأنه «بلا اخلاق» عن ان وزيري التيار العوني كان همهما محاكاة ما حدث في الشارع يوم الأربعاء.

2- من الكلام غير المتوقع ما أعلنه وزير حزب الله حسين الحاج حسن من ان الحزب يؤيد وصول النائب ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، وأن الحوار مع المستقبل لم يؤد إلى نتيجة، الأمر الذي طرح سؤالاً على لسان أحد الوزراء عن جدوى استمرار الحوار بين المستقبل و«حزب الله».
ولم يكتف الحاج حسن بإعلان هذا الموقف بل قال صراحة: «نحن ندعم عون داخل مجلس الوزراء وخارجه»، وفسر هذا الموقف بأنه قد يكون يمهد لمشاركة حزب الله لاحقاً في التحركات العونية في الشارع.

3- احرج وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الوزير العوني جبران باسيل عندما قال له: ما تثيرونه من نقاش لا يمت بصلة إلى الواقعية السياسية، ولا علاقة له بالمرحلة التي يمر بها لبنان والمنطقة، وشعاراتكم أمس كانت غير واقعية في الشارع، بما في ذلك حملتكم على قائد الجيش العماد جان قهوجي. وأكد: «نحن ندفع دماً ضد «داعش» وأنتم تتفرجون وتحللون دم الآخرين».

وتوقف وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس الذي وصفه زميل له بأنه كان «نجم الجلسة» عند الشعارات المعيبة التي أطلقت على مقربة أمتار من ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وقال للعونيين: «هل اقمتم حساباً لخروج الرجل من قبره، وقال لكم عيب ما يحصل». وأشار إلى ان مشكلة التيار العوني باتت مع الطائفة السنّية بأمها وأبيها، وهذا ما يفسّر كلام باسيل لـ (وزير الخارجية الإيراني محمّد جواد) ظريف بدعم الأقليات.

4- آثر وزير الدفاع سمير مقبل إعلان موقفه خارج القاعة، حتى لا يدخل في اشتباك كلامي يؤدي إلى تبادل الشتائم، لا سيما وأن الوزيرين العونيين يعتبرانه «بطل» المشكلة عبر قراره بالتمديد سنة للقادة العسكريين الثلاثة، وقال في مؤتمره الصحفي: أود أن أعلم الرأي العام أن المؤسسة العسكرية قد تتعرّض إلى أزمة تموين وغذاء ورواتب، الأمر الذي يؤثر سلباً على دورها.

5- وفي إطار المناحات والاستغاثة بحكومة مأزومة، وصفها وزير العمل سجعان قزي بتصريح لـ«اللواء» بأنها «باتت في حاجة لمن يلمّها»، دق وزير المال علي حسن خليل ناقوس الخطر في ما خص الرواتب لموظفي القطاع العام وبرّأ ذمته من الأزمة المحدقة بالموظفين إذا لم يتم فتح اعتمادات مالية إضافية.

وفي سياق السجالات والمداخلات حضر البابا فرنسيس الأول على لسان الوزيرين درباس ونبيل دو فريج الذي اعتبر أن مرجعيته البابا، وهو عضو في تيّار المستقبل كمسيحي لاتيني، لكن الصورة التي رفعها الوزير السابق نقولا صحناوي جعلت من دو فريج عضو في «الدولة الإسلامية».

6- إلى وضع القرف هذا، أعلن الوزير حرب أنه لن يُشارك في أي جلسة من جلسات مجلس الوزراء ما لم يعود سلطة تنفيذية قادرة على اتخاذ قرارات، ولن يكون شاهداً على إسقاط دور الدولة، في حين ذكّر وزير العدل أشرف ريفي الوزير بوصعب بأن «حكومتكم مدّدت لقائد الجيش في المرة الأولى»، في إشارة إلى حكومة الرئيس نجيب ميقاتي.

وبين كرّ وفرّ بين الوزراء، طفح الكيل لدى الرئيس تمام سلام الذي عاش طوال الجلسة حالاً من الانزعاج، ولم يرَ مناصاً من رفع الجلسة من دون تحديد موعد لجلسة جديدة، وهو كان أثار في مستهلها موضوع النفايات الذي اعتبره موضوعاً وطنياً يحتاج إلى تعاون الجميع، مبدياً تخوفه من دوّامة التعطيل والعجز، معتبراً أنه من دون تفاهم سياسي لا يمكن معالجة موضوع النفايات، محذراً من أن حالة الشغور الرئاسي والشلل في مجلس النواب قد تتسلل إلى مجلس الوزراء.

لقاء الحريري - جنبلاط
وفي شأن سياسي آخر، زار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الرئيس سعد الحريري في مدينة بوليو سورمير في الجنوب الفرنسي، وجرى بحث لتطورات الوضع في المنطقة وسبل حماية الاستقرار في لبنان وتذليل العقبات التي تعترض عمل مؤسساته الدستورية، بحسب ما أفاد المكتب الإعلامي للرئيس الحريري.

ولم يشأ جنبلاط التحدث لمراسل «اللواء» في باريس بشارة البون عن تفاصيل لقائه مع الحريري الذي تخلله عشاء، أو التعليق على الحراك الديبلوماسي السعودي والإيراني على الصعيد الإقليمي، مبدياً رغبته الالتزام حالياً بموقف «المتفرج» حيال ما يجري في الداخل اللبناني، وحرصه على عدم الدخول في سجالات أو الردّ على الاستفزازات والتحديات التي يحاول البعض إثارتها في الشارع.


البناء
السعودية غضبت فأوعزت فأشعل بطرس فتيل حرب التلويح بإسقاط الحكومة
السفير السوري: تحيات الأسد لعون... والإيراني: التدخلات الخارجية وراء الفراغ
نصرالله في ذكرى الانتصار: النصر على الإرهاب تتمة آخر جولات تموز

صحيفة البناء كتبت تقول "فشلت السعودية في استفزاز إيران وروسيا بموقفها التصعيدي الذي أخرجه وزير خارجيتها من موسكو تجاه سورية، وفشلت أنقرة في استفزاز الثنائي الإيراني الروسي أيضاً بتصعيدها العسكري شمال سورية، فجاء الردّ الروسي بارداً لكن حازماً يقول نحن مختلفون، وفي سورية تقف موسكو بقوة مع رفض أيّ تدخل في الشؤون السيادية التي تخص السوريين وحدهم، وفي مقدمها قضية رئاسة الجمهورية وسائر المناصب السيادية للدولة، وجاء ردّ إيران خلال زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى بيروت في غاية الحنكة ملمّحاً إلى السعودية بعدم التدخل لتخريب ما يتفق عليه اللبنانيون، بينما تحدّث السفير الإيراني محمد فتحعلي لـ«البناء» معتبراً أنّ التدخلات الخارجية تسبّبت بالحؤول دون نجاح اللبنانيين في تجاوز العقبات أمام انتخاب رئيس للجمهورية.

غصبت السعودية فأوعزت بالتصعيد واختارت الوزير بطرس حرب للقول إذا كنتم قد استغنيتم عن الحكومة فنحن نتكفل بإسقاطها، وأعلن وزير الاتصالات اعتكافه لأنّ الحكومة التي تشكل في زمن الأزمات أعلى هيئة للحوار الوطني قد تحوّلت إلى هيئة للحوار الوطني.

في المقابل كان العماد ميشال عون يعلن مواصلة تياره خطط التصعيد في الشارع لإبقاء قضية المواجهة السلمية للتجاهل والتهميش حية، ويتلقى رسالة تحية من الرئيس السوري بشار الأسد حملها السفير السوري علي عبد الكريم علي إلى الرابية.

بالتزامن كانت مشاريع الحلول والتسويات تتنقل بين مقترح الترقية للعميد شامل روكز سبق لـ«البناء» أن أشارت إليه قبل عشرة أيام على صفحتها الأولى، يسابقه مقترح مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم برفع سن التقاعد للضباط.

الحدث الأبرز اليوم هو إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من وادي الحجير، الموقع التاريخي لمجزرة الدبابات بحق جيش الاحتلال في حرب تموز، بالتزامن مع معلومات عن إمكانية الإعلان عن الزبداني منطقة محررة من المجموعات المسلحة أثناء كلمة السيد نصرالله، التي قالت مصادر متابعة إنها ستتضمّن اعتبار النصر على الإرهاب آخر جولات حرب تموز المستمرة منذ تسع سنوات بأشكال متعددة، وأنّ النصر الذي تحقق في الحرب الأصلية في تموز لن يهتز أو يتغيّر في حروب الوكالة التي تخاض لحساب «إسرائيل».

السعودية تدقّ المسمار الأول في نعش الحكومة
دخل مجلس الوزراء أمس في عجز موقت ربما يكون نهائياً إذا كرت سبحة الاعتكاف التي بدأها وزير الاتصالات بطرس حرب المحسوب على 14 آذار.

ويبدو أن الرد السعودي على زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف جاء سريعاً، السعودية التي ساءها ما رافق زيارة ظريف، لم تستطع أن تعطل اجتماعه برئيس الحكومة تمام سلام، فالوزير الإيراني أدار ملفه في شكل بالغ الدقة، ألغى زيارته إلى تركيا للقاء رئيس الحكومة، وهذا ما أحرج فريق 14 آذار، ولم تنفع السلوكيات الجافة من قبل جهاز البروتوكول في السراي الحكومية في إحراج الوفد الإيراني.

وعلى هذا الأساس، يرى المطلعون أن نجاح إيران عبر زيارة ظريف أخرج السعودية من طورها ويبدو أنها أوعزت لمسيحيي 14 آذار دق المسمار الأول في نعش هذه الحكومة حتى لا تتحمل مباشرة المسؤولية الدولية فيما لو بادر تيار المستقبل إلى هذا التصرف، كعملية اختبار لردود الفعل، فكان اعتكاف حرب.

«دفن آمال عون»
وإذ لفتت مصادر مطلعة لـ«البناء» إلى «أن وزراء التغيير والإصلاح وحزب الله لن يستقيلوا أو يعتكفوا من الحكومة، أشارت إلى «أن السعودية بدأت تبعث برسائل عن إمكانية الذهاب لإسقاط الحكومة لقطع طريق على أي تعيينات أو ترقيات لضباط قد تشمل قائد فوج المغاوير في إطار دفن آمال العماد ميشال عون كلياً».

وكانت جلسة مجلس الوزراء التي استمرت إلى قرابة الواحدة والنصف لم تخرج بأي قرارات في ما يخص أزمة النفايات أو الهبات والرواتب.

وأكدت مصادر رئيس الحكومة لـ«البناء» أن الرئيس سلام سينتظر حصيلة الاتصالات التي ستجرى في الأيام القليلة المقبلة قبل أن يوجه الدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء». ولفتت المصادر إلى «أنه لن يسمح أن تبقى جلسات الحكومة تدور في دوامة التعطيل، فهناك أمور ضاغطة تتعلق بالرواتب وسندات الخزينة والهبات والقروض التي يتعين إقرارها.

وشهدت الجلسة مداخلات مطولة للوزراء تمحورت حول التعيينات والتعطيل الحاصل. وأكد وزير الزراعة حسين الحاج حسن «أن حزب الله يؤيد ما يقوم به التيار الوطني الحر داخل مجلس الوزراء وخارجه».

وتوجه وزير الداخلية نهاد المشنوق إلى التيار الوطني الحر: «هل تعيشون في كوكب آخر؟ نحن نبحث في تحصين لبنان وبقائه في ظل الأخطار التي تتهدده وانتم تطرحون التحاصص والعناوين المطلبية التي ليس المكان مكانها ولا الزمان زمانها. إن التعيينات الأمنية موضوع خلافي لا يمكن تسويته في مجلس الوزراء فلماذا تضعونه عقبة، والقضايا الميثاقية لا تناقش في مجلس الوزراء».

واستعاد حرب الحقبة السورية قبل عام 2005، وكيف كانت تجري الأمور في المؤسسات، إلا أن الجواب جاءه سريعاً من وزير التربية «اللي في مسلة تحت باطو بتنعرو»، نحن يا معالي الوزير لم نكن لا وزراء ولا نواباً أما أنت فكنت نائباً ووزيراً واستفدت من تلك الحقبة».

وأشار الوزير جبران باسيل إلى «أن خطوة تأجيل التسريح لقائد الجيش العماد جان قهوجي غير قانونية، وتحدث عن ضرورة تأمين المشاركة الحقيقية».

وقال وزير العمل سجعان قزي: «لا يجوز أن تجتمع الحكومة للبحث في جنس الملائكة وإلا نكون أمام خيارين إما تحويل مجلس الوزراء إلى ديوانية وتضييف قهوة وشاي، وإلا تحويل مجلس الوزراء إلى هيئة حوار».

وقال: «البعض ربط العودة إلى جدول الأعمال ببعض القضايا المتعلقة تارة بموضوع عرسال، وتارة أخرى بالتعيينات الأمنية والعسكرية وتارة بالآلية الحكومية، انتهت قضيتي عرسال والتعيينات، أو هكذا هو مفترض، وبقي موضوع الآلية فلنبحث عن حل لها في شكل نهائي لنسير بجدول الأعمال».

وأثار وزير الاقتصاد آلان حكيم مسألة دفع لبنان جزاء قيمته 150 ألف دولار في موضوع التحكيم في منع إحدى الشركات من استخدام مطار بيروت بعد الحصول على إذن.

إلى ذلك، لم يتم البحث في ملف النفايات في الجلسة، وتم الاكتفاء بمداخلة رئيس الحكومة تمام سلام الذي قال: «للاسف صار لها لون طائفي ومذهبي ومناطقي»، ومداخلة وزير البيئة محمد المشنوق الذي عدد المراحل التي قطعتها، مشيراً إلى «أن 3 أيام ستفصلنا عن نتائج المناقصات في جميع المناطق اللبنانية».

قهوجي وروكز ورتبة اللواء ثالثهما
في موازاة ذلك، التقى قائد الجيش العماد جان قهوجي قائد فوج المغاوير العميد شامل روكز في غداء في مطعم «كرم» في وسط بيروت. وأكدت مصادر مطلعة لـ«البناء» أن اللقاء يأتي في إطار تبريد الأجواء بين الرابية والعماد قهوجي». ولفتت إلى «أن اللقاء هو محاولة جس نبض حول إمكانية السير بمشروع ترقية الضباط إلى رتبة لواء وفقاً للاقتراح الذي قدمه العميد المتقاعد أمين حطيط والذي يقضي بترقية نواب رئيس الأركان وقادة المناطق وقادة المعاهد العسكرية إلى رتبة لواء بالإضافة إلى أعضاء المجلس العسكري. وتداول الأوساط حالياً تعيين العميد روكز في إحدى هذه الوظائف وترقيته إلى رتبة لواء قبل 15 تشرين الأول المقبل ما يعني تأجيل تسريحه لمدة سنة بحكم القانون. وجرت تسريبات «أن العماد قهوجي تلقف هذا الطرح الذي يأتي في موازاة طرح رفع سن التقاعد للضباط 3 سنوات المرفوض من قبل قيادة الجيش.

السيد نصرالله يطلّ في عيد الانتصار
من ناحية أخرى، يطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الاحتفال الذي يقيمه حزب الله بمناسبة ذكرى التاسعة لحرب تموز عام 2006، عند الخامسة والنصف من عصر اليوم في وادي الحجير السلوقي تحت عنوان نصركم دائم. ومن المتوقع أن يوجه السيد نصر الله في الخطاب رسائل دعم كبيرة لرئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، ويؤكد على أنه شريك في الانتصار وعلى العلاقة الاستراتيجية والوجودية بين التيار الوطني الحر وحزب الله. وسيتناول السيد في خطابه الانتصار الذي تحقق على «إسرائيل» وعلى المجموعات الإرهابية في القلمون والزبداني بفعل المقاومة ودماء شهدائها، والأوضاع في سورية والعراق واليمن.

سفير سورية ينقل تحيات الأسد إلى عون
وفي سياق متصل نقل السفير السوري علي عبد الكريم علي إلى العماد عون تحيات الرئيس بشار الأسد ولإطلاعه على الرؤية العامة تجاه المنطقة والمتغيرات الناتجة من حرب طويلة على لبنان وسورية والمنطقة بكاملها. وأكد عون أن المنطقة مقبلة على انتصارات فرضتها الانتصارات التي حققتها القوى التي تناصر السيادة وترفض الإرهاب التكفيري مع كل مظاهر الهيمنة والفساد مع كل الأطماع الصهيونية في المنطقة.

تحرك الأربعاء محطة أولى في سلسلة محطات
وفي إطار التحرك العوني، تتأرجح الحركات الاحتجاجية للتيار الوطني الحر بين عدم تخريب الاستقرار العام وعدم إسقاط الحكومة، وفي الوقت نفسه إجبار من يمسك القرار في الحكومة وتحديداً تيار المستقبل على أن يأخذ القرارات الصحيحة ويحترم الشراكة الوطنية.

وأكدت مصادر التيار الوطني الحر لـ«البناء» «أن التحرك الشعبي بدأ ولن يتوقف إلا بعد انتهاء عملية السطو والوصول إلى إصلاحات»، مشيرة إلى «أن الأمر قد يتدحرج وصولاً إلى الإطاحة بجميع الوجوه المشؤومة التي تمارس عملية سطو على حقوق المسيحيين واستعادة آلية عمل حقيقية داخل الحكومة وتثبيت مبدأ الشراكة». وأشارت إلى «أن ما جرى يوم الأربعاء ليس إلا محطة أولى في سلسلة محطات ستمتد حتى نهاية شهر أيلول، سيكون لها تبعات سياسية إيجابية».

ولفتت المصادر إلى «أن التحرك انطلق مع التيار الوطني الحر والمطلوب أن يتحول إلى تحرك وطني في سبيل تغيير البنية الأساسية لهذا النظام القائم على المحاصصة الطائفية والمذهبية، فالخلاف بنيوي في شكل هذا النظام الفاسد الذي لا ينتج إلا فساداً فمنذ الاستقلال ونحن ننتقل من فساد إلى أفسد».

قنبلة و3 جرحى في جبل محسن
أمنياً، أفادت معلومات ليل أمس عن إلقاء قنبلة في مقهى في حي الأميركان في جبل محسن في طرابلس، ما أدى إلى سقوط ثلاثة جرحى في حصيلة أولية. وعلى الفور حضرت القوى الأمنية إلى المكان وباشرت التحقيقات.